PDA

View Full Version : سهى الطويل والدموع الزائفة


ثابت الجنان
12-11-2004, 04:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها شعبنا العربي الفلسطيني لا يسعني إلا أن أتقدم إليه بخالص مشاعر العزاء والمواساة بوفاة زعيمهم الكبير ياسر عرفات رحمه الله سائلين الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسبغ عليه مغفرته .

بوفاة عرفات تم طي صفحة من أكثر الصفحات المثيرة للجدل في تاريخ الكفاح الفلسطيني ظهرت فيها أخطاء كانت قاتلة مازالت أثارها واضحة للعيان حتى يومنا هذا منها اتفاقات أوسلو التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية في سبتمبر/ أيلول 1993 والتي وصلت إلى الطريق المسدود . هذه الاتفاقيات التي تمت خارج الإجماع العربي وبالسر أثناء مؤتمر مدريد مما حدا بالأردن إلى خروجه أيضاً عن الإجماع بعد حصوله على الحجة المطلوبة والمنتظرة وقام هو الآخر بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل في وادي عربة، وبالتالي تم تحقيق المخطط الإسرائيلي بالتفاوض مع كل طرف عربي على حيدا .

وفي عهده وأثناء وجوده مع المقاومة في لبنان، دخل في الشأن الداخلي اللبناني وحكم لبنان لخمس سنوات بوزن سياسي وعسكري لم يكن مثيلاً له على الإطلاق لدى شخص الرئيس اللبناني نفسه مما أدى إلى قيام الحرب اللبنانية التي أصبحت تفاصيلها معروفة للجميع . والشيء المثير للاهتمام أن عرفات وفي مرحلة وجوده في لبنان لم يأخذ أي عبرة من حصيلة تجربته مع الأردن أثناء وجود المقاومة الفلسطينية فيها .

على كل حال توفي الرجل وأصبح في ذمة الله ولست هنا في حالة محاكمة له وإنما في حالة تقويم لمرحلته والتاريخ سيقول كلمته ... ولكن لا بد من القول أن فقدانه هو خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني العظيم فكان رمزاً له وعنوان كفاحه، وهو الرئيس الفلسطيني الذي انتخبه شعبه رئيسا في العام 1996, بانتخابات ديمقراطية وبإشراف دولي .

لكن الذي لم أفهمه مطلقاً هو موقف زوجته السيدة سهى الطويل من أزمة مرضه الأخيرة والخروج عن مفهوم الطابع الدبلوماسي لإلقاء التصاريح واعتماد مبدأ عامي ولنقل شوارعي لا يليق بها كزوجة زعيم كبير لشعب عظيم . وهل لمجرد أنها زوجة بالاسم فقط يحق لها أن تتفوه وتتكلم وتخاطب الشعب الفلسطيني وهي التي هربت من غزة وتركت زوجها وحيداً في أشد أوقاته حرجاً . أين كانت هي عندما حوصر زوجها ألف يوم وليلة وتحول مقره إلى ساحة حرب ودمار، أين كانت هي عندما دكت الدبابات الإسرائيلية وابل حممها عليه حتى أصبح موضوع قتله مسألة مطروحة من قبل الحكومة الإسرائيلية، أين كانت هي عندما قطعت الماء والكهرباء والهاتف أثناء حصاره، أين هي من المرأة الفلسطينية العظيمة التي قدمت كل ما تملكه من ابن وزوج وأخ فداءاً للقضية الفلسطينية .

لقد هربت سهى الطويل من قطاع غزة بل من منطقة الشرق الأوسط في مطلع العام 2001 وأثار هروبها غضب الشعب الفلسطيني إذ رأى في ذلك خيانة لقضيته، خاصة بعد الإطلاع على أسلوب عيشها وحبها للحياة المترفة وللثياب الباهظة في الوقت الذي يموت فيه آلاف الفلسطينيين والفلسطينيات وتعيش فيه المرأة الفلسطينية حياة فقر وتقشف .

وإذ بأختنا الكريمة ذات الشعر الأشقر المصبوغ تظهر على واجهة الأحداث من جديد بعد أن قررت ملازمة زوجها المريض في مستشفاه في باريس وأثارت خلافا حادا مع القيادة الفلسطينية بعد أن اتهمتها في نداء وجهته إلى الشعب الفلسطيني عبر قناة «الجزيرة» الفضائية بالتآمر لدفن عرفات حيا . بل الأكثر من ذلك دموعها الغزيرة الزائفة التي شاهدناها وشاهدها الكثيرين عبر الفضائيات أثناء تأبين الرئيس الفلسطيني في مطار باريس وعند وصول جثمانه إلى مطار القاهرة .