PDA

View Full Version : زمنٌ تباعُ بِـهِ القلوبُ وتُشْـتَرَى


بنت الماضي
05-09-2003, 11:17 PM
جاءني بدون عنوان على ايميلي فأعجبني جداً ولا أدري من كتبه لذا سأختار له عنوان ( زمنٌ تباعُ بِـهِ القلوبُ وتُشْـتَرَى )

=======

عندما يبكي الرجـالُ ـ في زمن ٍ تباعُ بِـهِ القلوبُ وتُشـترى ـ تكونُ الكارثة ، كارثة إنسانية وعاطفية أن ترى الزوجةُ زوجها يبكي ، حصنها المنيع يبكي ! ، كارثة أن ترى الفتاةُ أباها يبكي ، مُعجِبها الأول يبكي ! ، كارثة أن ترى رجلاً يبكي أمامك في حين أنكَ تعدُه الأقوى عزماً والأربط جأشاً والاشد تحملاً في هذا العالم ، يبكي أمامك بكاءً بلا صوت ، زفراتٌ تخرجُ من بين أضلعهِ تكادُ أن تهشمَ صدره ، تعقبها دمعاتٌ متساقطة كأنها حبات البرد. إنها كارثة بما تعنيهِ الكلمة. ما رأيتُ أبي يبكي قط إلا في موقفين ، الموقفُ الأولُ حينما كنتُ أرافقه في الحجِ وكنت في السادسة عشر من عمري أنذاك ، رأيتُ الدمعَ يتساقطُ من عينيهِ ، فسألته لِمَ يا أبي تبكي ! فقال تذكرتُ ساعةَ المحشر فوجدتُ اباكَ ضعيفاً لا يقوى على أهوالِ ذلك اليوم فما تمالكَ نفسه ، وأمّـا الموقف الثاني فكان يوم أن ماتتْ جدتي ، فبعد أن أنزلها قبرها ـ رحمها الله ـ وتولى المشيعون بقى أبي لوحدهِ عندَ قبرها ، عدتُ ادعوه فوجدتـُه قائماً يدعو لها والدمعُ قد بللَّ لحيته ، غفرَ اللهُ لأبي ولجدتي ورحمَـهما وكلَّ المسلمين والمسلمات. بكاءُ الرجُلِ العظيم ليس عيباً لكنه نادر ، والأعرافُ القبلية والعادات المتوارثة وحتى التركيبة الخَلْـقية للرجل تجعله قوياً شديداً لذا يُقال بين الناس " لا تبكي فالبكاء للبنات " ، وللبكاء حالات كما أن للفرح حالات ، فبكاء الرجلُ العظيم ليس كبكاء الخائف الذليل أو كبكاء المرأة ولهذا يُقالُ " دمعة الرجل غالية " . تختلف دمعاتُ الرجال بإختلافِ أحوالهم وصفاتهم وتلعبُ قوةُ العظيم وقوةُ الحدث الدورَ الأبزر في مسألة كتمان هذا البكاء ، وفي هذا يقولُ أبو الطيب المتنبي : بادٍ هواكَ صَـبَرت أَم لم تصبِرا ، وبُكاكَ إن لم يَجْـرِ دَمْعُكَ أَو جَرَى .. كم غَرَّ صَبرك وابتسـامُكَ صاحِباً ، لَمَّا رآهُ وفي الحَشا ما لا يُرَى . اليوم وقد كنتُ اتذكرُ بعضاً من صروفِ الدهر رأني ابني عبدالرحمن ( باكياً ) ، فقال أتبكي يا أبي؟! قلتُ أوَ تشك لحظةً أن أباك يبكي (أمــرَ الفُـؤادُ لِسـانَه وجفونَـه ، فكَتَمنهُ وكَفَى بِلفظِكَ مُخْـبرا ) ! فقـال : بكى الرسولُ وبكى الصحابة ، قلتُ : بكى أبي و معلمي ايضاً ، وأخبرته سبب الدمعات التي رأها على خديِّ ابيه. إيه يا هــاذي الدنيا ماضيكِ جميلٌ مندثر ، وحاضركِ كئيبٌ مستقر ، ومستقبلكِ مجهولٌ منتظر ، (بِـأَبي وأُمّـي واضحٌ فـي نهجكِ ، زمنٌ تباعُ بِـهِ القلوبُ وتُشْـتَرَى ).

شرود
06-09-2003, 06:45 AM
كلام مؤثر ورصين

إلا أني لو كنت مكانك لما اخترت له هذا العنوان ووسمته بـ

....مثل: بكاء الرجال أو الدمعة الغالية أو النادرة

جزيت خيرا

إرث أحزان
07-09-2003, 04:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن ما يحتقر عليه الرجل بكاؤه على العشق او الهوى

اما البكاء من خشية الله فليس بكاء ضعف وانما بكاء قوة

فلولا قوة الايمان ما بكى وليس يكسبه ذلة ولكن عزة ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )

جزاك الله خيرا اختي الكريمة

تحياتي

بنت الماضي
15-03-2004, 03:04 PM
جزيتم خيراً جميعاً :rolleyes:

إرث أحزان
15-03-2004, 05:16 PM
عودا حميدا

بنت الماضي