أحلام اليقين
04-03-2005, 03:55 AM
بسم الله الحمن الرحيم
{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
http://y1y1.com/hd5/albums/ffoo/1013.gif
إن نبي الله صلوات الله وسلامه عليه كان له منهج حكيم في أهل الكتاب فقد دعاهم بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن0
ومن ذلك أنه حسب استقراء منهجه في دعوته لهم نجده ، دعاهم في عموم الخلق حيث بلغهم الدعوة في جملة عباد الله أجمعين ، حيث دعا الناس جميعآ إلى توحيد الله ، فقد دعا الإنس والجن عامة إلى توحيد الله ورغبهم فيما عند الله من الثواب على الإيمان
بالله و برسوله ، ورهبهم بما عنده لهم من العقاب إن لم يؤمنوا ، ثم لما بلغهم الدعوة في عموم الناس اقتضى منهجه الحكيم في دعوتهم أن يدعوهم منفردين عن سائر الخلق
فدعاهم وحدهم وبلغهم رسالة ربه وأخبرهم أنه أرسل إليهم بشيرآ لهم ونذيرآ فقد قال
صلى الله عليه وسلم لليهود : { يا معشر يهود أسلموا تسلموا 000 } وقال لعظيم الروم
لما أرسل إليه رسولآ يدعوه إلى الإيمان بالله وبرسوله : أسلم تسلم }
ولما لم يستجيبوا للإيمان بالله بما ذكر نوَع منهجه في دعوته لهم فعاهد اليهود
في المدينة وأعطاهم الأمان مع قدرته على إخراجهم من المدينة والتنكيل بهم ، ومع ذلك
فإنه ترك إخراجهم والتنكيل بهم طمعآ في إسلامهم فلما لم يستجيبوا لما يدعوهم إليه
من التوحيد ونقضوا العهود والمواثيق التي بينهم و بينه ، اقتضى منهجه الحكيم في دعوته لهم أن يخرجهم من المدينة وأن يجليهم عنها إلى خيبر وما وراءها كما فعل
ببني قينقاع، وبني النضير ثم لما نقض بنو قريظةالعهد أيضآ اضطر إلى محاصرتهم وسبي ذراريهم وقتل مقاتليهم ،0
http://y1y1.com/hd5/albums/ffoo/1013.gif
وكان من منهجه في دعوته لأهل الكتاب أنه كان يرسل إليهم الرسل والكتب يدعوهم
فيها إلى توحيد الله عز وجل والإيمان به، وبما أرسل به رسوله محمدآ صلى الله عليه وسلم و كان في هذه الكتب يرغبهم فيما عند الله للمؤمنين ، ويحذرهم عذابه وعقابه، فقد كان في كتابه الذي كتبه إلى هرقل ملك الروم كما في الصحيحين و غيرهما:{بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم: سلام على من اتبع الهدى0 أم بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم ، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين
فإن توليت فإن عليك إثم الأريسين، { يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم
ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئآ ولا يتخذ بعضنا بعضآ أربابآ من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}0
http://y1y1.com/hd5/albums/ffoo/1013.gif
وكتب إلى النجاشي ملك الحبشة:00أسلم أنت فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو
الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن 000إلى أن قال: وإني أدعوك إلى الله وحده لا
شريك له ، كما كتب إلى المقوقس ملك مصر والإسكندريه:{ بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد عبدالله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط سلام على من اتبع الهدى أما بعد:
فإني أدعوك بدعاية الإسلام:أسلم تسلم0}
ولما لم يستجب لدعوته صلى الله عليه وسلم من عظماء أهل الكتاب الذين أرسل إليهم
رسله إلا القليل حاول تغيير ذلك المنهج من كتب ورسل إلى جيوش، فقد ذهب بنفسه
الشريفه في جيش من أصحابه إلى خيبر سنة ست من الهجرة أو سبع وحاصر أهلها حتى فتحها الله على يده تحت راية ابن عمه على َ بن أبي طالب ، ثم أرسل جيشآ من
أصحابه سنة ثمان إلى مؤته ، وذلك لما عرض شرحبيل ابن عمروالغساني إلى
الحارث ابن عمير الأزدي ، وقد كان بعثه صلى الله عليه وسلم بكتاب إلى ملك الروم
فأوثقه رباطآ ، ثم قدمه فضرب عنقه ، وقد استعمل على هذا الجيش زيد ابن حارثة
