PDA

View Full Version : سألتك ما المحبة ! كيف مذاقها ؟


د . إسلام المازني
03-06-2005, 12:21 AM
هذه المشاركة أضعها هدية للأحباب بمناسبة

توقيع تعاقد لنشر كتابى

" ألهذه الدرجة يكون الحب ! "

و هو شرح سنى للحكم العطائية على غرار ما فعله من هم خير منى بإحياء علوم الدين من تهذيب و تنقية وتصفية

الناشر راية للإبداع ..البستان للمعرفة والنشر ..

سيضعه احتسابا بسعر قريب من التكلفة سائلين الله التوفيق و القبول




سألتك ما المحبة ! كيف مذاقها ؟

حدثنى عن الحب !

كلام عن الحب ....


قال لى :


كل خمسة أشهر أحب .. فأى حب هو الحب ؟!

وهل هناك قلب يحب أكثر من قلب ؟



قلت ... نعم نعم


ولكن ليست تلك هى البداية ...

الحب لا يوصف لمن لم يشعر به ...

ولا يمكن أن يتخيل أثره من لم يصبه , ولكن يمكن أن يشار إليه :

الحب دفء وبشاشة ...

حلاوة وتحليق ..

قوة ودفقة , تعلو على كل مرارة وظرف وجسد ....

هو شيء يشدك ويمتعك ...

شيء كبير وراق ، لا تتسع له الآفاق , ولا تصفه الكلمات ..

سعادة يحلم بها العبد , من المهد إلى اللحد ...

هو فطرة مركوزة ثابتة فى الكيان

هو نبع الحنان


و به تتجاوز كل شئ ..


فيتحول التعب إلى راحة , فهو ليس مجرد علاقة , بل طاقة خلاقة ...


هو أمل نابض جميل ..

هو تناغم بين روحك وشيء يمتعها ..


هو رونق يشبه خيال الحالمين

هو انسجام بينك وبين من تحب

لا يحده سوى العقل واللب ..

فلو تجاوز الحب العقل لصار مرضا للنفس , وكبدا لا تبرح آلامه تشقيك

ما بين فراق وجراح تضنيك وحر يكويك ...


الحب نعمة حين نوجهه

نعم !

فالحب إرادى فى قدر منه

حسب تصورك لكل شئ حولك منثور , سيكون انطلاق طوفان الشعور

أما لو تركت نفسك بلا رابط ...

فستتمزق

بين حب وحب ,

وبين حب وواقع ,

وبين حب ومصير .


ولو تجاهلت العقل واستدبرت الدين والمصير ..

فستحب

لكن ...

ستندم بعد قليل !


طوبى لمتبع نورا أتيت به *** يمشى فى رياض العلم والعمل

مسك الصلاة وأعطار السلام تلى *** عليك تغدو لها الأطياب فى خجل



والكيمياء لا تفسر الحب

بل ترى أنه يحدث معها

لكن ... لم تحدث هى ؟


لم يحدث الحب تجاه شخص دون سواه ؟


ما الرابط بينهما دون امتزاج الدماء والكيماويات !


و لم يحدث الحب لشخص تجاه شخص توفاه الله تعالى ؟!

ولا رابط بينهما من دم وصهر !

ولم يحدث لشخص تجاه الله تعالى ؟ !


الحب سر !

والحب درجات ....

أعلاه هو حب الرحمن

فمتى يحدث لإنسان ؟

حين يفهم الأكوان , وتتوقد النفس , ويضئ الكيان , وتسمو المشاعر ، وتنفتح معانى القرءان , وهو ركن من الإيمان...

والحب لا ينفى أن هناك واجبات وأركان ,

بل الحب يريك بعض الواجب قبل أن تراه العينان ,

فالروح النقية الشفافة , اللطيفة الخاشعة التى تسمو فوق دنيا الناس , تخضع للحق بلا عناء ولا كلفة ...


والعلم يصون الإنسان , فيريه حدود الإسلام

والطاعة أقوى برهان على صدق الحب بإيقان .


وأى حقيقة تصف الحب

سوى أن الأرض لا تحصره

ولا الألم يغيره ..

ولو تحاب رجل ورجل فى الله .. لحلقت قلوبهما بفضل الله

ولو اجتمع حب فى الله مع حب من الله .. أحله سبحانه لكان ما لا يعلمه سواه ...

من روعة الحياة

مثل حب الزوجين المؤمنين ..

فهو حب من كل وجه !

وأى حب مع الله كفيل بأن يملك الكيان بلا حد ..

ويوجه الروح والقلب والجسد


فمن هنا أعجب وأتشهد !

يقولون ما واجبنا ؟

والظرف أسود ؟


واجب المسلم هو أنه مسلم ! .... يحيا ليتعبد


استسلم لمراد الله الممجد , لأنه لو لم يستسلم لمراد الرحمن فقد استسلم للهوى والشيطان .

فالمؤمن يعيش فى بهجة الأشواق , صمت الخشوع يسكنه فى الأعماق , روحه مع الباقى الخالد أبدا , وجسده مع مراده - سبحانه - دوما ...

