*بنت العرب*
20-08-2003, 03:32 AM
عملهن يهدد مستقبل الأسرة
كتائب الخادمات تحتل منازل الإماراتيات
أبو ظبي: يسود جدل مؤرق في أوساط العائلات الإماراتية يكمن في المعادلة الصعبة بين خروج الإماراتية إلى سوق العمل، والتداعيات السلبية لاعتمادها على المربيات والخادمات في تنشئة الأبناء.
وبين فكي الرغبة في تأمين مستوى معيشي جيد وتقدير الذات عبر العمل والتخوف الحقيقي على مستقبل المخزون الاستراتيجي للعائلة والأمة، تستشرف في عيون الإماراتية أرقاً قاتلاً، ربما انقلب بالعودة عن التوجه المستحدث الساعي إلى هجران المنزل من أجل العمل.
وقد كشفت لجنة وزارية ـ طبقا للحياة ـ أن العمالة من الخادمات المنزلية تمثّل ما يزيد على 17 في المئة من إجمالي العاملين في القطاعات الاقتصادية المختلفة. وتشمل هذه الفئة خدم المنازل والطبّاخين والسائقين والمزارعين، وكان عددهم يقدّر بـ510 آلاف عام 2000م ويزيد اليوم على 700 ألف عامل وعاملة.
وأبرزت إحدى الدراسات أن 7.33 في المئة من العاملين في الأسر الإماراتية هم من العزاب (خادمة، مربية، سائق وعامل)، وتباينت الأرقام في عدد الخادمات والمربيات ولكنها في كل الحالات لا تقل عن 200 ألف شخص.
وتعرف مكاتب استقدام الخادمات هذه الأيام نشاطاً واسعاً، فمع الأنباء الجيدة التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية عن انحسار مرض "سارز" في البلدان الآسيوية، المصدر الرئيس لهذه العمالة، إضافة إلى حركة الصيف التقليدية بين الإجازات والسفر والاستقدام يرتفع الطلب. وتتبوأ الفلبينيات والإندونيسيات قائمة المستقدمات، وربما بدت الظاهرة انعكاساً لارتفاع مستوى الدخل الإماراتي الذي يعد من الأعلى في العالم.
ومع ارتفاع نسبة تعليم البنات وارتفـاع نسبتهن بين خريجي الجامعات طرقن أبواب العمل، مع وجود تشجيع من السياسية المحلية للحد من العمالة الأجنبية، فحصدت النساء فرصاً مهمة في مواقع العمل.
وتدور نقاشات قانونية حالياً لتعزيز دور الحضانة في الدوائر الحكومية وبعض مؤسسات القطاع الخاص. ولكن الخادمة/ المربية بقيت عنصراً حيوياً في الجسم الإماراتي الناهض.
وتصدمك في الحقيقة قصص مثيرة، عندما تسعى للإبحار في العوالم السفلية لهذه الفئة من الخدم والخادمات.
المخيلة الجماعية تذكيها روايات النساء الشفوية، بقصص مثيرة عن إغواء الخادمات والمربيات لأصحاب عملهن، وعن حالات متعددة للخصام والطلاق بعد مغامرات الذكور مع من اعتبرهن خطأ ملك اليمين!
وتحفل مجلات المحاكم ـ طبقا للحياة ـ بالجرائم التي ترتكبها الخادمات في حق أهل البيت من السرقة والمعاملة القاسية للأطفال والهروب تحت جنح الظلام.
وتسعى الدوائر الأمنية للحد من هذه الظاهرة؛ لما تثيره من مشكلات إجرامية تفسد طبائع المجتمع الإماراتي المحافظ. لكن هذه المشكلات مع خطورتها ربما مثلت الجزء الأعلى من جبل الثلج.
يقول أحد خبراء الطب النفسي:"إن 70 في المئة من مشكلات الأطفال سببها الخادمة وتنازل الأم عن مسؤولياتها التربوية".
