خليجي
17-05-2004, 12:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يخطر ببالي ذات يوم أن تكون الكتابة وباء وسرطان مزمن يتفشى داخل الجسد الآدمي من الصعب بل من المستحيل على أيٍ كان استئصاله!! ، هذا ما عرفته وهذا ما احسسته وانا اُقتيد في ليلة ظلماء من ليالي الربيع الهادئة ، في يوم خُسِف فيه القمر عنوة ليكمل مشوار التكتم والعتمة على تلك الأيادي التي تقتادني إلى المجهول ، ويمدها ، بمزيد من الثقة في الخوض على ما هم مقدمين عليه ، وقفت وانا لا املك إلأ الدعاء لنفسي ، فلا احد يعلم أين أنا وأين سأصبح بعد حين!! ، اُقتدت كما تقتاد الشاه للمسلخة ، فالأعين مغمومة ، والفم مطبق ، والايدي مكبلة ، والسيارة ( الفارهة !) بإنتظاري ، وصلصلة الحديد -في يداي وقدماي-لم يفارق مسامعي طيلة هذه الرحلة ، وبينما انا في السيارة منطرب على أنغام العندليب ( الحديدي ) وامايل رأسي ذات اليمين وذات الشمال فإذا بالسيارة تتوقف فجاءة ! ، ويجبروني على النزول منها تحت التهديد بالضرب ( على القفى ) – نزلت طبعاً حفاظاً على قفايا أن يكون ناصع البياض ! - ، فلم أجد نفسي بعدها إلا امام رجال اشاوس ، اقوياء ، مفتولي العضلات ، لا يخشون في السلطان لومة لائم !!، رأيتهم وقد شمروا ايديهم لمعركة - على ما يبدو - حامية الوطيس !!، وقبل أن اسأل أين أنا اتتني تلك اليد هاوية لترسم جزيئتها ومساماتها وكل نتوئتها على خدي ، فجزمت يقيناً حينها بأني في المسلخ .. عفوا المخفر ، أنت أيها الحقير ، العميل ، الزارع للفتن ، الخائن للوطن والمواطن تكتب هذا ؟ سيدي وماذا كتبـ.. ولم اكمل جملتي إلا واليد الأخرى تهوي لترسم ( صورة طبق الأصل ) على خدي الآخر ، اصمت يا لعين يا خائن ، سيدي اريد أن اعلــ... ولم اكمل إلا ولكمة في الوجه اصابتني بإنفصام جزئي في ( المخيخ !! ) الايمن ، وما هي إلا لحظات ، والاحذية دخلت في سباق ماراثوني إلى وجهي ، والركلات دعين إلى وليمة دسمة على بطني ، واللكمات ترسمن لوحة ( فانكوخية ) ولا اجمل على جبهتي ! ، وبين الآه والاوه ، وفي خضم هذا ( القنص ) لنقاط الضعف في جسدي ، بدأ شريط حياتي يعيد نفسه امامي .. كالميت عندما يحتظر !! ، تُرى كيف ستكون نهايتي ؟!!، هل هي ذبحاً بالساطور كما فعل الزرقاوي مع أسيره الامريكي ؟! ، ام نهشاً بالكلاب ؟، أم بأسلاك كهربائية في أعضائي التناسلية ؟، ام باعتداءات جنسية كما هو الحال في سجن ايو غريب ؟! ، ام برصاصة طائشة تخترق جمجمتي كما يفعل الصهاينة مع الفلسطينيين ؟! ، ام ... وأم ... وام .... ولم اعلم بنفسي إلا والمنبه امامي يهتز طرباً لما أنا فيه ! ، ويوقظني من هذا الكابوس الذي كنت أعيشه بكل حذافيره ، كان مناماً!!! ، أستيقظت منه وانا اتصبب عرقاً من هول ما رأيت !! ، استعذت ثلاث مرات من كل سلطان رجيم ! وتفلت ثلاث أيضاً على جهتي اليسرى – تيمناً بسنة الرسول الكريم – واخذت بعضي من سريري واغتسلت من تلك ( الجنابة! ) التي نجستني ليلة البارحة ، بعدها ، بدأت أستعيد ابتسامتي وهيأت نفسي ليوم جديد ، وصباح جديد ، وورقة جديدة أسطر عليها خيانة من خياناتي المقبلة !!
نافذة أخيرة ..
الكلمة في وطنى جحود
والكتابة زندقة
لا تيأسوا ..
فلكل من عشق الحقيقة ، مشنقة !!