ومراد الله فى اتباع القرءان , ثم سنة النبى العدنان , عليه أفضل الصلاة والسلام ، بفهم الصحب الكرام للأحكام

فلابد أولا من فهم القرءان , لكى نفهم الإيمان ويصح البنيان

وساعتها لا تحتاج إلى استفهام !

فكما بوب البخارى العبقرى - عليه سحائب الغفران - موسوعته مرتبة بأولوية :

(قلب ثم علم ثم أعمال)

فبدأ صحيحه بحديث النية , ثم باب : (( العلم قبل القول والعمل ))

ليوفقكم الله ويجنبكم الزلل ....

فالنور يضئ الطريق للنفس , وساعتها تجد الهداية ومتعتها , ومنها الحب العميق ينبثق ..

فعليك بالحب بلا تردد

فالرسالة ستحيط بكيانك , وتثير عقلك وتضيء نفسك , ومنها تحب من تسمح بحبه الرسالة

وما دونها.. فالله أحب

ومعها سترى ما هو الحب ..

وكيف تطير الروح !


فذاك الحب هو أجمل شعور فى الحياة , وأروع إحساس نحياه

فليس الحب يا شباب هو عشق الجمال فقط , بل هو أوسع بكثير .

هو شعور بدفء صلة ما , بشكل لا يوصف

والحب الحقيقى المعنى هنا , شئ طاهر نقى جدا


والحالة المرضية ...

تعلق غريب مقرف جدا

فهي أسر بالكذب وللكذب , تسمى عشقا ...


وأرسل من تلك الوعود سلاسلا *** فأوقعن ذاك القلب فى شرك الأسر

أما الحق فهو لا يعذب حبيبه ولا يخدعه , بل يكافئه فى دار الخلد وينعمه .

والمخدوع يتألم حين يفكر بقاتلته

أما المحب فهو يضحك ويتبسم لو فكر بحبيبه بشكل لا يستطيع كتمانه ,

بل لا ينساه فى جل لحظاته وسويعاته


تدعى الحب ثم تنسى الحبيب *** ليس فيما ادعيت كذوبا

إنما الحب أخذة تملك القلب *** جميعا فليس تبقى نصيبا


والحب أعلى من الأرض كلها ...

ألم تر صحابيا وهو يتبسم بعد الطعن ... !

إنه يتلهف للقيا الحبيب

رغم الدماء النازفة ...

محلق وسعيد !


حبيبى

مفاتيح الحب معلومة

فتارة يدخل من العقل والفكر ..

حين تتدبر أمرا ما , أو تقرأ خاطرة ما ...

تحب من كتبها وتتعلق به , وتحب من كتبت عنه

من هنا دمعت العيون مع القرءان , وسجد الأحبار والرهبان !

وأعينهم تفيض من الدمع

مما سمعوا من الحق ..!


و تارة يدخل من العين , وتارة حين تسمع صوتا ما ...

بالحق أو بالباطل ...حسب استقبالك وتلقيك


يا تاركا فى حبه مثلا *** من الأمثال سائر

حلو الحديث وإنها *** لحلاوة شقت مرائر !


فصن نفسك , فالفئران لا تسكن القصور العامرة ! بل تسكن الخرابات والأقبية

وقد سكن الجوى قلبا قريحا *** وقد ترك الهوى صدرا صحيحا

والوقاية خير من العلاج ....!

فحبك معه شوق ودموع وبسمات

فتخير أين تقع ....

صدقنى هناك اختيار ...

فلا تمتزج سوى بأنقى ما تجد ....

ما دمت جاوزت الفطام , وعقلت الكلام

فالطفل فقط قد يحب بلا تفكير

أما أنت فمفاتيح الجوانح خلف عينك ..!

ومن حرم الحب فهو محروم !

ومن أخطأ التصويب , فمصيره معلوم !


إذا خطرت لى منك فى القلب خطرة *** تأوهت من قلبى وحن لها قلبى

تركت لذيذ العيش فيك كأنما *** يمثل لى عينيك فى الأكل والشرب

والحب ليس رغبة ...

بل هو عالم شامل

لكنه على- سعته - جوهر مكنون ..

لو فتح بحق لانفتح كل شئ ..

ويصطفى الله من يحب !

ويحببه فيما يحب !

ألم يقل الرحمن :

( و حبب إليكم الإيمان ...)


وسبحانه ..

يحرم من الحب !

من زاغ عن الأدب !

كما قال أصدق القائلين

و يضل الله الظالمين ...

منى
08-06-2005, 01:41 AM
هنيئا لمن نال هذه المحبة

وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ .....


ذكرتني بحديث إبن القيم رحمه الله عنها

"منزلة المحبة: وهي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى علَمها شمّر السابقون، وعليها تفانى المحبون، وبروح نسيمها تروّح العابدون، فهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون، وهي الحياة التي من حرِمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدِمه حلّت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام، وهي روح الإيمان والأعمال، والمقامات والأحوال، التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه"



والمميز جدا أنك لم تعرضها كمجرد خاطرة وحالة شعورية


بل إرشادا بقالب أدبي عميق رقيق



(( فمتى يحدث لإنسان ؟



حين يفهم الأكوان , وتتوقد النفس , ويضئ الكيان , وتسمو المشاعر ، وتنفتح معانى القرءان ...

