ياقوتة
05-04-2003, 02:27 AM
يجب أن نكسرها! بقلم: د. ساجد العبدلي
التاريخ: 03/04/2003
الموضوع: مقالات د. ساجد العبدلي
من تابع ويتابع الآلة الاعلامية الكويتية (الرسمية وغير الرسمية) في فترة ما بعد الغزو الغاشم للكويت سيجد أننا صرنا في الغالب وفي مختلف درجاتنا سجناء في زنزانة تلك الكارثة رغم مرور أكثر من عشر سنوات عليها, وصرنا ننظر بهستيرية الى كل الأمور بعين الربط المنطقي وغير المنطقي بتلك التجربة، حتى صارت مشجبا نعلق عليه أغلب أزماتنا ومشاكلنا, فالأزمات السياسية سببها الغزو,,, والركود الاقتصادي بسبب الغزو,,, والمشاكل الاجتماعية أيضا سببها الغزو,,, وربما لو تساقط شعر أحدنا لقال إن ذلك بسبب الغزو!!
واليوم ومع ابتداء الحرب، ها هي الهستيريا نفسها تلف مجتمعنا من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، لتأييد الحرب وتبريرها، محلقة في غالبها بأجنحة العواطف المجردة وليس المرتكزات الشرعية، ولا بعد النظر، ولا حتى المصالح السياسية لبلدنا!
عدوى هذا الأمر لم تستثن حتى الاسلاميين، الى درجة أن يخرج أحدهم، فيجعل عنوان مقاله (حرقوا آبارنا فأطفأنا آبارهم، ونهبونا فوهبنا الطعام لهم) وكأن من أحرق آبارنا ونهبنا هم أنفسهم العراقيون المساكين الذين يتلقفون المساعدات من لجان الاغاثة الكويتية هذه الأيام!
وآخر، قرأت له فأحسست بالحرقة والغيرة على التيار الاسلامي الذي ينتج أبناؤه مثل هذه الكتابات الصحافية! كتب هذا الكاتب (وهو دكتور متخصص في العلم الشرعي) مقالا عن الأحداث، فهل تراه كتب في هذا الوقت العصيب عن الرأي الديني وعن قال الله وقال الرسول وما قاله أهل العلم في ما يحدث، لا أبدا، لم يفعل ذلك، وانما كتب (خاطرة)، ليعلق على (الظاهرة)!!
سرد كلاما انشائيا عن جرائم النظام العراقي وحاكمه، تماما كما تسرده جدتي! وختم يتساءل (لماذا تقفون معه اذن؟)، اختزل صاحبنا القضية بكل أبعادها الشائكة في طرح سطحي هزيل وختم بسؤال ساذج، لينتهي دون أن يكشف بوضوح (نظرا الى المكانة الشرعية التي نفترض أنه يمثلها) ان كان يرى جواز الحرب أم لا، انتهى وللأسف الى مجرد أن أضاف ركاما الى الركام الذي تمتلئ به صحافتنا منذ ابتدأت ارهاصات الحرب!
المشكلة المخجلة أنه ما عاد خافيا على أحد أن أغلب الاسلاميين في الكويت (خصوصا التيار الذي يتبعه صاحبنا) لا يزالون غارقين في (الحيص بيص) وعالقين في مطب عدم الاتفاق على رأي (شرعي) موحد, وأنهم يستعيضون عن ارتباكهم هذا (بعنعنات) (وهمهمات) (وتبريرات) صحافية انشائية لا تفرق أبدا عما يكتبه غيرهم من غير الاسلاميين، بل لعلها أكثر ركاكة من حيث الصياغة والأسلوب، لذا فأنا لا ألوم هذا الكاتب كثيرا لأنه لا يفرق عن تلك الجموع!
لقد آن لنا جميعا أن نوقف هذه الهستيريا التي تدفعنا دفعا لتبرير هذه الحرب التي يرفضها كل العالم، يجب علينا أن نفعل ذلك على الأقل لما تبين أن مساندتنا للحرب ولو بالتبرير قد عزلنا عن العالم العربي والاسلامي، ووضع مصالح بلدنا في محك خطير قد يودي بها وبنا!
يجب أن نكسر قيود السخط، وأن نتوقف عن اجترار مأساة الغزو، لقد آن لنا أن ننسى، نعم ننسى، وأن نكسر الحقنة التي دأب اعلامنا على حقننا بواسطتها، حقنة (حتى لا ننسى)، يجب أن نكسرها لأن من كان يرددها ظنا أنها ستذكرنا بجرح الغدر والخيانة ليكون دافعا نحو اعادة البناء والتقدم، فقد كشفت أكثر من عشر سنوات ماضيات خطأه، كل ما فعلته (حتى لا ننسى) هذه أن أوغلت في دفننا حتى آذاننا في رمال الهزيمة النفسية فحولت ذلك الغزو والاحتلال الموقت الى احتلال دائم، لذلك يجب أن نكسرها!
