ابو الامير
27-03-2003, 09:23 AM
في معرض تحليلها لسناريوهات الحرب الأمريكية على العراق قالت الدكتورة اليهودية عوفرا بنجو (باحثة في مركز ديان - جامعة تل أبيب) التي ترافق القوات الأمريكية في تقرير لها إن احتلال الولايات المتحدة وبريطانيا للعراق أقيم على أساس ثلاث فرضيات وهي إن الجيش العراقي لن يبدي مقاومة حقيقية والحرب ستكون سريعة. الثانية إن الشعب العراقي سيستقبل الجنود الأمريكيين والبريطانيين كمحررين وليس كمحتلين. و الثالثة " إن حزب البعث والعصبة المحيطة بصدام سينهارون إذا ما نحي صدام أو اختفى من السلطة".
وأشارت الى أن هذه الفرضيات تغذت أولا وقبل كل شيء من خبرة الولايات المتحدة وتحالفها في حرب الخليج للعام 1991، عندما لم يبدِ الجيش العراقي مقاومة حقيقية، والشيعة والأكراد، الذين هم أغلبية الشعب العراقي، بدءوا بانتفاضة شعبية هائلة لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيل بل وكانت على وشك إلحاق الهزيمة بالنظام.
وقالت لقد تلقت هذه الفرضيات تعزيزا إضافيا من أعضاء المعارضة العراقية، بمن فيهم الجنرالات والسياسيون والمثقفون، ممن فروا الى الغرب في أوقات مختلفة، ورسموا للأمريكيين صورة وردية عن الموقف العاطف الذي قد يستقبلون به من العراقيين وعن الاحتمال العالي لإقامة ديمقراطية بعد تنحية صدام.
ورأت أن هذه الفرضيات من شأنها أن تثبت نفسها كفرضيات خاطئة على المدى البعيد، وذلك لأنها تنطوي على بضع إخفاقات بنيوية :
أولا - لا ينبغي المقايسة بين حرب الخليج الأولى والحرب الجارية اليوم. فالحرب الأولى لم يرَ الجنود العراقيون فيها حربا دفاعية، أو حربا عادلة، وذلك لان كل غايتها كانت الحفاظ على احتلال "دولة شقيقة، الكويت". أما الحرب الحالية، بالمقابل، فهي حرب تعد حربا للدفاع عن الوطن، ومن الواضح أن دوافع الجنود - حتى أولئك الذين لا يتعاطفون مع صدام - أعلى بكثير. وهذه الدوافع تتلقى التعزيز الإضافي من العطف على القضية العراقية في أرجاء العالم.
وقالت أيضا :" يعود أحد الإخفاقات الى تجاهل دروس التاريخ. فعندما احتل البريطانيون العراق إبان الحرب العالمية الأولى، طرحوا أنفسهم كمحررين، ولكنه لم يمضِ كثير وقت على الاحتلال حتى قامت الثورة العامة ضد البريطانيين، حيث كان روادها هم بالذات الشيعة - و الإخفاق المنطقي للحالة البريطانية كان هو أن كراهية الشيعة للعثمانيين ستترجم بالضرورة الى عطف على المحتل الجديد.
وتابعت تقول :" حتى في الحالة التي أمامنا، فإن الفرضية المغلوطة هي أن الكراهية لصدام ستترجم فورا من قبل السكان الى عطف، بل وحتى الى حماسة للاحتلال الأمريكي. ولكن ليس هذا هو الحال، بل بالعكس: فالشيعة الذين هم اليوم الجهة الأساسية التي تحتك بالأمريكيين، ليس لديهم سبب خاص لمحبتهم، سواء لأنهم لم يتلقوا المساعدات من الأمريكيين أثناء ثورتهم في العام 1991 أم بسبب المشاعر القومية الدينية. وبشكل عام، يجدر بالذكر أنه في نهاية المطاف فإن معظم مبنى وهيكل الجيش العراقي هو من أوساط الشيعة، والمتضررين الأساسيين من الحرب سيكونون بالتأكيد أقرباء، و أبناء عائلة، و أبناء قبيلة وما شابه.
و أردفت الباحثة الصهيونية قائلة :" إن حقيقة أن الولايات المتحدة تعتبر المسؤولة الوحيدة عن وجود نظام العقوبات، الذي أدى الى معاناة جمة للعراقيين، لا تساهم هي الأخرى في رفع صورة الأمريكيين في نظر العراقيين".
