PDA

View Full Version : قد يولد الحب متأخراً


الإكليل
13-12-2004, 06:07 PM
( بسم الله الرحمن الرحيم )

كلما أوشكت شمس الشهامة على المغيب سطع نور وضاء فأمدها بالطاقة من جديد , والأخلاق تولد مع الإنسان يرضعها مع حليب أمه ومن ثم يغذيها المجتمع كل حسب بيئته .
يحدثني أحد صناع الشهامة يقول كنت جالساً في محلي فأقبلت إليّ فتاة استقرأت من هيئتها ومشيتها الإرتباك , كانت تمسك بأطراف أصابعها تقدم رجلاً وتؤخر أخرى ,طافت في المحل وهي تسارقني النظر لم تكن تريد شيئاً لأني لم أشاهد معها حقيبة ولا أكياساً لكني تشاغلت عنها بقراءة إحدى الصحف شدني خبر في الصحيفة مفاده ( أن فتاة هددت بالقتل إن لم تمكن شاباً من نفسها بعد أن اختطفها إلى شقته وحاول معها بكل السبل ولكن محاولاته باءات بالفشل ورفضت أن تبيع كرامتها لمن لايستحقها على حد قوله فقتلها!؟ وتمكنت السلطات الباكستانية من إلقاء القبض عليه...) سقطت الصحيفة من يدي لما نادتني الفتاة باسمي ( أيمن ) لم أستطع الرد كيف عرفتني , الحق أقول كان صوتها ساحراً وبلمح البصر وصل إلى قلبي لاأدري هل مر بسمعي أم لم يمر , قالت : بنبرة حزينة قد تستغرب كيف عرفت اسمك أنا قريبة من حارتكم وأسمع عنك الذكر الحسن فأتيتك لأمر استخرت الله فيه كثيراً فبدا لي أنه لايصلح له إلا أنت , قلت : أرجو أن أكون عند حسن الظن فما عندك , قالت : على أن تستر علي , قلت : لك ذلك , قالت : باختصار وبدون مقدمات , قضى علي صوتي , قلت في نفسي بل قضى علي أنا , أردفت قائلةً كنت كثيرة المعاكسات غرّني ثناء الشباب على نعومة صوتي وعذوبته تماديت في ذلك حتى استطاع أحد الشباب – فقاطعتها – وقلت: قصدك الذئاب ؟ فبكت وقالت: نعم أحد الذئاب بل الكلاب بل .. قلت: لن يرجع الشتم ماأضعتي , فسكتت ثم قالت : لكن الله لايضيع عنده شئ وأنا أدعو عليه ليلاً ونهاراً لقد أخذني من بيت أهلي على أن يرجعني بعد طلبي فأرجعني بعد أن أخذ مني مراده, بعد أن أخذ مني شيئاً ثميناً دونه أنفس وقيم وعادات , فتحت له قلبي فارتفع عني ستر الله فانفتح كل شئ وأنا منذ ثلاثة أسابيع ماتلذذت بنوم ولاطعام ولاشراب ... قاطعتها وقلت: أنت في محلي اختصري ماالذي تريدين قالت : أخاف أن يفتضح أمري ولو علم والدي وإخواني لقتلوني ولست خائفة من القتل فهو أريح لي من العذاب الذي أعيشه لكني أداري سمعة أهلي وأقاربي وأريدك أن تستر علي ؟ قلت بماذا ؟ قالت : بالزواج , قلت : بماذا؟ بالزواج ؟ قالت : أعرف أني لاأستحق أمثالك الشرفاء الأطهار ولكن ... وأجهشت تبكي بصوت مبحوح , فهدأتها وقلت : ابنة من أنت وأين بيتكم , فأخبرتني , فقلت اذهبي الآن وسأفكر بالأمر ملياً , يقول صاحبي كان باستطاعتي مساومتها على عرضها كما يفعل بعض الساقطين ولكن مخافة ربي كانت أعظم , غابت عن ناظري وانحدرت من خدي دمعتان واحدة رحمة بها والثانية حنقاً على ذلك الذئب الحقير الذي لن يفلت من مكرالله , فكّرت ودون أن أستشير أحداً ذهبت إلى بيت تلك الفتاة وطرقت الباب فتح لي شاب قد ناهز العشرين قال: لي تفضل , فدخلت والحياء والرهبة يتجاذباني مع كل جهة , من أين أبتدأ الحكاية قلت للشاب أين والدك قال: موجود أتريده ؟ لو تكرمت قال حباً وكرامة فذهب ودعاه جلست مع أبيها وكان رجلاً فاضلاً يظهر عليه الصلاح قلت:له أنت لاتعرفني قال:ياولدي ماأعرفك ولاينقص ذلك من قدرك , قلت لكني أسمع عنكم السمعة الطيبة والذكر الحسن , فدعا لي وقال: نحن مستورون بحمدالله , فأخبرته بأني أريد التقدم لخطبة ابنته ( فلانه ) فرح وقال:هذا يشرفنا ولكن من أي عائلة أنت فأعلمته ( قال ونعم ... قلت ماعليك زود ) فقال: نرد لك بعد إسبوع نبي نسأل تعرف اللي مايعرفك مايثمّنك , قلت: أكيد وهذا حق مشروع , المهم بعد إسبوع جاء الرد بالموافقة فاستلفت مبلغاً وقدره (40000) أربعون ألف ريال وأخبرت والدي بالأمر وأني خطبت فتاة طيبة فتردد في البداية ثم وافق ذهبنا جميعاً إلى بيت الفتاة وتمّت مراسم الخطبة ثم الزواج بعد عشرة أيام , في ليلة الزواج أصابتني ضيقة شديدة وقلق وحيرة كيف غامرت وأقدمت على هذه الخطوة , لقد استعجلت في اتخاذ القرار- حسناً- إن قدّر لها الحمل من ذلك الذئب فإن الولد سينسب لي وهو ولد غير شرعي اضطربت لدي الموازين , تشتت الفكر , حتى البكاء لم يسعفن في شئ , فكّرت بالهرب لكني قلت أين أذهب , أتاني الشيطان- من كل جانب – وقال: يامسكين ضحكت عليك الفتاة بكلمتين وأظهرت لك دموع التماسيح فأعطيتها بلحظة حياتك وسمعتك وشرفك يالك من حقير كيف ستدخل على زانية ؟ الحقيقة لعبت في عقلي الوساوس أحسست الدم يسري في عروقي بسرعة خاطفة فيصل إلى الدماغ ثم يتوقف , سقطت على السرير وتقلّبت أريد النوم ولو للحظة لكن النوم كان( خارج التغطية ) تعوّذت بالله من الشيطان الرجيم وقمت وتوضأت وصليت ركعتين دعوت فيهما ثم خرجت إلى أهلي مر اليوم سريعاً حانت ساعة الصفر , لبست ملابسي ( القديمة ) لأني أحسست أن الزواج لها وليس لي , تتابعت الأحداث سريعة فلم أنتبه إلا وقد أدخلت عليها كانت تبكي لم ترفع رأسها صليت ركعتين ثم التفت إليها فإذا هي جاثية على ركبتيها والدموع قد أفسدت مكياجها وتدعو بصوت مسموع وتقول ( الله يستر عليك بالدنيا والآخرة كما سترت علي , الله يوفقك منين مالقيت وجهك ) قمت إليها وأجلستها على الكرسي ومسحت دموعها بيديّ وضاحكتها وآنستها تلك الليلة لئلا أجرح مشاعرها , مضت تلك الليلة التي تقول: عنها إنها( أجمل وأحلى الليالي ) بعد يومين قلت لها سنسافر إلى مكة فرحت كثيراً ودعت لي , أحبتني تلك الفتاة حباً شديداً وتعلّقت بي تعلقاً واضحاً حتى عند أهلي , لكنها رغم كل ذلك الحب لم تكن ترفع رأسها لي أبداً حياءً مني وخجلاً , بعد شهرين ظهرت عليها آثار الحمل وأنا لم أقربها كانت تبكي بكاءً متواصلاً حاولت تهدأتها لكن دون جدوى تقول ( أنا لاأريد له أباً نذلا ) عاهدت الله أن أقف معها لأني - وبصراحة - (... أحببتها...) ومن كل قلبي لإنها طيبة وطاهرة وعفيفة ولكنها وقعت في حبائل الشيطان ثم تابت , تابت توبة صادقة عرفت ذلك من خلال معايشتها , بعد خمسة أشهر وبعد دعاء متواصل منها سقط الجنين بحمدالله ( ميتاً ) دون أن نفعل شيئاً والله , فرحنا جميعاً , وبعد فترة النفاس أخذتها إلى البيت وكنت قد فصّلت ثياباً جديدة لأني الآن عريس , ثم سافرنا!! بقي أن تعرفوا أن هذه الفتاة هي الآن زوجتي بل وأم أولادي فقد رزقت منها ثلاثة أطفال تربيّهم أحسن تربية , والحمدلله , ولها إسهامات في الدعوة إنها حبيبة القلب ((( أم ريّان ))) لاعدمتها .