من قول عن / جار القمر
لم يخطر ببالي ذات يوم أن تكون الكتابة وباء وسرطان مزمن يتفشى داخل الجسد الآدمي من الصعب بل من المستحيل على أيٍ كان استئصاله!! ، هذا ما عرفته وهذا ما احسسته وانا اُقتيد في ليلة ظلماء من ليالي الربيع الهادئة ، في يوم خُسِف فيه القمر عنوة ليكمل مشوار التكتم والعتمة على تلك الأيادي التي تقتادني إلى المجهول ، ويمدها ، بمزيد من الثقة في الخوض على ما هم مقدمين عليه ، وقفت وانا لا املك إلأ الدعاء لنفسي ، فلا احد يعلم أين أنا وأين سأصبح بعد حين!! ، اُقتدت كما تقتاد الشاه للمسلخة ، فالأعين مغمومة ، والفم مطبق ، والايدي مكبلة ، والسيارة ( الفارهة !) بإنتظاري ، وصلصلة الحديد -في يداي وقدماي-لم يفارق مسامعي طيلة هذه الرحلة ، وبينما انا في السيارة منطرب على أنغام العندليب ( الحديدي ) وامايل رأسي ذات اليمين وذات الشمال فإذا بالسيارة تتوقف فجاءة ! ، ويجبروني على النزول منها تحت التهديد بالضرب ( على القفى ) – نزلت طبعاً حفاظاً على قفايا أن يكون ناصع البياض ! - ، فلم أجد نفسي بعدها إلا امام رجال اشاوس ، اقوياء ، مفتولي العضلات ، لا يخشون في السلطان لومة لائم !!، رأيتهم وقد شمروا ايديهم لمعركة - على ما يبدو - حامية الوطيس !!، وقبل أن اسأل أين أنا اتتني تلك اليد هاوية لترسم جزيئتها ومساماتها وكل نتوئتها على خدي ، فجزمت يقيناً حينها بأني في المسلخ .. عفوا المخفر ، أنت أيها الحقير ، العميل ، الزارع للفتن ، الخائن للوطن والمواطن تكتب هذا ؟ سيدي وماذا كتبـ.. ولم اكمل جملتي إلا واليد الأخرى تهوي لترسم ( صورة طبق الأصل ) على خدي الآخر ، اصمت يا لعين يا خائن ، سيدي اريد أن اعلــ... ولم اكمل إلا ولكمة في الوجه اصابتني بإنفصام جزئي في ( المخيخ !! ) الايمن ، وما هي إلا لحظات ، والاحذية دخلت في سباق ماراثوني إلى وجهي ، والركلات دعين إلى وليمة دسمة على بطني ، واللكمات ترسمن لوحة ( فانكوخية ) ولا اجمل على جبهتي ! ، وبين الآه والاوه ، وفي خضم هذا ( القنص ) لنقاط الضعف في جسدي ، بدأ شريط حياتي يعيد نفسه امامي .. كالميت عندما يحتظر !! ، تُرى كيف ستكون نهايتي ؟!!، هل هي ذبحاً بالساطور كما فعل الزرقاوي مع أسيره الامريكي ؟! ، ام نهشاً بالكلاب ؟، أم بأسلاك كهربائية في أعضائي التناسلية ؟، ام باعتداءات جنسية كما هو الحال في سجن ايو غريب ؟! ، ام برصاصة طائشة تخترق جمجمتي كما يفعل الصهاينة مع الفلسطينيين ؟! ، ام ... وأم ... وام .... ولم اعلم بنفسي إلا والمنبه امامي يهتز طرباً لما أنا فيه ! ، ويوقظني من هذا الكابوس الذي كنت أعيشه بكل حذافيره ، كان مناماً!!! ، أستيقظت منه وانا اتصبب عرقاً من هول ما رأيت !! ، استعذت ثلاث مرات من كل سلطان رجيم ! وتفلت ثلاث أيضاً على جهتي اليسرى – تيمناً بسنة الرسول الكريم – واخذت بعضي من سريري واغتسلت من تلك ( الجنابة! ) التي نجستني ليلة البارحة ، بعدها ، بدأت أستعيد ابتسامتي وهيأت نفسي ليوم جديد ، وصباح جديد ، وورقة جديدة أسطر عليها خيانة من خياناتي المقبلة !!
نافذة أخيرة ..
الكلمة في وطنى جحود
والكتابة زندقة
لا تيأسوا ..
فلكل من عشق الحقيقة ، مشنقة !!
من قول عن / جار القمر