اديب
30-06-2003, 12:17 PM
يوم الأربعاء الموافق 25/ 4 / 1424 هـ ..
وتحديدا صبيحة هذا اليوم وفي إحدى الفنادق ..
وفي احتفالية أشبه بمأتم ..
انتقل إلى رحمة الله أحد أعيان الأندية ..
بل وشيخها الأول ..
وذلك عن عمر يقارب به الستين عاما ..
وكان رحمه الله من الثلة القليلة التي أخذت على عاتقها رفعة الرياضة ..
بل هو أبرز تلك الثلة في إمداد الرياضة بالمنجزات المختلفة ..
بدأ حياته متعثرا .. وواجهته العديد من النكبات ..
حيث أنسخ من جلده بعض الشخصيات ..
وحاولوا هدم كيانه بشتى التصرفات ..
وصنعوا لهم فريقا من جسده الغض أسموه الهلال ..
وحاولوا أن يغمدوا خرج النهاية فيه .. لكنه كان يردد محال محال ..
حاول .. وحاول ..
ومع كل تلك المحاولات المميتة إلا أنه استعاد عافيته ..
حتى أكتمل نضجه وقطف ثمار صبره وتعبه ..
وكانت سنته الخامسة والأربعين هي بداية انهمار مطره ..
حتى أصبح القاصي والداني يتحدثون عن سيرته ..
ويعددون مناقبه وخصاله .. وعتاده وعدته ..
والكل يحسده على عودة شبابه ..
ويغبطونه على أبناءه ..
وأضحى أسمه يتردد في الصحف والمجلات ..
وأسماء نجومه حديث الوكالات ..
فحصد البطولة تلو البطولات ..
والألقاب والإنجازات ..
ومع نشوة الاستمتاع بهذا الجيل الذهبي ..
والفرحة التي كانت تعلو محيا هذا الشيخ البهي ..
إذ به فجأة ودون سابق إنذار يصاب بوعكة قبيل أربع سنوات ..
حيث لم يتحمل فراق اثنين من أبناءه ..
هما الفؤاد أنور .. والذئب المهلل ..
وكان مصابه أمرا جلل ..
حاول .. وحاول مجددا ..
حاول أن يلملم أوراقه .. ويعاود الركض من جديد ..
ومع أنه كان يحس ببعض الحرقة ..
إلا أنه تجلد على كل ذلك ..
وبينما هو في طريقه من التعافي ..
إذ به ـ وقبل أن يقف على قدميه مجددا ـ ينال صدمتان أخرويتان ..
فغادره شاب يافع في مقتبل العمر ..
كان في ظلام الليل يشبه القمر ..
يلقبونه بعابر القارات ..
ثم آخر ناضج في قمة مستواه ..
يسمونه الدواد صالح ..
وأصبح بدل المصاب أربع مصابات ..
تثقل كاهل الشاب فكيف بالشيخ الجليل ؟؟
كانت دموعه تحتبس على جدار عينه ..
كلما شاهد أحد أبناءه يداعب الكرة بعيدا عنه ..
لكنه مع كل هذا ..
ومع كل تلك الآلآم التي ينزفها ..
تجبر على محنته .. وصبر على مصيبته ..
وحصد بطولة أسيا في وقت كان أكثر المتفائلين لا ينتظرها ..
وظهرت في الأفق بوادر فرحة ولو على بساط ألم ..
وتجلت في الكون تباشير سعد لعلها تنسينا من فراقونا ..
لكن الرئيس أبى إلا وأن يجهز على فرحتنا ..
ويجهز على ما تبقى من تنفس أنتعش لدى شيخنا بهذه البطولة ..
وفي غمرة أفراحنا الخجولة ..وسعادتنا اليتيمة ..
إذ به يرسل لاعبنا الرمز العويران إلى عالم النسيان ..
وأجبر محورنا الأنيق الشنيف إلى مغادرة البلدان ..
وكأنه أراد أن يعكر صفو سعادتنا ..
ويصيب جسد شيخنا المثخن بمزيد من الفظائع ..
وهذا العام لم يكن بأفضل حظا من سابقيه ..
لكن الجديد هو وصول سطوة التجارة إلى ناشئة المستقبل ..
فمسفر الذي به كنا نستبشر ..
والذي لم يتجاوز عمره العشرون ..
