بنت الماضي
10-10-2004, 09:09 PM
قعدتُ قبل منامي أتمتمُ بـ بيتين قالهما كعبُ ابن زهير ضمنَ قصيدتهِ المشهورة أمام رسول اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصفُ فيهما (محبوبتهِ) سُعاداً، فيقول: وما سعادٌ غادةَ البينِ إذ برزتْ كأنها منهلٌ بالراحِ معلولُ، هيفاءُ مقبلةٌ عجزاءُ مدبرةٌ لا يشتكي قُصرٌ منها ولا طولُ. فقلتُ في نفسي: لماذا لا أصفُ محبوبتي بشيءٍ تتناقله العربُ في مجالسِها، وتتمتمُ بهِ في خلواتها! حاولتُ ذلك لكني عجزتُ، فذهبتُ أذمُ محبوبتي واستنكرُ بُعدَها وهجرَها لعلَّ قريحتي تجود، فطارَ النومُ من عيني وتبددتْ غايتي وطالَ ليلي ..كيفَ أجدُ للنومِ طعماً ولذة، أو نعسةً وسكرة والحبيبةُ قد سِيئَ فهمُ حالـِها، أو صُوِرتْ بما ليسَ من مقامِها! كيفَ أنامُ وقد رابني التفكيرُ والتوهمُ وكدتُ من طولِ الليالي أهرمُ ! أبداً لا أنامُ وهذهِ حالي إلا أنْ أُجلّي ما خَفي من صفاتِ الحبيبة وما غُمَّ من خلالـها الحميدة ومناقبها العديدة.
الحبيبةُ فتاةٌ تختلفُ عن كلِّ الفتيات، فتاةٌ ميّزها اللهُ بأروعِ الصفات، فهي الشقيقةٌ إنْ قالوا النساءُ شقائقُ الرجال، وهي الرفيقةٌ إذا تاهتْ بي السبلُ أوتقطـّعتْ بي الأسباب (بعد الله سبحانه وتعالى) وهي الحنونةٌ إذا فُقِدتْ الأمهات وهي الأختُ إذا تخَّـطفَني الطيرُ من كلِّ الجهات، هي الزوجُ لا أشقى بقربِـها وهي الحبيبةُ لا أسلى ببعدِها، هي الجسدُ والروح وهي المستقبلُ والطموح.
حينَ عرفتها عرفـتُها بقلبي وحينَ أدركتها أدركـتُها بعقلي، أختزلتُ نساءَ العالمِ في شخصِها ورسمتُ الجمالَ كلَّه في رسمِها، النورُ يشرقُ من جبينِها والبحرُ يموجُ في عينيها، رضابُ فمِها كأنه الخمر وعرقُ معصمِها كأنه العطر، إذا تكلمتْ أوجزتْ وإذا حاورتْ أعجزتْ، لها من سلامةِ نُطقِها وقارٌ ومن حسنِ بيانـِها شِعار، اخترتـُها واصطفيتُها على نساءِ العالمين، فهي الأميرةُ في الحاضرين والشجرةُ الوارفةُ في الغابرين.
حدثتُها مرةً بحديثِ الحُبِّ وبمشاعرٍ اختلجتْ في القلبِ، فأعرضتْ عني وقالتْ رحماكَ يا ربّي، فزادَ تعلقي بها وشوقي لها، وجاءتني (البلاوي) من فوقي ومن تحتي وعن يميني وعن شمالي، فلا لذيذَ أطعمُه ولا نومَ أهنئُه، يضحكُ مَنْ حولي وأبكي، يبكونَ فأضحك، نهاري أمدٌ وسراب وليلي سرمدٌ وعذاب.
وماذا بعد يا حبيبة ..!! ماذا بعد في هذه الليلة الكئيبة، وفي هذا التوقيتِ الحرج، هل يا ترى أتركُ لنفسي الحريةَ المطلقة كي تصفَ مشاعراً محروقةً يائسةً ! أم أُلجمُ هذهِ النفسَ بمرارةِ الواقعِ وحكمِ القدر!! .. فلو أطلقتُ العنانَ لنفسي الثائرة بمشاعرِ الحرقة لسطّرتْ في حبكِ أدباً يذكرهُ التاريخ وتتناقلهُ الأجيال ، ولو ألجمتُها لماتتْ كمداً وحسرة.
لكن دعيني يا حبيبة اسجلُ هذه الحقيقة واكتبيها في دفاتر ذكرياتكِ فقد نقشتها في قلبي، نعم قد نقشتُ حبك في قلبي فأنا أحبك حباً لا أعلمُ له سراً ولا أجدُ له تفسيرا ، كقولِ القائل : أحبك لستُ أدري سرَّ حبي وليس يحيطه علمُ الكلامِ ، كروح ليس يعرف أي سرٍّ لجوهرها سوى ربّ الأنامِ .. ورغم أنني متأكدٌ أنْ لا لقاء يجمعني بكِ في هذهِ الحياة الدنيا إلا أنني مؤمنٌ إيماناً جازماً أنَّ حبكِ في نفسي لن يموتَ ولن يتزعزعَ من مكانه أو ينقصَ في حجمه و مقداره ، سيبقى حبكِ أنموذجاً ومقياساً عاطفياً في حياتي ، ليسَ لأنه بدعاً من التجاربِ أو نوعاً فريداً من التجاذب، بل عطفاً على مشاعرنا الصادقة والخالية من المصالح والمنافع ، عطفاً على تلك المشاعر لا على تصرفاتنا وأفعالنا ..
