PDA

View Full Version : (القصعة العراقيه سابقا صارت المستنقع العراقي )


abomonther
29-04-2004, 01:08 AM
التاريخ : 09/03/1425 الموافق 01/01/1970 | طباعة المجموعة | أرسل المجموعة لصديق

قصف أميركي عنيف ومعارك ضارية بالفلوجة


الجزيرةنت / شنت قوات الاحتلال الأميركي مساء اليوم هجوما جديدا على الفلوجة. وأفاد مراسل الجزيرة في المدينة المحاصرة أن المقاتلات والمروحيات والمدفعية الأميركية قصفت بعنف حي الجولان الذي يتحصن به مقاومون حيث سمع دوي انفجارات متتالية في مختلف أنحاء الفلوجة.

وعقب القصف اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال الأميركي وعناصر المقاومة التي تدافع عن المدينة بعد أن حاولت تلك القوات مدعومة بالدبابات اقتحام الحي الواقع شمالي غربي المدينة والذي حاولت اقتحامه عدة مرات في السابق دون جدوى.

وقال المراسل إن عدة بيوت أحرقت حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من وسط المنطقة السكنية في الحي في وقت كانت تسمع فيه التكبيرات من مساجد المدينة. وأوضح المراسل أن سيارات الإسعاف والإطفاء لا تستطيع الوصول إلى المنطقة لمعرفة حجم الدمار أو الخسائر بسبب خطورة المنطقة.

وجاء القتال الضاري في المدينة بعد ساعات من انقضاء مهلة حددتها قوات الاحتلال للمقاومين في المدينة لتسليم أسلحتهم الثقيلة. كما يأتي بعد ظهور بوادر للتهدئة بين قوات الاحتلال والمقاومين.

وكانت قوات الاحتلال أعادت اليوم إغلاق المدخل الشرقي للفلوجة بعد أن فتحته بعض الوقت فاستطاع خلاله بعض العائلات العراقية العودة إلى المدينة.

وحسب اتفاق ممثلي سكان الفلوجة وقوات الاحتلال، انتشر أفراد الشرطة العراقية وقوات الدفاع المدني في المدينة لكن قوات الاحتلال أجلت مشاركتها في الدوريات لأجل غير مسمى.

الوكالة الاسلامية/في خرق جديد من جانب قوات الاحتلال اليوم للهدنة المعلنة بين جيش الاحتلال الأمريكي ورجال المقاومة العراقية ، قصفت قوات الاحتلال الأمريكي في هجوم كثيف وعنيف بالطائرات الحربية الأمريكية مدعومة بالدبابات والمدفعية الهاون حي الجولان الذي يعد من أكبر مناطق مدينة الفلوجة قلعة المقاومة العراقية الواقعة غرب العاصمة العراقية بغداد ، ولم ترد أبناء بعد عن وقوع ضحايا أو خسائر جراء القصف ، كما ردت المقاومة العراقية بتبادل إطلاق النار على قوات الاحتلال الأمريكي ، مع نداء الأذان والتكبير وتلاوة القران التي تنطلق من مآذن المساجد في المدينة تطالب المقاومين بعدم اطلاق النار على قوات الاحتلال الأمريكي المدينة المحاصرة منذ ثلاثة أسابيع ، وقال أحد شهود العيان لرويترز يمكنني سماع ما يزيد على عشر إنفجارات كل دقيقة ، كما حاولت قوات الاحتلال الامريكي إقتحام المدينة مرات عديدة ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل.

---------------------------------------------------------



الفلوجة تستعد لهجوم بـالغازات السامة وتستغيث بالعرب والعالم لإنقاذها


مفكرة الإسلام: ذكرت مصادر في مدينة الفلوجة نقلاً عن مترجمين عراقيين مقربين من قوات الاحتلال أن جنود المارينز زُودوا بقنابل الغاز السامة المميتة وقد مُنحوا صلاحية استخدامها في الفلوجة في حالة محاصرتهم من قبل رجال المقاومة العراقية.
وأفادت المصادر لصحيفة [أخبار الخليج] أن هذه القنابل تقتل جميع الكائنات الحية في المنطقة التي تقع فيها، وبقطر 500 متر من نقطة انفجارها على شكل دائرة ولا تترك أي أثر لأي مخلوق بعد مدة قصيرة من استعمالها.
وأوضحت المصادر أن رجال المقاومة قد هيأوا أعدادًا كبيرة من الكمامات المضادة للغازات، فيما نصحهم بعض المختصين بالمواد الكيماوية باستخدام اللثام المبلل بمادتي الخل أو الخردل، في حالة عدم توافر الكمامات، لأن هاتين المادتين تخففان من الاختناق لكنهما لا تمنعان تأثير الغاز إذا كان المقاتل ضمن دائرة الانفجار.
وبدأ رجال المقاومة تجنب التجمع في أماكن متقاربة واتبعوا أسلوب الانتشار في أماكن متباعدة تحسبًا لأسوأ الاحتمالات،.،

abomonther
29-04-2004, 01:10 AM
مفكرة الإسلام : [ خاص ] رجعت الأوضاع إلى طبيعتها في مدينة الفلوجة بعد عملية أمريكية صغيرة ، حيث أطلقت ثلاثة صواريخ فقط على منطقة الجولان مما أدى إلى اشتعال بعض المنازل ، ثم قامت على إثرها المقاومة بإطلاق مدافع الهاون من الجهة الشرقية المرتفعة لحي الجولان على القوات الأمريكية المتمركزة في أقصى حي الجولان من جهة الغرب المنخفض ، واستمر إطلاق قذائف الهاون من الساعة العاشرة وخمس وعشرين دقيقة حتى العاشرة وأربعين دقيقة من غير أن تتمكن القوات الأمريكية أن تطلق سوى عدد قليل من القذائف لايتجاوز العشر ، وقد اتصل مراسل مفكرة الإسلام بعدد من الإخوة المتعاونين مع المفكرة في حي الجولان فتحدثوا عن وضع هادئ جداً ولم يقع فيه سوى ثلاثة صواريخ ، وأبدى دهشتهم من المبالغات التي تم عرضها إعلامياً والتي ركزت على الحرائق وهي لعدد من البيوت بسبب الصواريخ وتحدثت عن قصف بالطائرات الحربية وهو لم يحدث ابداً كما تحدثت تلك المصادر الإعلامية عن قصف كثيف بمدافع الهاون ولأن مراسليهم ليسوا في موطن الحدث فقد جانبهم الصواب ؛ حيث إن تلك القذائف كانت من جهة رجال المقاومة باتجاه القوات الأمريكية .
وأما القنابل المضيئة فلم تصدر إلا من طائرة أمريكية ألقت عددًا من القنابل العنقودية باتجاه حي الجولان ثم ولت بعد ذلك وذلك في تمام الساعة العاشرة واثنين وأربعين دقيقة من مساء اليوم من غير أن يصاب أحد من ذلك.

abomonther
29-04-2004, 01:18 AM
إسلام أون لاين.نت/ اعتبر الدكتور مثنى حارث الضاري عضو هيئة علماء المسلمين أن إرجاء قوات الاحتلال الأمريكية تسيير دوريات مشتركة مع قوات أمنية عراقية في مدينة الفلوجة غرب بغداد يمثل "تكتيكا أمريكيا جديدا"، ويعبر عن إصرار القوات الأمريكية على اجتياح المدينة وتنفيذ مخططها العسكري ضدها.

وأرجأت القوات الأمريكية إلى أجل غير مسمى تسيير دوريات مشتركة كان يفترض البدء بها اليوم الثلاثاء 27-4-2004 مع الشرطة المحلية وقوات للدفاع المدني العراقي في الفلوجة، بمقتضى اتفاق لتمديد الهدنة تم التوصل إليه الأحد 25-4-2004 بين ممثلين عن سكان بالمدينة والقوات الأمريكية.

وقال الضاري في مقابلة مع شبكة "إسلام أون لاين.نت" الثلاثاء: "إن إرجاء القوات الأمريكية للدوريات المشتركة يعبر عن أن هناك تكتيكا أمريكا جديدا ضد المدينة" التي تشن قوات الاحتلال ضدها عمليات عسكرية منذ 5-4-2004.

وأضاف قائلا: "الأمريكيون لا يريدون أن تنتهي مسألة الفلوجة بهذه الطريقة. إنهم لا يفضلون الحل السلمي بل يفضلون الحل العسكري، وهذا هو الموضوع. يريدون اجتياح المدينة".

وينص بند تسيير الدوريات المشتركة بمقتضى اتفاق الأحد على دخول 20 جنديا أمريكيا إلى جانب 15 شرطيا عراقيا، ومثل هذا الرقم من قوات الدفاع المدني العراقي، وأن تسير هذه الدوريات بطريقين فقط: الأول من المدخل الشرقي للمدينة، وينتهي أمام قائم مقامية الفلوجة، فيما تسير الدورية الثانية من نفس مدخل المدينة مرورا بالمنطقة الصناعية.

