PDA

View Full Version : الغزاة لم يحتسبوا لمثل هذا اليوم


ابو الامير
31-03-2003, 12:15 AM
http://www.qudsway.com/akhbar/pic_hom/2003/qq0045.jpg
أطلق الشعب العراقي على الملأ انتهاجه للفكر الإستشهادي حينما نفذ ضابط في الجيش العراقي وللمرة الأولى في هذه الحرب الغاشمة التي تشنها امريكا وبريطانيا على العراق حيث قام الضابط بتفجير نفسه من خلال تفجير سيارته التي استوقفها جنود الإحتلال الأمريكيين في شمال مدينة النجف (150 كلم الى جنوب بغداد) ليسقط بعمليته الجريئة هذه خمسة قتلى في صفوف جنود المارينز الأمريكان.

وقد ذكر التلفزيون العراقي الرسمي بأن العملية الإستشهادية التي ادت الى مقتل خمسة جنود اميركيين في وسط العراق نفذها ضابط في الجيش العراقي اراد تلقين القوات الاميركية "درسا".

وكان قد اعترف الكابتن الاميركي اندرو فالز ان خمسة جنود اميركيين قتلوا صباح اليوم السبت على يد استشهادي فجر نفسه عند حاجز للجيش حينما اقتربت سيارة أجرة من الحاجز وان السائق اشار بيده الى انه "يحتاج الى مساعدة". واقترب خمسة جنود اميركيين من الفرقة الثالثة في مشاة البحرية من السيارة ووجه اثنان بندقيتهما الى مؤخرة السيارة في حين وجه اثنان بندقيتهما الى مقدمتها واقترب الخامس من السائق.

واضاف "عندما اقتربوا من السيارة (...) قام (السائق) بتفجير القنبلة".

العراق يعلن عن تكبيد القوات الغازية خسائر فادحة

هذا وكما أعلن ناطق عسكري عراقي حصيلة اليوم السبت التي من الخسائر التي حققتها المقاومة الشجاعة من شعب وجيش العراق في صفوف الغزو الإنجلو-أمريكي : اسقاط 5 مقاتلات، واربع مروحيات، و150 صاروخ كروز، وتدمير 74 دبابة.

حيث اسقطت القوات العراقية خمس طائرات مقاتلة لقوات التحالف الاميركي البريطاني واربع مروحيات وست طائرات استطلاع بدون طيار واستولت على مروحية من طراز اباتشي وفق بيان ادلى به الناطق العسكري العراقي بعيد ظهر اليوم السبت.

وافاد البيان الذي تلاه الناطق العسكري على الفضائية العراقية ان القوات العراقية اسقطت كذلك 130 صاروخ من طراز كروز كما دمرت 74 دبابة و35 ناقلة جند مدرعة.

بعد البيان بوقت قصير عرضت الفضائية العراقية مشاهد لثلاث دبابات "معادية" مشيرة الى انه "تم تدميرها في منطقة النجف" (150 كلم جنوب بغداد).

و حملت احدى الدبابات عبارة "791 الولايات المتحدة" فيما لم تظهر هذه العبارة في مشاهد الدبابتين الاخريين.

كما عرضت الشاشة العراقية صورة الية عسكرية محترقة بدون ان تعطي تفاصيل عنها.

هذا وفي تطور آخر اعترف ضابط بريطاني إن أربعة أو خمسة جنود بريطانيين أسروا في مدينة البصرة جنوبي العراق. وقال الضابط الذي يعمل بالفوج الثاني للدبابات "إن الجنود اختُطفوا الليلة الماضية" مع إن الحرب لا تشهد اختطاف بينما تشهد أسر وهو من سنن الحرب.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية : "إنها تحقق في تقارير تتحدث عن خطف بضعة جنود بريطانيين في مدينة البصرة ثاني أكبر المدن العراقية". بيد أن متحدثا باسم القوات البريطانية في مقر القيادة المركزية الأميركية بقاعدة السيلية في قطر قال إنه ليست هناك تقارير تفيد بفقد أي جنود بريطانيين ، ويأتي هذا التعارض الإخباري لدى قوات التحالف في الوقت الذي اعتدنا في هذه الحرب على تضارب البيانات والأخبار التي تطلقها القوات الغازية بينما يكشف الإعلام العراقي كذبهم بالصوت والصورة عندما يفضح ادعائاتهم.

ويأتي نبأ اختطاف الجنود البريطانيين مع إعلان وزارة الدفاع البريطانية أن جنديا واحدا قتل وجرح خمسة آخرون، في حين يقول مسؤولون إن بعض العربات البريطانية ربما تعرضت لهجوم بطريق الخطأ من قبل طائرات أميركية قرب البصرة.

