تسجيل الدخول

View Full Version : ~@هــــم العـــالمـــــين @~


قارئ القرآن
06-10-2004, 03:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اخواني \ اخواتي .... الأعضاء


أعجبتني قصيدة للشاعر عمر بهاء الدين الأمير وهي بعنوان هم العالمين
، وهو شاعر من شعراء الدعوة المشهورين .وأحببت أن أشارككم فيها فأرجوا أن تعجبكم كما أعجبتني .......:p

يقول الشاعر :



لا لَمْ أَنَمْ ، بلْ قد أَرِقْتُ و للصُّداعِ رحىً تَدورْ

وبمحجريَّ مِنَ الهمومِ لَظىً ، وَفي رَأْسي نُدورْ

و الغُـرْبةُ اللَّيْلاءُ في عُمري أُوامٌ لا يَحـورْ

عَقمَتْ (جنيفُ) فلا أنيسَ ولا حبيسَ ولا سُرورْ

وحـدي أعدُّ دقـائقي وأضيعُ في تِيه ِ الدُّهورْ

بينَ التَّأَلُّـم ِ والتَّأَمُّـل ِ في الْتِباسـات ِ الأُمورْ

حَيْرانُ أفتقدُ المعالِمَ ، لا حِجابَ ولا سُـفورْ

سـكرانُ أبتـدرُ الصَّلاةَ ، وخمرتي صبُرٌ طَهورْ

أَسْهو وأَصْحو والدُّجى ساجٍ وفي نفسي فُتُورْ

وأظَلُّ في شبْهِ الكـرى متقلِّباً حتى أخـورْ

فأغيبُ عن دُنيا شعوري في ضَبابِ اللاشعورْ

ماذا؟ أأنباءُ الغيوبِ غـداً ، وسُـكَّانُ القُبورْ

مِنْ كـلِّ فـجِّ ينسلونَ كأنهُ يومُ النُّشـورْ

يَتَدافَـعُونَ بقضِّهِم وقَضيضِهِم عَبْرَ العُصـورْ

كُـلُّ يُسـارِعُ في مُناهُ ، وإنَّها لَمُنى غَـرورْ

وأنا أحسُّ بكاهلي الأعباءَ قاصمةَ الظُّـهورْ

أعباءَ كُلِّ الخلْقِ ! وَيْلي كِدْتُ إعياءً أَمُـورْ

وكأنَّما اجتمعَتْ على صدري مُلمَّاتُ الصُّدورْ

فالأَرْضُ تحملَني على مَضَضٍ وتوشكُ أن تَفورْ

وفتحتُ عَيْنَيْ يقظةٍ غَرْثى ، وفي حَلْقي حَرورْ

وشَرَعْتُ أَصْحو مُثْقَلَ الأنفاسِ مَبْهورَ الشُّعورْ

وفمي الأجَفُّ كـأنَّ في جَنَباتِهِ نَبَتَتْ بُثُـورْ

أغْمَضْتُ عيني مرَّةً أُخرى ، ومَزَّقْتُ السُّتورْ

وَمَضَيْتُ أرنُو في كتابِ الغَيْبِ ما بينَ السُّطورْ

فرأيْتُ أَهْـوالاً ؛ وكانَ الْحَقُّ مِنْ غَيْظٍ يَفُورْ:

بحرٌ منَ الظُّلُماتِ ، والظُّلْمِ المؤَجَّجِ ، والشُّرورْ

والكَوْنُ بالغُربانِ عجَّ ، فلا صُقورَ ولا نُسورْ

وَأَلَمَّ بي ، أو كـادَ ، يأْسٌ : فالدُّنى خَتْلٌ وَزُورْ

ونظَـرْتُ والأحْلاكُ تدفَعُ نظرَتي خلْفَ الْحُسورْ

فَلَمَحْتُ في بَوْنِ الدُّجى الْمَسحوبِ مُنْبلجَ البُكورْ

ورأيْتُ صَرْحَ الْمَجْدِ ينتظرُ الْجَسورَ ولا جَسورْ

وَوَجَـدْتُ هَمَّ العالَمـينَ بقلبِ إيماني يَسُـورْ

وكَـأَنَّ إِنْقَـاذَ الوُجُـودِ عَلَيَّ مِحْوَرُه يَـدورْ

ورأيْتُني ، وأنا.. أنا المِسْـكينُ ، كالأسدِ الهَصورْ

وحدي ، تسلَّقْتُ الرياحَ الهَوْجَ ، سُوراً إِثْرَ سُورْ

وَمِنَ الذُّرى أبْصَرْتُ دَرْبَ الخُلْدِ رَشَّتْهُ العُطورْ

وَتَلامَعَتْ في مُنْتَهاهُ طُيوفُ جَنَّـاتٍ وَحُـورْ

وسَمِعْتُ ثَمَّ هَواتِفَ الأقدارِ: حَيَّ عَلَى العُبورْ

فَقَذَفْتُ نفسي ! غَيْرَ أَنِّي شِمْتُ أجْنحةَ الطُّيورْ

بُسِطَتْ لِتحملني ، وحطَّتْ بي على جَدَدِ المُرورْ

فتحتُ عيني ، والخلافةُ في رُؤى أَمَلي الغَـيورْ

والرُّوحُ يَقظى ، والأمـانةُ في دَمي نـارٌ وَنُورْ

والعَهْدُ في عُنُقي ، وأمرُ اللهِ ، في عَزْمي يَثـورْ




--------------------------------------------------------------------------------

مجلة الأمة – العدد الثاني صفر 1401 هـ