وأوضح الضاري أن "لدى الدوريات المشتركة حق الرد ضد من يحاولون فتح النار عليهم، كما أن لأهالي الفلوجة الحق بفتح النار على هذه الدوريات في حالة تغيير مسارها المتفق عليه"، مؤكدا أن هذا لا يخرق الهدنة المتفق عليها بين الطرفين.

وكان نائب قائد القوات الأمريكية الجنرال الأمريكي "مارك كميت" قد قال في مؤتمر صحفي مشترك في وقت سابق الثلاثاء مع "دان سينور" المتحدث باسم المدير الإداري لسلطة الاحتلال بالعراق: "إننا ما زلنا نراقب الأحداث بالفلوجة، والمفاوضات ما زالت مستمرة"، مشيرا إلى أن المقاومين العراقيين لم يسلموا أية أسلحة الثلاثاء للقوات الأمريكية.

الهدنة قائمة

وشهدت الفلوجة الإثنين 26-4-2004 مواجهات بين القوات الأمريكية وعناصر للمقاومة العراقية أسفرت عن مقتل جندي أمريكي وإصابة 8 آخرين بجراح.

وفي تعليقه على هذه المواجهات قال فؤاد الراوي المسئول في الحزب الإسلامي العراقي الذي يقوم بوساطة لإنهاء المواجهات: إن الهدنة التي تم التوصل إليها قبل 15 يوما "ما زالت قائمة"، رغم هذه المواجهات.

وأوضح الراوي لوكالة الأنباء الفرنسية قائلا: "الهدنة ما زالت قائمة، ما جرى خرق لإطلاق النار، وهذه مسألة تحصل، ولكنها لا تؤثر على الهدنة"، مضيفا أن "الدوريات المشتركة مع القوات الأمريكية تبدأ عندما تهدأ الأمور بشكل تام" بدون أن يحدد أي موعد لبدئها.

وقال: "الحياة بدأت تعود إلى المدينة: فتحت بعض المتاجر، وبدأت الأجهزة الفنية إصلاح شبكات الماء والكهرباء، ودخل عدد محدود من العائلات" بدون أن يحدد عددها.

abomonther
29-04-2004, 01:29 AM
مقتل جندي أمريكي في تحطم مروحية أمريكية جنوبي العراق


مفكرة الإسلام: أفاد مراسل قناة الجزيرة الإخبارية في العراق أن جنديًا أمريكيًا لقي مصرعه إثر تحطم مروحية أمريكية جنوب العراق.
وقد انفجرت المروحية الأمريكية بعد هبوط اضطرارى مساء أمس الاثنين شمالي مدينة الكوت في محافظة واسط جنوبي العراق، وقال المراسل: إن الطائرة سقطت إثر اصطدامها بعمود كهربائي.
غير أن متحدث عسكرى أمريكي زعم اليوم أن الطائرة حطت فى حوالى الساعة 23 بالتوقيت المحلى أمس إثر عطل فى المحرك، كما ادعى المتحدث أن طاقم المروحية تمكن من القفز من المروحية مع معداته قبل انفجارهها،،،



--------------------------------------------------------------------------------



تفاصيل قتل الـ 17 قناصًا من المارينز في الفلوجة


مفكرة الإسلام: [خاص] كشف مراسل مفكرة الإسلام في الفلوجة عن تفاصيل جديدة لعملية قتل الـ17 قناصًا أمريكيًا أثناء عملية التوغل الأمريكي لحي الجولان أمس.
وأفاد مراسلنا أنه بعد خرق قوات الاحتلال للهدنة التي أبرمت يوم الأحد وقيامها بمهاجمة الفلوجة من خلال حي الجولان زرعت قوات الاحتلال مجموعة من القناصة في فيلا تطل على جسر السدة يقع على نهر الفرات يربط بين المدينة من جهة حي الجولان والمناطق الريفية المحيطة بالمدينة، وتتكون هذه الفيلا من دورين ويطلق عليها دبل مانيو ويبدو أنها كانت لأحد أثرياء المدينة الذي هجرها بعد العدوان، وكانت هذه المجموعة في حراسة دبابات الاحتلال التي توغلت داخل الحي.
وقام هؤلاء القناصة بإشاعة الرعب والفزع لدى الأهالي والعائلات العائدة للمدينة حيث كانت تقوم بإطلاق النار على الأهالي أثناء عبورهم الجسر مما أوقع عددًا كبيرًا من الأطفال والنساء بين قتيل وجريح.
وقد تصدت المقاومة العراقية لعملية التوغل وهاجمت قوات الاحتلال مما اضطر الدبابات للتراجع أمام شدة هجوم المقاومة وتحت كثافة القذائف والنيران انكشف المبنى الذي كان يتمركز فيه القناصة الـ17،حيث هاجمه قرابة 35 رجلاً من أفراد المقاومة وصعدوا إلى المبنى المتمركز فيه هؤلاء القناصة الذين أصابهم الرعب وأيقنوا بالهلاك، حيث إن مهمتهم بالدرجة الأولى هي القنص وليس الالتحام مع المهاجمين، فضلاً عن الرعب الذي أصبحت تمثله الفلوجة ورجالها لقوات الاحتلال.
وقد انقض عليهم رجال المقاومة وقاموا بقتلهم جميعًا عن طريق الذبح نتيجة شعورهم بالغضب الشديد لما قام به هؤلاء من قتل الأطفال والنساء وترويعهم على الرغم من الهدنة المتفق عليها بين الطرفين.
ومن الجدير بالذكر أن موقع المفكرة هو الجهة الإعلامية الوحيدة التي لها مراسل على الخطوط الأمامية للمعارك في الفلوجة حيث ينقل لها نقلاً حيًا دقيقًا من ساحات المواجهة الأمامية، ولا توجد جهة إعلامية سواء صحفية أو فضائية تغطي هذه المناطق، وكانت فضائية عربية وحيدة تغطي الجوانب الإنسانية فقط لأهالي المدينة ووضعهم المأساوي ونتيجة لضغوط مورست عليها من قبل قوات الاحتلال وإدارته فقد اقتصرت على هذا الجانب مع بعض الأخبار القليلة المتعلقة بالمعركة، وكان لهذه الفضائية جهود مشكورة وأثر محمود في كشف جرائم قوات الاحتلال في حق المدنيين والأطفال والنساء مما لا علاقة لهم بأفراد المقاومة خلافًا لما زعمته قوات الاحتلال المهاجمة.

abomonther
29-04-2004, 01:43 AM
تدمير ناقلة جنود أمريكية قرب مسجد ابن تيمية ببغداد


مفكرة الإسلام: أصيب عدد من الجنود الأمريكيين بجروح اليوم الثلاثاء إثر انفجار عبوة ناسفة لدى مرور قافلة أمريكية بمحاذاة طريق المطار بالقرب من مسجد ابن تيمية وسط بغداد.
ووفقًا لما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط [أ.ش.أ] أدى الانفجار إلى تدمير ناقلة جنود أمريكية مدرعة كانت تسير ضمن القافلة التي كانت تقوم بأعمال دورية روتينية في المنطقة.
ولم يصدر جيش الاحتلال الأمريكي أي تعليق حول الحادث وحجم الخسائر التي وقعت في صفوف الجنود الأمريكيين.
وعلى صعيد متصل، أفادت تقارير بأن ستة انفجارات وقعت في مناطق مختلفة من العاصمة العراقية منذ صباح اليوم وحتى هذه اللحظة،.،



--------------------------------------------------------------------------------



‏مقتل جندي أمريكي في مدينة الصدر الشيعية في بغداد


باب/ أعلن متحدث باسم الجيش الأمريكي أن جنديا أمريكيا قتل اليوم الثلاثاء عندما تعرضت دوريته لهجوم في مدينة الصدر الشيعية في بغداد. وقال الجنرال الأمريكي مارك كيميت "لقد فقدنا احد جنودنا اليوم كما أصيب جندي آخر بجروح بينما كانا يقومان بدورية مشتركة مع قوات الدفاع المدني العراقية".



