أبو لـُجين ابراهيم
13-03-2006, 01:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
لاشك أن حرية الرأي من أهم المطالب لنهوض الأمم ، ومن يتأمل مجتمع الصحابة رضي الله عنهم يجد أن من أهم دعامات هذا المجتمع هو الجهر بكلمة الحق ، بل إن هذه الكلمة كان يبايع عليها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه كما في حديث عبادة رضي الله عنه : (وعلى أن نقول كلمة الحق لانخشى فيها لومة لائم ....الحديث) .
لقد كان مجتمع الصحابة بكل المقاييس مجتمع حر ، لا تُردّ فيه كلمة أحد دون أحد ، أو تُقدم كلمة أحد دون أحد ، لكنّ الفيصل في ذلك كله هو الكتاب والسنة ، فما وافق الكتاب والسنة قُبِل ، ومن خالف الكتاب والسنة رد عليه رأيه كائناً من كان .
لم تكن الحرية عبثية يتلاعب بها الأغرار والسفهاء، بل كانت نبراسا يهتدي به الخاص والعام من الناس إلى الحق ، لقد كانت الحرية قيمة حضارية دعا إليها الإسلام ومارسها عملياً ، فكان جيل الصحابة جيلا من الأحرار بكل الوجوه . استطاعوا في سنين قليلة سيادة العالم ليس عسكرياً فقط ، لكن كان أهم وجوه هذا الفتح هو نشر قيم الأخلاق والحضارة والتي كانت من أبدع صورها نشر الحرية والإباء والعزة لدى أفراد المجتمع ، مما أخرج حضارة ضربت جذورها في عمق التاريخ ، ولازلنا نتفيأ ظلالها إلى هذا اليوم .
وقد لمسنا في السنوات الأخيرة اتساع مساحة حرية الرأي في بلدي المملكة العربية السعودية حفظها الله من كل شر. وكان من صور هذا الانفتاح توسيع صلاحيات مجلس الشورى، وانتخابات المجلس البلدي، ومؤتمر الحوار الوطني . ولاشك إن هذه الحرية وجه لها النقد في بعض تطبيقاتها وبعض صورها ، وليس هذا مكان الحديث عنها ، وهذا شئ طبيعي بسبب حداثة التجربة على المجتمع وما قد يشوبها من التشويش والأخطاء .
وفي ظل هذا الانفتاح يتفاجأ الجميع من قرار عجيب وغريب بحجب موقع الوفاق بدون إيضاح سبب الحجب ، مع أن هذا الحجب نقل في وسائل الإعلام المختلفة ، وإلى الآن لم يصرح أحد عن سبب هذا الحجب ، وفي خطوة أخرى لاتقل غرابة عن سابقتها يحجب موقع الساحة العربية .
ولاشك أن كل مراقب محايد يعرف موقع الوفاق لا يجد أنه صبغ بلون معين أو اتجاه معين ، بل إن فيه حرص كبير على موقف الحياد وتعدد الأطياف والاتجاهات . وكان اهتمامه بالدرجة الأولى الشأن الداخلي بشكل متميز ، حتى أصبح موقعاً متقدماً في التصفح . وكذلك الحال في الساحة العربية من واقع خبرة ومعايشة شخصية ، لم أجد أن الساحة كانت موقعا تحريضيا تجاه أحد بشكل منظم مقنن ، نعم هناك أخطاء وتجاوزات من قبل بعض الأفراد من كتاب الساحة ، فرضتها طبيعة التجربة وحداثتها على الجميع مع اختلاف توجهات هؤلاء الكتاب وثقافاتهم ، بحيث لا يمكن أن نحمل إدارة الساحة أخطاءهم نظرا لطبيعة الكتابة في المنتديات الالكترونية.
ومن اللافت للنظر أن هناك تعددية فكرية في الساحة العربية قد لا تجدها في العالم العربي بطوله وعرضه ، حتى غدت الساحة من أكبر المواقع العربية و العالمية تصفحاً من قبل المثقف العربي المختص وغير المختص ، وما ذلك إلا لحجم المصداقية وسعة سقف حرية الرأي فيها .
