PDA

View Full Version : كلمات عطرتها لكم بعطر الورود (وقفات مع ردود الأفعال تجاه الأحداث الحالية )


ياقوتة
30-03-2003, 02:36 AM
بسم الله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد،،،

تتبعت الأحداث الجارية المتسارعة المتعلقة بالعراق وتتبعت ردود الأفعال من الناس بجميع فئاتهم ومشاربهم ... وبقيت آهاتي كمسلم تتجلجل في صدري ترددت في أن أشحذ قلمي من غمده وأسطر به كلمات ألطم بها وجوهاً شاءت راغبة أن تبقى مستسلمة لسباتها العميق.

لكني أشفقت على نفسي من تُرشق بسهام المتجاسرين على رابطة الأخوة غير أني تذكرت قول الله تعالى {من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً} فعلمت أنّ العزة بكلمة الحق ، ثم تأملت مصاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمصلحين من أمته فعلمت أنّ الشرف والكرامة في أن يسلك المرء مسلكهم ولو رشقته السهام ، ثم تأملت قول الله تعالى {إنّ الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} فخشيت إن أنا كتمت الحق أن ينالني من هذا العذاب نصيب.

فشرعت في كتابة هذه السطور لعلها تجد في نفسك أيها القارئ صدى.
أيها الأخوة الكرام والأخوات الكريمات...

من خلال تتبعي للحوارات المترامية الأطراف على شبكة الانترنت وخارج إطار الشبكة شعرت بمرارة البؤس الذي نعيشه.

أظن فكرك سيذهب بك بعيداً إلى حيث الأحداث ، ستظن أنّ المرارة الحقيقة تكمن في الاعتداء على العراق ..على شعب مسلم نال الأمرين من حاكمه بالأمس ومن الحرب القائمة عليه اليوم ، وسأقول لك: مهلاً .. لا تعجل عليّ .. كل ما أريده منك هو أن تسلمني عقلك وفكرك لدقائق معدودة تتفحص فيها كلامي ثم قل بعد ذلك ما تريد أن تقول.

ألا تشعرون بمدى السطحية التي نعيشها؟.

ربما مرّ عليك على الشبكة في البرامج الصوتية كبرنامج (محادثة الأصدقاء (البالتوك) أو في المنتديات الحوارية أو في الديوانيات أو في العمل ، أياً كان المكان والزمان ، ربما رأيت أمامك مشهداً لجمع يتعاركون ، الأول يشتم الكويت والثاني يشتم العراق والثالث يشتم أمريكا ، والرابع صامت أو يتعصب لفئة من تلك الفئات المتنازعة.
قف بالله عليك أمام هذا المشهد وانظر إلى السطحية التي نعيشها ، وإلى الإسلام الذي ندندن حوله حتى في نزاعاتنا ، ونحن مع ذلك نتجاهله ونرميه خلف ظهورنا عند النزاع.
ولتبدأ الدقائق المعدودة التي أعرتني إياها لأخبرك حديثاً ليس بالأغاليط.

دعوها إنها منتنة!.

لقد جاء الإسلام لينزع العصبيات .. ليطرح الإقليمية والشعوبية أرضاً ... ليدك حصون القوميات والعرقيات المتعصبة ، ليجعل بلال الحبشي خير وأحب إلى الله من أبي لهب العربي!
لكن أهل الإسلام اليوم يعيشون التعصب إلى أوطانهم والحدود التي وضعها لهم المستعمر في قلوبهم قبل أن يعيشوها واقعاً مريراً في أوطانهم.
حُق لي ولك أن نبكي ... أن نضرب أنفسنا لأننا لا نفقه .. لا نفهم .. لا نفكر.
يتعارك خير الناس بعد الأنبياء ( المهاجرون والأنصار) فينادي أحدهم: ياللمهاجرين! وينادي الآخر: ياللأنصار! ، أفي ذلك عيب؟
ورد اسم المهاجرين في كتاب الله العزيز وامتدحهم رب العالمين به ، وكذلك الحال بالنسبة للأنصار ، إذن أين الخطأ؟ الأسماء شرعية ليست حدوداً إقليمية كاذبة حددها المستعمر لكن الأمر عند الله تعالى وعند نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم كبير بل كبير جداً.