--------------------------------------------------------------------------------



سقوط 64 من مقاتلي الصدر في المواجهات مع الاحتلال بـالنجف


مفكرة الإسلام: ذكرت صحيفة يو إس إيه توداي أن حصيلة القتلى الشيعة الذين خلفتهم المواجهات الدامية بين قوات الاحتلال الأمريكية وأنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينة النجف العراقية قد ارتفع إلى 64 قتيلاً.
وتقول مصادر عسكرية أمريكية: إن هذه المعارك تعتبر واحدة من أعنف المواجهات التي شهدتها الأراضي العراقية حتى الآن في إطار المحاولات الأمريكية المستميتة لممارسة كافة الضغوط على الميليشيا المسلحة الموالية لـ الصدر.
وقال الجنرال مارك كيميت: إن المعارك بدأت مساء أمس الاثنين على الجانب الشرقي لنهر الفرات بالقرب من مدينتي الكوفة والنجف.
وعند ظهر اليوم عندما فتح أفراد الميليشيا الشيعية نيران أسلحتهم على دورية أمريكية وتجدد القتال، أسفرت المعارك عن مقتل 7 من المقاتلين الشيعة.
وبعد عدة ساعات تعرضت دبابة أمريكية من طراز إم 1 لهجوم بالقنابل اليدوية التي تعمل بالدفع الصاروخي، ووقعت على إثر ذلك معركة بالأسلحة الثقيلة، وتمكنت الطائرات الحربية الأمريكية من تدمير المدفعية المضادة للطّائرات الخاصة بـجيش المهدي وقتل في هذه المعارك حوالي 57 من المقاتلين الموالين لـمقتدى الصدر...

abomonther
29-04-2004, 01:45 AM
الفلوجة حسب الرواية الأمريكية : مركز ثقل المقاومة!


ويرى عدد من الخبراء العسكريين أن ما اعتبره قادة المارينز من أن الفلوجة تمثل "مركز الثقل في الحرب على الإرهاب"، وأنه "إذا تم التحكم في الفلوجة تم التحكم في وسط العراق، وإذا تم التحكم في وسط العراق تم التحكم في العراق كله"، هو محاولة للتغطية على حجم المخاطر التي تواجه قواتهم في العراق إذا ما استدرجوا إلى حرب الشوارع والمدن، وكذا رفعا لمعنويات القوات التي استنزفت في الفلوجة، واختصارا لأمد الحرب


العصر / يعتقد المخططون العسكريون الأمريكيون أن أبريل كان أقسى الشهور على قوات الاحتلال منذ بداية الحرب على العراق، ويتوقع عدد منهم أن ماهو قادم أسوأ، خاصة وأن ما واجهته الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في مدينة الفلوجة وما تورطت فيه من مآزق، لم يكن متوقعا، وأن عدد الجنود الأمريكيين الذين لقوا حتفهم في الفلوجة يفوق عددهم بأي مدينة أخرى في عراق ما بعد الحرب. وما يهدد القوات الأمريكية بشكل كبير هو حرب المدن والشوارع التي تواجهها في المثلث السني وخاصة في الفلوجة، وإلى الآن لم تتمكن من اقتحام شارع واحد - من شوارع المدينة كالجولان والشهداء- بنجاح، وهذا بالرغم من التدريبات التي تلقتها القوات الأمريكية الخاصة على حرب المدن منذ فترة.
ويرى عدد من الخبراء العسكريين أن ما اعتبره قادة المارينز من أن الفلوجة تمثل "مركز الثقل في الحرب على الإرهاب"، وأنه "إذا تم التحكم في الفلوجة تم التحكم في وسط العراق، وإذا تم التحكم في وسط العراق تم التحكم في العراق كله"، هو محاولة للتغطية على حجم المخاطر التي تواجه قواتهم في العراق إذا ما استدرجوا إلى حرب الشوارع والمدن، وكذا رفعا لمعنويات القوات التي استنزفت في الفلوجة، واختصارا لأمد الحرب، وقد قيل مثل هذا أثناء الحرب على أفغانستان ومطاردة عناصر القاعدة حركة طالبان، عندما حاصرت القوات الأمريكية منطقة وجبال تورا بورا، غير أن حرب العصابات هناك لم تنته إلى يومنا هذا، وأعقب "المعركة الفاصلة" التي تحدث عنها الجيش الأمريكي معارك وعمليات ربما أشد ضراوة مما قبلها.
ولعل ما يميز مقاومة الفلوجة أنها تحظى بدعم مشهود من أعضاء بارزين في هيئة علماء المسليمين التي تضم المئات من علماء وأئمة وشيوخ السنة في العراق، وقد تأسست بعد الحرب على العراق، حيث صرح ناطقها الرسمي مثنى الضاري –ابن أمينها العام حارث الضاري والذي تنحدر عائلته من الفلوجة- مؤخرا بأن الهيئة "تمثل الذراع السياسي للمقاومة العراقية التي تعمل على إخراج القوات الأمريكية من العراق"، وقد برزت بشكل كبير في أحداث الفلوجة الأخيرة من خلال وساطتها بين القوات الأمريكية والمقاومين – ويشاركها أيضا في الوساطة الحزب الإسلامي العراقي- وتدخلاتها لإيصال المعونات والغذاء لأهالي الفلوجة المحاصرين، ويبدو أن ثمة حالة من التوتر في العلاقات بين الهيئة أو بالأحرى أعضاء منها وبين الإخوان ممثلين في الحزب الإسلامي طفت على السطح في التعامل مع أحداث الفلوجة، حيث تحمس الإخوان كثيرا لفكرة الهدنة وعملوا على إنجاحها، كما اتهم بعض الإسلاميين الهيئة باستغلال أحداث الفلوجة وبالتحديد مسألة الوساطة للإفراج عن الرهائن لتحقيق مكاسب سياسية ودعائية.
والأمر المؤكد أن الفلوجة فرضت على الأمريكان وضعا حرجا وأربكت خططهم، وقد ضغطت إدارة بوش مؤخرا على رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لزيادة عدد القوات البريطانية في جنوب العراق بهدف سد الفراغ الناشئ عن قرار إسبانيا سحب قواتها العاملة في العراق، والبالغ عددها 1300 جندي، ويرى المحللون أن زيادة عدد القوات البريطانية في العراق ستشكل عبئا إضافيا على الجيش البريطاني، كما أن هناك مخاوف من أن توسيع دور القوات البريطانية سيتضمن إرسال وحدات إلى المناطق الساخنة في جنوب العراق مثل النجف، كما أن بريطانيا مطالبة بدور أكبر في إدارة الأوضاع الأمنية، بما في ذلك تولي قيادة قطاع آخر في المنطقة الوسطى من جنوب العراق بدلا من بولندا.





--------------------------------------------------------------------------------



مأساة الأموات في حصار الفلوجة / أحمد منصور


البيان/ ربما يتحدث الناس دائماً عن مأساة الاحياء في الصراعات والحروب ويعتبر كثيرون من البسطاء ان الاموات في مثل هذه الظروف قد ارتاحوا من عناء الحياة، غير اني هنا ربما في غرابة من بعض الناس سوف اتحدث عن مأساة الاموات في مدينة الفلوجة المحاصرة للاسبوع الثالث من القوات الاميركية فيم يتعرض أهلها للقصف الاميركي بشكل دائم حتى بعد الأعلان عن هدنة هشة بينها وبين المدافعين عن المدينة، فقد بقيت جثث العائلة التي استشهد من افرادها أربعة وعشرون فرداً معظمهم من النساء والاطفال .

ليلة الاربعاء السابع من ابريل ـ ولم يتبق سوى طفل ورجل واحد من افرادها ـ بقيت جثث هؤلاء الشهداء مع آخرين يومين في مسجد أبو ايوب الانصاري في حي الجولان لسبب بسيط هو ان اهل الحي لم يستطيعوا دفن الموتى لان مقبرة المدينة تقع في المنطقة التي تسيطر عليها القوات الاميركية شمال المدينة بين السكة الحديد والطريق السريع، ولم تسمح لأهل الفلوجة بدفن موتاهم فيها، وكلما حاول الناس الذهاب للمقبرة امطرتهم القوات الاميركية بوابل من النيران فينضم بعض المشيعين الى مواكب الشهداء.

فاضطر الناس بداية الى محاولة العودة للمقبرة القديمة داخل البلدة لدفن بعض الشهداء بها وقد حضرت صبيحة ذلك اليوم جنازة فتاة في الثامنة عشرة من عمرها قتلها قناص اميركي في حي نزال حينما كانت تطل من الشرفة، فيم اصاب آخر والدها اصابة بالغة، وقد دفعني لحضور جنازتها ان مقتلها تم اثناء وجودنا بالقرب من منزلها حيث كنا نقوم وقتها بتصوير اقتحام القوات الاميركية للمنطقة الصناعية التي تقع قبالة حي نزال.

فقامت القوات الاميركية بإطلاق نار كثيف بعدما جوبهت بنيران المدافعين عن المدينة فاحتمينا بالمنازل حيث وقعنا تحت وابل نيران الطرفين وشاهد مشاهدو الجزيرة جانبا من المعركة التي تصادف بثنا المباشر وقتها لبعض الاحداث، بعدها جاءت الطائرات المروحية فقصفت الحي واطلق القناصة النيران على كل من يظهر من السكان وكان من بين الضحايا تلك الفتاة.