ذهب إلى من يقدرون المواهب والموهبين ..
والمحور البديل لبديل البديل وقائد المنتخب ..
وأقصد أن الواكد بديل للشنيف البديل لفؤاد ..
أصبح مجالا للعرض والطلب ..
ليعيدونا إلى عصر الرق .. وعرض البضائعة ..
والمزايدة عليها ..
واللاعب الفنان .. المسمى الخثران ..
طار من أيدينا .. وأصبح حديث الجيران ..
وأخيرا جاءت الشعرة التي قصمة ظهر البعير ..
ورحل تكر بتأجير منتهي بالتمليك ..
ليكتب آخر فصول مسرحية البؤساء ..
عندها أدرك الشيخ بأن الأمر لا يطاق ..
والحكاية لن تنتهي عند أي فراق ..
فكلما نسينا بل تناسينا واحدا إذ به يعاجلنا باثنين ..
وكلما حاولنا أن نبحث له عن عذر نجد أنفسنا مجبرين على تكذيب أعذاره ..
فشم الشيخ بأنفه الطاهر البرئ حكاية مؤامرة تحاك ..
وحكاية إسقاط كيان بأيدي تعبث ..
تلمس أطرافها .. وجمع خيوطها ..
وعندما أجتمع له كل ذلك ..
ذهل مما رأى من نتيجة لبحثه ..
من يحفر له هو أهله ..
ومن يغمد خنجره بجوفه .. هو المؤتمن على حمايته ..
ومن يحاول توقيض أركانه .. هو من يسمونه رئيسه ..
عندها ..لم يتحمل صدمة الحقيقة ..
ولم يتحمل الشيخ كل محاولات إعادته للحياة ..
والصدمات الكهربائية لانعاشه ..
وسلم روحه الطاهر إلى عالم المجهول ..
بعد أن أضحى كل شبر في جسده موطن خنجر ..
وكل شبر من أندية الوطن موضع أحد لاعبيه ..
وتمت موارة جسده البائس إلى مثواها الأخير ..
وتقبل الرئيس التهاني .. عفوا أقصد التعازي ..
في منزله الواقع على مدخل الرياض الناحية الشمالية ..
فرحمه الله ..
وتحديدا صبيحة هذا اليوم وفي إحدى الفنادق ..
وفي احتفالية أشبه بمأتم ..
انتقل إلى رحمة الله أحد أعيان الأندية ..
بل وشيخها الأول ..
وذلك عن عمر يقارب به الستين عاما ..
وكان رحمه الله من الثلة القليلة التي أخذت على عاتقها رفعة الرياضة ..
بل هو أبرز تلك الثلة في إمداد الرياضة بالمنجزات المختلفة ..
بدأ حياته متعثرا .. وواجهته العديد من النكبات ..
حيث أنسخ من جلده بعض الشخصيات ..
وحاولوا هدم كيانه بشتى التصرفات ..
وصنعوا لهم فريقا من جسده الغض أسموه الهلال ..
وحاولوا أن يغمدوا خرج النهاية فيه .. لكنه كان يردد محال محال ..
حاول .. وحاول ..
ومع كل تلك المحاولات المميتة إلا أنه استعاد عافيته ..
حتى أكتمل نضجه وقطف ثمار صبره وتعبه ..
وكانت سنته الخامسة والأربعين هي بداية انهمار مطره ..
حتى أصبح القاصي والداني يتحدثون عن سيرته ..
ويعددون مناقبه وخصاله .. وعتاده وعدته ..
والكل يحسده على عودة شبابه ..
ويغبطونه على أبناءه ..
وأضحى أسمه يتردد في الصحف والمجلات ..
وأسماء نجومه حديث الوكالات ..
فحصد البطولة تلو البطولات ..
والألقاب والإنجازات ..
ومع نشوة الاستمتاع بهذا الجيل الذهبي ..
والفرحة التي كانت تعلو محيا هذا الشيخ البهي ..
إذ به فجأة ودون سابق إنذار يصاب بوعكة قبيل أربع سنوات ..
حيث لم يتحمل فراق اثنين من أبناءه ..
هما الفؤاد أنور .. والذئب المهلل ..
وكان مصابه أمرا جلل ..
حاول .. وحاول مجددا ..