يصرخ بهم رسول الله: أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟! تخيل أنك أنت مكانهم يتنادى صحابك بالكويت والكويتيين وتتنادى أنت بالعراق والعراقيين ، تتنادى أنت وإياه بالعروبة المهدرة ، تتنازعون على بلادكم ، هذا يشتم هذا وذاك يلعن هذا ، ماذا سيقول لك رسول الله؟ يا خيبتكم ... لقد ظن بكم خيراً حينما قال لأصحابه يوماً ( ليتني أرى إخواني ) فسألوه ( أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ ) فيقول: أنتم أصحابي .. إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني) بأي وجوه تقابلونه وأنتم تعيشون السطحية والجاهلية بعد أن هداكم الله .. وفيكم ملتحون يُظن فيهم الصلاح وهم يتشربون الجاهلية دون أن يشعرون.

ثم يكمل رسول الله كلامه فيقول للمهاجرين والأنصار ( دعوها إنها منتنة!) .. نعم دعوها يا كويتيين، دعوها يا إمارتييين ، دعوها يا سعوديين ، دعوها يا عراقيين ، دعوها يا فلسطينيين ، دعوها يا مصريين ، دعوها يا لبنانيين ، اتقوا الله في أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وانفضوا عن ظهوركم وعقولكم هذا النتن !

اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تحاسبي على ما لا أملك
إنّ رسولنا الكريم الذي علمنا العدل بين الزوجات ، وقف ليقول هذه الكلمات حينما فكر في العدل في المحبة القلبية إذ هذا لا شيء لا قدرة له عليه ، فسأل الله تعالى أن لا يحاسبه عليه ، والله تعالى عليم به وبالناس ، يعلم طاقتك وما بوسعهم فعله ولم يكلفهم ما لا طاقة لهم به.
وهذا القرآن يردد على مسامعنا دعاء المؤمنين {ربنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به} ويقول عز من قائل قبلها {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}.
فما لا تملكه لست محاسباً عليه عند كل عاقل ، اللهم إلا عند فئات منا !
بعضهم يعتبرك أمير الكويت أو رئيس العراق أو أمير قطر ، يحاسبك كأنك أنت من سمح للقوات الأمريكية بالدخول أو الخروج !
حتى أني عتبت على أحد أصحابي عتاباً شديد اللهجة لكونه يدخل بالماسينجر بشعارات فيها روح الجاهلية التي نتحدث عنها ، فقلت له: اترك عنك هذه السطحية وهذه التفاهة وهذه الجاهلية وأقلع عن التحاور في هذه المواضيع ، فما كان منه إلا أن قال لي: ماذا أفعل؟ هم الذين بدأوا وما زالوا يشتموني ويشتمون بلدي !
فقلت: سبحان الله .. أي عقول هذه! جئت لأعتب عليه فرأيتهم سبقوه إلى هذه السفاهة وأرغموه على مقابلة السفاهة بسفاهة!
والمضحك في الأمر أنّ بعض هؤلاء الغاضبين (بلادهم فيها قواعد عسكرية أمريكية أو لها تعاون عسكري كبير مع قوات التحالف ومع ذلك) يثيرون هذه النزاعات الجاهلية وعليك أن تسألهم لماذا ولمصلحة من تتهمون!

بل الأدهى والأمر أنّ بعضهم ساهمت بلاده مساهمات واضحة في قتل المسلمين في أفغانستان ، فهو يغضب ويزمجر اليوم على حرب بين كفار كالأمريكان والبريطانيين وحزب البعث الكافر لأنّ هذه الحرب تقتل شعب العراق المسلم ، في حين أنه يتناسى أنّ بلده دعمت بمخابراتها أو بجيوشها أو بقواعدها الحرب بين قوات التحالف الكافرة وطالبان المسلمة !

