PDA

View Full Version : ملاحظات حول انتخابات الرئاسة المصرية


عقلة بن عجلان
12-08-2005, 06:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله
هذا موضوع أعجبني أنقله لكم من البريد الإلكتروني كما ورد لي......,


ملاحظات حول انتخابات الرئاسة المصرية


بتاريخ الخميس 04 أغسطس 2005



أبرز المفردات

ماذا يحدث إذا التقى عربيان؟

1/ لماذا يولع المصريون بقراءة الغيب فى ملف الانتخابات؟

2/ ماذا نريد أشخاصا أم أفكارا؟ مؤسسات أم برامج؟؟

3/ فى سنة أولى انتخابات: ما هو سقف المطالب؟

4/ هل حقا نحن غير ناضجين؟( التغيير الهرمى)

5/ خيال الطامحين وتشاؤم الواقعيين: صدام حتمى

6/ مع المتفائلين حول (آلية صناعة الرئيس/ والاستفادة مما هو متاح)

7/ما السلوك الأمثل لدور الأفراد فى الانتخابات الرئاسية؟



من الطرائف انه قيل اذا التقى إيطاليان تحدثا عن المرأة وإذا التقى يونانيان تحدثا عن الأكل (حسبما اذكر) وإذا التقى عربيان تحدثا عن السياسة وكأن السياسة فى دمنا ولا عجب فعليها تدار شئون حياتنا إذ منذ عهد الخلفاء ومرورا بغيرهم كانوا يتولون شئون الرعية.



تمهيد

لست أدرى سببا لولع البعض باستكشاف رؤى المستقبل ووضع تصورات متفاوتة التفاؤل والتشاؤم أو الصدق والكذب أو حتى الخيال والمبالغة.

لعل قراءة تاريخ النظام الحالى توضح لنا بهدوء سلوكه فى المستقبل ولماذا نتماوت أو نتشاجر حول رؤانا بل والاستماتة فى إنها هى الصواب وما عداها خطأ أو قلة وعى... لماذا؟؟

وذلك بدلا من أن نتكاتف وتتشابك أيادينا حتى على محيطنا الثقافى ههنا فى النت أو مع البيئة المحيطة بنا.



أريد أن أقول

حينما يرتفع ضجيج المنطق فإننا حتما لن نسمع لبعضنا جيدا وبناء عليه فهذه دعوة إلى الهدوء فى الحوار والتكاتف مع الأهداف وتقدير الاختلافات الفرعية البسيطة ... دعونا نتفق على الأصول وكما قال رشيد رضا(نتعاون فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه).



1/ لماذا يولع المصريون بقراءة الغيب فى ملف الانتخابات؟

فى يقينى إن العلاقة بين الحاكم والمحكوم لها خصوصية لدى الشعب المصرى تحديدا ونظرا لسمات الطبيعة النفسية للشخصية المصرية اقول يولع المصريون بقراءة ملف الانتخابات لأنها تمثل حلم او أمل للخلاص من الواقع المصرى الكئيب.. ورغم يأس معظم الناس ههنا إلا إن هذا التعلق نفسى أكثر منه اجتماعى وكأنها رغبة فى الخلاص من الفقر والكبت والقهر...حتى إذا انتهت انتخابات الرئاسة عاود الناس الأمل فى انتخابات مجلس الشعب ...هذا التطلع إلى الغيب مع غياب المعلومات مع النقص الحاد فى الوعى الجمعى لأغلبية الناس البسطاء يجعل البعض يستشرف الغيب على أمل(حاجة نفسية أكثر من كونها واقع وطموح عملى )إن يتخلصوا من واقعهم الكئيب.



2/ ماذا نريد أشخاصا أم أفكارا؟ مؤسسات أم برامج؟؟

وليس أدل على ذلك من تعلق المصريين بالأشخاص وليس بالبرامج أو حتى بالأفكار التى يقدمها المرشحون فترى الناس عندنا يقولون: من فلان؟

وذلك بدلا من قولهم: ماذا لدى فلان من برامج؟

أو ماذا لديه من أفكار؟

بل ويتأثر ما يقدمه بعض المرشحين بما فى نفوسنا منهم لا بما يقدمونه بنظرة موضوعية فقد ترى احدهم يقدم فكرة جيدة ولكن ليس مجالها الآن فترى جموعا كثيرة من الناس يتوجهون إلى عقله بدلا من تهذيب طرحه وثمة أمر خطير: وهو غياب البرامج الواضحة والمعلنة من قبل المرشحين حتى مرشح الحزب الوطنى الحاكم

وبدلا من طرح برامج معلنة نرى أفكارا من هنا وهناك قد لا يكون هناك رابط بينها غالبا واغلب الطرح كلام فضفاض ومرسل ليس له خطوات عملية وفى هذا إهانة شديدة لعقلية النخبة التى تفكر !!

