إرث أحزان
12-09-2003, 07:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذي قصة عابرة مني أرجو ان تنال إعجابكم
قد تكون غير معبرة لبعضكم ولكنها بلاشك ستؤثر كثيرا في الآخرين
=======================
جلس أحمد في مكتبه في الوزارة " آه لقد بدأت اتأقلم مع العمل هنا "
لم يمض عليه في مكانه الجديد إلا بضعة أشهر كان عمله متلخصا في اصدار التراخيص التجارية
للتجار والشركات وطبعاً لم يكن يخلو من بعض محاولات أهل الشر في رشوته
للتجاوز عن بعض الأمور غير المسموحة ...
وهاهو يقلب بعض الاوراق يفتش في الملفات ، يوقع ، يكتب
دخل عليه رجل فيه سيما الصلاح والعقل " السلام عليكم "
تمدد إلى الخلف أحمد ونظر إلى الرجل وابتسم " وعليكم السلام ، آمر يا عزيزي ؟ "
كان الرجل يحمل في يديه معاملته " ما يأمر عليك ظالم ، أبداً هذه المعاملة " ومدها له
نظر فيها وقلب اوراقها ثم نظر مندهشا إلى الرجل " قهوة ؟؟!! أتريد أن تفتح قهوة ؟ "
ابتسم الرجل وقال " هل لديك مانع ؟؟ "
- لا ليس لدي مانع على المشروع ، لكن أظن أن المانع في الرجل !!
- أنا أفهمك تقصد أنه لا ينبغي لي مثل ذلك وأنا رجل مستقيم هاه ؟
- بالضبط !!
- ولكن هذا المشروع مختلف ليس كسائر القهوات .. نظر أحمد إليه فأكمل :
" نعم إنها قهوة خالية من المنكرات لا قنوات لا شيش لا أغاني ...بديل إسلامي " واستكمل بسمته .
فكر أحمد في الموضوع بجدية قال قي نفسه " وما شأني أنا سأمرر المعاملة على القانون ولن أتدخل "
ثم رفع كفيه وقال " على العموم الله يوفقك والمعاملة ستأخذ مجراها ، ارجع لنا بعد أسبوع "
شكر الرجل أحمد وسلم وخرج .....
جلس أحمد يفكر في الأمر ثم خطرت بباله فكرة ففتح المعاملة واخرج هاتف الجوال وخزن رقم الرجل.
لم يمض يومان حتى اتصل أحمد بالرجل وطلب منه موعداً خارج عن العمل فتواعدا في مطعم على العشاء
في المطعم ...
جلس أحمد ينتظر يقلب قائمة الطعام والمشروبات بشيء من التوتر ثم التفت إلى النادل وقال " كبتشينو لو سمحت "
في هذه الاثناء أقبل الرجل مبتسماً وقال بلباقة " أرجو ألا أكون تأخرت ؟! " تنهد أحمد من فرط التوتر وقال:
- لا عادي ، ماذا تشرب ؟
- أي شيء على ذوقك ماذا طلبت أنت ؟
- كابتشينو . ثم نادى النادل " أضف كوباً آخر "
سادت لحظات من الصمت ثم قال أحمد :
- في العادة أنا أكون المدعو من قبل المراجعين .. وابتسم فابتسم الرجل فأكمل :
" ولكني حينما دعودك لم أعتبرك مراجعاً وإنما ....شخص... شخص عادي ."
- امممممم وماذا كنت تريد من هذا الشخص العادي ؟
رفع أحمد كتفيه وبسط كفه " لا أدري " فاستنكر الرجل " لا تدري!!!! "
تدارك الأمر أحمد " أوه .. أقصد لا أدري من أين أبدأ ....أتعرف ؟ ... لقد أعجبتني فكرتك "
هز الرجل رأسه مستزيداً فأكمل أحمد " فكرة القهوة لم تكن غريبة على نفسي ..لقد فكرت بذلك مرة "
- هل ترمي إلى شيء يا أحمد ؟... الشراكة مثلا ؟
- لا لا أبداً ... أنا لا أفهم في التجارة ..اقصد أنه ربما كان بيننا شيء مشترك .
- أحمد هل أنت شاعر ؟ ...عالم نفس ؟ ... بماذا تفكر ؟
- أنا آسف .. أنت لا تفهمني ... اقصد ماذا لو تعرفنا على بعضنا ؟
- اممممم .. فهمتك بما أننا فكرنا في نفس الفكرة قد نصبح صديقين رائعين هذا قصدك هاه؟
- بالضبط ..أنت عبقري ... يعني في البداية ما أسمك الكامل وعمرك ؟
- خالد جواد ... العمر ربما يكون محرجاً لكن لابأس 42 سنة .
لم يكن خالد ليخبر أحمد بعمره لولا أنه أحس بارتياح في محادثته . أكمل أحمد :
- متزوج بالطبع .... كم عدد أولادك ؟
- بالطبع بالطبع ... ثلاث بنات وولدين .