أكثر ما يثير انزعاجي التناقض الذي يعيشه البعض حتى أهل الالتزام منهم ، لا تعرف لهم قاعدة يعيشون عليها في حياتهم ، نظراتهم للأمور كالزئبق ، لا تثبت.
وهنا تظهر القضية بجلاء ، البعض مستعد أن يطعن ما دام الخلل في غيره أما إذا كانت بلاده هي الخائنة فستجد حميته الدينية انخفضت الشيء الكثير ، وإن زادت فسيكتفي بشتم حكومة بلاده ولن يصل الطعن والشتم إلى شعبه أبداً ، بينما إذا أراد الطعن في غيره كالكويت مثلاً فإنّ لسانه ينطلق يشتم الحكام والشعوب !
ميزان أعوج ... وعقول منتكسة تشربت الجاهلية دون أن تشعر .. لو كان هؤلاء ينظرون بمنظار الإسلام لكانت النظرة هي النظرة سواء أكان الخطأ من بلاده أم من بلاد غيره.

الظلم ظلمات يوم القيامة لو كنتم تعلمون!

من خلال تتبعي أيضاً لما يدور بين الناس وجدت الناس على الأغلب بين طرفين:
طرف يريد رفع الظلم عن الكويت التي ما زالت تعاني من نظام صدام المجرم وتريد رفع الظلم عن شعب العراق بإزالة طاغوت العراق وإقامة طاغوت أمريكا !، يعتبر هذا الطرف كل من يدافع عن العراق أنه ضد بلده وأنه غبي أحمق لا يفهم!
وطرف آخر يريد رفع الظلم عن أهل العراق الذين أُمطروا وما زالوا يُمطرون بالقنابل والصواريخ وينظر للحرب على أنها حرب صليبية (وهي كذلك) ويتصور أنّ الطرف الأول يريد الظلم والقتل لأهل العراق !

الطرفان يعيشان الأنانية وإن أنكروا ذلك .. الأول يريد أن يعيش آمناً في وطنه ولو على حساب غيره، والثاني يفهم الموضوع من زاوية صحيحة لكنه يعيش أنانية عدم تفهم موقف الطرف الأول، يتناسى أن أهل الكويت أيضاً مسلمون وأنهم نالوا من العذاب والتنكيل نصيب ، قُتل أبنائهم على أيدي النظام العراقي وأُحرقت وسُلبت ممتلكاتهم وأُسر شبابهم وما زالوا في الأسر حتى الآن ، يريد لأهل العراق أن يعيشوا السلام أما أهل الكويت فإلى محرقة التاريخ.
استغربت من كتابة أخت كريمة في منتدى أُشرف عليه لموضوع تشتم فيه وتلعن في الكويت ، وتصف صدام بالمجاهد !

صحيح أنّ الحرب صليبية وأنّ أغلب الكويتيين ينظرون بمنظار محدود وهو إطار بلدهم وما ينالونه من صدام وزمرته وأنّ نظرتهم هذه قاصرة بالنسبة للمخططات الأمريكية البريطانية إلا أنّ الهجوم على هذه الحرب الصليبية لا يصل بنا إلى حد الانتكاسة في المفاهيم فيصبح صدام ومن معه في حزبه البعثي الكافر أميراً للمؤمنين ومجاهداً في سبيل الله !

ذاك الرجل المجرم الذي لم يكتفي بكفريات حزبه بل ضم إلى ذلك إطلاقه على نفسه 99 اسماً مضاهاة لأسماء الله تعالى الحسنى !
أعود وأقول: نحن نعيش سطحية حقيقية في الفهم ... الناس تخطط وتفكر ونحن نتعارك كأطفال في المدارس!

صدام وزمرة حزب البعث كفار ظلمة ، والأمريكان والبريطانيين كفار وظلمة ، ولسنا ممن ينافح عن الظالم أيّاً كان.
قال تعالى في كتابه العزيز حكاية عن نبي الله موسى عليه السلام دعاءه {ربِ بما أنعمت عليّ فلن أكون ظهيراً للمجرمين} ... هذه الآية ستبقى دائماً وأبداً وساماً على صدورنا نلقى بها الله تعالى ونحن ثابتون عليها.
وما دمنا قد تكلمنا عن الظلم فلا بد من الإشارة إلى عبارة تتردد كثيراً وهي ( اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين ) ، هذه العبارة يتعارك علينا الناس اليوم وكان من الأجدر أن يثيروا حولها تساؤلاً بسيطاً لحل المشكلة بدل التعارك.