طبيب وناشط سياسي كويتي
sajed@arabgate.org
التاريخ: 03/04/2003
الموضوع: مقالات د. ساجد العبدلي
من تابع ويتابع الآلة الاعلامية الكويتية (الرسمية وغير الرسمية) في فترة ما بعد الغزو الغاشم للكويت سيجد أننا صرنا في الغالب وفي مختلف درجاتنا سجناء في زنزانة تلك الكارثة رغم مرور أكثر من عشر سنوات عليها, وصرنا ننظر بهستيرية الى كل الأمور بعين الربط المنطقي وغير المنطقي بتلك التجربة، حتى صارت مشجبا نعلق عليه أغلب أزماتنا ومشاكلنا, فالأزمات السياسية سببها الغزو,,, والركود الاقتصادي بسبب الغزو,,, والمشاكل الاجتماعية أيضا سببها الغزو,,, وربما لو تساقط شعر أحدنا لقال إن ذلك بسبب الغزو!!
واليوم ومع ابتداء الحرب، ها هي الهستيريا نفسها تلف مجتمعنا من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، لتأييد الحرب وتبريرها، محلقة في غالبها بأجنحة العواطف المجردة وليس المرتكزات الشرعية، ولا بعد النظر، ولا حتى المصالح السياسية لبلدنا!
عدوى هذا الأمر لم تستثن حتى الاسلاميين، الى درجة أن يخرج أحدهم، فيجعل عنوان مقاله (حرقوا آبارنا فأطفأنا آبارهم، ونهبونا فوهبنا الطعام لهم) وكأن من أحرق آبارنا ونهبنا هم أنفسهم العراقيون المساكين الذين يتلقفون المساعدات من لجان الاغاثة الكويتية هذه الأيام!
وآخر، قرأت له فأحسست بالحرقة والغيرة على التيار الاسلامي الذي ينتج أبناؤه مثل هذه الكتابات الصحافية! كتب هذا الكاتب (وهو دكتور متخصص في العلم الشرعي) مقالا عن الأحداث، فهل تراه كتب في هذا الوقت العصيب عن الرأي الديني وعن قال الله وقال الرسول وما قاله أهل العلم في ما يحدث، لا أبدا، لم يفعل ذلك، وانما كتب (خاطرة)، ليعلق على (الظاهرة)!!
سرد كلاما انشائيا عن جرائم النظام العراقي وحاكمه، تماما كما تسرده جدتي! وختم يتساءل (لماذا تقفون معه اذن؟)، اختزل صاحبنا القضية بكل أبعادها الشائكة في طرح سطحي هزيل وختم بسؤال ساذج، لينتهي دون أن يكشف بوضوح (نظرا الى المكانة الشرعية التي نفترض أنه يمثلها) ان كان يرى جواز الحرب أم لا، انتهى وللأسف الى مجرد أن أضاف ركاما الى الركام الذي تمتلئ به صحافتنا منذ ابتدأت ارهاصات الحرب!
المشكلة المخجلة أنه ما عاد خافيا على أحد أن أغلب الاسلاميين في الكويت (خصوصا التيار الذي يتبعه صاحبنا) لا يزالون غارقين في (الحيص بيص) وعالقين في مطب عدم الاتفاق على رأي (شرعي) موحد, وأنهم يستعيضون عن ارتباكهم هذا (بعنعنات) (وهمهمات) (وتبريرات) صحافية انشائية لا تفرق أبدا عما يكتبه غيرهم من غير الاسلاميين، بل لعلها أكثر ركاكة من حيث الصياغة والأسلوب، لذا فأنا لا ألوم هذا الكاتب كثيرا لأنه لا يفرق عن تلك الجموع!
لقد آن لنا جميعا أن نوقف هذه الهستيريا التي تدفعنا دفعا لتبرير هذه الحرب التي يرفضها كل العالم، يجب علينا أن نفعل ذلك على الأقل لما تبين أن مساندتنا للحرب ولو بالتبرير قد عزلنا عن العالم العربي والاسلامي، ووضع مصالح بلدنا في محك خطير قد يودي بها وبنا!
يجب أن نكسر قيود السخط، وأن نتوقف عن اجترار مأساة الغزو، لقد آن لنا أن ننسى، نعم ننسى، وأن نكسر الحقنة التي دأب اعلامنا على حقننا بواسطتها، حقنة (حتى لا ننسى)، يجب أن نكسرها لأن من كان يرددها ظنا أنها ستذكرنا بجرح الغدر والخيانة ليكون دافعا نحو اعادة البناء والتقدم، فقد كشفت أكثر من عشر سنوات ماضيات خطأه، كل ما فعلته (حتى لا ننسى) هذه أن أوغلت في دفننا حتى آذاننا في رمال الهزيمة النفسية فحولت ذلك الغزو والاحتلال الموقت الى احتلال دائم، لذلك يجب أن نكسرها!
طبيب وناشط سياسي كويتي
sajed@arabgate.org