PDA

View Full Version : تاريخ العلاقة بين الإدارات الأمريكية وعصابات المافيا


متأمل
11-09-2004, 11:00 PM
((منقول))

يورد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في مقالة "مهمة تفتيش في الضمير الأمريكي في العدد التاسع والأربعون – فبراير 2003م " ، وهنا يم يكن مستغرباً أن تكون مقدمة الظهور الأمريكي مع مطلع القرن العشرين رجالاً من طراز "مورجان " وهو من أسرة أعتمدت ثروتها على في الأصل على جد من كبار القراصنة خبأ كنزة في أحدى جزر البحر الكاريبي ثم ترك لأسرته خريطة ندل على موقعه، وعندما تمكن الورثة من فك الرموز- أصبح الكنز في العصر الحديثأهم أصول واحد من أكبر البنوك الأمريكية)- ونفس الطراز من الرجال تكرر في "جون روكفللر" ( فقد تحصل على غنى أسطورى من إبادة قبائل بأكملها في "فنزويلا" كي يفسح المجال لحقول بترول تأكد له وجودها وصمم على انتلاكها، واستحق أن يوصف بانه أسال دماء على سطح فنزويلا بأكثر مما استخرج من عمق آبارها نفطا)- ونفس الطراز كذلك تكررفي "فاندربيلت" ( الذي تسابق مع "مورجان" في مشاريع مد السكك الحديدية تربط أمريكا الشمالية بقضبان من الصلب ، تشق طريقها صاعقة نافذة في الجبال مكتسحة لمواطم ما بقى لمواطن الهنود الحمر ، والجيوب المنسية من جماعات المهاجرين .
أو من طراز "دى بونت " وهو رجل صنع ثروته من تجارة البارود يبيعه لأطراف حرب الإستقلال الأمريكي مع وضد بريطانيا وفرنسا ، ثن يبيعه بعد لولايات الشمال والجنوب الأمريكي أى تلك المطالبة بالوحدة وتللك الراغبة في الإنفصال . وقد أطلق "تيودور روزفلت " على هؤلاء لقب (البارونات اللصوص) .

في أثناء الحرب العالمية الثانية أرادت واشنطن تقليل الخسائر المتوقعة إلى أقصى حد خاصة أثناء عملية الإنزال في المغرب ، فعمد الرئيس الأمريكي "روزفلت " - وفقاً لرواية هيكل في نفس المقال – إلى أحد مساعدية وهو (هاري هوبكنز) أن بعرض على قادة عصابات المافيا في نيويورك (ذات النفوذ الكبير فس صقلية ) مقايدة قبلتها المافيا على الفور وأهم شروطها :
1 – تحصل عصابات المافيا مقدماً على 25 مليون دولار في الحال .
2 – تكون للمافيا "حقوق حماية" بعد تحرير إيطاليا بمعنى ليس فقط التغاضى عن نشاطات هذه العصابات في أمريكا بل ودور فاعل في الشأن الإيطالى .
3 – تتشاورالجهات الأمريكية المعنية مع زعماء عائلات المافيا في ترتيب "علاقة عمل " مع أجهزة الأمن الأمريكية
ويذكر أن بنود هذه الإتفاقية ظلت سارية حتى وقت قريب (1998) " .
ويقول (فرانك براوننغ) في كتابه (الجريمة على الطريقة الأمريكية): منذ سنة 1960م اخذوا في الولايات المتحدة الامريكية يتحدثون كثيراً عن (سلطة خامسة) هي أحياناً قوية لدرجة ان السلطات الاربع الاخرى تنحني أمامها.. كان البعض يقصد بها فيها الجيش، والبعض الآخر المخابرات. ولكننا نعتقد بأن ما وراء كافة هذه القوى الاجتماعية، توجد قوة اخرى (سلطة سادسة) قد ظهرت في الولايات المتحدة. قوة قادرة على التأثير في الحكومة، في القانون، في الاقتصاد، في الشرطة، في الاسعار، في الاذواق... ان هذه القوة تغرز جذورها حتى منبت التاريخ الامريكي، ان تأثيرها عميق وسيطرتها واسعة، وقدرتها متنامية باستمرار.

فأمريكا لا تستطيع اليوم أن تعمل بدونها. ان هذه (السلطة السادسة) هي التي يمارسها عالم محترفي اجرام يعملون في خدمة الصناعيين والسياسيين من غير الشرفاء... أن الافراد الذين ينتهكون القانون يعرفون من الآن فصاعداً أن باستطاعتهم الاعتماد على حماية (المنظمة) وعلى ضمان اموالها وعلى تعريف كافة مستويات المجتمع للشبهات، هذا التعريف الذي تثبت بواسطته سلطتها. ان (السلطة السادسة) تستعلي على تحالفات الطبقات وعلى الصداقات السياسية التقليدية... ان (السلطة السادسة) تلك الجريمة الممأسسة ليست اذن افساد القوى الاجتماعية الاخرى وحسب. انها تؤلف سلطة مستقلة تقاوم السلطات الاخرى في الوقت ذاته الذي تنفذ به إليها مندسة في مستويات الحياة العصرية كافة. ولكل هذه الاسباب لا يمكن لتاريخ الجريمة في الولايات المتحدة إلاّ ان يكون تاريخ الولايات المتحدة الذي تنتشر فيه مغامرات الخارج على القانون، وقاطع الطريق والمتمرد والمبتز([1]).

إذاً لم تكن الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة في حق شعوب الارض والتي نراها اليوم قد ولدت فجأة، وانما هي حالة منظمة دأب صنّاع القرار في الولايات المتحدة على تثبيتها في المجتمع الامريكي وصولاً إلى تحقيق الرعب في نفوس شعوب العالم لتحقيق السيطرة الكاملة عليها. وقد وظّف هؤلاء الساسة كل النظريات التي اطلقها الموتورون في العالم، بعد أن أسبغوا عليها مسحة امريكية ووضعوها في قوالب مقننة انتجت هذا السيل من الجرائم، فهذا احدهم يقول: من الجلي ان الله دعى المستعمرين إلى الحرب حيث يركن الهنود إلى عددهم واسلحتهم، يتربصون الفرص لارتكاب الشر، مثلما فعلت قبائل الاماليين والفلسطينيين الذين تحالفوا مع آخرين ضد اسرائيل([2]).

فلا عجب إذاً إذا رأينا أن ساسة هذه السلطة يكافئون الضابط البحري الذي أمر باطلاق صاروخ على الطائرة الايرانية المدنية ليقتل 298 مدنيا بريئاً، مثلما كوفيء (كولبي) بقتله المدنيين في فيتنام باعصاب باردة. في احدى جلسات الاستماع التي عقدتها احدى لجان الكونجرس الامريكي في عام 1971م حيث سأله المشرعون الامريكيون المحبون للمعرفة عن درجة ارتباط الولايات المتحدة بمشروع (فينكس)([5])، قال كولبي الذي استدعوه للادلاء باقواله: انه يشارك في المشروع 637 من العسكريين الامريكيين بالاضافة إلى (المدنيين) أي موظفي وكالة المخابرات المركزية