حينما ذهبنا صبيحة الاربعاء لحضور الجنازة والاطلاع على حال المقبرة القديمة وسط المدينة كان الناس متذمرون للغاية لان المقبرة كانت ممتلئة ويصعب حفر قبور جديدة بها، كما ان الشهداء يتزايد عددهم بشكل كبير وكانت هناك عدة جنازات ولم تكن جنازة واحدة، فيما كان الجميع يتساءلون في غضب حينما شاهدوني مع فريق قناة الجزيرة..

«اين نذهب بالاموات هل هذه هي الديمقراطية التي جاءت بها اميركا الينا ان يصل الحال بنا على عدم القدرة على دفن شهدائنا؟»، وسرعان ما ترك الناس الجنازات والتفوا حولي يحملوني مسئولية نقل هذه الصور للعالم على اعتبار اننا كنا الفريق التلفزيوني الوحيد في المدينة، ثم تجمعوا حولي في مظاهرة كبيرة يهتفون ضد اميركا ويصرون على عدم السماح للقوات الاميركية بدخول المدينة مهما كان الثمن، وبرز شيخ ذو لحية بيضاء من بين الحضور وقال لي افتح الكاميرا وبلغ هذه الرسالة للعالم، ففتح المصور الكاميرا فقال بصوت عال وهتف الناس من ورائه «نحن أهل الفلوجة إما ان نعيش أعزاء وإما ان نموت شهداء».

من جانب آخر فإن بعض الاسر في حي نزال تحديداً الذي حاصرته القوات الاميركية عدة ايام وكانوا يطلقون النار على كل شيء يتحرك فيه حتى سيارات الاسعاف، اضطروا الى دفن شهدائهم في حدائق المنازل واذكر ان القناصة استهدفوا شقيقين من بيت واحد وعجز أهلهم عن اخراجهم من البيت للمقبرة وارسلوا لنا حينما عرفوا بمكان وجودنا ونحن محاصرين تحت نيران القناصة الاميركيين ان نذهب لتصوير جثث ابنائهم وبثها فربما يساعد هذا في حل مأساتهم والسماح لهم بنقلها للمقبرة، لكن القناصة كانوا يطوقون المنطقة ولم يتمكن فريقنا من دخول المربع الذي يقع به البيت.

وعلمنا بعد ذلك انه خوفاً من تحلل الجثث اضطر اهل البيت ان يدفنوا ولديهما في حديقة المنزل وكذلك فعل آخرون، ولنا أن نتخيل ان فلذة كبدنا الذي كان حيا في البيت قبل ساعات اصبح قبره في جانب منه مع باقي الاسرة من الاحياء، كيف يكون حجم الألم لدى اهله وقبره ماثل امامهم بالليل والنهار فلا يلتئم لهم جرح، ولا يجف لهم دمع، فدفن الموتى في المقبرة يخفف كثيراً من الآلام عن كون الاسرة ترى قبر ولديها في حديقة البيت بالليل والنهار، وقد ابلغني ليلتها الدكتور رافع العيساوي مدير مستشفى الفلوجة عبر الهاتف.

انه ارسل سيارة الاسعاف مرتين لحي نزال لاحضار حالة حرجة إلا ان القوات الاميركية قصفت السيارة واصيب المسعف ونجا السائق بأعجوبة وترك السيارة فأرسلوا سيارة اسعاف اخرى لقطرها واحضار المصابة وكانت امرأة فأطلقت القوات الاميركية ايضاً النيران عليها فعادت سيارة الاسعاف الاخرى دون ان تتمكن من فعل شيء ولا يعرف ما هو مصير المصابة فطلب مني ان اناشد باسمه عبر الجزيرة كل من كان لديه ذرة من انسانية ان يتدخل للتخفيف حتى عن آلام الموتى.

كانت معاناتنا كبيرة ونحن نقوم بتغطية احداث الحصار والمعارك فقد كان الناس حينما يشاهدوننا ونحن نجوب المدينة لنتعرف على حقيقة ما يدور فيها، يقولون لنا ان هناك شهداء في هذا المسجد أو ذلك المسجد ولا يعرف الناس كيف يصلوا للمقبرة، وفي يوم الجمعة التاسع من ابريل غامر بعض المشيعين وذهبوا لدفن جثث العائلة المنكوبة مع شهداء آخرين في مقبرة قديمة تقع في حي الجولان هي مقبرة جامع المعاضيدي.

لكن القوات الاميركية اطلقت النار على المشيعين فاستشهد ثلاثة منهم كانوا جميعا من الشباب واعطاني مدير المستشفى بياناتهم بالكامل، لذا لم يجد اهل المدينة بدا من تحويل الملعب الرياضي الى مقبرة للشهداء حتى يتم استيعاب جثث الشهاء الذين كانوا يتزايدون كل دقيقة، والذين وصلوا حسب آخر الاحصاءات من المراكز الطبية الخمسة في المدينة الى اكثر من سبعمئة شهيد، علاوة على ألف ومئتي جريح ومازال ضحايا القوات الاميركية من اهالي الفلوجة في زيارة كل يوم.

حيث يتم اكتشاف جثث بعض الشهداء تحت انقاض منازل في الاحياء الخارجية للمدينة بعد مرور عدة ايام بسبب هجر الناس للمناطق، كما اني حينما مررت بالمستشفى الميداني ليلة السبت العاشر من ابريل وجدت جثث عائلة كاملة ممدة امام المستشفى تنتمي الى ثلاثة اجيال من الجد الى الحفيد حيث قصفتهم القوات الاميركية بصاروخ، فماتوا جميعا.

وكان بعض الجثث ممزق حتى اني لم احتمل رؤيتها وطلبت من المصور ان يصورها، وتحولت المراكز الصحية ليست فقط الى مجرد مراكز لعلاج الجرحى ولكن ايضاً الى اماكن لتكفين الموتى الذين تتحرك بهم سيارات عادية الى المقبرة مع احد اقاربهم ان وجد او مع احد المتطوعين.

الاحياء لا يعانون وحدهم من نيران القوات الاميركية وحصارها لمدينة الفلوجة ولكن الأموات هناك يعانون بشكل اكبر.

ـ إعلامي مصري

abomonther
29-04-2004, 01:47 AM
إسلام أون لاين/ شاحنات ودبابات وناقلات نفط تحترق في الطريق السريع شرقي الفلوجة.. تيار من الصبية والرجال يندفع ذهابا وإيابا إلى لوري لم يحترق كلية، يجردونه من كل ما فيه.. سلكنا الطرق الخلفية التي تمر عبر "أبو غريب"، بينما كانت "نهى" و"أحرار" تغنيان بالعربية. مررنا بالعديد من العربات المحملة بالكثير من البشر، والقليل من الممتلكات سالكة الطريق المعاكس، ثم عبرنا بجوار استراحة بسيطة بالطريق، وألقى الصبية بالطعام خلال النوافذ إلى داخل الحافلة من أجلنا، ومن أجل من لا يزالون محاصرين هناك.. داخل الفلوجة.

تبِعت الحافلة عربة يقودها نجل شقيق أحد الشيوخ المحليين، وبجواره دليل صاحب اتصالات مع المجاهدين، قام بترتيب مرورنا معهم. كنت موجودة على هذه الحافلة؛ لأن أحد الصحفيين الذين أعرفهم زارني في الحادية عشر مساء؛ ليخبرني بأن الأوضاع يائسة في الفلوجة، وأنه قام بإخراج أطفال بأطراف ممزقة منها، وأن الجنود الأمريكيين يجوبون البلدة مخبرين الجميع أن عليهم المغادرة قبل الغسق أو التعرض للقتل، ولكن حينها عندما فر الناس حاملين ما استطاعوا حمله أوقفهم الأمريكيون عند نقاط التفتيش على أطراف المدينة دون أن يسمحوا لهم بالخروج، وهكذا ظلوا محاصرين يشاهدون غروب الشمس.

قال الصحفي: إن العربات وأجهزة الإعلام رفضت السماح لهم بالدخول. وأضاف: هناك مساعدات طبية يجب أن تدخل، وهناك فرصة أفضل لعبور الحواجز الأمريكية إذا كان هناك أجانب غربيون على متن الحافلة.. بقية الطريق كان مؤمَّنا بواسطة المجموعات المسلحة التي تسيطر على المنطقة. سندخل المساعدات الطبية، ونرى ما الذي يمكننا أن نفعله لمساعدة الناس هناك، ثم نستخدم الحافلة لإخراج من يحتاجون الخروج.

سأوفر عليكم وصف كيف اتخذت القرار، وكل الأسئلة التي سألناها أنفسنا وبعضنا الآخر، ويمكنكم أن توفروا اتهاماتكم لي بالجنون. ولكن ما خطر ببالي في تلك اللحظة: إذا لم أقم بهذا.. فمن سيقوم به؟ أيًّا كان فإننا وصلنا إلى هناك سالمين.