ستبقين الأمنية الروحانية التي حلمتُها وعشتُ على أمل تحقيقها ،حبيباً لقلبها وفارســاً لحلمها ، شريكاً لفرحها ومتألماً لحزنها ، لباساً كافياً لسترها وحضناً دافئاً لعواطفها ، بلسماً شافياً لجروحها وسداً منيعاً وافياً في كافةِ أمورها، أباً لها كالدرع الواقي وأخاً لها كالدلو الساقي، وستبقين الأمنية التي رفضتْ كلَّ المحاولات ، وباعدتْ بين كل الخطوات ، أمنيةٌ إن تقربتُ منها باعاً ابتعدتْ عني ذراعاً ، وإن تركتـُها غضباناً وانصرفتُ إلى اهتمامي جاءتني أميرةً تزورني في منامي ... فهلم يا نوم وأقبل.
منقول من ايميلي :)
الحبيبةُ فتاةٌ تختلفُ عن كلِّ الفتيات، فتاةٌ ميّزها اللهُ بأروعِ الصفات، فهي الشقيقةٌ إنْ قالوا النساءُ شقائقُ الرجال، وهي الرفيقةٌ إذا تاهتْ بي السبلُ أوتقطـّعتْ بي الأسباب (بعد الله سبحانه وتعالى) وهي الحنونةٌ إذا فُقِدتْ الأمهات وهي الأختُ إذا تخَّـطفَني الطيرُ من كلِّ الجهات، هي الزوجُ لا أشقى بقربِـها وهي الحبيبةُ لا أسلى ببعدِها، هي الجسدُ والروح وهي المستقبلُ والطموح.
حينَ عرفتها عرفـتُها بقلبي وحينَ أدركتها أدركـتُها بعقلي، أختزلتُ نساءَ العالمِ في شخصِها ورسمتُ الجمالَ كلَّه في رسمِها، النورُ يشرقُ من جبينِها والبحرُ يموجُ في عينيها، رضابُ فمِها كأنه الخمر وعرقُ معصمِها كأنه العطر، إذا تكلمتْ أوجزتْ وإذا حاورتْ أعجزتْ، لها من سلامةِ نُطقِها وقارٌ ومن حسنِ بيانـِها شِعار، اخترتـُها واصطفيتُها على نساءِ العالمين، فهي الأميرةُ في الحاضرين والشجرةُ الوارفةُ في الغابرين.
حدثتُها مرةً بحديثِ الحُبِّ وبمشاعرٍ اختلجتْ في القلبِ، فأعرضتْ عني وقالتْ رحماكَ يا ربّي، فزادَ تعلقي بها وشوقي لها، وجاءتني (البلاوي) من فوقي ومن تحتي وعن يميني وعن شمالي، فلا لذيذَ أطعمُه ولا نومَ أهنئُه، يضحكُ مَنْ حولي وأبكي، يبكونَ فأضحك، نهاري أمدٌ وسراب وليلي سرمدٌ وعذاب.
وماذا بعد يا حبيبة ..!! ماذا بعد في هذه الليلة الكئيبة، وفي هذا التوقيتِ الحرج، هل يا ترى أتركُ لنفسي الحريةَ المطلقة كي تصفَ مشاعراً محروقةً يائسةً ! أم أُلجمُ هذهِ النفسَ بمرارةِ الواقعِ وحكمِ القدر!! .. فلو أطلقتُ العنانَ لنفسي الثائرة بمشاعرِ الحرقة لسطّرتْ في حبكِ أدباً يذكرهُ التاريخ وتتناقلهُ الأجيال ، ولو ألجمتُها لماتتْ كمداً وحسرة.
لكن دعيني يا حبيبة اسجلُ هذه الحقيقة واكتبيها في دفاتر ذكرياتكِ فقد نقشتها في قلبي، نعم قد نقشتُ حبك في قلبي فأنا أحبك حباً لا أعلمُ له سراً ولا أجدُ له تفسيرا ، كقولِ القائل : أحبك لستُ أدري سرَّ حبي وليس يحيطه علمُ الكلامِ ، كروح ليس يعرف أي سرٍّ لجوهرها سوى ربّ الأنامِ .. ورغم أنني متأكدٌ أنْ لا لقاء يجمعني بكِ في هذهِ الحياة الدنيا إلا أنني مؤمنٌ إيماناً جازماً أنَّ حبكِ في نفسي لن يموتَ ولن يتزعزعَ من مكانه أو ينقصَ في حجمه و مقداره ، سيبقى حبكِ أنموذجاً ومقياساً عاطفياً في حياتي ، ليسَ لأنه بدعاً من التجاربِ أو نوعاً فريداً من التجاذب، بل عطفاً على مشاعرنا الصادقة والخالية من المصالح والمنافع ، عطفاً على تلك المشاعر لا على تصرفاتنا وأفعالنا ..
ستبقين الأمنية الروحانية التي حلمتُها وعشتُ على أمل تحقيقها ،حبيباً لقلبها وفارســاً لحلمها ، شريكاً لفرحها ومتألماً لحزنها ، لباساً كافياً لسترها وحضناً دافئاً لعواطفها ، بلسماً شافياً لجروحها وسداً منيعاً وافياً في كافةِ أمورها، أباً لها كالدرع الواقي وأخاً لها كالدلو الساقي، وستبقين الأمنية التي رفضتْ كلَّ المحاولات ، وباعدتْ بين كل الخطوات ، أمنيةٌ إن تقربتُ منها باعاً ابتعدتْ عني ذراعاً ، وإن تركتـُها غضباناً وانصرفتُ إلى اهتمامي جاءتني أميرةً تزورني في منامي ... فهلم يا نوم وأقبل.
منقول من ايميلي :)