ويحتل مـرض التوحـد وميـل الطفل للعزلة والانزواء قائمة الأعـراض المرضـية للأطفال في المنطقة. ويعزى ذلك إلى النقص في الحنان وتشتت الطفل نفسياً بين الأم والمربية مع اختلاف كبير بين الثقافتين.
وأبرزت دراسة محلية أن 68 في المئة من المربيات تقل أعمارهن عن عشرين عاماً و46 في المئـة لم يسبق لهن الزواج أو التعامل مع الأطفال.
وتضمن التشريعات للمربية تذاكر سفر للاستقدام والعودة، وفحصاً طبياً دقيقاً للتثبت من خلوها من الأمراض المختلفة، وإجازة لا تقل عن 20 يوماً بعد سنتين من العمل. وليس هنالك دوام محدد. ولكن الإندونيسية تمثل بلا منازع أعلى سلم الأجور الذي لا يقل عن 400 دولار شهرياً، ويعد هذا المبلغ ثروة حقيقية في بلد المنشأ. وسبب هذا الامتياز هو حرص العائلات المحلية على تنشئة أبنائهن تنشئة إسلامية.
وتتعالى بعض الأصوات لإحداث تغيير في التركيبة الجغرافية للخادمات والاعتماد على الأصول العربية، ولكن ارتفاع رواتب العربيات جعل هذه الدعوات لا تلقى صدى إيجاباً.
لا أحد يعلم ماذا سيحدث لو استفاق الناس جميعاً ذات صباح وقد غادرت الخادمات والمربيات المدينة! لا شك في أن أجواء الحميمية ما بين الزوجين ستتعزز في غياب "الغرباء" وستنمو بينهما مشاعر التعاون في شؤون البيت وتربية الأبناء.
ولكن التحدي الحقيقي للمرأة الإماراتية والعربية عموماً يكمن في التوفيق بين الاستحقاقات المهنية وطموحاتها ودورها الأساسي في البيت وتنشئة الأطفال.
http://www.lahaonline.com/People/a3-18-08-2003.doc_cvt.htm
كتائب الخادمات تحتل منازل الإماراتيات
أبو ظبي: يسود جدل مؤرق في أوساط العائلات الإماراتية يكمن في المعادلة الصعبة بين خروج الإماراتية إلى سوق العمل، والتداعيات السلبية لاعتمادها على المربيات والخادمات في تنشئة الأبناء.
وبين فكي الرغبة في تأمين مستوى معيشي جيد وتقدير الذات عبر العمل والتخوف الحقيقي على مستقبل المخزون الاستراتيجي للعائلة والأمة، تستشرف في عيون الإماراتية أرقاً قاتلاً، ربما انقلب بالعودة عن التوجه المستحدث الساعي إلى هجران المنزل من أجل العمل.
وقد كشفت لجنة وزارية ـ طبقا للحياة ـ أن العمالة من الخادمات المنزلية تمثّل ما يزيد على 17 في المئة من إجمالي العاملين في القطاعات الاقتصادية المختلفة. وتشمل هذه الفئة خدم المنازل والطبّاخين والسائقين والمزارعين، وكان عددهم يقدّر بـ510 آلاف عام 2000م ويزيد اليوم على 700 ألف عامل وعاملة.
وأبرزت إحدى الدراسات أن 7.33 في المئة من العاملين في الأسر الإماراتية هم من العزاب (خادمة، مربية، سائق وعامل)، وتباينت الأرقام في عدد الخادمات والمربيات ولكنها في كل الحالات لا تقل عن 200 ألف شخص.
وتعرف مكاتب استقدام الخادمات هذه الأيام نشاطاً واسعاً، فمع الأنباء الجيدة التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية عن انحسار مرض "سارز" في البلدان الآسيوية، المصدر الرئيس لهذه العمالة، إضافة إلى حركة الصيف التقليدية بين الإجازات والسفر والاستقدام يرتفع الطلب. وتتبوأ الفلبينيات والإندونيسيات قائمة المستقدمات، وربما بدت الظاهرة انعكاساً لارتفاع مستوى الدخل الإماراتي الذي يعد من الأعلى في العالم.