حملنا الصناديق إلى الردهة فتم فتحها على الفور، ورحبوا جدًّا بالبطاطين. لم تكن مستشفى على الإطلاق، بل عيادة خاصة مملوكة لجراح يعالج الناس مجاناً منذ أن دمر القصف مستشفى المدينة الرئيسي. وتم استحداث عيادة أخرى في جراج للسيارات. كانت أكياس الدم مخزنة في برادات حفظ المشروبات، ويقوم الأطباء بتسخينها تحت صنبور للمياه الساخنة في حمام غير معقم.

دخلت نسوة يصرخن، ويلطمن وجوههن وصدورهن. وصرخت إحداهن: "أمي". احتضنتها حتى جذبني مدير العيادة "مكي" إلى جوار سرير يرقد عليه طفل في حوالي العاشرة من عمره، مصاب برصاصة في رأسه. وفي السرير المجاور يرقد طفل أصغر يعاني من نفس الإصابة. أصابهما قناص أمريكي هما وجدتهما عندما غادروا منزلهم هربا من الفلوجة.

انقطعت الكهرباء، فتوقفت المراوح عن الدوران، وخلال الهدوء الذي حل فجأة قرّب شخص ما شعلة قداحة سجائر من الجرّاح ليواصل إجراء العملية على ضوئها. تم قطع الكهرباء عن المدينة منذ أيام، وعندما ينفد البنزين من مولدات الكهرباء يجب عليهم في العيادة أن يدبروا أمورهم حتى تعود المولدات للعمل. أهداهم "ديف" مصباحه اليدوي.

"لن ينجو الطفلان" قال مكي لي "تعالي"، وقادني إلى غرفة تم فيها للتو خياطة جرح ناري في بطن الجدة العجوز. ساعتها كان يتم إجراء الغيار لجرح آخر في ساقها. كان الفراش تحتها غارقاً في الدماء، وكانت يدها لا تزال قابضة على علم أبيض، وحكت قصتها: "غادرت منزلي لأذهب إلى بغداد، في الطريق أصابني قناص أمريكي". بعض أجزاء المدينة يسيطر عليها المارينز، والبعض الآخر يسيطر عليه المقاتلون المحليون. يقع منزل الجرحى في المنطقة التي يسيطر عليها الأمريكيون، وهم مصممون على أن القناصة كانوا أمريكيين.

لا يقتصر الأمر على تسبب القناصة في مجازر، بل إنهم مسئولون أيضا عن إصابة خدمات الإسعاف والإجلاء بالشلل؛ فأكبر مستشفى متبق بعد قصف الأمريكيين للمستشفى الرئيسي يقع في المنطقة التي يسيطر عليها الأمريكيون، ولا يمكن الوصول إليه من العيادة بسبب القناصة. تم إصلاح عربة الإسعاف أربع مرات بعد تعرضها لإطلاق النار، والجثث ممددة في الشوارع، ومن يذهب لرفعها يتعرض لإطلاق النار.

قال بعض الأصدقاء: إننا مصابون بالجنون وأكثر لمجيئنا للعراق، قالوا: إننا مجنونون كلية لمجيئنا للفلوجة، والآن يقولون لي: إن الركوب في مؤخرة العربة نصف النقل والعبور أمام القناصة لإحضار المرضى والمصابين هو أكثر الأشياء التي رأوها في حياتهم جنوناً. أعرف ذلك ولكن إذا لم نفعل ذلك؛ فلا يوجد من سيقوم به.

كان يحمل علماً أبيض مرسوما عليه هلال أحمر، لم أعرف اسمه. لوح لنا الرجال الذين مررنا بهم عندما شرح لهم السائق مهمتنا. كان الصمت موحشاً في أرض اللاأحد الفاصلة بين منطقة المجاهدين، الواقعة خلف التقاطع؛ حيث توقفت عربتنا نصف النقل، وبين منطقة المارينز التي تبدأ من خلف الجدار المواجه لنا لا طيور، لا موسيقى، لا إشارة تدل على أن هناك أشخاصا على قيد الحياة، حتى انفتحت بوابة في مواجهتنا وخرجت منها امرأة وأشارت لنا.

تقدمنا ببطء وحذر تجاه الفتحة في الجدار؛ حيث رأينا عربة محاطة بقذائف هاون مستعملة، وقدمين ظاهرتين، متقاطعتين في حالة سيئة. كان القناصة ظاهرين أيضا؛ حيث رأينا اثنين منهم فوق أحد المباني. ولكنني أعتقد أنهم لم يرونا بعد؛ ولذلك كان من الضروري أن نعلمهم بوجودنا.

صرخت بأعلى صوتي: "هالو.. هل تستطيعون سماعي؟". لا بد أنهم سمعوني، فلم يكونوا يبعدون عنا سوى 30 مترا، وكان باستطاعتنا أن نسمع طنين الذباب الذي يبعد 50 خطوة. كررت ندائي عدة مرات دون أن أسمع أي إجابة. ولذلك قررت أن أوضح الأمر بصورة أكبر: "نحن فريق طبي.. نريد أن ننقل هذا الرجل المصاب. هل يمكننا أن نخرج ونحضره؟ هل يمكنك أن تعطينا إشارة أن بإمكاننا القيام بذلك؟".

كنت واثقة من أنهم سمعوني، ولكنهم لم يجيبوا. ربما لم يفهموا ما أقول، ولذلك كررت ما قلته مرة أخرى. ردده "ديف" أيضا بلهجته الأمريكية، ورددته مرة أخرى، وأخيراً بدا لي أنني سمعت ردًّا؛ ولأنني كنت غير واثقة سألت مجدداً:

"هالو؟"

"نعم"

"هل يمكننا أن نخرج ونحضره؟".

"نعم"

خرجنا ببطء وأيدينا مرفوعة في الهواء. حملت السحابة السوداء التي تصاعدت رائحة مرة وساخنة. كانت ساقاه ثقيلتين عندما حاولت حملهما معاً فتركتهما لرنا وديف، في حين رفعه دليلنا من وسطه. كان الكلاشينكوف ملتصقاً بدم متجلط بشعره ويده، ولم أرد أن نحمله معنا؛ ولذلك وضعت قدمي عليه ورفعته من كتفيه، عندها سال دمه من فتحة في ظهره. أسرعنا بحمله إلى العربة نصف النقل، محاولين أن نسبق الذباب.

أعتقد أنه كان يرتدي شبشباً؛ لأنه كان حافي القدمين

ساعتها. لم يبد عليه أنه يبلغ أكثر من عشرين عاماً، يرتدي "سروالا نايك" رياضيا مقلدا وفانلة كرة قدم بخطوط طولية زرقاء وسوداء، ورقم 28 مكتوب بخط كبير على الظهر. سحب المعاونون في العيادة المقاتل الشاب من العربة، فانسكب سائل أصفر من فمه، فقلبوه ليرقد على ظهره، واندفعوا به مباشرة باتجاه المقبرة المؤقتة في حين أفسح الجميع الطريق أمامهم إلى العيادة.

غسلنا أيدينا من آثار الدماء، وركبنا عربة الإسعاف. كان هناك أشخاص عالقون في المستشفى الآخر بحاجة للذهاب إلى بغداد. بسرينة صارخة وأنوار موقدة احتشدنا معاً على أرضية عربة الإسعاف مخرجين جوازات سفرنا وبطاقات هويتنا خارج النافذة.

هناك ملأنا العربة بالناس، أحدهم بأنبوب مركب في صدره، وآخر على نقالة وقدماه تنتفضان بعنف، فاضطررت للإمساك بهما بينما كنا ننقله إلى العربة ونرفعه عبر السلالم.

للمستشفى قدرة أفضل على معالجة الحالات من العيادة، ولكن هناك نقص كبير في الإمكانيات بالمستشفى، والطريقة الوحيدة لنقلهم إلى بغداد هي حافلتنا؛ مما يعني أن عليهم الذهاب إلى العيادة. تجمعنا سويا في أرضية العربة لاحتمال إطلاق النار علينا. كانت الطبيبة نسرين التي تماثلني في العمر عاجزة عن منع دموعها من أن تسيل عندما خرجنا.

اندفع طبيب إلى الخارج وسألني: "هل بإمكانك إحضار سيدة؟ إنها حامل وتضع طفلها قبل التمام".

كان عزام يقود العربة، وأحمد في المنتصف يوجهه، وأجلس أنا إلى جوار النافذة: الأجنبي الظاهر، جواز السفر. سقط شيء في يدي في نفس الوقت الذي سمعت فيه صوت رصاصة تصيب عربة الإسعاف، وانفصل جزء بلاستيكي منها وسقط من النافذة.

