PDA

View Full Version : سيناريو الكذب في تصريحات القبض على عزة إبراهيم


غير شكل
08-09-2004, 11:29 PM
دلالات متكاثرة تدل عليها تصريحات الكذب المتضارب من مسئولي الحكومة العراقية الموالية للاحتلال ومن قادة قوات الاحتلال الأمريكي فيما يخص اعتقال عزة إبراهيم الدوري نائب الرئيس العراقي السابق بما يبعث على الغثيان من تردي الحالة السياسية المريضة في الدولة العراقية.

فعندما يتحول المسؤول السياسي والعسكري إلى بوق للكذب المستعار وصياح لتمثيليات سياسية فجة عندها لا خير يؤمل, بل ولا حتى ذكر يستحق ذلك التابع الذليل!

فقد صرحت الحكومة العراقية باعتقاله في ذات الوقت الذي أنكرت ذلك حكومة الاحتلال الأمريكي, ولا يعني ذلك عند أحد عاقل سوى أن هناك كاذبًا بين التصريحين‍, أو أن الفريقين قد اتفقا على الكذب!

ولست هنا أخص اهتمامًا كبيرًا بعزة الدوري, فالرجل لم يكن بالقائد الشعبي المتبوع, كما لم يكن بالثوري المفكر, الأمر الذي أدى إلى اختلاف أوصاف المحللين فيه اختلافًا متباينًا بين وصفه بالبعثي القاسي عديم الرحمة الذي قتل العراقيين فى حلبجة, وبين وصفه بالتابع المخلص لقائده صدام حسين الذي كان يعرف مرادات قائده حتى قبل أن يطلبها, وبين وصف آخر بالاستقامة والديانة جعل منه الواسطة الوحيدة بين نظام صدام والاتجاهات الإسلامية العراقية في سنوات حكمه الأخيرة.

بوجه عام لم تكن حادثة القبض على عزة الدوري بالحدث الجلل الذي تهتز له العراق وسط فجائعها اليومية المتتالية في خيرة شبابها وأبنائها, كما لم تكن بالحادثة السياسية التي تؤثر سلبًا أو إيجابًا على مسار الوضع المتردي إلى أسفل حال في بلاد الرافدين الجريحة.

غير أن قوات الحكومة الأمريكية وتابعتها السلطة العراقية قد رأوا المشهد من منظور مختلف.

فالهزائم المتتالية والمتوالية للقوات الأمريكية في العراق قد أحرجت مديري الحملات الانتخابية الأمريكية الذين قد جعلوا من موضوع الأمن القومي والحرب ضد ما أسموه بالإرهاب هو المحور الأساسي الذي يجب على الرئيس الأمريكي بوش أن يتمسك به في حملته الانتخابية الصعبة أمام مرشح الحزب الديمقراطي القليل الخبرة في مجال العلاقات الدولية.

واحتاجت الحكومة الأمريكية إلى عناصر دفع إيجابية في حملتها تزيد بها من قناعة الناخب الأمريكي أن الحرب على ما أسموه الإرهاب في انتصار متصاعد, وتصور له – مع التضليل الإعلامي والتعتيم على الخسائر – أن المقاومة العراقية باءت بالفشل, وأن العراق الآن وأفغانستان تنعمان بالأمان في ظل حكم ديمقراطي بوشي حكيم!!

ورأى الخبير الأمريكي أن في اعتقال عزة الدوري من خلال ثمثيلية متقنة نصرًا مؤزرًا, هذا رغم المعروف عن مرض الدوري بمرض خبيث في دمه يحتاج معه إلى متابعة مستمرة من خلال مستشفيات عالية التقنية للقيام بتغيير دمه ومتابعة أحواله الطبية المتردية [قد يعجب القارئ من استطاعة الدوري أن يختفي لمدة تزيد عن عام وهو فى تلك الحالة المرضية مع وجود 135 ألف جندي أمريكي في العراق فضلاً عن الآلاف من العناصر المخابراتية والجواسيس والعملاء] ...

ودلَّت التصريحات على أن ظروفًا مواتية قد لاحت لاعتقال عزة الدوري الرجل الثاني في النظام العراقي أثناء تلقيه العلاج في إحدى المستشفيات الشهيرة قرب تكريت.

كما جاءت التصريحات بحدوث معركة كبيرة بين 150 من أتباع الدوري والذين أحاطوه لحمايته وبين القوات العراقية والمدعومة بقوات مدرعة أمريكية وطائرات ومروحيات, وأن تلك المعركة قد قتل فيها ما يزيد عن سبعين شخصًا وجرح آخرون, وأنه قد تم القبض على الدوري في منطقة الدور بعد حملة تفتيش شملت أيضًا مناطق الناعمة وحمرين وضواحي تكريت.

