مسدد
17-09-2004, 02:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وأنا أشاهد القائد الذي كنت أرى في عينيه فكر صلاح الدين الأيوبي ، وفي جسده روح القائد المسلم الذي قاوم الأباطرة ، باسييف ، رأيت في عينيه نظرة إحساس بالخطأ وهو يعلن مسؤوليته عن العملية التي راح ضحيتها 400 شخص ليس واحد منهم على علاقة بما يحدث في الشيشان ، والبعض منهم مسلمون.
العادة أن ترى أصحاب العمليات فرحين بما قاموا به ، لكن نظرة شامسل با سييف ليست هي النظرة المعتادة ، قد أكون مخطئا وقد يخرج مرة أخرى ويعلنها وهو فرح ، ولكن هذا حدسي.
=================
من يريد أن يزايد على حب الشيشانيين أو يعتقد أني أبغض الجهاد أو أني (انبطاحي) فأتمنى أن لا يشارك لأن مبنى حواره غير صحيح.
=================
اعتقد أن هذا الإخفاق لا يقل إخفاقا عن حادثة المسرح ، النتيجة ما هي؟؟؟ قتلى المسلمين في الجنة ، ولكن الإسلام لم يقم لكي يتم تقديم تضحيات عاجلة بأرواح المسلمين في وقت قد تكون هناك وسائل أفضل من هذه.
القيادة الروسية قيادة ديكتاتورية ، لا يعنيها أن يموت ألف ولا مليون ، سيذهب بوتين كما ذهب يلتسين ويأتيه مجرم غيره ، ولن يحقق الشيشانيون بهذا الفعل سوى المزيد من الاستعداء ، في وقت كسبوا فيه احراجا لروسيا منذ عام 1996 وحتى العام الذي دخلوا فيه داغستان ولا أذكر لعله كان عام 99 أو 2000.
المؤلم أن يصرح الرئيس الشيشاني بأنه لا علاقة للشيشانيين بهذا الموضوع وأنه مستعد للمساهمة في حل المشكلة ، ولكنه الآن يظهر في صورة المخادع والكاذب (في نظر العالم على الأقل).
تبديل القائد الذي سيقود العمليات الروسية في شمال القوقاز يعني أن حربا من نوع آخر ستعمد إليها روسيا.
================
لحظة وما علاقة هذا بعنواننا؟
هناك علاقة وثيقة ، لقد بدأ الكثير من المسلمين في إقامة مراجعات لرؤيته الخاصة تجاه مفهوم الجهاد ، لذلك تجد أنه مع أحداث 11-9 كسب تنظيم القاعدة والفكر الجهادي (تعاطفا) منقطع النظير ، لكن هذا التعاطف بدأ في التراجع لأن الناس (وبخاصة العرب) تحركهم العواطف والاندفاعات في طلب تحيق مكسب عاجل ، رامين (النصر) على المدى الطويل خلف ظهورهم ، ومع مرور الوقت وقراءة الأحداث يبدأ العربي المسلم في المراجعة بشكل إيجابي ، وبخاصة مع ظهور العلماء في كتاباتهم ومقولاتهم لإيضاح الكثير من الأمور الصحيحة التي غابت عن أعين الناس ، فيبدأ الناس تدريجيا في سحب ثقتهم التي دفعوها كمباركة لأحداث 11 سبتمبر ، وعلى الرغم من جرائم أمريكا التي زادت بعدة أضعاف في الثلاث سنوات الماضية والهجمة الشرسة والتي يفترض أن تكسب القاعدة ومن دار فيفلكهم المزيد من التأييد إلا أننا وجدنا العكس من ذلك ، سيقول البعض أين إحصائياتك؟؟؟
علاقتي مع الكثير من الناس تكفي ، من العشرات من الناس الذين احتككت بهم لم أجد واحد منهم كان يرى عكس رؤية القاعدة ثم توجه لتأييد القاعدة ، في المقابل الكثير من الذين أعرفهم الذين صفقوا لأحداث سبتمتبر وجدتهم يتراجعون عن هذا ويصفونه بأنه (جريمة في حق الإسلام قبل غيره).