وقال لهم: إن قتل فجعفر بن أبي طالب ، فإن أصيب فعبد الله بن رواحة، وكان عدد هذا
الجيش ثلاثة آلف ، والتقى بجيش الروم فاقتتلوا قتالآ عظيمآ حتى أصيب الأمراء الثلاثه،
فأخذ خالد الراية فقاتل المسلمون تحت رايته حتى فتح الله عليهم 0
http://y1y1.com/hd5/albums/ffoo/1013.gif
ثم بعد ذلك اقتضى المنهج الحكيم الذي نهجه رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوة
أهل الكتاب أن أمر بأخذ الجزية منهم فإذا دفعوا الجزية للمسلمين عن يدٍ وهم صاغرون
تٌركوا على دينهم وأعطيت لهم حريتهم في دينهم وتركوا أحرارآ يقيمون شعائر دينهم
وهذه الطريقة كانت من أعظم أسباب دخول أهل الكتاب في الإسلام، وذلك أنهم لما اختلطوا بالمسلمين ورأوا سماحة الإسلام وحريته الكاملة وتمكنه من قلوب الذين
دخلوا فيه، وتذوق أهله له كان هذا كله مدعاة لدخول كثير منهم فيه0
http://y1y1.com/hd5/albums/ffoo/1013.gif
ثم تطور المنهج بعد ذلك حتى أمر صلى الله عليه وسلم قرب وفاته بإخراجهم من جزيرة العرب بحيث لا يبقى دينان كما ثبت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم0
فتحصل: أن منهجه صلى الله عليه وسلم في دعوة أهل الكتاب شمل الدعوة باللسان
حيث أقام صلى الله عليه وسلم الأدلة القاطعة على إرساله لهم، وأقام عليهم الحجة
حيث حاولوا غير مرة تعجيزه بأسئلة يوجهونها إليه ويجيبهم فيها وفق أسئلتهم , وشمل
المعاهدة , والمصالحة, ثم الجهاد حيث لم يجد عنه مندوحة بعد أن حصل له اليأس من
أستجابتهم له, ولرسله الذين أرسلهم إليهم, وعدم قبولهم ما تضمنته كتبه من الدعوة
ونقضهم العهود والمواثيق التى كانت بينه وبينهم00إلى غير ذلك0[/ALIGN]
نقلت لكم الموضوع من كتاب منهج الرسول في دعوة اهل الكتاب للدكتور محمد بن حسين بن حبيب الشنقطي ،، في يومين ،، بدأت في النقل من أمس وإنتهيت منه اليوم :rolleyes: [/ALIGN]
{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
http://y1y1.com/hd5/albums/ffoo/1013.gif
إن نبي الله صلوات الله وسلامه عليه كان له منهج حكيم في أهل الكتاب فقد دعاهم بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن0
ومن ذلك أنه حسب استقراء منهجه في دعوته لهم نجده ، دعاهم في عموم الخلق حيث بلغهم الدعوة في جملة عباد الله أجمعين ، حيث دعا الناس جميعآ إلى توحيد الله ، فقد دعا الإنس والجن عامة إلى توحيد الله ورغبهم فيما عند الله من الثواب على الإيمان
بالله و برسوله ، ورهبهم بما عنده لهم من العقاب إن لم يؤمنوا ، ثم لما بلغهم الدعوة في عموم الناس اقتضى منهجه الحكيم في دعوتهم أن يدعوهم منفردين عن سائر الخلق
فدعاهم وحدهم وبلغهم رسالة ربه وأخبرهم أنه أرسل إليهم بشيرآ لهم ونذيرآ فقد قال
صلى الله عليه وسلم لليهود : { يا معشر يهود أسلموا تسلموا 000 } وقال لعظيم الروم
لما أرسل إليه رسولآ يدعوه إلى الإيمان بالله وبرسوله : أسلم تسلم }
ولما لم يستجيبوا للإيمان بالله بما ذكر نوَع منهجه في دعوته لهم فعاهد اليهود
في المدينة وأعطاهم الأمان مع قدرته على إخراجهم من المدينة والتنكيل بهم ، ومع ذلك
فإنه ترك إخراجهم والتنكيل بهم طمعآ في إسلامهم فلما لم يستجيبوا لما يدعوهم إليه
من التوحيد ونقضوا العهود والمواثيق التي بينهم و بينه ، اقتضى منهجه الحكيم في دعوته لهم أن يخرجهم من المدينة وأن يجليهم عنها إلى خيبر وما وراءها كما فعل
ببني قينقاع، وبني النضير ثم لما نقض بنو قريظةالعهد أيضآ اضطر إلى محاصرتهم وسبي ذراريهم وقتل مقاتليهم ،0
http://y1y1.com/hd5/albums/ffoo/1013.gif
وكان من منهجه في دعوته لأهل الكتاب أنه كان يرسل إليهم الرسل والكتب يدعوهم