حاول أن يلملم أوراقه .. ويعاود الركض من جديد ..
ومع أنه كان يحس ببعض الحرقة ..
إلا أنه تجلد على كل ذلك ..
وبينما هو في طريقه من التعافي ..
إذ به ـ وقبل أن يقف على قدميه مجددا ـ ينال صدمتان أخرويتان ..
فغادره شاب يافع في مقتبل العمر ..
كان في ظلام الليل يشبه القمر ..
يلقبونه بعابر القارات ..
ثم آخر ناضج في قمة مستواه ..
يسمونه الدواد صالح ..
وأصبح بدل المصاب أربع مصابات ..
تثقل كاهل الشاب فكيف بالشيخ الجليل ؟؟
كانت دموعه تحتبس على جدار عينه ..
كلما شاهد أحد أبناءه يداعب الكرة بعيدا عنه ..
لكنه مع كل هذا ..
ومع كل تلك الآلآم التي ينزفها ..
تجبر على محنته .. وصبر على مصيبته ..
وحصد بطولة أسيا في وقت كان أكثر المتفائلين لا ينتظرها ..
وظهرت في الأفق بوادر فرحة ولو على بساط ألم ..
وتجلت في الكون تباشير سعد لعلها تنسينا من فراقونا ..
لكن الرئيس أبى إلا وأن يجهز على فرحتنا ..
ويجهز على ما تبقى من تنفس أنتعش لدى شيخنا بهذه البطولة ..
وفي غمرة أفراحنا الخجولة ..وسعادتنا اليتيمة ..
إذ به يرسل لاعبنا الرمز العويران إلى عالم النسيان ..
وأجبر محورنا الأنيق الشنيف إلى مغادرة البلدان ..
وكأنه أراد أن يعكر صفو سعادتنا ..
ويصيب جسد شيخنا المثخن بمزيد من الفظائع ..
وهذا العام لم يكن بأفضل حظا من سابقيه ..
لكن الجديد هو وصول سطوة التجارة إلى ناشئة المستقبل ..
فمسفر الذي به كنا نستبشر ..
والذي لم يتجاوز عمره العشرون ..
ذهب إلى من يقدرون المواهب والموهبين ..
والمحور البديل لبديل البديل وقائد المنتخب ..
وأقصد أن الواكد بديل للشنيف البديل لفؤاد ..
أصبح مجالا للعرض والطلب ..
ليعيدونا إلى عصر الرق .. وعرض البضائعة ..
والمزايدة عليها ..
واللاعب الفنان .. المسمى الخثران ..
طار من أيدينا .. وأصبح حديث الجيران ..
وأخيرا جاءت الشعرة التي قصمة ظهر البعير ..
ورحل تكر بتأجير منتهي بالتمليك ..
ليكتب آخر فصول مسرحية البؤساء ..
عندها أدرك الشيخ بأن الأمر لا يطاق ..
والحكاية لن تنتهي عند أي فراق ..
فكلما نسينا بل تناسينا واحدا إذ به يعاجلنا باثنين ..
وكلما حاولنا أن نبحث له عن عذر نجد أنفسنا مجبرين على تكذيب أعذاره ..
فشم الشيخ بأنفه الطاهر البرئ حكاية مؤامرة تحاك ..
وحكاية إسقاط كيان بأيدي تعبث ..
تلمس أطرافها .. وجمع خيوطها ..
وعندما أجتمع له كل ذلك ..
ذهل مما رأى من نتيجة لبحثه ..
من يحفر له هو أهله ..
ومن يغمد خنجره بجوفه .. هو المؤتمن على حمايته ..
ومن يحاول توقيض أركانه .. هو من يسمونه رئيسه ..
عندها ..لم يتحمل صدمة الحقيقة ..
ولم يتحمل الشيخ كل محاولات إعادته للحياة ..
والصدمات الكهربائية لانعاشه ..
وسلم روحه الطاهر إلى عالم المجهول ..
بعد أن أضحى كل شبر في جسده موطن خنجر ..
وكل شبر من أندية الوطن موضع أحد لاعبيه ..
وتمت موارة جسده البائس إلى مثواها الأخير ..
وتقبل الرئيس التهاني .. عفوا أقصد التعازي ..
في منزله الواقع على مدخل الرياض الناحية الشمالية ..
فرحمه الله ..