أحداث الرياض واستباحة دم (المسلمين) من رجال الأمن ، واحداث الاختطافات التي تحدث في العراق والتي لم أسمع عراقيا واحدا يقول فيها (نفعتنا) بل كل من التقيت بهم أو دار حديث بيني وبينهم سمعتهم يقولون (حوادث الاختطاف ضرتنا) بل حتىلم اسمع في القنوات الفضائية التي دائما ما تفتح المجا لللسب والشتم وقول الرأي بكل جرأة ، لم اجد من يقول (نحن نؤيد الاختطاف) على الرغم من سماعنا لمطالبات بمحاكمة بوش ووجوب معقابته وقتال الأمريكين وقتلهم بأي طريقة ، لم أسمع أحدا من هؤلاء يؤيد عمليات الاختطاف.
هي خطوات يتبعها هؤلاء ، خطوة بخطوة ، اول شيء معارض خارج السعودية ، بعض كلامه حق ولكن بعضه الآخر أكاذيب أو مبالغات ، يتطور الوضع ليخرج علينا تنظيم القاعدة برؤى تكفيرية للحكومات الخليجية ، اعقبها تفجيرات في مناطق مكتضة بالأمريكان ، طيب يا حبيبي والمسلمين اللي ماتوا ، يقول (على نياتهم يبعثون) ، ثم انطلق لتدمير مبنى كامل لأن فيه بعض الأمريكان المشتبهين ، قتلى المسلمين بالعشرات ، الوجهة التالية مبنى الأمن العام الذي يجاوره مدرسه ، طيب الأخ من باب المزايدة يؤكد أن السيارة كانت تقدر تجي من ورى المبنى وبيكون التدمير أقوى ولكن الخوف على مدرسة الأطفال ، وهذا كذب وافتراء ولا يختلف كثيرا عن الأفلام الهندية والكاوبوي.
نعم هذا كذب ، لأني لا استبعد وفق توافق العقليات والتسابق في تقديم ايسر الحلول لإحراج المسؤولين أن يقوموا باختطاف أبناءهم ، يعني نستطيع أن نقول أن المرحلة القادمة من عمليات الاختطاف ستكون في داخل المدن العربية والإسلامية ، يختطفون ابن مدير شعبة الأمن في المكان الفلاني لاجل الأفراج عن فلان ، ويختطفون ابن وزير الداخلية لوضع المساجين في وضع أحسن ، ويختطفون ابن وزير الصحة لأنه يوفر العقاقير للقوات المسلحة ، ويختطفون ابن وزير الإعلام حتى يوقف البث المخالف للشريعة.
لم تفلح الأساليب ، سيتطور الوضع إلى اقتحام لمدارس الأطفال كما حدث في اوسيتيا الشمالية ، لا يهمهم أصلا فيها مسلمون أو غير مسلمين ، وهذا سبق أن قلنا أنها مزايدات لا تغني ولا تسمن من جوع ، فئة ناقمة على المجتمع تنظر له بازدراء ، وبنظرة علوية طبقية ، ويبدأ معها التدرج في الغي والعدوان ، مبناها النقمة على المجتمع الذي لم يقدم لهم يد المساعدة.
اعتقد الشهور القادمة ستشهد اعتقالات في الكثير من المدن لأن أصحاب هذا الفكر لا يفرق بين مجتمع مسلم وغير مسلم ، وأحداث الرياض تشهد بذلك وعدم التفريق هذا يجعل من المدن المسلمة ساحة للجهاد ، وهذا هم لا ينكرونه أصلا ، لذلك ستشدد السلطات الأمنية قبضتها ، وستتم اعتقالات تحرزية ، إما للاستجواب والاستنطاق وإما للحجر حماية من أي فعل يزعزع أمن المجتمع ، وطبعا ستكون هذه فرصة لضرب الخصوم جميعا ، سواء كانوا جهادين أو غيرهم ، سواء كان الخصوم هم الذين اختاروا هذه الخصومة أو فرضت عليهم فرضا.