إن قصد قائلها (قوات التحالف وحزب صدام الكافر) فكلامه صحيح ولا غبار عليه !
وإن كان القصد ( قوات التحالف وشعب العراق المسلم) فقائل هذه العبارة أخشى عليه الكفر بعد الإيمان.
وغريب أن ترى بعض الملتزمين ربما يشتبكان على هذه العبارة أو غيرها من العبارات دون أن يسألوا أنفسهم هذا السؤال حتى يحرروا المسألة قبل العراك عليها!

مظاهرة المشركين على المسلمين كفر بلا ريب

هذه حقيقة شرعية يعرفها الكل ولا حاجة للتدليل عليها ، لكن هناك وقفة لا بد منها.
البعض منا يتعامل مع القضية كأنها مسألة حسابية (1+1=2) ، ولا يريد أن يدرك أنّ هناك من المسائل من تحتاج إلى نظرة متأنية.
في حرب أفغانستان ، بين قوات التحالف الصليبية وبين قوات طالبان المسلمة ، تتجلى حقيقة مظاهرة المشركين على المسلمين ، من أعان قوات التحالف على المسلمين فهو كافر خارج من ملة الإسلام بلا ريب.
أما العراق فلا بد للأخوة مراعاة أن بعض من يساند الأمريكان يعتقد أنه يساند قوات التحالف الكافرة على حزب البعض الكافر ، فهو في فهمه لا يظاهر المشركين على المسلمين وإنما يظاهر المشركين على المرتدين ، أو المشركين على الكفار.

وإن سألته عن الشعب العراقي فسيقول لك: كل حرب لا بد لها أن تنال شيئاً من المدنيين ، لكن الكلام عن أنّ الحرب بأساسها لا تستهدف المسلمين ، وهذه الحجة مع كونها ضعيفة تجاه ما فعله الأمريكان في إخواننا (الجماعة الإسلامية وأنصار الإسلام ) إلا أنها تبقى تأويلاً مانعاً من تكفير هذا الرجل.
والمصيبة أني رأيت بعض من يسارع في تكفير الناس دون فهم حقيقة الوضع والتفريق بين حال العراق وحال أفغانستان.
ولأعطي مثالاً واقعياً: الكثير ممن يتمنى انتصار قوات التحالف على صدام وزمرته كنت أسألهم بعض الأسئلة رغبة في تفهم ما يفكرون به.
وكنت ألاحظ أنهم يبكون ويتضايقون جداً عندما يصاب الشعب العراقي بسوء ، وبالذات ما حصل لإخواننا في شمال العراق ، لكن ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة.

هؤلاء الأشخاص ذاقوا الويلات حينما غزا صدام وزمرته اليوم فلا تطالبهم بتمني وجوده في الأرض فضلاً عن بقاءه في العراق كخطر يهدد المنطقة.
وقد قال لي أحدهم: أتمنى أن ينتصر التحالف على صدام وزمرته ثم بعد انتصارهم ينقلب عليهم الشعب العراقي ويبيدوه عن بكرة أبيهم.

هذه كلمة أوجهها لإخواني: ليتفهم كل طرف منا الآخر ، ليتفهم غير الكويتي كيف يفكر الكويتي وما هي دوافعه ، وليتفهم الكويتي غير الكويتيين وكم هي نظرتهم صابئة في كون الحرب حرباً صليبية على العراق وليست حرباً لتحرير العراق وأهله وحماية المنطقة كما يظن الكويتيون.

لا تؤذوا مسلماً بشتم كافر !
ورد في حديث ابن عباس عند أحمد والنسائي أن رجلا من الأنصار وقع في أبي العباس كان في الجاهلية فلطمه العباس , فجاء قومه فقالوا والله لنلطمنه كما لطمه , فلبسوا السلاح , فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم , فصعد المنبر فقال : " أيها الناس أي أهل الأرض أكرم عند الله ؟ " قالوا أنت , قال : " فإن العباس مني وأنا منه فلا تسبوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا " , فجاء القوم فقالوا يا رسول الله نعوذ بالله من غضبك .
وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام أيضاً (لا تؤذوا مسلما بشتم كافر ) حينما شكا إليه عكرمة بن أبي جهل أنه إذا مر بالمدينة قيل له‏:‏ هذا ابن عدو الله‏.‏ فقام خطيباً وقال الحديث.