توقفنا وأطفأنا السرينة، وأبقينا الضوء الأزرق. انتظرنا مراقبين سيلويت الرجال الذين يرتدون ملابس المارينز فوق أسطح المباني. أتت طلقات أخرى، فانخفضنا إلى أقصى قدر ممكن، واستطعت أن أرى أضواءً حمراء صغيرة تنطلق بالقرب من النافذة قريبة من رأسي. البعض منها ربما أصاب العربة. شرعت في الغناء. ما الذي يمكنك أن تفعله سوى أن تغني عندما يطلق شخص ما النار عليك؟! انفجر إطار في صوت مدوٍّ، وارتجت العربة.

شعرت بالغضب. نحن نحاول أن نصل إلى امرأة في حالة وضع دون أي رعاية طبية ودون كهرباء في مدينة تحت الحصار، في عربة من الواضح أنها عربة إسعاف، وأنتم تطلقون النار علينا.. كيف تجرؤون؟ كيف تجرؤون؟

أمسك عزام بالقيادة وجعل العربة تسير إلى الخلف. انفجر إطار آخر عندما كنا نعبر الحاجز في منتصف الشارع، واستمر الرصاص في الانهمار ونحن نهرب عبر التقاطع. واصلت الغناء. تمزقت الإطارات نتيجة الاحتكاك واحترق المطاط الممزق.

أسرع الرجال بإحضار نقالة عندما وصلنا. شاهدوا ثقوب الرصاص الجديدة، فأسرعوا ليروا إن كنا على ما يرام. سألتهم: هل هناك طريق آخر للوصول إلى المرأة الحامل؟ أجابوا: "لا، ماكو طريج". قالوا إننا فعلنا الصواب، وإنهم قد أصلحوا عربة الإسعاف أربع مرات حتى الآن وسيصلحونها مرة أخرى، ولكن الرادياتير تم تدميره، الإطارات ملتوية.. لكنها ما زالت في منزلها وحيدة تضع طفلها في الظلام.. لقد خذلتها.

لم نستطع الذهاب مرة أخرى؛ فلا توجد عربة إسعاف، بالإضافة إلى أن حلول الظلام يعني أن وجوهنا الأجنبية لن تكون قادرة على حماية من سيذهبون معنا أو من سنلتقطهم. قال مكي مدير المكان: إنه كره "صدَّام"، ولكنه الآن يكره الأمريكيين أكثر.

خلعنا الأردية الطبية الزرقاء، ودوت انفجارات في السماء خلف المبنى المواجه لنا. بعد دقائق معدودة ظهرت عربة مسرعة. استطعت أن أسمعه يصرخ قبل أن أرى أنه مسلوخ بلا جلد على جسده. بالتأكيد لا يوجد ما يستطيعون فعله، سيموت من الجفاف في غضون أيام.

حملوا رجلاً آخر من العربة إلى النقالة، وقالوا: السبب قنابل عنقودية، ولكنني لست متأكدة إذا ما كانوا يعنون شخصاً واحداً أم الشخصين معا. شرعنا في المشي باتجاه منزل السيد ياسر، منتظرين عند كل تقاطع أن يفحص أحدنا الشارع قبل أن نعبر. سقطت كرة من اللهب من طائرة، ثم انفصلت إلى كرات أصغر من الأضواء البيضاء اللامعة. خطر ببالي أنها قنابل عنقودية؛ لأنني كنت أفكر فيها، ولكنها سرعان ما اختفت. لم تكن سوى شعلات مغنسيوم لامعة جدًّا، ولكنها تدوم لوقت قصير، معطية صورة مضيئة للمدينة من الأعلى.

طلب منا ياسر أن نقدم أنفسنا، أخبرته أنني أتدرب لأكون محامية. سألني رجل آخر إذا ما كنت أعرف شيئاً عن القانون الدولي، فقد كانوا يريدون أن يعرفوا قوانين جرائم الحرب وما الذي يشكل جريمة حرب. أخبرته أنني أعرف عدداً من بنود اتفاقية جنيف، وأنني سأحضر المزيد من المعلومات في المرة القادمة، ويمكننا أن نجد من يشرحها لهم بالعربية.

طرحنا مسألة الرهينة اليابانية "نايوكو" عليهم، ولكن لم تكن لمجموعة المقاتلين هذه أي علاقة بمن اختطفوا اليابانيين، ولكن خلال شكرهم لنا على ما فعلناه هذا المساء حدثناهم عن الأشياء التي قامت بها "نايوكو" لأطفال الشوارع ومقدار حبهم لها. لم يستطيعوا أن يعدونا بشيء، ولكنهم قالوا إنهم سيحاولون أن يعرفوا أين هي ليقنعوا الخاطفين بإطلاق سراحها. لم أعتقد أن هذا سيؤدي إلى أي نتيجة؛ فهم مشغولون بخوضهم حرباً في الفلوجة، ولا علاقة تربطهم بالمجموعة الأخرى، ولكن لن تضير المحاولة شيئاً.

كانت الطائرات تحلق فوقنا طوال الليل، ولذلك في لحظات غفوي القليلة اعتقدت أنني مسافرة على طائرة في رحلة عابرة للقارات. كان هناك صوت عميق مستمر لطائرات استطلاع دون طيار، تغطيه الأصوات العنيفة للطائرات المقاتلة والخفقات المميزة لطائرات الهليكوبتر. ويقطع كل ذلك بين حين وآخر أصوات الانفجارات.

في الصباح صنعت بالونات على شكل كلاب وفيلة وزراف للطفل عبد الله الذي ينادونه عبودي، والذي كان بادي الضيق من ضجيج الطائرات والانفجارات. وأخيراً أخيراً، نجحت في رسم ابتسامة على شفتيه، كما ضحك التوءمان أيضاً. كانا في الثالثة عشرة من عمرهما، وكان أحدهما سائق عربة إسعاف، وكلاهما -كما قيل لي- يجيد استخدام الكلاشينكوف.

كان الإرهاق بادياً على وجوه الأطباء في ذلك الصباح؛ فلم ينم أي منهم أكثر من ساعتين في اليوم لمدة أسبوع، بل إن أحدهم قد نام 8 ساعات فقط في الأسبوع الماضي كله، مفوتاً حضور جنازة أخيه وعمته؛ لأنهم كانوا يحتاجونه في المستشفى.

قال جاسم: "لا نستطيع مساعدة الموتى، لا بد من أن أقلق على الجرحى".

ذهبنا من جديد: رنا وديف وأنا.. هذه المرة في عربة نصف نقل. كان هناك مرضى بالقرب من خطوط المارينز يجب إجلاؤهم. لا يجرؤ أحد على الخروج من منزله هناك؛ لأن المارينز متمركزون فوق أسطح البيوت ويطلقون النار على أي شيء يتحرك. جلب لنا سعد علماً أبيض وأخبرنا بأن لا نقلق؛ لأنه قد رتب الأمور مع المجاهدين الذين لن يطلقوا النار علينا، ودعا لنا سعد بالسلامة، هذا الطفل ذو العينين البنيتين اللامعتين الذي يبلغ أحد عشر عاماً من العمر ويغطي وجهه بكوفية، ويحمل كلاشينكوف يكاد يماثله في الطول، دعا لنا بالسلامة.

هتفنا للجنود مرة أخرى عندما وصلنا حاملين العلم الأبيض الذي رسمنا عليه هلالا أحمر. ظهر اثنان منهم من المبنى لتغطية ذلك الجانب. غمغمت رنا: "الله أكبر، من فضلكم لا تطلقوا النار عليهما".

هبطنا من العربة وأخبرناهم أننا نريد إجلاء مرضى من هذه البيوت، فطلبوا من رنا أن تحضر العائلة الموجودة في المنزل الذي يتمركزون على سطحه. 13 امرأة وطفلا محتجزين في غرفة واحدة من دون طعام ولا ماء ليوم كامل!!

قال أعلاهم رتبة "سنقوم بالدخول لإخلاء هذه البيوت سريعاً".

- "ما الذي يعنيه الدخول لإخلاء البيوت؟".

-"سندخل كل بيت منها لنبحث عن أسلحة". نظر لساعته دون أن يقدر -بالتأكيد- على إخباري بموعد عمليتهم، ولكن سيكون هناك غارات جوية لدعمهم، ثم قال: "إذا كان عليكم أن تقوموا بهذا فعليكم أن تسرعوا".

ذهبنا في البداية إلى الشارع الجانبي الذي جئنا من أجله. كان هناك رجل يرتدي دشداشة بيضاء، وجهه إلى أسفل، وكانت هناك بقعة حمراء صغيرة على ظهره. ركضنا باتجاهه ومرة أخرى وصل الذباب إليه قبلنا. حمله ديف من كتفه وحملته من ركبتيه، وبينما كنا ننقله إلى المحفة دخلت يد ديف في ثقب في صدره، ثقب رصاصة اخترقت ظهره بإتقان مفجرة قلبه خارج صدره.