الحل؟؟؟
لا يعنينا من الذي قام بالفعل (تفجير ، اختطاف ، قتل) ، لأننا أصبحنا نشاهد المسلمين يدافعون عن أي خطأ ، بل أقسم بالله أنهم زكوا جميع أفعال المجاهدين وجعلوها وحيا منزلا من السماء ، فهم في نظرهم وإن أقروا نظريا أن الإنسان يصيب ويخطيء ولكن من الناحية العملية هم يرون أحقية قيام المجاهد بكل ما يجوز له والحجة (اللي يده في نار مش مثل اللي يده في ماء) ، بل هم الذين يتهمون السلطات الحاكمة بأنها لا تعمل مراجعة لتصرفاتها وأفعالها وأنها جعلت من نفسها تشريعا لا ينطق عن الهوى أصبحوا يقعون في نفس المشكلة ، فهم يرون أن أي فعل يقوم به المجاهد هو فعل تم تزكيته قبل وقوعه وأن النقاش فيه نقاش على الثوابت في الدين.
نعم ننظر للفعل من عدة جهات ، هل هو مشروع اصلا؟ ثم إذا قلنا بمبدأ الضرورات تبيح المحضورات هل تترتب عليه مصلحة أم مفسدة؟؟؟ طيب إذا ترتبت عليه مصحلة للإسلام عامة ، هل فيه أهلاك للحرث والنسل؟؟؟
إن أحداث سبتمتبر سرعت في الأمور التالية:
(1) صرف الأنظار عن المعركة الحقيقية الدائرة في المجتمعات ما بين طائفة علمانية تحاول جاهدة علمنة المجتمع مدعومة بقوة مادية ومعنوية وماكنة إعلامية غربية ، وطائفة إسلامية تحاول تقوية الثوابت و تثبيت الصالح وإلغاء الطالح ، وطائفة حاكمة تلعب على النغمتين ، تارة مع الإسلاميين وتارة مع العلمانيين ، أيهما يحقق المصلحة له ، وطائفة وصولية من المتنفعين ، وبين هذه الطوائف تداخلات ، إلى معركة خارج المجتمع شغلت المجتمع بها ، فأي شخص يلقى القبض عليه بسبب انتمائه تسمع الناس تقول (يقولون في علاقة بينه وبين تنظيم القاعدة) يعني قبل 3 سنوات لن يقول الناس هذا الكلام بل سيقولون (ظلم).
(2) إغلاق الجمعيات الخيرية والمؤسسات المدنية التي لم يصدق أصحابها أنهم استطاعوا الوصول بها إلى هذا المستوى من الأداء ، وإذا كان التضييق سريا في الماضي فقد اصبح فيه شيء من العمل بل هناك تسابق لتحقق هذا التضييق والمنع.
(3) المزيد من البيروقراطية وتكدس السلطة في يد قلة قليلة من المسؤولين بعد أن تنزع من أيد غيرهم ، بل والمزيد من الغربلة لمن يصلح في وظيفة ممن لا يصلح وفق رؤية الحكومة.
(4) خطوات جريئة في تغيير المناهج بشكل واضح وفاضح وصريح لا يجد من يقف في وجهه لأن أي محاولة من هذا النوع تعني انتماءا لتنظيم القاعدة ، حتى ولو كنت ممن يرى أن فكر تنظيم القاعدة أضر بالإسلام اكثر مما نفع.
(5) بروز الشخصيات العلمانية كرموز للمجتمع ، ومنع الرموز (الوطنية الحقيقية) بحجة انهم أصحاب توجه إسلامي.
(6) طرح جريء في التهجم على العلماء والهيئات العلمية وكل من يمثل فكرة إسلامية ، من صغار الصحفيين والإعلاميين ممن لا ناقة لهم ولا جمل في خدمة المجتمع ، حثالة متكلمين لا يفقهون ولا يعون سوى التعليق والتهجم والكذب والافتراءات.
(7) تقليص واضح لدور الدعاة في المجتمع وللأنشطة الدعوية ، لا يحتاج لأي توضيح.
(8) بروز تيار صوفي.
(9) فقدان الجهاد لمنزلته عند قلوب الكثير من الناس وهذا ما لمسناه من الواقع.