البعض ربما ثبت له بأدلة شرعية كفر حاكم معين إما لحكمه بغير ما أنزل الله وطرحه الشريعة جانباً أو لمظاهرته المشركين على المسلمين ، أياً كان السبب.
فإنه إن وجد أنّ في شتمه لهذا الحاكم أو لحكومة هذا الحاكم إيذاء لأخيه المسلم فإنه ينبغي عليه التوقف عن ذلك.
هذا أبو جهل ، فرعون هذه الأمة .. الذي لا يقارن بأحد من حكامنا اليوم ، ينهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس عن ذكره بسوء من أجل ابنه.
وهذا أبو العباس ، رجل كافر ينهى رسول الله عن الطعن فيه حتى لا يتأذى العباس.
فأين هؤلاء الذين ما زالوا يطعنون ويشتمون ويلعنون بعض الشخصيات التي تسبب أذى لإخوانهم المسلمين؟ أين هم من هذه المفاهيم؟!
لن تجد إجابة اللهم إلا العاطفة غير المنضبطة !

هل ترون ما أرى؟
من يقرأ سورة يوسف لأول مرة في حياته ودون أن يعرف النتيجة ودون أن يستحضر أن يوسف عليه السلام هو نبي من الأنبياء وأنّ الله تعالى سيحفظه ويحفظ له كرامته ، فإنه بعد أن يرى كيد إخوته له وكيد امرأة العزيز وما حصل له في السجن سيجزم حتماً بأنّ مصير يوسف عليه السلام إلى الزوال والهلاك ! هكذا سيفكر الرجل منا إذا ما لم يستحضر أنّ يوسف عليه السلام نبي من الأنبياء.
لكن يتفاجئ الكل بما فيهم أخوة يوسف وامرأة العزيز والبقية أنّ يوسف عليه السلام انتصر في النهاية !

من يتأمل هذه السورة الكريمة فإنه سيجد أنه في أشد لحظات يوسف عليه السلام ، حينما خرج من الجُب إلى مصر عبداً يُباع ويُشترى بأبخس الأثمان ! سيجد أنّ الله تعالى يقول في كتابه عنه {وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} نعم أكثر الناس ينظرون إلى السطح ولا يدركون من وراء الجدار.

ولكي تدرك ماذا حصل بالضبط ليوسف عليه السلام فاذهب معي إلى كلام يوسف عليه السلام بعد الانتصار وهو يخاطب أبويه إذ يقول {وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين أخوتي. إنّ ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم}.

ليجد يوسف عليه السلام يصف الله تعالى باللطيف ، واللطيف هو الذي يفعل الأمور بخفاء ودقة.

أما كيف كان هذا اللطف وكيف كانت الدقة ، فارجع معي رجعة سريعة إلى بداية التآمر على يوسف عليه السلام حين يقول الله تعالى له {وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون} لم يشعر أحد بما أخّره الله تعالى ليوسف عليه السلام ، كلٌ تآمر وفعل ما يحلو له لكن النتيجة كانت في صالح يوسف عليه السلام.

هذه السورة نزلت على محمد صلى الله عليه وآله وسلم في أشد لحظات حياته ، في عام الحزن ، حينما ترك مكة بعد موت خديجة وأبي طالب ليدعو أهل الطائف إلى الإسلام فرموه بالحجارة وبأنواع التهم فجلس وحيداً تحتاج شجرة وحيدة يشكو إلى الله تعالى ما به ، فأنزل الله تعالى هذه السورة الكريمة عليه لتشد عزمه وتبين له أنّ الله تعالى لطيف لما يشاء.

من خلال هذه السورة الكريمة أقول: أني لأرى آثار التمكين للمسلمين في الأحداث العصبية التي نعيشها اليوم ، لا تحسبوه شراً لكم بل خير لكم.
بالأمس بكينا على البوسنة والهرسك ، لكن تناسينا أنّ أهل هذه البلاد لم يعرفوا الإسلام إلا بعد هذه المحنة الشديدة!

بالأمس رُميت أم المؤمنين بالإفك فقال تعالى {لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم} ليفتضح المنافق الفاجر( عبد الله بن أبي سلول ومن معه ) ويظهر المؤمن الصلب والمؤمن ضعيف الإيمان.

