PDA

View Full Version : نصيحة لوجه الله


بو عبدالله 2003
06-01-2004, 02:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منقول من احد المنتديات
منقول

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل : (( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون ))

والقائل (( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ، ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه ، فمثله كمثل الكلب : إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ))

والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير ، محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وبعد ..

هذه رسالة ، صلعاء قلعاء ، لا حاجب لها ولا رموش ، كتبها صاحبها تذكرةً لمن نسي ، وطمأنة لمن فزع ، وتبيينا لمن ظل فأظل .

إنها تصرخ في وجه الحاضر البئيس : خبت وخاب مسعاك ، وتبوأت من سخط الناس منزلة ومكاناً ..!!

إنها تحوم كالطير ، لا تدري أين تقع ، ولا بأي أرض تهبط ، فالغربة موحشة ، والأرض قاحلة ، ولا مفر لها ولا مقر إلى مواصلة الطير حتى يرهقها الموت !

أيها الشيخ عائض / اعذرني ، فلن آتيك بخطبة عصماء كما تعودت أن يأتيك محبوك ، ولن أنظم قصيدة كذابة في مدحك والثناء عليك ، اعذرني ، فلن أستلهم رضاك ولن أطلب مسامرتك بعد الليلة ، ولن أنافقك وأخونك في نصيحة أنت أحوج ماتكون إليها اليوم ، وقد تفرق عنك المحبون والتم عليك العوام والطوام والهوام !!

هذا فراق بيني وبينك ، حتى أراك " شيخا " مثلما توجناك ذات ليلة ، وحتى تعود " أسدا " كما سمعناك عندما كنت تتكلم بما تريد كما تريد من على منبرك الصغير ، فلا خدم ولا حشم ولا مرسيدس بنز ولا كاديلك ، ولا عبدالعزيز بن فهد ، ولا ولي العهد ، ولا النمارق ولا الزرابي ، ولا شاشات التلفاز ، ولا صفحات الجرائد ..

لقد طعنوك في مقتل !! حينما رفهوك بما أنت عليه الآن ، فطلبك حاضر وأمرك ظاهر وحجابك ساتر !

لقد كذبوا عليك حينما أوهموك بأنك قديس الأمة ، وحصن الاسلام ، وأنك الذي جمع بين خطابة قس ونظامة ابي محسد

ها أنت تخرج بعد أن أخذت مغذية مالية ، وابرة ملكية ، تخرج علينا من حين إلى حين ، معلنا الحرب الشعواء على ماضيك الأبيض ، الذي لولاه لما عرفتك الجريدة والمجلة والشاشة ، ولولاه لما بيعت لك اشرطتك الجديدة والتي ليست سوى نسخ مكررة من معلومات قديمة وأبيات مملة مكسرة

ها أنت تخرج ، وقد غيرت أفكارك وقتلت غيرتك ، فصنفوك في بند علماء السلاطين ، ووضعوا فتاواك في رف الفتاوى المستأجرة ، وحنطوك تمثالا عفا عليه الزمن ، رث الهيبة ، أسود اليدين ، لا حاضر يشرف ولا مستقبل ينتظر ، اللهم إلا بقايا رماد الماضي المؤبن على عتبة المسرح .!!

ياشيخ عائض / إننا لسنا نخاصمك ونحاجك في ولاة أمرنا وأمرك ، فطاعتهم دين ندين الله به ، وليست نفاقا ولا رياءا ولا سمعة ولا تكسب ، فلهم منا البيعة والطاعة والولاء ما أقاموا فينا الشرع وعدلوا ..

لسنا نخاصمك في هذا يا أباعبدالله ، إنما ننتقد عزتك التي ذلت ، وهامتك التي قصرت أمام دراهم معدودة ، وانت تعلم أنهم كانوا - ولا زالوا - فيك من الزاهدين ..

أفتنسلخ عن دينك وعزتك وأنفتك ومنهجك - إن كان لك منهج - من أجل حجة باطلة بخسة حقيرة ، جربها أمم أمثالك من قبلك فذاقوا وبال أمرهم وكان عاقبة أمرهم خسرا ؟

أفتبيع أمة رفعتك ورجالا أحبوك لماضيك ، من أجل أن تدخل على أصحاب الأمر والولاية ، ظانا أنك ستغير وتصلح ، وزاعما أنك ذا رأي وذا مكانة عند القوم ، وأنت تعلم أكثر مما نعلم أن شخصك عند القوم ماهو إلا رهبنة وتستر ، وأن احتمال اسقاطك أكبر من احتمال الاحتفاء بك ؟

والله ، الذي لا يحلف برب سواه ، أن دعاءك لمن ولاه أمرك ، واخلاصك في الدعاء له واصلاحه خير لك من تمسحك صباح مساء على عتبة بابه ، فإن أعطيت منها رضيت وإن لم تعط إذا أنت ترجع بما ذهبت به ساخطا جزعا ..

والله ، لو كان صلاح الولاة بالدخول عليهم لفعل ابن حنبل ، ولسبق ابن تيمية ، ولدخل ابن باز ، وبقية الجماعة المؤمنة التي صدقت ربها فنصحت واصلحت من غير أن تفتن بعضها وتلبس على الأمة في دينها ..

ياشيخ عائض / أصبحت ألعوبة في يد الصحفيين والعلمانيين ، يكتبون عنك مايريدون ، ويقنعونك بالذي يقتنعون ، وقد صنعوا منك ألف دمية لألف مناسبة وألف مؤتمر وألف جريدة ..

حتى خضراء الدمن .. أصبحت ممن يتبجح بأنه أدمن على قراءتها .. فهل سيأتي اليوم الذي تقول فيه : (( استمتع بمشاهدة الاوربت ؟؟

ياشيخ عائض / انفض عنك الجمع ، وملك القوم ، وخيبت فيك الآمال ، وساءت فيك الظنون ، ولم يعد لك في هذه الدنيا إلا بقايا كبار السن الذين يستظرفونك ويستطرفونك ، وإن شئت يقينا فاعدل عن منهج الضحك في محاضراتك وانظر بم ترجع في العدد ، ستراهم على أصابع اليد الواحدة .. إنها الظرافة والطرافة تجلبهم وليس الاعجاب ولا الفكر ولا المنهج .. فهل ترضى بتفسك مهرجا مضحكا القوم .. من غير أن تكون موجها ومرشدا إلى الحق .. بالحق .. في ذات الحق ..

ياشيخ عائض / سيكتبك التاريخ ، مغيرا .. مبدلا .. منقلبا .. تاجرا .. غنيا .. صاحب ضحك ومرح .. ألعوبة في يد الأقزام .. عالما من بني اسرائيل ..

ياشيخ عائض / ارجع إلى ماضيك .. ارجع إلى ماضيك .. وانصح لولاتك واخلص لهم في النصيحة .. ولا تكن فضا غليظ القلب .. لكن حذاري أن تكون خبا مخدوعا .. دمية في يد الأطفال .. وصورة على غلاف الجرائد ..

أستودعك الذي ثبت من مات .. بأن يثبتك ويردك إلينا سالما غانما ..

واحذر غمزات الشياطين .. علمانيي الأمة ..