(10) المزيد من التطبيع مع إسرائيل لولا أن من الله علينا بهذه الانتفاضة المباركة.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وأنا أشاهد القائد الذي كنت أرى في عينيه فكر صلاح الدين الأيوبي ، وفي جسده روح القائد المسلم الذي قاوم الأباطرة ، باسييف ، رأيت في عينيه نظرة إحساس بالخطأ وهو يعلن مسؤوليته عن العملية التي راح ضحيتها 400 شخص ليس واحد منهم على علاقة بما يحدث في الشيشان ، والبعض منهم مسلمون.
العادة أن ترى أصحاب العمليات فرحين بما قاموا به ، لكن نظرة شامسل با سييف ليست هي النظرة المعتادة ، قد أكون مخطئا وقد يخرج مرة أخرى ويعلنها وهو فرح ، ولكن هذا حدسي.
=================
من يريد أن يزايد على حب الشيشانيين أو يعتقد أني أبغض الجهاد أو أني (انبطاحي) فأتمنى أن لا يشارك لأن مبنى حواره غير صحيح.
=================
اعتقد أن هذا الإخفاق لا يقل إخفاقا عن حادثة المسرح ، النتيجة ما هي؟؟؟ قتلى المسلمين في الجنة ، ولكن الإسلام لم يقم لكي يتم تقديم تضحيات عاجلة بأرواح المسلمين في وقت قد تكون هناك وسائل أفضل من هذه.
القيادة الروسية قيادة ديكتاتورية ، لا يعنيها أن يموت ألف ولا مليون ، سيذهب بوتين كما ذهب يلتسين ويأتيه مجرم غيره ، ولن يحقق الشيشانيون بهذا الفعل سوى المزيد من الاستعداء ، في وقت كسبوا فيه احراجا لروسيا منذ عام 1996 وحتى العام الذي دخلوا فيه داغستان ولا أذكر لعله كان عام 99 أو 2000.
المؤلم أن يصرح الرئيس الشيشاني بأنه لا علاقة للشيشانيين بهذا الموضوع وأنه مستعد للمساهمة في حل المشكلة ، ولكنه الآن يظهر في صورة المخادع والكاذب (في نظر العالم على الأقل).
تبديل القائد الذي سيقود العمليات الروسية في شمال القوقاز يعني أن حربا من نوع آخر ستعمد إليها روسيا.
================
لحظة وما علاقة هذا بعنواننا؟
هناك علاقة وثيقة ، لقد بدأ الكثير من المسلمين في إقامة مراجعات لرؤيته الخاصة تجاه مفهوم الجهاد ، لذلك تجد أنه مع أحداث 11-9 كسب تنظيم القاعدة والفكر الجهادي (تعاطفا) منقطع النظير ، لكن هذا التعاطف بدأ في التراجع لأن الناس (وبخاصة العرب) تحركهم العواطف والاندفاعات في طلب تحيق مكسب عاجل ، رامين (النصر) على المدى الطويل خلف ظهورهم ، ومع مرور الوقت وقراءة الأحداث يبدأ العربي المسلم في المراجعة بشكل إيجابي ، وبخاصة مع ظهور العلماء في كتاباتهم ومقولاتهم لإيضاح الكثير من الأمور الصحيحة التي غابت عن أعين الناس ، فيبدأ الناس تدريجيا في سحب ثقتهم التي دفعوها كمباركة لأحداث 11 سبتمبر ، وعلى الرغم من جرائم أمريكا التي زادت بعدة أضعاف في الثلاث سنوات الماضية والهجمة الشرسة والتي يفترض أن تكسب القاعدة ومن دار فيفلكهم المزيد من التأييد إلا أننا وجدنا العكس من ذلك ، سيقول البعض أين إحصائياتك؟؟؟
علاقتي مع الكثير من الناس تكفي ، من العشرات من الناس الذين احتككت بهم لم أجد واحد منهم كان يرى عكس رؤية القاعدة ثم توجه لتأييد القاعدة ، في المقابل الكثير من الذين أعرفهم الذين صفقوا لأحداث سبتمتبر وجدتهم يتراجعون عن هذا ويصفونه بأنه (جريمة في حق الإسلام قبل غيره).