والغريب انه ليس لدينا مؤسسات تقدم برامج للنهوض مما نحن فيه وكأن كل مرشح (على افتراض جدية الجميع) يعتمد على انه سيوجد مؤسسات حينما ينجح!!

ليس لدينا مؤسسات فاعلة تقدم رؤى واضحة معلنة للجميع.

لدينا مؤسسة الأهرام ومراكز حقوق الإنسان وبعض المؤسسات الأخرى لم يظهر لها بشكل معلن (فى حدود علمى) برامج سياسية يمكن تسويقها للشعب المصرى.

حتى الأحزاب لديها أفكار أكثر من برامج.

ونقصد بالبرامج مجموعة أفكار لها آلية عمل لا تحتاج للأشخاص كى يديرونها(بمعنى إن غاب س يمكن ل ص إن يقوم بها).



3/ فى سنة أولى انتخابات: ما هو سقف المطالب؟

يحتاج الشعب بداية إلى أمور متعددة لكن الملح منها له شق اقتصادي وشق سياسى وآخر اصلاحى.



أما الاقتصادي فله رجاله ولكن نلمح من طرف خفى إلى هذه التساؤلات:

1/ لماذا لا نعتمد فى دخل قناة السويس على الجنيه المصرى بدلا من الدولار( حيث سيزداد الطلب عليه مما يرفع من قيمته أمام الدولار).

2/ لماذا لا نستعيد أموالنا المهربة للخارج وبقوة القانون

( تقدر تلك الأموال وفقا لكلام بعض الساسة من اقل تقدير إلى أعلى تقدير من 80 إلى 200 مليار دولار).

3/ لماذا اختفت الصناعة الثقيلة لتحل محلها صناعات استهلاكية؟

4/لماذا لا تتدخل الدولة لفتح أسواق لمنتجاتنا فى أسواق آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية بدلا من التماوت فى الاتقاء على أسواق إسرائيل وبعض دول أوربا؟؟

5/ أخرى.



وإما الشق السياسى فله رجاله ونلمح من طرف واضح إلى مستقبل هذه الأسئلة:

1/ما آلية صناعة الرئيس فى مصر؟

2/ صيانة الدستور أم تعديله أم تغييره: أيهم الأولى فى المرحلة المقبلة؟؟

3/ حقوق الإنسان ما حجم التعامل مع هذه القضية فى ظل الموروث السلطوى(المصاحب لوزارة الداخلية) القائم فعليا فى التعامل مع المواطنين؟

4/ما آلية إقامة حياة نيابية سليمة فى مصر فى إطار الحقوق والواجبات؟

5/ العلاقة بين عدة متغيرات ما مصيرها فى المرحلة المقبلة

التعليم والسياسة؟

التاريخ والدول المحيطة؟

الجامعات وسوق العمل؟

البحث العلمى وتدخل السياسة؟

6/ أخرى.



4/ هل حقا نحن غير ناضجين؟( التغيير الهرمى)

هل كان د/ احمد نظيف محقا فى وصفه للشعب المصرى بأنه غير ناضج سياسيا؟



هناك من يستدل على ذلك بعدة أمور منها:



مهزلة الترشيح لانتخابات الرئاسة (وصف مهزلة هذا ليس منى بل من الصحف).


غياب برامج الأحزاب.



وجود جماعة بمثل حجم الإخوان وهى ليست حزبا سياسيا لكن لها رصيد اكبر من الأحزاب والأنظمة الحاكمة.



سيادة مضمون (وليس شكل) حكم القبيلة فى نظامنا السياسى بل وفى ترجيح كفة مرشح على آخر فى الانتخابات.



تغيير المادة 76 وفقا لمطلب الرئيس وليست وفقا لضغوط شعبية جماهيرية.



هذى بعض أدلة من يرون أننا شعب غير ناضج سياسيا وان النضج مقصور على النخب السياسية

فهل هذه الأدلة مقنعة؟ أم إن العصبية لمصر سوف تتدخل؟

أم إن للموضوع والتساؤل وجها آخر؟؟

عموما ادع الإجابة لعقول القارئين وكلى ثقة إن إجابات المثقفين سوف تتلاقى.



5/ خيال الطامحين وتشاؤم الواقعيين:صدام حتمى

يطمح الغيورون على مستقبل البلاد إلى تحقيق استقرار سياسى للبلاد عبر اصطلاحات كثيرة منها السياسى ومنها الاقتصادي ومنها النيابى ومنها غير ذلك.



فى حين يرى الواقعيين إن تاريخ النظام الحالى والذى سينجح حتما فى الانتخابات بل وسيجتهد متماوتا فى توريث الحكم يقولون إن تاريخ النظام الحالى لا يبعث على التفاؤل حيث وعوده السابقة والتى لم تتحقق.



