PDA

View Full Version : من فلسطين إلى العراق دم واحد وعدو واحد


ابو الامير
31-03-2003, 10:39 AM
من الواضح والجلي أن المطلوب من المنطقة العربية بأسرها أن تركع وأن تستسلم أمام العدوان الأمريكي- البريطاني- الصهيوني على أرض وشعب العراق ، هذا العدوان الذي يستهدف قهر الأمة العربية بتراثها الانساني و الروحي و الكفاحي ، ومن شعوب هذه المنطقة أن تكون "مستعبدة" بالمعنى المادي للكلمة ، فتصمت على العدوان والاحتلال وترضى به ، وتصمت على استغلال ثرواتها وخيراتها ونهبها.
كما أنه من الواضح والجلي أيضـًا أن مجرد الاحتجاج والرفض والتمرد على هذه "المطالب" يعرض الإنسان العربي في المنطقة ، أو الجماعة التي تعبر وتـناضل ضد "ما هو مطلوب" إلى عملية قمع وذبح وتشريد ، لم يعرف تاريخ الشعوب أكثر إيلامـًا منها للنفس ، ولا أحقد منها أسلوبـًا.
والذي يتابع تحرك المعسكر الأمريكي- الاسرائيلي في المنطقة ، في الماضي والحاضر معـًا ،و من خلال الأخطار المحدقة بأمتنا و المحاولات الأثيمة التي تجري لابتلاعها شبرا شبرا وقطرا قطرا، يلاحظ أن هذا التحرك لم يهدأ أبدًا في تـنظيم المخططات التي تهدف إلى سحق المنطقة وإخضاعها ، وضرب البوادر والحركات التي يشتم منها رائحة التمرد والثورة عليها ، وقد اتخذ هذا التحرك أشكالا وألوانـًا عديدة ، بدأ هذا التحرك في فلسطين الحبيبة ولن ينـتهي في أرض العراق المجاهد الصامد .
ففي عام 1948م ذبح الشعب الفلسطيني وشرد عن وطنه على يد العصابات الصهيونية ، وسجلت القوى الاستعمارية نصرًا على الأمة العربية بأسرها ، وكانت ردة الفعل طبيعية وسليمة على أسباب الهزيمة ، فدفع الثمن من كان عليه أن يدفع الثمن ، وانطلقت في المنطقة قوى هائلة تـناضل التحرك الاستعماري ومخططاته من أجل تصحيح الأوضاع وتعبئة الفراغ في المنطقة ، وبالرغم من تقييمنا للأخطاء التي وقعت فيها تلك القوى التي انطلقت لمقاومة التحرك الاستعماري الواسع ، تظل الحقيقة ساطعة كالشمس وهي أن هذه القوى ألهبت المنطقة ، وحركت الوجدان القومي وعبأته ضد قوى التخلف والاستعمار الطامحة إلى ترويض المنطقة ، مما دفع بكل قوى الاستعمار والإمبريالية في المنطقة ومعهما الحليفة الجديدة إسرائيل أن تضع كل ثقلها ووزنها العسكري والسياسي والمادي في محاربة المد التقدمي الصاعد .
ومن هنا فلم يكن العدوان الثلاثي الغاشم على مصر بالصدفة عام 1956م ، ولم يكن ضرب الحركات الوطنية في بعض الدول العربية بالصدفة في عقدي الخمسينات والستينات ، ولم تكن الهجمة الإمبريالية الصهيونية الكاسحة بالصدفة في الخامس من يونيو "حزيران" عام 1967م ، ولم يكن بالصدفة اجتياح لبنان واحتلال أول عاصمة عربية "بيروت" عام 1982م ، ولم يكن أيضـًا بالصدفة مطاردة كل الوطنيين والأحرار من الخليج إلى المحيط عبر الخمسين عامـًا الماضية ، ولم يكن بالصدفة هذا العدوان الغاشم على بلاد الرافدين أرض العراق الطاهرة .
ان عدوان الولايات المتحدة الامريكية على أطفال و نساء وشيوخ العراق ،غير عابئة باية اعراف او قوانين دولية ، آملة ان تفرض الاستسلام و التعايش بالقهر و القوة ، هو منطق الصهيونية العالمية في الاحتلال و التوسع و السيادة منذ ان بدأت تمارس نشاطها في العالم ، و هو نفس عدوان العدو الاسرائيلي اليومي على أطفال و نساء و شيوخ فلسطين .
فكل ما جرى في الماضي و يجري هذه الأيام في فلسطين و العراق من مذابح بربرية ضد المدنيين العزل ، وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها المدنيين ، وحصار المدن والقرى الذي وصل إلى حد التجويع ، وقطع الماء والكهرباء عن الأهالي ، يثبت بالتحليل والممارسة بأن الدم الفلسطيني والعراقي دم واحد ، وأن العدو واحد ، وأن آلة الدمار والقتل واحدة ، وأنه لا خيار لهذه الأمة بين أن تفنى و بين أن تحيا غير خيار واحد وهوالجهاد و الصمود لنيل احدى الحسنيين النصر أو الشهادة .