وتحدثت وسائل الإعلام عن قصف مستمر وتبادل لإطلاق النيران منذ الصباح الباكر في مدينة البصرة وضواحيها. كما وصفت الحالة الإنسانية بأنها متدهورة بسبب انقطاع المياه والكهرباء. وأكدت القيادة المركزية للقوات الغازية في قاعدة السيلية احتدام المعارك في البصرة في اليوم العاشر للحرب.

وتقول القوات البريطانية إنها تواجه مقاومة مستمرة في الزبير التي تقع على بعد عشرة أميال جنوبي البصرة حيث لا تزال تدور معارك ضارية على أطراف جسر الزبير.

هذا وقد واستيقظ العراقيون في بغداد صباح اليوم على غارات جوية وقصف استمر على فترات متواصلة، إذ تعرضت العاصمة العراقية لموجة جديدة من القصف الصاروخي نفذته القوات الأميركية والبريطانية ضمن سلسلة هجمات وغارات استمرت طوال الليل.

وأكد المراسلين المنتشرين في بغداد إن الغارة الجديدة تمثل ثاني حادثة من نوعها تحلق فيها طائرات أميركية على علو منخفض لتقصف أهدافها، وقد سمع دوي انفجارات من دون معرفة المواقع المستهدفة في الغارة.

وتأتي غارات اليوم عقب سلسلة غارات جوية وهجمات بصواريخ كروز منذ الساعات الأولى لليوم السبت والتي أصابت ضمن أهداف عدة مبنى وزارة الإعلام ملحقة به أضرارا جسيمة. حيث أن الصاروخ اخترق سقف الوزارة ودمر أجزاء كبيرة من المبنى، كما ألحق أضرارا كبيرة بالمكاتب التي تتخذ منها وكالات الأنباء الدولية مقرا لها قرب مقر الوزارة.

وجاءت الهجمات الأخيرة بعد ارتكاب القوات الأميركية والبريطانية مجزرة إثر قصفها لسوق شعبي في بغداد مساء أمس. وقالت وزارة الإعلام العراقية إن القصف أسفر عن مقتل 55 شخصا وإصابة نحو 50 آخرين، وإن عملية البحث عن مزيد من الضحايا بين الأنقاض لا تزال مستمرة. وقد رفضت القيادة المركزية الأميركية التعليق على قصف السوق الشعبي، واكتفى المتحدث باسمها بالقول "إن القيادة تحاول أن تفهم ما حصل".

وقف التقدم

في هذه الأثناء تلقت بضع وحدات عسكرية تقف على نهاية خط الجبهة أوامر بوقف تقدمها تجاه العاصمة بغداد. وأقرب نقطة تقف عندها القوات الأميركية تبعد 100 كلم جنوبي العاصمة العراقية.

وقال ضباط أميركيون إن أوامر صدرت من القادة الميدانيين بوقف التقدم العسكري باتجاه العاصمة بغداد لمدة ما بين أربعة وستة أيام بسبب نقص الإمدادات والمقاومة العراقية الشرسة، دون أن يعني ذلك وقف الغارات الجوية. وأضاف الضباط أن الأوامر التي صدرت أمس الجمعة تعني وقف التقدم في الوقت الذي تحل فيه القوات المسلحة مشكلات تتعلق بخطوط الإمدادات من الكويت.

وجاء ذلك في وقت أقر فيه القادة العسكريون الأميركيون بأن المقاومة العراقية العنيفة تعوق سير حملتهم العسكرية، خاصة مع استمرار المعارك حول المدن الإستراتيجية في الجنوب.

القتال على جبهات أخرى

في هذه الأثناء قصفت المقاتلات الأميركية أثناء الليل مدينة كربلاء (على بعد 80 كلم جنوب غرب بغداد) تركزت على ضرب القوات العراقية التي زحفت إلى الجنوب للاشتباك مع القوات البرية البريطانية.

وفي شمال العراق قال مصدر عسكري أميركي إن اشتباكات عنيفة تجري حاليا بين قوات كردية وعناصر من حركة أنصار الإسلام قرب مدينة خورمال عند موقع الحركة الذي قصفته الولايات المتحدة قبل أيام.

وقال مقاتلون أكراد إنهم تمكنوا من السيطرة على نقطة تفتيش قرب مدينة جمجمال في المنطقة الفاصلة بين محافظتي التأميم والسليمانية بعد انسحاب القوات العراقية منها. وأضاف هؤلاء المقاتلون أن العملية تمت دون أن يكون هناك أي قتال وأنهم لم يشاهدوا أي قوات عراقية وراء خطوط التماس.

وفي وقت متأخر من مساء الجمعة تعرضت مدينة الموصل في شمال العراق لعدة انفجارات استهدفت القوات العراقية هناك.