فيها إلى توحيد الله عز وجل والإيمان به، وبما أرسل به رسوله محمدآ صلى الله عليه وسلم و كان في هذه الكتب يرغبهم فيما عند الله للمؤمنين ، ويحذرهم عذابه وعقابه، فقد كان في كتابه الذي كتبه إلى هرقل ملك الروم كما في الصحيحين و غيرهما:{بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم: سلام على من اتبع الهدى0 أم بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم ، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين
فإن توليت فإن عليك إثم الأريسين، { يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم
ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئآ ولا يتخذ بعضنا بعضآ أربابآ من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}0
http://y1y1.com/hd5/albums/ffoo/1013.gif
وكتب إلى النجاشي ملك الحبشة:00أسلم أنت فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو
الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن 000إلى أن قال: وإني أدعوك إلى الله وحده لا
شريك له ، كما كتب إلى المقوقس ملك مصر والإسكندريه:{ بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد عبدالله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط سلام على من اتبع الهدى أما بعد:
فإني أدعوك بدعاية الإسلام:أسلم تسلم0}
ولما لم يستجب لدعوته صلى الله عليه وسلم من عظماء أهل الكتاب الذين أرسل إليهم
رسله إلا القليل حاول تغيير ذلك المنهج من كتب ورسل إلى جيوش، فقد ذهب بنفسه
الشريفه في جيش من أصحابه إلى خيبر سنة ست من الهجرة أو سبع وحاصر أهلها حتى فتحها الله على يده تحت راية ابن عمه على َ بن أبي طالب ، ثم أرسل جيشآ من
أصحابه سنة ثمان إلى مؤته ، وذلك لما عرض شرحبيل ابن عمروالغساني إلى
الحارث ابن عمير الأزدي ، وقد كان بعثه صلى الله عليه وسلم بكتاب إلى ملك الروم
فأوثقه رباطآ ، ثم قدمه فضرب عنقه ، وقد استعمل على هذا الجيش زيد ابن حارثة
وقال لهم: إن قتل فجعفر بن أبي طالب ، فإن أصيب فعبد الله بن رواحة، وكان عدد هذا
الجيش ثلاثة آلف ، والتقى بجيش الروم فاقتتلوا قتالآ عظيمآ حتى أصيب الأمراء الثلاثه،
فأخذ خالد الراية فقاتل المسلمون تحت رايته حتى فتح الله عليهم 0
http://y1y1.com/hd5/albums/ffoo/1013.gif
ثم بعد ذلك اقتضى المنهج الحكيم الذي نهجه رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوة
أهل الكتاب أن أمر بأخذ الجزية منهم فإذا دفعوا الجزية للمسلمين عن يدٍ وهم صاغرون
تٌركوا على دينهم وأعطيت لهم حريتهم في دينهم وتركوا أحرارآ يقيمون شعائر دينهم
وهذه الطريقة كانت من أعظم أسباب دخول أهل الكتاب في الإسلام، وذلك أنهم لما اختلطوا بالمسلمين ورأوا سماحة الإسلام وحريته الكاملة وتمكنه من قلوب الذين
دخلوا فيه، وتذوق أهله له كان هذا كله مدعاة لدخول كثير منهم فيه0
http://y1y1.com/hd5/albums/ffoo/1013.gif
ثم تطور المنهج بعد ذلك حتى أمر صلى الله عليه وسلم قرب وفاته بإخراجهم من جزيرة العرب بحيث لا يبقى دينان كما ثبت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم0
فتحصل: أن منهجه صلى الله عليه وسلم في دعوة أهل الكتاب شمل الدعوة باللسان
حيث أقام صلى الله عليه وسلم الأدلة القاطعة على إرساله لهم، وأقام عليهم الحجة
حيث حاولوا غير مرة تعجيزه بأسئلة يوجهونها إليه ويجيبهم فيها وفق أسئلتهم , وشمل
المعاهدة , والمصالحة, ثم الجهاد حيث لم يجد عنه مندوحة بعد أن حصل له اليأس من
أستجابتهم له, ولرسله الذين أرسلهم إليهم, وعدم قبولهم ما تضمنته كتبه من الدعوة
ونقضهم العهود والمواثيق التى كانت بينه وبينهم00إلى غير ذلك0[/ALIGN]
نقلت لكم الموضوع من كتاب منهج الرسول في دعوة اهل الكتاب للدكتور محمد بن حسين بن حبيب الشنقطي ،، في يومين ،، بدأت في النقل من أمس وإنتهيت منه اليوم :rolleyes: [/ALIGN]