وسارع المسؤولون العراقيون في الإعلان عن النبأ غير مبالين بالحسابات الأمريكية, بل كان كل ما همهم ومرادهم هو إثبات أي نوع من الإنجازات لهم في ظل هذا التردي والهزيمة اللتين يحيطان بهم من كل جانب.

ونقلت فضائية عراقية داخلية عن وزير شؤون المحافظات أن الدوري قد اعتقل .. كما أعلن مسؤول في وزارة الدفاع النبأ لكثير من وكالات الأنباء, وصرح قائد الحرس الجمهوري في تكريت بأن الدوري اعتقل في معركة دافع عنه فيها نحو 150 عنصرًا قتل منهم 70.

وتدل مسارعة أولئك المسؤولين العراقيين للإعلان عن هذا الخبر بفخر ظاهر على أمر من اثنين: الأول أنها تدل على صحة تلك الأنباء ومن ثم سارعوا إلى التصريح بها كسبق إنجازي, والثاني أنها قد تدل على اتفاق على الكذب بين الطرفين الأمريكي والعراقي ...

ثم سارعت التصريحات التناقضية في رفض الأنباء كلها حتى تنصلت منها القوات الأمريكية، وقالت: إنه ليس لديها أي علم بالاعتقال، بينما قال مسؤول في الحرس الوطني العراقي: إن قواته لم تشارك في عملية الاعتقال هذه ولا تعرف عنها أي شيء, بل بلغ الأمر إلى ما هو أعجب من إنكار مسؤولين طبيين عن وجود الدوري كمريض في وقت من الأوقات!!

ويتعجب المتابع لتلك المهزلة أن المسؤولين العراقيين والأمريكيين الكبار قد أهملوا أمرًا هامًا, وهو ذاك العدد الكبير من القتلى الذين وصل عددهم أكثر من 70 قتيلاً .. فأين ذهبت جثثهم؟ وألم يكن هناك أي قتيل أو جريح أمريكي؟ ولماذا لم يعلن عنهم؟ ‍‍

وأعجب من هذا وذاك الإنكار الكبير للمعركة السابق ذكرها أنها تمت أصلاً أو وجدت ‍... فهل المسؤول الذي صرح بها كان يصف للشعب خيالاً؟ ويحكي للأمة زورًا وكذبًا؟

ولماذا إذن ينكر البعض على مراسل إسلامي من داخل العراق لا يخضع لتعتيم الآلة الأمريكية أن يذكر من أعداد القتلى والخسائر الأمريكية ما قد رآه بعينيه أو أخبره به شاهد عيان مسلم؟

هل يصح نقل أخبار العشرات والمئات من قتلى العراقيين وحدهم وغيرها لا تصح؟ أو تستحيل؟ أم أن القارئ المبهور بالآلة الأمريكية يستحيل عقله تصور هزيمة المحتل في أكثر من مكان؟! لقد اتفق السياسيون في شتى البقاع على شدة التعتيم والتضليل الإعلامي الأمريكي فيما يخص العراق وأفغانستان خصوصًا.

فهل هرب الدوري بعد اعتقاله؟ أم هل كان من اعتقل هو شبيه له لدرجة أن يحميه كل هذا العدد من المسلحين ويدافعوا عنه ويكون بالمصادفة يشبهه لتلك الدرجة؟!

لقد رأى البعض أن أوامر واضحة قد جاءت من كبار القادة الأمريكيين بالتكتم على اعتقال الدوري وتكذيب أخبار اعتقاله وإرجاء الإعلان عنه إلى ما قبيل الانتخابات الأمريكية, ولم تنظر حكومة بوش إلى مصداقية الحكومة العراقية التابعة التي هدمت ولا إلى صورة مسؤوليها التي قد ازدادت قبحًا مع قبح, وهو ما دعا إياد علاوي إلى ابتكار مخرج مضحك للورطة الحادثة بأن أعلن أن اختبار الحامض النووي هو الذي سيحدد صحة اعتقال الدوري من عدمه, وأعلن بعد 20 ساعة تكذيب أخبار الاعتقال متابعًا في ذلك للتصريحات الأمريكية ... وهل يملك علاوي وأصحابه إلا الاتباع؟!!



كتبه لمفكرة الإسلام : خالد السيد

Khaled_ elsayed 0 @ yahoo.com

UAE_EYES
09-09-2004, 10:54 PM
سلامي لك يا اخي ناقل الموضوع و لكن اسمح لي ان اقول ان القبض عليه لن ياتي بجديد دام ان صدام بين ايديهم فلا اعتقد انه اهم من صدام ولن ينقص من المقاومة شيئا باذن الله

غير شكل
15-09-2004, 01:03 PM
صدقت UAE_EYES

ولكن خسائر الأمريكان في العراق تجعلهم يتشبثون بكل حدث لمحاولة إضفاء شئ من الإثارة عليه وتجييره لصالحهم وخاصة في مرحلة الإنتخابات الأمريكية