PDA

View Full Version : حديث (من أحب أن يحيا حياتي ، ويموت موتتي...فليتول علي بن أبي طالب....) هل هو صحيح ؟؟


المجاهد عمر
19-01-2004, 03:11 PM
نص الحديث :

عن يحي ابن يعلي الأسلمي قال : ثنا عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن زياد بن مطرق عن زيد بن أرقم – زاد الطبراني : وربما لم يذكر زيد بن أرقم – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أحب أن يحيا حياتي ، ويموت موتتي ، ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي عز وجل ، غرس قضبانها بيديه ، فليتول علي بن أبي طالب ، فإنه لن يخرجكم من هدى ، ولن يدخلكم في ضلالة).

حكم الحديث : (مـوضـوع).

طرق الحديث :


رواه أبو نعيم في ((الحلية)) (4/349-350) ، والحاكم (3/128) وكذا الطبراني في ((الكبير)) وابن شاهين في ((شرح السنة)) (18/65/2).


إسناد الحديث:

قال أبو نعيم : (غريب من حديث أبي إسحاق ، تفرد به يحي).قال الشيخ الألباني رحمه الله : (وهو شيعي ضعيف).قال ابن معين : (ليس بشيء).قال البخاري : (مضطرب الحديث).قال ابن أبي حاتم (4/2/196) عن أبيه : (ليس بالقوي ، ضعيف الحديث).قال الهيثمي في ((المجمع)) (9/108) : (رواه الطبراني ، وفيه يحي بن يعلى الأسلمي ، وهو ضعيف).قال الشيخ الألباني رحمه الله : وأما الحاكم فقال : (صحيح الإسناد ) ! فرده الذهبي بقوله: (أنى له الصحة والقاسم متروك ، وشيخه (يعني الأسلمي) ضعيف ، واللفظ ركيك ، فهو إلى الوضع أقرب).قال الشيخ الألباني رحمه الله : (القاسم – وهو ابن شيبة – لم يتفرد به ، بل تابعه راويان آخران عند أبي نعيم ، فالحمل فيه على الأسلمي وحده دونه).


وللحديث عندي علتان أخريان – يقول الألباني- :

الأولى : أبو إسحاق ، وهو السبيعي فقد كان اختلط مع تدليسه ، وقد عنعنه.

الأخرى : الاضطراب في إسناده منه أو من الأسلمي ، فإنه يجعله تارة من مسند زيد بن أرقم ، وتارة من مسند زياد بن مطرف ، وقد رواه عنه مطين والباوردي وابن جرير وابن شاهين في ((الصحابة)) كما ذكر الحافظ ابن حجر في ((الإصابة)) وقال :

((قال ابن منده : (لا يصح) ، قال ابن حجر : (في إسناده يحي بن يعلى المحاربي ، وهو واهٍ)).قال الشيخ الألباني رحمه الله: (وقوله : ((المحاربي)) سبق قلم منه ، وإنما هو الأسلمي كما سبق ويأتي).


تنبيهات وملاحظات للشيخ الألباني رحمه الله على هذا الحديث :

لقد كان الباعث على تخريج هذا الحديث ونقده ، والكشف عن علته ، أسباب عدة ، منها إنني رأيت الشيخ المدعو بعبد الحسين الموسوي الشيعي قد خرج الحديث في ((مراجعاته)) (ص 27) تخريجاً أوهم به القراء أنه صحيح كعادته في أمثاله ، واستغل في سبيل ذلك خطأً قلمياً وقع للحافظ ابن حجر رحمه الله ، فبادرت إلى الكشف عن إسناده ، وبيان ضعفه ، ثم الرد على الإيهام المشار إليه ، وكان ذلك منه على وجهين ، فأنا أذكرهما معقباً على كل منهما ببيان ما فيه فأقول :

الأول:

أنه ساق الحديث من رواية مطين ومن ذكرنا معه نقلاً عن الحافظ من رواية زياد بن مطرف ، وصدره برقم (38) . ثم قال :

((ومثله حديث زيد بن أرقم…)) فذكره ، ورقم له بـ (39) . ثم علق عليهما مبيناً مصادر كل منهما ، فأوهم بذلك أنهما حديثان متغايران إسناداً ! والحقيقة خلاف ذلك ، فإن كلاً منهما مدار إسناده على الأسلمي ، كما سبق بيانه ، غاية ما في الأمر أن الراوي كان يرويه تارة عن زياد بن مطرف عن زيد بن أرقم . وتارة لا يذكر فيه زيد بن أرقم ، ويوقفه على زياد بن مطرف ، وهو مما يؤكد ضعف الحديث لاضطرابه في إسناده كما سبق.