....


والعلم يصون الإنسان , فيريه حدود الإسلام



والطاعة أقوى برهان على صدق الحب بإيقان . ))




علم


محبة


طاعة ممتعة كمظهر للحب الصادق



فلم لا نسعى للحصول على هذا النوع الرائع من الحب بديلا للعشق والحب الزائف الذي نخدع به أنفسنا مدعين به السعادة ؟؟!!


لا بد أن نسعى إليه لأنه واجبنا


لأنه إسلامنا

( واجب المسلم هو أنه مسلم ! )





أبارك لك أخي نشر كتابك جعله الله في ميزان حسناتك ونفع به

د . إسلام المازني
16-06-2005, 11:46 PM
الفاضلة منى



بارك الله فيك

بارك الله فيك


بارك الله فيك


أهديكم والقراء قصاصة كبيرة جدا !

ربما أكبر قصاصة

... ولأنها قصاصة لن تكون مفهومة تماما



لكنها تضيف شيئا للفكرة ...



وقد جمعتها من فم مريضة - المفترض أنى كنت أساهم فى علاجها من الإدمان - أحبطت , وقد تعبت معها ومعى فريق أفهم منى , وفى النهاية تبين أنها تعانى نوعا من الفصام مع الإدمان ...

وقد عوفيت الأن بفضل الله تعالى تماما ....

وهاكم القصاصة بتصرف ( وإضافة لفقرة مترجمة ) ... والغرق درجات , ولا يقولن قائل : أنا لست مغمورا بل أنا مبتل




للعبرة



حوار :




قبر الحب




تركت كل الحياة و كل الحب هناك ,



تركت العطش, والضعف, والحزن,



للبحث عن النور, والحلم, والآمال و الحب !


لكن عندما وصلت إليك ,



فزعت ...



إنه سراب فقط .



أحببتك,



و جُرِحْتُ من قبلك ,

لماذا !!!



احتقرتنى بعد أن احتقرت الكل - حتى الدين العظيم - من أجلك

تركت القيمة وعشقت الرغبة



ثم ....

كأننى



أمشي في المطر,
للبحث عن النيران ,
لكنّ بعد البحث طويلا,
وجدت الظّلام فقط ...
و البرودة .

أقف بثبات فى هذا المكان,
لكنّ غير قادرة أن أنتزع النّجم من السّماء,
أمطر هذا المكان بالدّموع,
بدم الحبّ ..

كذكرى,
أخلف فى هذا المكان
. . قبر الحبّ
هنا…..



دفنت كل حب حقيقي و نقي خاص بي,
أحلامي,
آمالي ,
كلّ الذكريات ….



أنا جثة,
بدون الروح ..
بدون النفس ..




محاولة مواصلة هذه الحياة الميتة حتى النّهاية ..

اتركني وحيدة ,
ابحث عن حب حقيقي و نقي,
اسمح لي أن أتذكرك,
لأفتقدك,
يا حبي . ..








*****





الصعود من قبل الأطباء :







نحن من يتدثر بالهموم , ويصنع لنفسه قواقع الأحزان



و يغمر قلبه بالظنون ثم يتألم



يجب أن ندرك ..



الحياة ليست نزهة و ليست نهايتها القبر !

الحياة أمانة ومعني

والقبر مفصل بين مرحلتين

هناك أمور لو فقدها المرء لايكون لحياته معنى

الرجل يختلف عن المرأة , والرجال يتفاوتون

و قد ... و قد









يبقى قدر الله تعالى فوقنا



اللهم اهدنا لما فيه رضاك





تنبهى ....
الحب الحقيقي :



لقد مرّ وقت طويل منذ فقد الحب طريقه
النقي الصافى ..
لقد مر وقت طويل , منذ اقتيد الحب مضللا بعيدا عن الحب الحقيقي

و فى الوقت الحالى
الرجال يُذبذبون َ بسهولة خلف
رغباتهم ..
والنساء بالمثل
يميلون إلى افتراض
أن حب إنسان هو الحب الحقيقي

لكن .. ننْسَى
أن الحب على أساس الرغبات غالبا يحبط
..تماما مثل الريح

حب اللّه هو الحب الحقيقي
ذلك هو الحب النقي
وما تفرع منه فهو المطلوب
لذا ..


أحبى زوجا نقيا ربانيا
ولا تحبى عشيقا ثانية
الحب الحقيقي
هو ما كان لأجل اللّه تعالى


وهو لا يساوى حب الله تعالى , بل حتى هذا قابل للأخذ والترك


حب اللّه يعنى أنه :

لا مصادر إحباط ..لا خيبة أمل ..

ستكون هادئا في أوقات المشاكل !

لذا عد إلى اللّه

سوف تجده هناك دائما

راعيا لوجود عبيده
الّذين يذعنون لإرادته حقا
من أجلهم ..

حبه و رحمته سبحانه لن ينزويا أبدا