ومع ارتفاع نسبة تعليم البنات وارتفـاع نسبتهن بين خريجي الجامعات طرقن أبواب العمل، مع وجود تشجيع من السياسية المحلية للحد من العمالة الأجنبية، فحصدت النساء فرصاً مهمة في مواقع العمل.
وتدور نقاشات قانونية حالياً لتعزيز دور الحضانة في الدوائر الحكومية وبعض مؤسسات القطاع الخاص. ولكن الخادمة/ المربية بقيت عنصراً حيوياً في الجسم الإماراتي الناهض.
وتصدمك في الحقيقة قصص مثيرة، عندما تسعى للإبحار في العوالم السفلية لهذه الفئة من الخدم والخادمات.
المخيلة الجماعية تذكيها روايات النساء الشفوية، بقصص مثيرة عن إغواء الخادمات والمربيات لأصحاب عملهن، وعن حالات متعددة للخصام والطلاق بعد مغامرات الذكور مع من اعتبرهن خطأ ملك اليمين!
وتحفل مجلات المحاكم ـ طبقا للحياة ـ بالجرائم التي ترتكبها الخادمات في حق أهل البيت من السرقة والمعاملة القاسية للأطفال والهروب تحت جنح الظلام.
وتسعى الدوائر الأمنية للحد من هذه الظاهرة؛ لما تثيره من مشكلات إجرامية تفسد طبائع المجتمع الإماراتي المحافظ. لكن هذه المشكلات مع خطورتها ربما مثلت الجزء الأعلى من جبل الثلج.
يقول أحد خبراء الطب النفسي:"إن 70 في المئة من مشكلات الأطفال سببها الخادمة وتنازل الأم عن مسؤولياتها التربوية".
ويحتل مـرض التوحـد وميـل الطفل للعزلة والانزواء قائمة الأعـراض المرضـية للأطفال في المنطقة. ويعزى ذلك إلى النقص في الحنان وتشتت الطفل نفسياً بين الأم والمربية مع اختلاف كبير بين الثقافتين.
وأبرزت دراسة محلية أن 68 في المئة من المربيات تقل أعمارهن عن عشرين عاماً و46 في المئـة لم يسبق لهن الزواج أو التعامل مع الأطفال.
وتضمن التشريعات للمربية تذاكر سفر للاستقدام والعودة، وفحصاً طبياً دقيقاً للتثبت من خلوها من الأمراض المختلفة، وإجازة لا تقل عن 20 يوماً بعد سنتين من العمل. وليس هنالك دوام محدد. ولكن الإندونيسية تمثل بلا منازع أعلى سلم الأجور الذي لا يقل عن 400 دولار شهرياً، ويعد هذا المبلغ ثروة حقيقية في بلد المنشأ. وسبب هذا الامتياز هو حرص العائلات المحلية على تنشئة أبنائهن تنشئة إسلامية.
وتتعالى بعض الأصوات لإحداث تغيير في التركيبة الجغرافية للخادمات والاعتماد على الأصول العربية، ولكن ارتفاع رواتب العربيات جعل هذه الدعوات لا تلقى صدى إيجاباً.
لا أحد يعلم ماذا سيحدث لو استفاق الناس جميعاً ذات صباح وقد غادرت الخادمات والمربيات المدينة! لا شك في أن أجواء الحميمية ما بين الزوجين ستتعزز في غياب "الغرباء" وستنمو بينهما مشاعر التعاون في شؤون البيت وتربية الأبناء.
ولكن التحدي الحقيقي للمرأة الإماراتية والعربية عموماً يكمن في التوفيق بين الاستحقاقات المهنية وطموحاتها ودورها الأساسي في البيت وتنشئة الأطفال.
http://www.lahaonline.com/People/a3-18-08-2003.doc_cvt.htm