الثاني :

أنه حكى تصحيح الحاكم للحديث دون أن يتبعه بيان علته ، أو على الأقل دون أن ينقل كلام الذهبي في نقده ، وزاد في إيهام صحته أنه نقل عن الحافظ قوله في ((الإصابة)) : ((قلت : في إسناده يحي بن يعلي المحاربي وهو واهٍ)).فتعقبه عبد الحسين بقوله :

((أقول : هذا غريب من مثل العسقلاني ، فإن يحي بن يعلي المحاربي ثقة بالاتفاق ، وقد أخرج له البخاري…ومسلم….).

فأقول : أغرب من هذا الغريب أن يدير عبد الحسين كلامه في توهيمه الحافظ في توهينه للمحاربي ، وهو يعلم أن المقصود بهذا التوهين إنما هو الأسلمي وليس المحاربي ، لأن هذا مع كونه من رجال الشيخين ، فقد وثقه الحافظ نفسه في ((التقريب)) وفي الوقت نفسه ضعف الأسلمي ، فقد قال في ترجمة الأول : ((يحي بن يعلى بن الحارث المحاربي الكوفي ثقة ، من صغار التاسعة مات سنة ست عشرة)) . وقال بعده في ترجمة الثاني : ((يحي بن يعلي الأسلمي الكوفي شيعي ضعيف ، من التاسعة)).

وكيف يعقل أن يقصد الحافظ تضعيف المحاربي المذكور وهو متفق على توثيقه ، ومن رجال ((صحيح البخاري)) الذي استمر الحافظ في خدمته وشرحه وترجمة رجاله قرابة ربع قرن من الزمان؟! كل ما في الأمر أن الحافظ في ((الإصابة)) أراد أن يقول ((…الأسلمي وهو واهٍ)) فقال واهماً ((المحاربي وهو واهٍ)) ! .

فاستغل الشيعي هذا الوهم أسوأ الاستغلال ، فبدل أن ينبه أن الوهم ليس في التوهين ، وإنما في كتب ((المحاربي)) مكان ((الأسلمي)) ، أخذ يوهم القراء عكس ذلك ، وهو أن راوي الحديث إنما هو المحاربي الثقة وليس هو الأسلمي الواهي !
فأين أمانة النقل يا هذا وهو ينقل الحديث من ((المستدرك)) وهو يرى فيه يحي بن يعلي موصوفاً بأنه ((الأسلمي)) فيتجاهل ذلك ، ويستغل خطأ الحافظ ليوهم القراء أنه المحاربي الثقة . وأين أمانته أيضاً وهو لا ينقل نقد الذهبي والهيثمي للحديث بالأسلمي هذا ؟! فضلاً عن أن الذهبي أعله بمن هو أشد ضعفاً من هذا كما رأينا ، ولذلك ضعفه السيوطي في ((الجامع الكبير)) على قلة عنايته فيه بالتضعيف فقال : ((وهو واهٍ)) .وكذلك وقع في ((كنز العمال)) برقم (2578) ، ومنه نقل الشيعي الحديث ، دون أن ينقل تضعيفه هذا مع الحديث . فأين الأمانة المزعومة ، أين ؟!


تنبيه ((للشيخ الألباني رحمه الله)) :

أورد الحافظ ابن حجر الحديث في ترجمة زياد بن مطرف في القسم الأول من ((الصحابة)) ، وهذا القسم خاص كما قال في مقدمته : ((فيمن وردت صحبته بطريق الرواية عنه أو عن غيره ، سواء كانت الطريق صحيحة أو حسنة أو ضعيفة ، أو وقع ذكره بما يدل على الصحبة بأي طريق كان ، وقد كنت أولاً رتبت هذا القسم الواحد على ثلاثة أقسام ، ثم بدا لي أن أجعله قسماً واحداً ، وأميز ذلك في كل ترجمة)).

قال الشيخ الألباني رحمه الله : فلا يستفاد إذن من إيراد الحافظ للصحابي في هذا القسم أن صحبته ثابتة ، ما دام أنه قد نص على ضعف إسناد الحديث الذي صرح فيه بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم وهو هذا الحديث ، ثم لم يتبعه بما يدل على ثبوت صحبته من طريق أخرى ، وهذا ما أفصح بنفيه الذهبي في ((التجريد)) (1/199) بقوله :

((زياد بن مطرف ذكره مطين في الصحابة ، ولم يصح)).

وإذا عرفنا هذا فهو بأن يذكر في المجهولين من التابعين ، أولى من أن يذكر في الصحابة المكرمين ، وعليه فهو علة ثالثة في الحديث.

ومع هذه العلل في الحديث يريدنا الشيعي أن نؤمن بصحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ! وكتاب ((المراجعات)) للشيعي المذكور محشو بالأحاديث الضعيفة والموضوعة في فضل علي رضي الله عنه ، مع كثير من الجهل بهذا العلم الشريف ، والتدليس على القراء والتضليل عن الحق الواقع ، بل والكذب الصريح ، مما لا يكاد القارئ الكريم يخطر في باله أن أحداً من المؤلفين يحترم نفسه يقع في مثله .



المجاهد عمر