أحداث الرياض واستباحة دم (المسلمين) من رجال الأمن ، واحداث الاختطافات التي تحدث في العراق والتي لم أسمع عراقيا واحدا يقول فيها (نفعتنا) بل كل من التقيت بهم أو دار حديث بيني وبينهم سمعتهم يقولون (حوادث الاختطاف ضرتنا) بل حتىلم اسمع في القنوات الفضائية التي دائما ما تفتح المجا لللسب والشتم وقول الرأي بكل جرأة ، لم اجد من يقول (نحن نؤيد الاختطاف) على الرغم من سماعنا لمطالبات بمحاكمة بوش ووجوب معقابته وقتال الأمريكين وقتلهم بأي طريقة ، لم أسمع أحدا من هؤلاء يؤيد عمليات الاختطاف.
هي خطوات يتبعها هؤلاء ، خطوة بخطوة ، اول شيء معارض خارج السعودية ، بعض كلامه حق ولكن بعضه الآخر أكاذيب أو مبالغات ، يتطور الوضع ليخرج علينا تنظيم القاعدة برؤى تكفيرية للحكومات الخليجية ، اعقبها تفجيرات في مناطق مكتضة بالأمريكان ، طيب يا حبيبي والمسلمين اللي ماتوا ، يقول (على نياتهم يبعثون) ، ثم انطلق لتدمير مبنى كامل لأن فيه بعض الأمريكان المشتبهين ، قتلى المسلمين بالعشرات ، الوجهة التالية مبنى الأمن العام الذي يجاوره مدرسه ، طيب الأخ من باب المزايدة يؤكد أن السيارة كانت تقدر تجي من ورى المبنى وبيكون التدمير أقوى ولكن الخوف على مدرسة الأطفال ، وهذا كذب وافتراء ولا يختلف كثيرا عن الأفلام الهندية والكاوبوي.
نعم هذا كذب ، لأني لا استبعد وفق توافق العقليات والتسابق في تقديم ايسر الحلول لإحراج المسؤولين أن يقوموا باختطاف أبناءهم ، يعني نستطيع أن نقول أن المرحلة القادمة من عمليات الاختطاف ستكون في داخل المدن العربية والإسلامية ، يختطفون ابن مدير شعبة الأمن في المكان الفلاني لاجل الأفراج عن فلان ، ويختطفون ابن وزير الداخلية لوضع المساجين في وضع أحسن ، ويختطفون ابن وزير الصحة لأنه يوفر العقاقير للقوات المسلحة ، ويختطفون ابن وزير الإعلام حتى يوقف البث المخالف للشريعة.
لم تفلح الأساليب ، سيتطور الوضع إلى اقتحام لمدارس الأطفال كما حدث في اوسيتيا الشمالية ، لا يهمهم أصلا فيها مسلمون أو غير مسلمين ، وهذا سبق أن قلنا أنها مزايدات لا تغني ولا تسمن من جوع ، فئة ناقمة على المجتمع تنظر له بازدراء ، وبنظرة علوية طبقية ، ويبدأ معها التدرج في الغي والعدوان ، مبناها النقمة على المجتمع الذي لم يقدم لهم يد المساعدة.
اعتقد الشهور القادمة ستشهد اعتقالات في الكثير من المدن لأن أصحاب هذا الفكر لا يفرق بين مجتمع مسلم وغير مسلم ، وأحداث الرياض تشهد بذلك وعدم التفريق هذا يجعل من المدن المسلمة ساحة للجهاد ، وهذا هم لا ينكرونه أصلا ، لذلك ستشدد السلطات الأمنية قبضتها ، وستتم اعتقالات تحرزية ، إما للاستجواب والاستنطاق وإما للحجر حماية من أي فعل يزعزع أمن المجتمع ، وطبعا ستكون هذه فرصة لضرب الخصوم جميعا ، سواء كانوا جهادين أو غيرهم ، سواء كان الخصوم هم الذين اختاروا هذه الخصومة أو فرضت عليهم فرضا.