العراق .. أرض الحضارات والرسالات .
العراق .. أرض الجهاد والبطولات .
العراق .. الذي أعطى كل ما لديه .. من ثروات أرضه ، ومن دماء أبنائه ومن مستقبله للقضايا العربية ، حتى صدقت مقولة بأن "العراق هو مفاجأة العروبة لنفسها" أي أنه جعل من نفسه إحدى الرئات التي تتـنفس منها جميع القضايا العربية في مواجهة المد الأمريكي- الصهيوني على أرضنا العربية ، يتعرض هذه الأيام لحرب إبادة في ظل مشاركة عربية في هذه الحرب .!
إن الدم العراقي الزكي الذي يسيل هذه الأيام على أرض العراق الطاهرة وامتداد للدم العراقي الذي روى تراب الأراضي العربية وهو يتصدى للعدوان الصهيوني على الشعب العربي .
لقد سال الدم العراقي الطاهر في جميع معارك البطولة والشرف التي خاضتها الجيوش العربية ضد العدو الإسرائيلي .
فقد روى الدم العراقي الطاهر تراب فلسطين أثناء تصديه للهجمة الصهيونية عام 1948م ، وما زالت قبور شهداء الجيش العراقي البطل في جنين شاهدة على امتـزاج الدم الفلسطيني- العراقي على أرض فلسطين .
وروى الدم العراقي الطاهر أرض سيناء وهضبة الجولان في حربي 1967، 1973م .
و روى الدم العراقي الطاهر تراب غور الأردن و اربد و السلط في السنوات التي تلت نكسة 1967 م .
بغداد عاصمة الصمود .. بغداد مدينة الجهاد و المقاومة .. المنتصرة على أعدائها رغم أحقاد و خسة أحفاد هولاكوالعصر.. علمي أنظمة الخذلان و الاستسلام معنى الجهاد و التضحيات و البطولات .
بغداد مدينة الأسود .. أنت وحدك خارج أسوار السجن الكبير الذي تعيش فيه الأمة العربية بأسرها ، حكاما و مسؤولين ، زعماء و قيادات فقدت احساسها بالتاريخ ، فتأرجحت بين العجز والاستكانة وفقدان الرؤية في بعض الحالات ، و الانحراف والعمالة والخيانة في بعض الحالات الأخرى لتدخل طائعة مختارة ، و تدخل معها من تستطيع للسجن الكبير المخضب بالدماء ، و المتوج بالمهانة و العجز و الاستسلام و العبودية ، وأنت وحدك القادرة على هدم أسوار هذا السجن و تحرير الانسان العربي ، و تحرير الأرض العربية .
يا نشامى و أبطال العراق الميامين .. أيها الواقفون مع التاريخ .. يا رواد وحماة و سياج أمن العرب.. ببطولاتكم و تضحياتكم التي تلقنون بها الغزاة الدروس يوميـًا ، هذه البطولات والتضحيات ستلقن عرب الاستسلام والاستجداء .. عرب التوسل والتسول درسـًا جديدًا أول حروفه بأنهم لا يستحقون و لا يجوز لهم أن ينتسبوا الى الأمة العربية .
يا أحفاد خالد بن الوليد و سعد بن الوقاص .. ان دماء أطفال جنين و البصرة و رفح و الفاو و دير البلح و أم قصر و بلاطة و الناصرية تناشدكم أن تعيدوا للأمة العربية شرفها و كرامتها و عزتها و أمجادها التي باعها بعض أبناء ديننا في سوق النخاسة الأمريكية – الصهيونية متجاهلين أبسط المثل و القيم التي هي جزء من ديننا الحنيف وحضارتنا و تاريخنا .
فتحية اكبار و محبة و كبرياء لابطال العراق ، لمن يعرفون طريق البداية للوصول الى النهاية المؤزرة بالنصر ، تحية لهم أينما كانوا و أينما وجدوا و هم يلبسون قيود الاماني و الحرية من اجل تحرير الانسان العربي و تحرير فلسطين ،و تحرير الارض العربية المغتصبة ، تحية لارواحهم و انفسهم الطليقة ، تحية لهم بالفهم و الوعي و التقدير ، - لانهم وحدهم – و كل مجاهدي فلسطين معهم يعرفون بانهم وحدهم خارج السجن الكبير .

.......................نداء القدس