إن الإصلاح لو كانت تصحبه نية صادقة لما تم الالتفاف عليه بمثل مهزلة يوم الاستفتاء وبمثل الشروط التى اتفق الكثير على إنها تعجيزية ومفصلة من اجل التوريث.

فهل ينتج عن هذا صدام حتمى حين تجيء لحظة التوريث؟

وهل الخوف من هذه اللحظة هو الذى دفع الرئيس مبارك من إعلان ترشيحه؟

كل هذه تكهنات لكن قراءة تأملية لتاريخ كل من النظام القمعى وحركات التغيير الناشئة سوف ينبىء بمستقبل غامض ذلك حين تأتى لحظة التوريث؟

وسوف يترقب كل طرف نتائج هذه اللحظة بناء على نتائج الصدام المتوقع فى انتخابات مجلس الشعب .

حيث ينبىء شكل سير انتخابات الرئاسة وانتخابات مجلس الشعب بتكهنات الناس حول التوريث.



6/ مع المتفائلين حول (آلية صناعة الرئيس/ والاستفادة مما هو متاح)

يرى المتفائلون إن تعديل المادة 76 وإجراء انتخابات مصرية لأول مرة منذ1952 سوف يدفع عجلة الإصلاح رغم انف الجميع فهى حتمية تغيير لا يملك لها الآخر دفعا وان أول الغيث قطرة وان مصر تخطو سنة أولى نضج سياسى ومن ثم يطالبون بإنجاح التجربة لأنها حتما ( من وجهة نظرهم ) سوف تسهم فى رفع درجة الوعى لدى الناس ويطالبون الجميع بالمشاركة... متعللين بان إطراف اللعبة فى يد النظام وبأنه أعطانا متفضلا بعض حقوقنا وبأنه أكثر من الناس خبرة وبالتالى بدلا من البكاء على مطالب لن تتحقق فان الأولى إن نمد أيادينا لما يلقيه علينا النظام على أمل إن يمن بعد ذلك ويعطينا المزيد...والحق إن احد الناس قد شبه ذلك بالأسد حين يعطى الجائع قطعة لحم فهل يرفضها ويشتم الأسد أم يأخذها حتى يشتد ساعده ويسد جوعه ثم يطالب بالمزيد؟؟



والحق إن هذا كلام وسيم لكنه يفتقد الإلمام الكافى بالعنصر الفعال فى العملية الانتخابية ألا وهو وزارة الداخلية وتاريخها وامن الدولة والاعتقالات وبان عملية انتخابات الرئاسة ستجرى فى يوم واحد وفى حين لدينا 54,000 لجنة وان عدد القضاة 8000 على أكثر تقدير وبالقياس إلى نتائج يوم الاستفتاء فان عملية التزوير قائمة حتما وهذه الحتمية ناتجة من قراءة تاريخ النظام ومن أفعال وزارة الداخلية ومن قراءة أحداث يوم الاستفتاء.


وبناء عليه فان وجهة نظر أخرى ترى إن مجرد المشاركة فى هذه الانتخابات سوف يظهرها بشكل يرفع من أسهمه أمام العالم فى حين لو تمت مقاطعة الانتخابات فان فى هذا أمرين:

الأول: تعرية النظام ودفعه إلى إن يعيد النظر فى أساليبة من جديد.

الثانى: إن نتائج هذه الانتخابات محسومة سلفا والفاقهين لا يريدون إن يكونوا أداة فى يد النظام يلعب بها.



والحق رغم كل ذلك إننا نفتقد حتى الآن صناعة آلية للرئيس وبدون الدخول فى أسباب ذلك إلا انه ليس من الصعب إن نصنع هذه الآلية فقط حينما تتواجد إرادة قوية وانتخابات حرة نزيهة وهذا من وجهة نظرى أهم مطلبين خلال المرحلة القادمة (حشد الناس وإيقاظ وعيهم والضغط لإجراء انتخابات مجلس شعب حرة مهما كان الثمن لأننا بها نضمن غلق ملف التوريث).



7/ما السلوك الأمثل لدور الأفراد فى الانتخابات الرئاسية؟

وفقا لوجهة نظر النخبة ( معظم النخب) هو المقاطعة لتعرية النظام.

ووفقا لوجهات نظر أخرى منها بعض النخب السياسية هى المشاركة بهدوء واختيار من تقتنع به

وبناء عليه..

رغم إن نتائج الانتخابات محسومة سلفا غالبا إلا إن وجهتى النظر تلتقى فى الهدف وتختلف فى الوسيلة.

فماذا تكون إجابتك أنت: مشاركة أم مقاطعة؟؟



سيد يوسف : كاتب مصرى