- وزوجتك .... كم عمرها ؟
لم يستحيي أحمد أبداً من هذا السؤال الذي نزل مفاجئاً على خالد فاستغرب جرأته وقال بأدب :
- ألا تحس بأنها أمور خاصة ... وما الداعي لهذا السؤال ؟
لم يحرك في أحمد رد خالد أي ذرة حياء قال بشكل طبيعي :
- مجرد سؤال ... من حقك أن تجاوب ومن حقك أن ترفض .
أحس خالد أنه لابد أن يقلب النقاش حتى لا تتطور الأمور فبادر :
- على فكرة وأنت ما أسمك ، وكم عمرك ؟
- أحمد بحر ، 35 سنه
- ما شاء الله ، الله يطول بعمرك ، من أي بلدة ؟
- قرية رفيعة تبعد عنا 150 كيلاً .
- رفيعة .. اهااا أعرف شخصاً منها هل تعرف محمد بن زهير ؟
تغير وجه أحمد فندم خالد على ذكر الرجل خوفاً من أن يكون على خلاف معه قال احمد :
- هل تعرفه جيداً ؟ .. هل تحدثت معه ؟ وذهبت معه ؟
خالد بتروي " ليس جيداً ، التقيت به مرة أو مرتين "
بان على أحمد علامات غضب غريبة وقال :
- اسمع يا خالد أنا لا أريد أن أتكلم في الناس ؟
خالد بحزم " ما كنت لأسمح لك بذلك أبداً .. أنا سألت فقط أتعرفه أم لا ؟ "
- هل أعجبك ؟، ما رأيك فيه ؟
- شخص عادي ....كسائر الناس .
ازداد غضب أحمد " الذي أعرفه أنه إنسان محترم وطيب القلب "
تنهد خالد " الحمد لله ... ، ماذا قلت حتى تغضب كل هذا الغضب ؟ "
- لا أريد أن أتكلم .. انتهى الموضوع .
- ما الأمر يا أحمد ؟؟
- انتهى الموضوع ... انتهى الموضوع .
ثم قام ووضع على الطاولة قيمة القهوة وقبل أن ينصرف نظر إلى خالد :
- انسَ أمري..... لا أريد أن أراك مرة أخرى .
لعبت الدهشة بخالد ألاعيبها " ماالخطأ في كلامي .. كيف سأل عن عمر زوجتي بكل جرأة ولم يتحمل سؤالا كهذا "
" إنه يكيل بمكيالين ويبيح لنفسه مالا يبيحه لك ... إنه من هذا الصنف .. دائماً أراهم "
نادى " أيها النادل .... كم حسابك ؟ " " خذ .. ، مع السلامة "
====================
تحياتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذي قصة عابرة مني أرجو ان تنال إعجابكم
قد تكون غير معبرة لبعضكم ولكنها بلاشك ستؤثر كثيرا في الآخرين
=======================
جلس أحمد في مكتبه في الوزارة " آه لقد بدأت اتأقلم مع العمل هنا "
لم يمض عليه في مكانه الجديد إلا بضعة أشهر كان عمله متلخصا في اصدار التراخيص التجارية
للتجار والشركات وطبعاً لم يكن يخلو من بعض محاولات أهل الشر في رشوته
للتجاوز عن بعض الأمور غير المسموحة ...
وهاهو يقلب بعض الاوراق يفتش في الملفات ، يوقع ، يكتب
دخل عليه رجل فيه سيما الصلاح والعقل " السلام عليكم "
تمدد إلى الخلف أحمد ونظر إلى الرجل وابتسم " وعليكم السلام ، آمر يا عزيزي ؟ "
كان الرجل يحمل في يديه معاملته " ما يأمر عليك ظالم ، أبداً هذه المعاملة " ومدها له
نظر فيها وقلب اوراقها ثم نظر مندهشا إلى الرجل " قهوة ؟؟!! أتريد أن تفتح قهوة ؟ "
ابتسم الرجل وقال " هل لديك مانع ؟؟ "
- لا ليس لدي مانع على المشروع ، لكن أظن أن المانع في الرجل !!
- أنا أفهمك تقصد أنه لا ينبغي لي مثل ذلك وأنا رجل مستقيم هاه ؟
- بالضبط !!
- ولكن هذا المشروع مختلف ليس كسائر القهوات .. نظر أحمد إليه فأكمل :
" نعم إنها قهوة خالية من المنكرات لا قنوات لا شيش لا أغاني ...بديل إسلامي " واستكمل بسمته .
فكر أحمد في الموضوع بجدية قال قي نفسه " وما شأني أنا سأمرر المعاملة على القانون ولن أتدخل "
ثم رفع كفيه وقال " على العموم الله يوفقك والمعاملة ستأخذ مجراها ، ارجع لنا بعد أسبوع "
شكر الرجل أحمد وسلم وخرج .....
جلس أحمد يفكر في الأمر ثم خطرت بباله فكرة ففتح المعاملة واخرج هاتف الجوال وخزن رقم الرجل.
لم يمض يومان حتى اتصل أحمد بالرجل وطلب منه موعداً خارج عن العمل فتواعدا في مطعم على العشاء
في المطعم ...
