PDA

View Full Version : الإرهاب وأبعاد الحملات الغربية والصهيونية ضد الإسلام !


ابو الامير
28-03-2003, 12:19 PM
ينسب الغرب واليهود الصهاينة الإرهاب إلى الإسلام ،وهم يعلمون ويدركون أنَّ الإسلام دين قائم على المحبة والعدل والتسامح ،والتاريخ يشهد بذلك منذ بزوغ فجر الإسلام وحتى وقتنا الراهن ،ونحن لو بحثنا في المعاجم العربية لا نجد فيها كلمة إرهاب، وإنَّما نجد معنى (رَهِبَ) الذي يوضحه ابن منظور في لسان العرب فيقول " رَهِبَ الشيء رَهْباً ورَهَباً ورهْبة أي خافه، وأرْهبه، ورهّبه واسترهبَه أي أخافه وفزَّعه، وترهَّب الرجل، إذا صار راهباً يخشى الله.فلا يوجد في معاجم اللغة العربية كلمة إرهاب، وهذا يعني أنّنا أمة لا تعرف الإرهاب بالمعنى المتعارف عليه الآن، وقد أمرنا الله - عزَّ وجل- أن نعد ما استطعنا من قوة لنرهب أعداءنا حتى لا يستضعفونا، ونكون لقمة سائغة لهم، يقول تعالى ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُم مِّنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِّباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُّوَّ اللهِ وَعَدُوِكُمْ )1 ، ويخاطب جل شأنه بني إسرائيل قائلاً : ( وإيايَ فارهبون)2 أي فاخشون

سماحة الإسلام وعدالته:
والإسلام يدعو إلى العدل والإحسان، يقول تعالى: ( إنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإحْسان)3 .
ويقيم الإسلام العلاقة بين المسلمين وغيرهم، ممن لم يقاتلوهم في الدين أو يخرجوهم من ديارهم على البر، والإحسـان والتسامح ،وفي ذلك يقول جل شأنه :
( لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الِّدينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إليْهِم إنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين.إنَّما يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مّنْ دِيَارِكُم وَظَاهَرُوا عَلى إِخْرَاجَكُم أنْ تَوَلُّوهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون )4 .
ويرتفع الإسلام بالمسلم إلى ذروة الإنسانية وأكرم آفاقها حين يأمره بأن يعمل على توفير الأمن للمشرك الخائف، وحمايته، وإيصاله إلى بلده ومأمنه، وفي ذلك يقول جلَّ شأنه : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِّنْ المُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُون ) 5.
وكلنا يعرف قصة إجارة أم هانئ -رضي الله عنها- لاثنين من المحاربين يوم فتح مكة، وعندما أراد أخوها سيدنا علي - رضي الله عنه- قتلهما، ذهبت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وشكت له، فقال لها -عليه الصلاة والسلام- " ما كان له ذلك ،قد أجرنا من أجرت وأمنَّا من أمّنتِ"
والإسلام لا يقر على الإكراه على الدين، وأعلن ذلك صراحة ،يقول تعالى: ( لا إكِرَاه في الدِّين قَدْ تَّبَيْنَ الرُّشْدُ مِنَ الغيِّ)6 .
وحثَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يدعوا الناس بالحكمة والموعظة الحسنة ،يقول تعالى: ( ادعُ إلى سبيلِ ربِّكَ بالحكمةِ والموعِظَةِ الحسنة وَجَادِلْهُمْ بِالَّتي هِيَ أَحْسَن)7 .
بيَّن له أنَّه لو كان فظاً في دعوته غليظ القلب لانفضوا من حوله، يقول تعالى : ( لو كُنْت فَظّاً غَلِيظَ القلبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِك).
وأمرنا أن تكون مناظراتنا مع أهل الكتاب بالتي هي أحسن،يقول تعالى: ( ولاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتابِ إلاَّ بالتي هِي أَحْسَنُ).
ونهانا الإسلام عن سب عقائد المخالفين لديننا ،يقول تعالى : ( ولا تَسُبُّوا الَّذِين يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بغيرِ علم) 8.
عهد الأمان الذي أعطاه عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه - لأهل القدس:
بل جعل الإسلام لأماكن عبادات اليهود والمسيحيين حرمة كحرمة المساجد يجب حمايتها والدفاع عنها، يقول تعالى: ( وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً ..) 9.
ويكفي أنْ أذكر كيف أنَّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أعطى أهل بيت المقدس أماناً على معابدهم وكنائسهم وعقائدهم وأموالهم ،وممَّا جاء نصه في هذا العهد الآتي : ( بسم الله الرحمن الرحيم .هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها. إنَّه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقض منها، ولا من خيرها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود )10 .
هذا بعض ما جاء في عهد الأمان الذي أعطاه عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- لأهل القدس.
...........................................سهيلة زين العابدين حمَّاد