وفي ميناء أم قصر أعلنت قيادة القوات الأميركية البريطانية أنها أسرت عددا كبيرا من العراقيين في الأيام الماضية، وأن القوات البريطانية حملت أعدادا من هؤلاء الأسرى في شاحنات لم تحدد وجهتها. ولا تزال هذه القوات تخشى تجدد أعمال المقاومة في ذلك الميناء الإستراتيجي ومحيطه والذي شهد في الأيام الماضية مقاومة ضارية لم تكن متوقعة على الإطلاق.

جنود الغزاة يعانون من اليأس الشديد

هذا وينشغل كثير من الجنود الامريكيين في العراق الآن بشيء واحد.. انهم يفتقدون عائلاتهم ويخشون ان يكون مصيرهم الموت.ويتساءل بعضهم بعد اسبوع من غزو العراق عما حدث لأملهم في الوصول خلال ثلاثة أيام إلى بغداد التي تلوح لهم برايات الاستسلام.

قال مايكل سانشيز جندي مشاة البحرية الامريكيين "أشعر ان فرصي في ان ابقى على قيد الحياة تقل كلما طال بقائي هنا."وأضاف الجندي البالغ من العمر 21 عاما الذي ارتسم الاستياء على وجهه "كل شيء يعاندنا هنا. لا نعرف التضاريس ولا نعرف الناس ولا نعرف ما أعدوه لنا."

وكان سانشيز يتوقع كبقية زملائه نوعا من "الهرولة إلى بغداد" بلا مقاومة في أعقاب حملة قصف هائلة تحطم ارادة العراقيين.لكن أفرادا من قافلته تعرضوا لاطلاق النار من قناصة وصدتهم عاصفة رملية ومكثوا أياما في رقعة من الصحراء لا يسكنها سوى بعوض يؤرقهم.

وظل كثير من زملاء سانشيز من مشاة البحرية محتفظين بمرحهم. لكنهم جميعهم عرفوا من الوهلة الأولى ما بدأ كبار الضباط الامريكيون يعترفون علانية الأن وهو ان المقاومة العراقية أشرس مما كانوا يتوقعون.

قال دنيس كوتس (20 عاما) الجندي بمشاة البحرية "كان من المفترض ان تكون هذه واحدة من أسرع الحروب... لم نتصور ان نتعرض لهجوم مبكر كهذا لم نكن نتصور كل هذا النشاط الارهابي."وساهم حرص الولايات المتحدة على تجنب الخسائر البشرية في صفوفهم وفي صفوف المدنيين العراقيين ايضا في ابطاء سرعة التقدم نحو العاصمة العراقية.

وعلى هذا الطريق المؤدي إلى بلدة الناصرية جنوب العراق لم يكن في استقبال "المحررين" فتيات يقدمن الورود امتنانا كما توقعوا. لم يكن في انتظارهم هناك سوى كمائن وألغام وشراك مفخخة.

صرخ أحد جنود مشاة البحرية من خندق حفره على جانب طريق قائلا "أكره هذا المكان...اين الفاتنات ؟ أظن انه كان من المفترض ان يكون هناك بعض من الرقص الشرقي" ، حيث أن هذا ما وعدهم به قادتهم وزعيم عصابتهم الأكبر جورج بوش ،وعبر ضباط في مناطق اخرى عن القلق من الوقت الذي يمضى في الصحراء.

قالت الليفتنانت جيسيكا نيومان من سرية المهندسين 535 التي تشكل جزءا من اللواء 130 "ظننت انها ستكون أياما قليلة لكن اشعر انها ستستغرق فترة أطول."وقال اللليفتنانت مارك بيتراك الضابط بالسرية نفسها ان الحرب "ستسغرق وقتا أطول من المتوقع خصوصا اذا لم نقض على هذه الجيوب للمقاومة. ان تحييد مقاومة محاربي العصابات سيتطلب وقتا".

ورغم القلق من بطء التقدم فان سهول العراق لا تشكل حتى الآن جحيما بالنسبة للغزاة الامريكيين كالجحيم الذي واجهوه في أدغال فيتنام.ويشعر مشاة البحرية الذين يقومون بحراسة قافلة الامداد على الطريق الى الناصرية بالقلق أكثر مما يشعرون بالارهاق وبالملل أكثر مما يشعرون بالرعب.

وقال الميجر برني ليندستورم من المجموع 937 الهندسية "أعتقدت دائما ان هذا الأمر سيستغرق ستة أشهر أو أكثر. لنفكر فيما تعنيه الاطاحة بنظام. ماذا يحدث لو ان صدام أصبح اسامة بن لادن وانتهى به الامر في الاختفاء في مكان ما ؟"

المصدر : نداء القدس