لم يكن يحمل سلاحاً. وبمجرد وصولنا خرج ولداه باكيين صارخين: "لقد كان غير مسلح، كل ما فعله هو أن خرج من البوابة فأطلقوا النار عليه". لم يجرؤ أحدهما على الخروج من ساعتها. لم يجرؤا على الاقتراب من جسد والدهما. ظلا خائفين مرعوبين مضطرين أن يخرقوا التقاليد الإسلامية التي تحث على سرعة دفن الموتى. لم يعرفا أننا قادمون. كان غير مسلح وفي الخامسة والخمسين من عمره وأطلقوا عليه النار في ظهره.

غطينا وجهه وحملناه إلى العربة نصف النقل، فلم نجد ما نغطي به جسده. ساعدنا بعدها المرأة المريضة في الخروج من منزلها، وأحاطت بها بناتها الصغيرات اللاتي كن يضمن إليهن حقائب قماشية وهمسن: "بابا، بابا". مرتجفات، تركننا نتقدمهن، فرفعنا أيدينا وقدناهن إلى العربة مغطين وجوههن حتى لا يرونه، حتى لا يرون الرجل السمين الميت متصلب الظهر.

بدا ساعتها أن البيوت تفيض بالناس فتلفظهم خارجها، هناك رجال ونساء وأطفال خرجوا على أمل أن نتمكن من اصطحابهم بعيداً عن خط النار، ثم سألونا في قلق إذا كان باستطاعتهم جميعاً المجيء، أم أن النساء والأطفال فقط هم الذين يمكنهم القيام بذلك. ذهبنا لنسأل فأخبرنا جندي المارينز الشاب أن الرجال في سن القتال لا يُسمح لهم بالمغادرة. "ما هي سن القتال؟"، أي شخص عمره أقل من خمسة وأربعين عاماً، ودون حد أدنى.

روعتني فكرة أن يبقى هؤلاء الرجال محاصرين في مدينة على وشك أن تدمر. ليسوا جميعاً مقاتلين وليسوا جميعاً مسلحين. سيحدث لهم ما يحدث بعيداً عن أنظار العالم، وبعيداً عن عيون أجهزة الإعلام؛ لأن معظم أجهزة الإعلام في الفلوجة إما مرافقة للمارينز أو لم يتم السماح لها بدخول المدينة فظلت عند أطرافها، وقبل أن نعود لنخبر الأهالي برد جنود المارينز دوى انفجاران فتفرقت حشود الأهالي هاربة من الشارع الجانبي إلى بيوتها.

كانت رنا لا تزال تساعد الجنود في إجلاء العائلة التي تقطن المنزل الذي يحتله المارينز. لم تعد العربة نصف النقل بعد، وظلت العائلات مختبئة خلف جدران بيوتها، وانتظرنا لأنه لا يوجد شيء آخر يمكننا أن نفعله. انتظرنا في أرض اللاأحد، وكان المارينز يراقبوننا عبر المناظير المعظمة، وربما كان المجاهدون يراقبوننا أيضا.

كان لدي منديل سحري في جيبي؛ ولذا وبينما كنت جالسة منكمشة مثل ليمونة، دون أن أكون قادرة على الحركة وأصوات الرصاص والانفجارات في كل مكان، أخذت في جعل المنديل يظهر ويختفي، يظهر ويختفي. من الأفضل على ما أعتقد أن تبدو غير مبالٍ ولا تشكل أي نوع من أنواع التهديد، فتتجنب أن تبعث القلق في نفس شخص ما لدرجة أن يطلق النار عليك. تأخرت رنا جدًّا، لا بد أن نذهب لنطلب منها أن تسرع، وعندما عادت كان في مجموعتها رجل شاب نجحت في إقناع الجنود بتركه يغادر هو الآخر.

أراد الرجل أن نستخدم سيارة الشرطة الخاصة به لنقل المزيد من الأشخاص: عدد من النسوة العجائز اللاتي لا يقدرن على المشي وأصغر الأطفال. كان هناك باب ناقص في عربة الشرطة، ومن الصعب التأكد مما إذا كانت هذه عربة شرطة حقًّا، أم أنه تم الاستيلاء عليها، وانتهى بها المطاف هنا؟ لا تهم الحقيقة ما دامت ستساعدنا في إخراج المزيد من الأشخاص بصورة أسرع. أخيراً خرجوا جميعاً من بيوتهم في حذر محتشدين بجوار الجدار، وتبعونا رافعين أيديهم مثلنا، ومشوا عبر الشارع محتضنين أطفالهم الرضع وحقائبهم، وبعضهم البعض.

عادت العربة، فملأناها بأكبر عدد ممكن من الناس، وهنا ظهرت عربة الإسعاف من مكان ما. لوح لي شاب من مدخل ما تبقى مما كان منزلا. كان نصفه الأعلى عارياً، وتحيط بذراعه اليمنى ضمادة مشبعة بالدماء، وكان على الأرجح مقاتلا، ولكن هذا لا يشكل أي فارق ما دام شخصاً مصاباً وغير مسلح.

إحضار الموتى ليس ضرورياً؛ فكما قال جاسم: الموتى لا يحتاجون مساعدة، ولكن إذا كان من السهل إحضارهم فسنقوم به. كنا على اتفاق مع الجنود، وكانت عربة الإسعاف موجودة هنا، ولذلك أسرعنا لنحضر الجثث؛ فمن المهم في الإسلام أن تدفن الجثث في أسرع وقت ممكن.

تبعتنا عربة الإسعاف؛ فبدأ الجنود في الصياح بالإنجليزية طالبين منها التوقف ومصوبين أسلحتهم نحوها؛ لأنها كانت تتحرك بسرعة. صرخنا جميعاً، وأشرنا لها أن تتوقف، ومر وقت بدا لي أبديًّا حتى رآنا السائق وسمعنا.. لقد توقف. توقف قبل أن يشرعوا في إطلاق النار. وضعنا الجثث على المحفات، وعدوْنا لنكدسهم في مؤخرة عربة الإسعاف، واندست رنا مع الشاب المصاب في المقعد الأمامي، وجلست القرفصاء أنا وديف في الخلف بجوار الجثث. قال ديف إنه أصيب بالحساسية في طفولته، وفقد تقريباً حاسة الشم. تمنيت بأثر رجعي أن أكون قد أصبت بحساسية في طفولتي وأخرجت رأسي خارج النافذة.

كان على العربة أن تغادر، حاملة المصابين إلى بغداد، ومنهم رجل محترق وامرأة مصابة في فكها وكتفها برصاص قناص.. وآخرون غيرهما. قالت رنا إنها ستبقى للمساعدة. وقلت لها أنا وديف: سنبقى نحن أيضا، "إذا لم نقم بذلك فمن سيقوم به؟" أصبحت هذه العبارة شعارا لي. كما أنني عرفت الآن بعد الحادث الأخير عدد الأشخاص والنساء والأطفال الذين ما زالوا في منازلهم؛ إما لأنهم لا يملكون مكاناً آخر ليذهبوا إليه، أو لأنهم خائفون من أن يخطوا خارج منازلهم، أو لأن البقاء في المدينة كان خيارهم.

قال عزام: إن علينا أن نغادر؛ لأنه لا يملك اتصالات مع كل المجموعات المسلحة، ولأن هناك العديد من الأشياء التي يتعين القيام بها؛ فلا بد من نقل هؤلاء الأشخاص إلى بغداد في أسرع وقت ممكن. أما إذا تعرضنا للقتل أو الاختطاف فإن هذا لن يتسبب إلا في المزيد من المشاكل؛ ولذلك فإن أفضل خيار هو أن نركب الحافلة ونغادر ونعود معه إلى الفلوجة في مرة أخرى.

كان مؤلما للغاية أن تركب الحافلة في نفس اللحظة التي يطلب فيها منك طبيب أن تذهب لإجلاء المزيد من الأشخاص. كرهت فكرة أن مسعفاً يمكنه أن ينتقل بواسطة عربة الإسعاف في حين أعجز أنا عن ذلك؛ لمجرد أنني أبدو أختا للقناص أو واحدة من رفيقاته. لكن هذه هي الحال دائماً، بالأمس واليوم والغد. شعرت بأنني خائنة لمغادرتي ولكنني لا أملك خياراً آخر. هناك حرب جارية الآن، وكغريبة لا بد لي أن أنفذ ما يطلب مني، لمرة واحدة أضطر إلى ذلك.

كان جاسم خائفاً، وظل ينبه محمدا، ويحاول جذبه بعيداً عن مقعد السائق حتى والحافلة تسير. رقدت المرأة المصابة بطلق ناري على المقعد الخلفي، والرجل صاحب الحروق أمامها؛ حيث كنا نقوم بتهويته بقطع من الورق المقوى فيما تتأرجح أنابيبه الوريدية التي علقت في سقف الحافلة. كان الجو حارًّا؛ فلا شك في أن الظروف كانت غير محتملة بالنسبة له.