صحيح أننا لا نريد الحرب .. لا نريد الدمار .. لا نريد أن تقطر قطرة دم مسلم ... لكن صدقوني هذه الخلخلة التي نعيشها منذ أحداث 11 سبتمبر لا بد لها أن تحصل حتى يتغير الحال ويحصل التمكين ، وضعنا مزري للغاية وإن بقينا عليه فسنبقى عليه مدى الدهر إلا أن يشاء الله ، فلا بد من الخلخلة لكي يتغير الحال ، وتأملوا حديث المهدي وخروجه من المدينة إلى مكة في أوضاع عصيبة على المسلمين وظروف مبايعته ، كل هذه يثبت بجلاء ووضوح أنه لا بد من الخلخلة والاضطراب ليتغير الحال.

وقفة مع الشيعة الاثني عشرية

قبل الختام لا بد لي من وقفة قصيرة جداً أقول فيها: من المجمع عليه بين السنة والشيعة أنه سيسبق المهدي ظلم عظيم يحل على المسلمين حتى يأتي المهدي ليرفع الظلم ، وأنه قبل ظهور المهدي سيزداد الظلم الواقع على المسلمين ضراوة، ولذا يستدل الشيعة منذ زمن طويل بأنّ المهدي سيأتي ليرفع عنهم الظلم ، ومن المعلوم أيضاً أنّ الرؤى والأحداث تقربنا من زمن خروج المهدي ، وهذا أمر يتلمسه أهل السنة والشيعة أيضاً.
إنّ هذا كله يدعوني إلى تأمل حال الشيعة.
لهم دولة شيعية وهي إيران وليس لأهل السنة دولة اليوم !
حزب الله وثقل الشيعة في لبنان أوضح من ثقل أهل السنة وأفضل !
العلويون في سوريا أعلنوا أنهم على مذهب الإثني عشرية ونفوذ الشيعة في سوريا لا غبار عليه !
رُفع عنهم الظلم في البحرين!
رُفع عنهم الظلم في الكويت !
لهم كل الحقوق في أوربا !
وقريباً ربما يزال نظام صدام ويكون لهم النفوذ لأغلبيتهم وأهل السنة في العراق لا سند لهم إلا الله تعالى وكفى به سنداً لهم !
أين الظلم الذي سيرفعه عنهم المهدي ، بل كلما اقتربت الساعة كلما زادت نسبة الحرية والنفوذ لهم ، وصار العكس بالنسبة لأهل السنة !
بل نرى أنّ الظلم ازداد على أهل السنة بشكل واضح!
طالبان السنية والقاعدة وما يواجهونه !
الجماعات الاسلامية في كردستان !
كشمير والجماعات الاسلامية في باكستان وما يواجهون !
الجماعات الاسلامية في العالم العربي يُسجن منها الكثير وينالهم الأذى بتهمة الارتباط بالإرهاب!
حتى الجماعات الإسلامية السنية في أوربا لم تسلم من الأذى !
إنّ هذا كله يدعوني إلى التساؤل ، عن من سيرفع الظلم المهدي المنتظر ، وعلى عقيدة من سيكون؟
أترك الإجابة للعقلاء فقط.

وفي الختام ، أسأل الله تعالى أن ييسر لهذه الأمة أمر رشد يعز به أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته.
فإن أصبت فمن الله تعالى وإن أسأت فمني ومن الشيطان والله تعالى ورسوله من ذلك بريئان.

--------------------------------------

منقول من منتديات السرداب
http://www.alserdaab.net/alserdaab/showthread.php?threadid=8464

---------------------------

جزاك الله خيرا أخي عني وعن جميع المسلمين ونفعنا بما كتبت

ياقوتة

فلاش99
30-03-2003, 04:18 AM
ياقوته

لم اعهد اليك الفتنة
فالفتنة اشد من القتل
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟

وما اقتبستيه فعلا واقع يفتن التحاليل فما اقرب من التفكر بما فعله
سلفنا الصالح
ولو تريثنا لوجدناها هذه الدنيا فعلا ممتنة
وسلمت يد من كتب ومن نقل
ومن علق :)


!!! فلاش جاحظي الميول !!!

BU SAAD
30-03-2003, 04:57 AM
مشكوره على الموضوع اختي