PDA

View Full Version : ذا ألقى درسه حضره مائة ألف تلميذ , وكان إذا تكلم فيهم سمع كل واحد منهم كأنه يكلمه?!!


الوادي @@
15-03-2005, 12:06 PM
--------------------------------------------------------------------------------

إذا ألقى درسه حضره مائة ألف تلميذ , وكان إذا تكلم فيهم سمع كل واحد منهم كأنه يكلمه?!!

--------------------------------------------------------------------------------



نموذجا رفيعا وطرازا عاليا وعالما فريدا من علماء المسلمين !!..
نموذجا للمجاهدين الصابرين المحتسبين المستسلمين إلى أمر الله وقدره !!..


إذا ألقى درسه حضره مائة ألف تلميذ , وكان إذا تكلم فيهم سمع كل واحد منهم كأنه يكلمه لوحده !!...
يطرق بابه طارق ذات يوم ليقول له : يا إمام إني أمي أصابها شلل ولم ينفعها الدواء , وقد أرسلتني إليك لتدعو لها بالشفاء ...
أجابه الإمام : من الذي أدراك إنني مجاب الدعاء ؟؟..
ارجع إلى أمك وسلها لنا الدعاء ...
الإمام لم يلبي له الدعاء فيقف على بابه الفتى باكيا حزينا .. وإذ بأمّ الإمام تقول له : ارجع إلى أمك فقد سمعت الإمام يدعو لها ..
يعود الفتى إلى أمه , وإذ بها تفتح له الباب, وقد عافاها الله !!...
أليس دعاء الرجل لأخيه في ظهر الغيب مستجاب ؟؟...

يتحدث عن نفسه الإمام فيقول :
( ما مرت عليّ ليلة إلا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام , ولو مرّت عليّ ليلة لم أرى فيها رسول الله بالمنام لحسبت أنني من المنافقين )...

ولد عام أربع وستين مائة من الهجرة , وتوفي عام واحد وأربعين مائتين من الهجرة .. عاش إمام المجاهدين سبعة وسبعين سنة !!...
إنه الإمام الصابر , الإمام المجاهد , الإمام المعلم :

أحمد بن حنبل

جاء إليه الإمام الشافعي وقال له :
أحب الصالحين ولست منهم لعلّي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارتهم معاصي وإن كنا سويا في البضاعة

فرد عليه إمام المجاهدين :
تحب الصالحين وأنت منهم ومنكم سيلقون الشفاعة
وتكره من تجارتهم معاصي وقاكَ الله من شر البضاعة

هذا هو إمامنا كان بحق دولة القلوب العجيبة مفتاحها عنوانه قول الله تعالى :
( الذين إذا قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل )
آل عمران ( 173 )

وجاء اليوم المشهود لإمام المجاهدين وذلك بعد أن صلى بالمؤمنين صلاة الجمعة ..
إلى أين سيأخذونك يا إمام الأمة ؟؟..
وما هو الذنب الذي ارتكبته ؟؟...
سيق بإمام الأمة إلى ميادين بغداد على مرأى أعين الناس لعلهم يشهدون ... وإذ بالجلاد يقف متربصا للإمام لينفذ حكم الظلم والطغيان ؟؟...
وأخذ تلاميذه يحيطون به بعد أن طرح أرضا , و الجلاد يجلده ... وكلما أصاب جسده الطاهر سوط الجلاد ابتسم الإمام , بينما تلاميذه يبكون وتنفطر قلوبهم حزنا وألما على جلد معلمهم وإمامهم , الذي لم يقل إلا قول الحق والصدق ...
غاب عن الوجود إمام الأمة بعد أن جلد ستين جلدة , وحمل إلى البيت مغشيا عليه ..
بعد سويعات أفاق الإمام ولم يترك الجلاد مكانا في جسده إلا وقد جلدها ..
الإمام يسأل من حوله بعدما أفاق :
هل أذن العصر ؟؟...
سؤال من فم شريف عرف الله فعرفه الله ..
أجابوه : نعم يا إمام ..
إذا فاعد لوني إلى القبلة ووضوء ني!!...
ما بالنا نحن نسمع آذان الله ولا نجيب المنادي ؟؟..
والحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم يقول :

( الجفاء كل الجفاء والكفر والنفاق من سمع منادي الله ينادي بالصلاة ويدعو إلى الفلاح فلا يجيبه) .

رواه أحمد والطبراني

كيف يا إمام المجاهدين لك أنت تصلي ولم يترك الجلاد قطعة من جسدك إلا وقد ضربها بسوطه الظالم ؟؟..
فيجيب الإمام : اعدلوا رأسي إلى القبلة لأصلي وأنا على ظهري , لا يكلف الله نفسا إلا وسعها , ألم تسمعوا قول الحبيب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول

( صل قائما , فإن لم تستطع فقاعدا, فإن لم تستطع فعلى جنب)

رواه البخاري

وبعدما انتهى الإمام من الصلاة سأله تلاميذه :
لقد رأينا منك عجبا يا إمام , كنا نبكي حين جلدوك وأنت تبتسم ما الأمر ؟؟..
ترى بما أجابهم ؟؟..
( إنكم كنتم تبكون لأنكم ترون يد الجلاد , أما أنا فكنت أبتسم لأنني أرى يد رب العباد )!!..
إن والله هؤلاء أخلصوا قلوبهم لله فأخلص الله لهم ...
بعدما مات الأمير الذي جلد الإمام جاء أميرا آخر , فذهب إلى الإمام أحمد
وقال له :
يا إمام أريدك في قصري لتعطيني دروس العلم هناك , فلم تكن إجابة إمام الأمة وعلم أعلامها إلا أن قال له :
(( إن العلم يؤتى إليه , ولا يؤتى إلى قصور الأمراء )) ..

هؤلاء هم أجدادنا يا أمة القرآن وأساتذتنا !!...
إنهم والله نبراس الأمة وشعاع العلم والمعرفة !!..
أما يجب أن نجعلهم أسوة لنا لنضيء من نبراس علمهم , وعظمة جهادهم , وقوة إيمانهم وثبات عقيدتهم طريق حياتنا ؟؟...[/
منقول

dbooor
21-03-2005, 02:41 PM
جزاك الله كل الخير أخي الوادي على موضوعك الطيب

أبوالدحداح
22-03-2005, 03:13 PM
جزاك الله خير اخي الحبيب
على هذه السيرة من حياة
الامام أحمد بن حنبل