دخل سعد الحافلة ليتمنى لنا رحلة موفقة، وصافح ديف ثم صافحني، فاحتفظت بيده بين يدي وقلت له: "ماذا يدور في بالك؟"، وحقيقة لم يكن هناك شيء آخر أكثر غباءً أقوله لأحد أفراد المجاهدين لم يدخل سنوات مراهقته بعد، فيما يحمل في يده الأخرى مدفع كلاشينكوف. التقت نظراتنا، فثبتت عينيّ في عينيه. كانت عيناه مليئتين باللهب والخوف.

ألا أستطيع أن آخذه بعيداً؟ ألا أستطيع أن آخذه إلى مكان يمكنه فيه أن يكون طفلا؟ ألا أستطيع أن أصنع له بالونة على شكل زرافة، وأعطيه أقلاما ملونة، وأخبره ألا ينسى أن يغسل أسنانه؟ ألا أستطيع أن أجد ذلك الذي وضع بندقية بين يدي هذا الصبي الصغير؟ ألا أستطيع أن أخبر شخصاً ما أي تأثير يتركه مثل هذا الأمر على طفل؟ هل عليّ أن أتركه هنا محاطاً برجال مدججين بالسلاح، والعديد منهم ليس في جانبه؟ بالطبع عليّ فعل ذلك، عليّ أن أتركه هنا مثل كل الأطفال المجندين في كل مكان.

كانت رحلة العودة مرهقة؛ حيث كادت الحافلة أن تنغرس في حفرة من الرمال. كان الناس يهربون مستخدمين أي شيء -حتى تكدسوا على ظهر تراكتور- فكانت هناك صفوف من العربات والحافلات والعربات "نصف نقل" تعبر بركابها إلى الملجأ المبهم: بغداد، وكانت هناك صفوف من عربات تحمل رجالاً عائدين للمدينة -بعد أن اطمأنوا على وصول عائلاتهم لبر الأمان- إما للقتال أو لإجلاء المزيد من الأشخاص. تجاهل جاسم سائقنا عزام ابنه، وسلك طريقاً آخر، فوجدنا فجأة أننا لا نتبع سيارة الدليل، وأننا في طريق تسيطر عليه جماعة مسلحة أخرى غير الجماعة التي تعرفنا.

لوحت جماعة من الرجال بأسلحتها، وأمرتنا بالتوقف بصورة وكأنهم يؤمنون أن هناك جنوداً أمريكيين على متن الحافلة -وكأنهم سيكونون عوضاً عن الدبابات وطائرات الهليكوبتر- ومن عربات أخرى خرج الركاب هاتفين: "صحفي أمريكي". وهتف أحد ركابنا من النافذة: "أنا من الفلوجة"، فهرع الرجال المسلحون ليتأكدوا من صحة ذلك، فرأوا أن هناك مرضى ومصابين ومسنين عراقيين. استرخوا بعدها، وأشاروا لنا بالمرور.

توقفنا في أبو غريب، وبدلنا مقاعدنا لنجعل الأجانب في المقدمة والعراقيين في الخلف، وخلعنا أغطية الرأس لنبدو غربيين أكثر. كان الجنود الأمريكيون في غاية السعادة لرؤية غربيين؛ لدرجة أنهم لم يهتموا كثيراً بالعراقيين معنا، وفتشوا الحافلة والرجال، ولم يفتشوا النساء؛ لأنه لم يكن معهم مجندات. ظل محمد يسألني إن كانت الأمور ستكون على ما يرام، فقلت له: "الملايكة ويانا"، فضحك.

وصلنا بغداد، فقمنا بتوصيلهم إلى المستشفيات. بكت نهى وهم يأخذون الرجل المحترق وهو يئن ويتأوه ويتشنج. أحاطتني بذراعيها، وطلبت مني أن أكون صديقتها، فأنا أشعرها بأنها أقل وِحدة.. أقل عزلة.

في القنوات الفضائية قالوا: إن الهدنة ما زالت مستمرة في الفلوجة، وقال جورج بوش لقواته في أحد الفصح: "أعرف أننا نقوم بالأمر الصحيح في العراق".

هل إطلاق النار على ظهور الرجال العزل أمام منزل عائلتهم أمر صحيح؟!

هل إطلاق النار على الجدات اللاتي يحملن أعلاماً بيضاء أمر صحيح؟!

هل إطلاق الرصاص على عربات الإسعاف أمر صحيح؟!

حسناً يا جورج، أنا أيضا أعرف. أعرف كيف يمكن أن تقمع أناسا لدرجة لا يتبقى فيها لديهم ما يخسرونه. أعرف كيف يبدو إجراء عملية جراحية دون تخدير؛ لأن المستشفيات مدمرة، أو معرضة لرصاص القناصة، والمدينة تحت الحصار، والمساعدات تفشل في الدخول. أعرف أيضا صوت الرصاص الذي يعبر بجوار رأسك على الرغم من أنك داخل عربة إسعاف. أعرف كيف يبدو رجل لم يعد صدره بداخله، وأعرف رائحة ذلك أيضا، وأعرف كيف يبدو الأمر عندما تخرج زوجته مع أطفاله من منزله.

إنها لجريمة وعار علينا جميعاً.



--------------------------------------------------------------------------------



بوش يستنجد بالإبراهيمي لانقاذه من مأزق العراق


الشرق/ تعرض الرئيس الامريكي جورج بوش لحملة لاذعة بعد المؤتمر الصحفي الأخير الذي أعلن فيه انه لا يوجد للولايات المتحدة تصور واضح لطبيعة التركيبة السياسية التي ستتسلم السلطة من الأمريكيين نهاية يونيو المقبل، وعندما سئل عن ارسال قوات اضافية لضبط الوضع الامني المتدهور أحال الجواب إلى الجنرال توني أبي زيد قائد القوات الوسطى، وعندما قيل ما هو المصير المتوقع في ذلك البلد العراق قال الرئيس الامريكي سنعلم ذلك قريباً هذا ما يعمل من أجله الإبراهيمي الذي يفكر بطبيعة الكيان الذي سنسلمه السيادة، ولكن وزير الخارجية الأمريكي كولن باول قال أمس أن الحكومة الانتقالية المقرر أن تتولى السلطة في العراق في أول يوليو المقبل سيكون عليها أن تفوض بعضاً من سيادتها للقوات الأمريكية بعض الوقت.





--------------------------------------------------------------------------------



غزل أمريكي - بعثي للمشاركة في حكم العراق : البعث يفصل (صدام) و23 قيادياً ويعود للعمل السياسي


الجزيرة س/ بغداد - خاص بالجزيرة: خطت القيادة البديلة لحزب البعث العراقي خطوة ملفتة باتجاه جهود إعادة البعثيين العراقيين إلى العمل السياسي التي نشطت في الأيام الأخيرة، وقد أجرى الأمريكيون مفاوضات مع قادة حزب البعث المعتقلين في سجون الاحتلال، مستبعدين الاتصال بالقيادات المتورطة بجرائم ضد الشعب العراقي.
وذكرت مصادر مطلعة ل(الجزيرة) أن المفاوضات توصلت إلى اتفاق حول إطلاق سراح العديد من القيادات البعثية، بل وإشراك بعضهم في الحكومة العراقية المؤقتة بعد أن تأكد لقوات الاحتلال فشل مجلس الحكم العراقي المؤقت في معالجة تردي الأوضاع الأمنية.
وفي خطوة اعتبرت تجاوباً مع تحركات الأمريكيين لإعادة البعثيين للحياة السياسية، اتخذت قيادة الحزب التي تطلق على نفسها (حركة الإنقاذ) قراراً بطرد أعضاء القيادة القطرية السابقة وهم:
صدام حسين المجيد، عزة إبراهيم الدوري، طارق عزيز، طه ياسين رمضان، علي حسن المجيد، قصي صدام حسين (متوفى)، لطيف انصيف جاسم، مزبان خضر هادي، عزيز صالح النومان، سمير عبدالعزيز النجم، عادل عبدالله الدوري (متوفى)، محمد زمام عبدالرزاق السعدون، عبدالباقي عبدالكريم السعدون، فاضل محمود غريب، يحيى عبدالله العبودي، عكلة عبد صكر الكبيسي، رشيد طعان كاظم العزاوي، هدى صالح مهدي عماش، محسن الخفاجي، قائد العوادي، غازي حمود العبيدي، سعد عبدالمجيد الفيصل، سيف الدين المشهداني، خميس سرحان المحمدي.

http://www.almokhtsar.com/html/news/1425/03/09/2/index.php