و أضافت :" أما الفرضية بأن أجهزة البعث ستنهار كمبنى من ورق، فهي الأخرى سابقة لأوانها جدا. فحتى لو اعتبرت هذه الأجهزة جهات مقيتة ومكروهة، فمع ذلك فإن لها تفوقا هائلا من القدرات التنظيمية والتراص الداخلي والقدرة على الانتعاش السريع. وبعد حرب الخليج الأولى نجح حزب البعث (والذي يوجد لديه مرشدون في الجيش) في الانتعاش السريع، وقمع التمردات وإعادة الانتظام في 12 سنة حكم أخرى. فهل سينجحون في ذلك هذه المرة أيضا؟ من هو الحكيم الذي يعرف.
وكالات
وأشارت الى أن هذه الفرضيات تغذت أولا وقبل كل شيء من خبرة الولايات المتحدة وتحالفها في حرب الخليج للعام 1991، عندما لم يبدِ الجيش العراقي مقاومة حقيقية، والشيعة والأكراد، الذين هم أغلبية الشعب العراقي، بدءوا بانتفاضة شعبية هائلة لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيل بل وكانت على وشك إلحاق الهزيمة بالنظام.
وقالت لقد تلقت هذه الفرضيات تعزيزا إضافيا من أعضاء المعارضة العراقية، بمن فيهم الجنرالات والسياسيون والمثقفون، ممن فروا الى الغرب في أوقات مختلفة، ورسموا للأمريكيين صورة وردية عن الموقف العاطف الذي قد يستقبلون به من العراقيين وعن الاحتمال العالي لإقامة ديمقراطية بعد تنحية صدام.
ورأت أن هذه الفرضيات من شأنها أن تثبت نفسها كفرضيات خاطئة على المدى البعيد، وذلك لأنها تنطوي على بضع إخفاقات بنيوية :
أولا - لا ينبغي المقايسة بين حرب الخليج الأولى والحرب الجارية اليوم. فالحرب الأولى لم يرَ الجنود العراقيون فيها حربا دفاعية، أو حربا عادلة، وذلك لان كل غايتها كانت الحفاظ على احتلال "دولة شقيقة، الكويت". أما الحرب الحالية، بالمقابل، فهي حرب تعد حربا للدفاع عن الوطن، ومن الواضح أن دوافع الجنود - حتى أولئك الذين لا يتعاطفون مع صدام - أعلى بكثير. وهذه الدوافع تتلقى التعزيز الإضافي من العطف على القضية العراقية في أرجاء العالم.
وقالت أيضا :" يعود أحد الإخفاقات الى تجاهل دروس التاريخ. فعندما احتل البريطانيون العراق إبان الحرب العالمية الأولى، طرحوا أنفسهم كمحررين، ولكنه لم يمضِ كثير وقت على الاحتلال حتى قامت الثورة العامة ضد البريطانيين، حيث كان روادها هم بالذات الشيعة - و الإخفاق المنطقي للحالة البريطانية كان هو أن كراهية الشيعة للعثمانيين ستترجم بالضرورة الى عطف على المحتل الجديد.
وتابعت تقول :" حتى في الحالة التي أمامنا، فإن الفرضية المغلوطة هي أن الكراهية لصدام ستترجم فورا من قبل السكان الى عطف، بل وحتى الى حماسة للاحتلال الأمريكي. ولكن ليس هذا هو الحال، بل بالعكس: فالشيعة الذين هم اليوم الجهة الأساسية التي تحتك بالأمريكيين، ليس لديهم سبب خاص لمحبتهم، سواء لأنهم لم يتلقوا المساعدات من الأمريكيين أثناء ثورتهم في العام 1991 أم بسبب المشاعر القومية الدينية. وبشكل عام، يجدر بالذكر أنه في نهاية المطاف فإن معظم مبنى وهيكل الجيش العراقي هو من أوساط الشيعة، والمتضررين الأساسيين من الحرب سيكونون بالتأكيد أقرباء، و أبناء عائلة، و أبناء قبيلة وما شابه.
و أردفت الباحثة الصهيونية قائلة :" إن حقيقة أن الولايات المتحدة تعتبر المسؤولة الوحيدة عن وجود نظام العقوبات، الذي أدى الى معاناة جمة للعراقيين، لا تساهم هي الأخرى في رفع صورة الأمريكيين في نظر العراقيين".
و أضافت :" أما الفرضية بأن أجهزة البعث ستنهار كمبنى من ورق، فهي الأخرى سابقة لأوانها جدا. فحتى لو اعتبرت هذه الأجهزة جهات مقيتة ومكروهة، فمع ذلك فإن لها تفوقا هائلا من القدرات التنظيمية والتراص الداخلي والقدرة على الانتعاش السريع. وبعد حرب الخليج الأولى نجح حزب البعث (والذي يوجد لديه مرشدون في الجيش) في الانتعاش السريع، وقمع التمردات وإعادة الانتظام في 12 سنة حكم أخرى. فهل سينجحون في ذلك هذه المرة أيضا؟ من هو الحكيم الذي يعرف.
وكالات