تسجيل الدخول

View Full Version : كلمة مفتي عام المملكة حول الانفجارات في نيويورك وواشنطن


أبوالدحداح
19-02-2005, 11:57 PM
كلمة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل شيخ حول تفجيرات نيويورك وواشنطن الرياض 27 جمادي الآخر 1422 هـ الموافق 15 سبتمبر 2001م في الحادي عشر من سبتمر


الحمدالله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فنظرا لكثرة الأسئلة والأستفسارات الواردة إلينا حول ما جرى في الولايات المتحدة الأمريكية منذ أيام وما موقف الشريعة منها وهل دين الإسلام يقر مثل هذ التصرفات أم لا
فأقول مستعينا بالله الواحد القهار : أن الله سبحانه قد من علينا بهذا الدين الإسلامي وجعله شريعة كاملة شاملة لكل زمان ومكان مصلحة لأحوال الأفراد و الجماعات تدعو إلى الصلاح والاستقامة والعدل والخيرية ونبذ الشرك والشر والظلم والجور والغدر وإن من عظيم نعم الله علينا ننحن المسلمين أن هدانالهذا الدين وجعلنا من أتباعه وأنصاره فكان المسلم المترسم لشريعة الله المتبع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المستقيم حق الأستقامة على هذا الدين هو الناجي السالم في الدنيا والآخره هذا وأن ما جرى في الزلايات المتحدة الأمريكية من احداث خطيرة راح بسببها الآلاف الأنفس لمن الأعمال التي لا تقرها شريعة الإسلام وليست من هذا الدين ولا تتوافق مع أصوله الشرعية وذلك من وجوه :
الوجه الأول: أن الله سبحانه أمر بالعدل وعلى العدل قامت السماوات والأرض وبه أرسلت الرسل وأنزلت الكتب يقول سبحانه ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) (النحل 90) ويقول سبحانه ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم المتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) (الحديد 25) وحكم الله ألا تحمل نفس إثم نفس أخرى لكمال عدله سبحانه ( ولا زر وازرة وزر اخرى ) (فاطر 18)
الوجه الثاني: ان الله تعالى حرو الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما كما قال سبحانه في الحديث القدسي ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) وهذا عام لجميع عباد الله مسلمهم وغير مسلمهم لا يجوز لأحد أن يظلم غيره ولا يبغي عليه ولو مع العداوة والبغضاء يقول الله سبحانه ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله بالقسط و لا يجر منكم سنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ) ( المائدة 8 ) فالعداوة والبغضاء ليست مسوغا شرعيا للتعدي والظلم وبناءا على ماسبق يجب أن يعلم الجميع دولا وشعوبا مسلمين وغير مسلمين أمورا:
أولها : أن هذه الاحداث التي وقعت في الولايات المتحدة وما كان جنسها من خطف لطائرات أو ترويع لآمنين أو قتل أنفس بغير حق ما هي إلا ضرب من الظلم و الجور والبغي الذي لا تقره شريعة الإسلام بل هو محرم فيها و من كبائر الذنوب
ثانيها : أن المسلم المدرك لتعاليم دينه العامل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ينأى بفسه أن يدخل في مثل هذه الأعمال لما فيها من التعرض لسخط الله وما يترتب عليها من الضرر والفساد
ثالثها : أن الواجب على علماء الامة الإسلامية أن يبينوا الحق في مثل هذا الأحداث ويوضحوا للعالم أجمع شريعة الله وأن دين الإسلام لا يقر أبدا مثل هذه الأعمال
رابعها : على وسائل الإعلام و من يقف وراءها ممن يلصق التهم بالمسلمين ويسعى في الطعن في هذا الدين القويم و يصمه بما هو منه براء سعيا لإشاعة الفتة وتشويه سمعه الإسلام والمسلمين وتأليب القلوب وإيغار الصدور يجب عليه أن يكف عن غيه وأن يعلم أن كل منصف عاقل يعرف تعاليم الإسلام لا يمكن أن يصفه بهه الصفات ولا ان يلصق به مثل هذه التهم لأنه على مر التاريخ لم تعرف الأمم من المتبعين لهذا الدين الملتزمين به إلا رعاية الحقوق وعدم التعدي والظلم هذا ما جرى بيانه إيضاحا للحق وإزالة للبس والله أسأل أن يلهمنا رشدنا ويهدينا سبل السلام وأن يعز دينه ويعلي كلمته إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء
وإدارة البحوث والافتاء عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل شيخ

من كتاب كشف الشبهات في مسائل العهد والجهاد صفحه 89 إلى 91

حسين عبدالله
21-02-2005, 02:52 PM
شكرا لك على الاخبار السياسية

:(