ملاحظة : الأسماء وهمية وليست حقيقية

ريمى
14-12-2004, 01:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة رائعه اخى بارك الله فيك وقد جذبنى الاسلوب

ونتمنى ان تكون عبرة لمن يعتبر

الإكليل
14-12-2004, 02:23 AM
أخي الفاضل ( ريمي )
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أروع من القصة مرورك وتعقيبك عليها
وأشكرك أخي على ثنائك الذي لاأستحقه .

الورده الناعمه
14-12-2004, 10:47 PM
واو كنت متفاعله مع الاحداث
والبنات اللي تذبل يوم بعد يوم من ذئاب الطريق
الله يستر عليهم
ويسلموووووو على القصه الاكثر من رائعه

الإكليل
15-12-2004, 07:00 PM
أختي الفاضلة ( الوردة الناعمة )
أشكرك على مرورك وثنائك الذي لاأستحقه
هذه قصة من مئات القصص التي تمر علينا
ولانتعظ , إن الورود التي تذبل كل يوم من
ذئاب الطريق هي التي عرضّت نفسها لهذا
المصير , إت الورد إذا لمسته الأيدي ذبل وتفتت
في يد لامسه فهل نعي ذلك , هذه الفتاة
كانت ذكية وتداركت نفسها قبل الفضيحة
وعادت إلى الله فيسّر لها هذا الشاب , ولله
درهّا ولله درّه من شهم .

زمردة
16-12-2004, 12:22 AM
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة ، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والأخرة ........... ))


نعوذ بالله من ذئاب الإنس والجن والحيوان ..


http://www.islamway.com/arabic/images/woman/zeeb.ram

إن المعاكس ذئب يغري الفتاة بحيلة
يقول هي تعالي إلى الحياة الجميلة

قالت أخاف العار والإغراق في درب الرذيلة
والأهل والإخوان والجيران بل كل القبيلة

قال الخبيث بمكر لا تقلقي يا كحيلة
إنا إذا ما التقينا أمامنا ألف حيلة

متى يجيء خطيب في ذي الحياة المليلة
لكل بنت صديق وللخليل خليلة

يذيقها الكأس حلواً ليسعدا كل ليلة
للسوق والهاتف والملهى حكايات جميلة

إنما التشديدوالتعقيد أغلالاً ثقيلة
ألا ترين فلانة ألا ترين الزميلة

وإن أردت سبيلا فالعرس خير وسيلة
وانقادت الشاة للذئب على نفس ذليلة

فيالا فحش أتته ويا فعال وبيلة
حتى إذا الوغد أروى من الفتاة غليلة

قال اللئيم وداعا ففي البنات بديلة
قالت ألمّا وقعنا أين الوعود الطويلة

قال الخبيث وقد كشر عن مكر وحيلة
كيف الوثوق بغر وكيف أرضى سبيلة

من خانت العرض يوماعهودها مستحيلة
بكت عذابا وقهرا على المخازي الوبيلة

عار ونار وخزي كذا حياة ذليلة
من طاوع الذئب يوما أورده الموت غيلة .


http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?s=&threadid=176390&highlight=%C7%E1%E3%DA%C7%DF%D3

الإكليل
16-12-2004, 03:30 PM
أختي الفاضلة ( زمردة )
جزاك خيراً على مداخلتك الجميلة
ووفقني الله وإياك لما فيه الخير ,
شكراً لك .