جلس أحمد ينتظر يقلب قائمة الطعام والمشروبات بشيء من التوتر ثم التفت إلى النادل وقال " كبتشينو لو سمحت "
في هذه الاثناء أقبل الرجل مبتسماً وقال بلباقة " أرجو ألا أكون تأخرت ؟! " تنهد أحمد من فرط التوتر وقال:
- لا عادي ، ماذا تشرب ؟
- أي شيء على ذوقك ماذا طلبت أنت ؟
- كابتشينو . ثم نادى النادل " أضف كوباً آخر "
سادت لحظات من الصمت ثم قال أحمد :
- في العادة أنا أكون المدعو من قبل المراجعين .. وابتسم فابتسم الرجل فأكمل :
" ولكني حينما دعودك لم أعتبرك مراجعاً وإنما ....شخص... شخص عادي ."
- امممممم وماذا كنت تريد من هذا الشخص العادي ؟
رفع أحمد كتفيه وبسط كفه " لا أدري " فاستنكر الرجل " لا تدري!!!! "
تدارك الأمر أحمد " أوه .. أقصد لا أدري من أين أبدأ ....أتعرف ؟ ... لقد أعجبتني فكرتك "
هز الرجل رأسه مستزيداً فأكمل أحمد " فكرة القهوة لم تكن غريبة على نفسي ..لقد فكرت بذلك مرة "
- هل ترمي إلى شيء يا أحمد ؟... الشراكة مثلا ؟
- لا لا أبداً ... أنا لا أفهم في التجارة ..اقصد أنه ربما كان بيننا شيء مشترك .
- أحمد هل أنت شاعر ؟ ...عالم نفس ؟ ... بماذا تفكر ؟
- أنا آسف .. أنت لا تفهمني ... اقصد ماذا لو تعرفنا على بعضنا ؟
- اممممم .. فهمتك بما أننا فكرنا في نفس الفكرة قد نصبح صديقين رائعين هذا قصدك هاه؟
- بالضبط ..أنت عبقري ... يعني في البداية ما أسمك الكامل وعمرك ؟
- خالد جواد ... العمر ربما يكون محرجاً لكن لابأس 42 سنة .
لم يكن خالد ليخبر أحمد بعمره لولا أنه أحس بارتياح في محادثته . أكمل أحمد :
- متزوج بالطبع .... كم عدد أولادك ؟
- بالطبع بالطبع ... ثلاث بنات وولدين .
- وزوجتك .... كم عمرها ؟
لم يستحيي أحمد أبداً من هذا السؤال الذي نزل مفاجئاً على خالد فاستغرب جرأته وقال بأدب :
- ألا تحس بأنها أمور خاصة ... وما الداعي لهذا السؤال ؟
لم يحرك في أحمد رد خالد أي ذرة حياء قال بشكل طبيعي :
- مجرد سؤال ... من حقك أن تجاوب ومن حقك أن ترفض .
أحس خالد أنه لابد أن يقلب النقاش حتى لا تتطور الأمور فبادر :
- على فكرة وأنت ما أسمك ، وكم عمرك ؟
- أحمد بحر ، 35 سنه
- ما شاء الله ، الله يطول بعمرك ، من أي بلدة ؟
- قرية رفيعة تبعد عنا 150 كيلاً .
- رفيعة .. اهااا أعرف شخصاً منها هل تعرف محمد بن زهير ؟
تغير وجه أحمد فندم خالد على ذكر الرجل خوفاً من أن يكون على خلاف معه قال احمد :
- هل تعرفه جيداً ؟ .. هل تحدثت معه ؟ وذهبت معه ؟
خالد بتروي " ليس جيداً ، التقيت به مرة أو مرتين "
بان على أحمد علامات غضب غريبة وقال :
- اسمع يا خالد أنا لا أريد أن أتكلم في الناس ؟
خالد بحزم " ما كنت لأسمح لك بذلك أبداً .. أنا سألت فقط أتعرفه أم لا ؟ "
- هل أعجبك ؟، ما رأيك فيه ؟
- شخص عادي ....كسائر الناس .
ازداد غضب أحمد " الذي أعرفه أنه إنسان محترم وطيب القلب "
تنهد خالد " الحمد لله ... ، ماذا قلت حتى تغضب كل هذا الغضب ؟ "
- لا أريد أن أتكلم .. انتهى الموضوع .
- ما الأمر يا أحمد ؟؟
- انتهى الموضوع ... انتهى الموضوع .
ثم قام ووضع على الطاولة قيمة القهوة وقبل أن ينصرف نظر إلى خالد :
- انسَ أمري..... لا أريد أن أراك مرة أخرى .
لعبت الدهشة بخالد ألاعيبها " ماالخطأ في كلامي .. كيف سأل عن عمر زوجتي بكل جرأة ولم يتحمل سؤالا كهذا "
" إنه يكيل بمكيالين ويبيح لنفسه مالا يبيحه لك ... إنه من هذا الصنف .. دائماً أراهم "
نادى " أيها النادل .... كم حسابك ؟ " " خذ .. ، مع السلامة "
====================
تحياتي