الحل؟؟؟
لا يعنينا من الذي قام بالفعل (تفجير ، اختطاف ، قتل) ، لأننا أصبحنا نشاهد المسلمين يدافعون عن أي خطأ ، بل أقسم بالله أنهم زكوا جميع أفعال المجاهدين وجعلوها وحيا منزلا من السماء ، فهم في نظرهم وإن أقروا نظريا أن الإنسان يصيب ويخطيء ولكن من الناحية العملية هم يرون أحقية قيام المجاهد بكل ما يجوز له والحجة (اللي يده في نار مش مثل اللي يده في ماء) ، بل هم الذين يتهمون السلطات الحاكمة بأنها لا تعمل مراجعة لتصرفاتها وأفعالها وأنها جعلت من نفسها تشريعا لا ينطق عن الهوى أصبحوا يقعون في نفس المشكلة ، فهم يرون أن أي فعل يقوم به المجاهد هو فعل تم تزكيته قبل وقوعه وأن النقاش فيه نقاش على الثوابت في الدين.
نعم ننظر للفعل من عدة جهات ، هل هو مشروع اصلا؟ ثم إذا قلنا بمبدأ الضرورات تبيح المحضورات هل تترتب عليه مصلحة أم مفسدة؟؟؟ طيب إذا ترتبت عليه مصحلة للإسلام عامة ، هل فيه أهلاك للحرث والنسل؟؟؟
إن أحداث سبتمتبر سرعت في الأمور التالية:
(1) صرف الأنظار عن المعركة الحقيقية الدائرة في المجتمعات ما بين طائفة علمانية تحاول جاهدة علمنة المجتمع مدعومة بقوة مادية ومعنوية وماكنة إعلامية غربية ، وطائفة إسلامية تحاول تقوية الثوابت و تثبيت الصالح وإلغاء الطالح ، وطائفة حاكمة تلعب على النغمتين ، تارة مع الإسلاميين وتارة مع العلمانيين ، أيهما يحقق المصلحة له ، وطائفة وصولية من المتنفعين ، وبين هذه الطوائف تداخلات ، إلى معركة خارج المجتمع شغلت المجتمع بها ، فأي شخص يلقى القبض عليه بسبب انتمائه تسمع الناس تقول (يقولون في علاقة بينه وبين تنظيم القاعدة) يعني قبل 3 سنوات لن يقول الناس هذا الكلام بل سيقولون (ظلم).
(2) إغلاق الجمعيات الخيرية والمؤسسات المدنية التي لم يصدق أصحابها أنهم استطاعوا الوصول بها إلى هذا المستوى من الأداء ، وإذا كان التضييق سريا في الماضي فقد اصبح فيه شيء من العمل بل هناك تسابق لتحقق هذا التضييق والمنع.
(3) المزيد من البيروقراطية وتكدس السلطة في يد قلة قليلة من المسؤولين بعد أن تنزع من أيد غيرهم ، بل والمزيد من الغربلة لمن يصلح في وظيفة ممن لا يصلح وفق رؤية الحكومة.
(4) خطوات جريئة في تغيير المناهج بشكل واضح وفاضح وصريح لا يجد من يقف في وجهه لأن أي محاولة من هذا النوع تعني انتماءا لتنظيم القاعدة ، حتى ولو كنت ممن يرى أن فكر تنظيم القاعدة أضر بالإسلام اكثر مما نفع.
(5) بروز الشخصيات العلمانية كرموز للمجتمع ، ومنع الرموز (الوطنية الحقيقية) بحجة انهم أصحاب توجه إسلامي.
(6) طرح جريء في التهجم على العلماء والهيئات العلمية وكل من يمثل فكرة إسلامية ، من صغار الصحفيين والإعلاميين ممن لا ناقة لهم ولا جمل في خدمة المجتمع ، حثالة متكلمين لا يفقهون ولا يعون سوى التعليق والتهجم والكذب والافتراءات.
(7) تقليص واضح لدور الدعاة في المجتمع وللأنشطة الدعوية ، لا يحتاج لأي توضيح.
(8) بروز تيار صوفي.
(9) فقدان الجهاد لمنزلته عند قلوب الكثير من الناس وهذا ما لمسناه من الواقع.
(10) المزيد من التطبيع مع إسرائيل لولا أن من الله علينا بهذه الانتفاضة المباركة.