وسطي
26-03-2003, 06:51 PM
بين الاتجاهات
قلة أدب الـخطاب الإعلامي
عادل القصار
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وان الله يبغض الفاحش البذيء..».
حديث حسن صحيح.
> > >
لغة الخطاب السياسي والاعلامي، سواء كانت في السلم أو في الحرب، لها خطوط من القيم والأدبيات والأصول لا ينبغي تجاوزها، وهذه القاعدة يبدو انها مستثناة في تصرفات رجال السلطة في النظام العراقي ومن سار في فلكهم.
في خطابه لرجال الاعلام وأمام عدسات وكاميرات العديد من المحطات الفضائية، صرّح وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف، وفي فورة من الغضب والحماس الزائد، موجهاً حديثه الى قوات التحالف الأميركي البريطاني قائلاً: «سنركلهم بأرجلنا على قفاهم..».
نعتقد ان من يستخدم مثل تلك المفردات النابية (القفا) مع خصومه وعلى هذا النحو، فيه دليل واضح على انه سليل تربية أسرية وضيعة وصلت الى مستوى من الانحطاط والإسفاف الخلقي لا يشرف ان يسمع او يقرأ لها عبر وسائل الاعلام المختلفة، طالما نزعت الحياء، وفجرت في خصومتها.
الوزير الصحاف بوق من أبواق النظام العراقي، هذا النظام الذي يواجه اليوم تحدي انتزاع السلطة منه بالقوة، ولو لم يتصف لسانه بهذه البذاءات لما حظي بكرم صدام ورعايته. لهذا هو يتصرف على هذا النحو من النشاط الزائد Hyperactivity، كما وصفته الدكتورة منى الغريب.
وكثير من أبواق المصالح ممن هم على شاكلة الوزير الصحاف، ممن يظهرون على شاشات التلفاز بشكل «مدُودَه» مرتبك، لديهم قدرة على بيع ضمائرهم في سبيل ان تنتفخ «كروشهم»، مستخدمين كل الأساليب الملتوية على القوانين والمواثيق كي ينهبوا ثروات ومقدرات شعوبهم، ولو بأنماط التحايل والنفاق السياسي والعشائري.
فماذا لو نفذ الوزير الصحاف بجلده خارج العراق مثل بقية من سبقوه من العراقيين؟ من المؤكد انه سينقلب على عقبه 180 درجة مثل بقية من يجد نفسه من المسؤولين يوماً خارج سلطة الحكومة. وبالأخص الذين تلفظهم الحكومة قبل ان يكملوا مآربهم المصلحية والحزبية.
هنا، وفي هذه اللحظة بالذات ينقلب المهادن الخذول الى مهاجم جسور ينشر غسيل حكومته على الملأ وبالعلن، ليشفي غليل عقدة النقص لديه.
نقول للوزير الصحاف ولمن هم على شاكلته، ممن لا يحسنون أدب الحديث والحوار في الخطاب الاعلامي المتزن، ان ما نضحتم به من نداءات لخصومكم، دليل واضح على البيئة الآسنة التي تنتمون اليها والمليئة بالملوثات والقاذورات.. و«كل إناء بما فيه ينضح».
فالصفيح الساخن الذي تجلسون عليه اليوم جدير بإذابة وكشف كل الأقنعة التي تسترون بها وجوهكم الكالحة الكاذبة المنافقة، فالقطط السمان بما تلهفه بطونها من ثروات الشعوب ظلماً وعدواناً تورّمت اجسادها كظهور البغال.. وحان قطافها.
القبس 25-3-2003
قلة أدب الـخطاب الإعلامي
عادل القصار
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وان الله يبغض الفاحش البذيء..».
حديث حسن صحيح.
> > >
لغة الخطاب السياسي والاعلامي، سواء كانت في السلم أو في الحرب، لها خطوط من القيم والأدبيات والأصول لا ينبغي تجاوزها، وهذه القاعدة يبدو انها مستثناة في تصرفات رجال السلطة في النظام العراقي ومن سار في فلكهم.
في خطابه لرجال الاعلام وأمام عدسات وكاميرات العديد من المحطات الفضائية، صرّح وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف، وفي فورة من الغضب والحماس الزائد، موجهاً حديثه الى قوات التحالف الأميركي البريطاني قائلاً: «سنركلهم بأرجلنا على قفاهم..».
نعتقد ان من يستخدم مثل تلك المفردات النابية (القفا) مع خصومه وعلى هذا النحو، فيه دليل واضح على انه سليل تربية أسرية وضيعة وصلت الى مستوى من الانحطاط والإسفاف الخلقي لا يشرف ان يسمع او يقرأ لها عبر وسائل الاعلام المختلفة، طالما نزعت الحياء، وفجرت في خصومتها.
الوزير الصحاف بوق من أبواق النظام العراقي، هذا النظام الذي يواجه اليوم تحدي انتزاع السلطة منه بالقوة، ولو لم يتصف لسانه بهذه البذاءات لما حظي بكرم صدام ورعايته. لهذا هو يتصرف على هذا النحو من النشاط الزائد Hyperactivity، كما وصفته الدكتورة منى الغريب.
وكثير من أبواق المصالح ممن هم على شاكلة الوزير الصحاف، ممن يظهرون على شاشات التلفاز بشكل «مدُودَه» مرتبك، لديهم قدرة على بيع ضمائرهم في سبيل ان تنتفخ «كروشهم»، مستخدمين كل الأساليب الملتوية على القوانين والمواثيق كي ينهبوا ثروات ومقدرات شعوبهم، ولو بأنماط التحايل والنفاق السياسي والعشائري.
فماذا لو نفذ الوزير الصحاف بجلده خارج العراق مثل بقية من سبقوه من العراقيين؟ من المؤكد انه سينقلب على عقبه 180 درجة مثل بقية من يجد نفسه من المسؤولين يوماً خارج سلطة الحكومة. وبالأخص الذين تلفظهم الحكومة قبل ان يكملوا مآربهم المصلحية والحزبية.
هنا، وفي هذه اللحظة بالذات ينقلب المهادن الخذول الى مهاجم جسور ينشر غسيل حكومته على الملأ وبالعلن، ليشفي غليل عقدة النقص لديه.
نقول للوزير الصحاف ولمن هم على شاكلته، ممن لا يحسنون أدب الحديث والحوار في الخطاب الاعلامي المتزن، ان ما نضحتم به من نداءات لخصومكم، دليل واضح على البيئة الآسنة التي تنتمون اليها والمليئة بالملوثات والقاذورات.. و«كل إناء بما فيه ينضح».
فالصفيح الساخن الذي تجلسون عليه اليوم جدير بإذابة وكشف كل الأقنعة التي تسترون بها وجوهكم الكالحة الكاذبة المنافقة، فالقطط السمان بما تلهفه بطونها من ثروات الشعوب ظلماً وعدواناً تورّمت اجسادها كظهور البغال.. وحان قطافها.
القبس 25-3-2003