أخيرا هذه بعض الرسائل السريعة :
* نشكر مدينة الملك عبد العزيز على ما تقوم به من جهود مشكورة مبرورة ، أسال الله تعالى أن يعلي درجة المسؤلين و القائمين عليها ، فقد كان ولم يزل لهم جهود حثيثة في حجب المواقع الإباحية والفاسدة المدمرة للأخلاق والقيم ، أو المواقع التي تعبث بالأمن و تغذي العنف وتنشر الغلو والتطرف بين أوساط الشباب .
* إن حجب المواقع المحايدة و المنضبطة التي توفر بيئة للرأي الحر وتربي على النقاش البناء هي من السلبيات السيئة التي قد تضطر عموم القراء والكتاب للبحث عن البديل والذهاب لتلك المواقع المشبوهة التي تزرع الفتن وتفسد ولاتصلح والتي سيكون لها ضرر كبير على الناشئة قليلي التجربة والعلم.
* إن عملية الحجب مهما تعددت تقنياتها وقوتها ستفتح الباب على مصراعيه للبحث عن البرامج أو الأطباق الفضائية لكسر برامج الحجب، مما يؤذن بشر مستطير قد يوقع أولئك المتلقين فيما لاتحمد عقباه من الدخول إلى تلك المواقع المحجوبة المريبة ، وما سيترتب على ذلك من الفساد الأخلاقي والفكري ، وهو أمر بلا شك لايريده المسؤلون في مدينة الملك عبد العزيز ولا ولاة الأمر حفظهم الله .
* نداء لجميع الأحبة من كتاب المنتديات وكتاب الساحة العربية على وجه الخصوص للانضباط والبعد عن التشنج واستشعار المسؤلية الملقاة عليهم وان يتقوا الله فيما يكتبون وأن يتذكر كل واحد منهم خطورة الكتابة على المتلقي وما لها من الأثر الملحوظ وأن يكون هاديهم ونبراسهم في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لاينقص ذلك من أوزارهم شيئاً ) أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود .
لاشك أن حرية الرأي من أهم المطالب لنهوض الأمم ، ومن يتأمل مجتمع الصحابة رضي الله عنهم يجد أن من أهم دعامات هذا المجتمع هو الجهر بكلمة الحق ، بل إن هذه الكلمة كان يبايع عليها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه كما في حديث عبادة رضي الله عنه : (وعلى أن نقول كلمة الحق لانخشى فيها لومة لائم ....الحديث) .
لقد كان مجتمع الصحابة بكل المقاييس مجتمع حر ، لا تُردّ فيه كلمة أحد دون أحد ، أو تُقدم كلمة أحد دون أحد ، لكنّ الفيصل في ذلك كله هو الكتاب والسنة ، فما وافق الكتاب والسنة قُبِل ، ومن خالف الكتاب والسنة رد عليه رأيه كائناً من كان .
لم تكن الحرية عبثية يتلاعب بها الأغرار والسفهاء، بل كانت نبراسا يهتدي به الخاص والعام من الناس إلى الحق ، لقد كانت الحرية قيمة حضارية دعا إليها الإسلام ومارسها عملياً ، فكان جيل الصحابة جيلا من الأحرار بكل الوجوه . استطاعوا في سنين قليلة سيادة العالم ليس عسكرياً فقط ، لكن كان أهم وجوه هذا الفتح هو نشر قيم الأخلاق والحضارة والتي كانت من أبدع صورها نشر الحرية والإباء والعزة لدى أفراد المجتمع ، مما أخرج حضارة ضربت جذورها في عمق التاريخ ، ولازلنا نتفيأ ظلالها إلى هذا اليوم .
وقد لمسنا في السنوات الأخيرة اتساع مساحة حرية الرأي في بلدي المملكة العربية السعودية حفظها الله من كل شر. وكان من صور هذا الانفتاح توسيع صلاحيات مجلس الشورى، وانتخابات المجلس البلدي، ومؤتمر الحوار الوطني . ولاشك إن هذه الحرية وجه لها النقد في بعض تطبيقاتها وبعض صورها ، وليس هذا مكان الحديث عنها ، وهذا شئ طبيعي بسبب حداثة التجربة على المجتمع وما قد يشوبها من التشويش والأخطاء .
وفي ظل هذا الانفتاح يتفاجأ الجميع من قرار عجيب وغريب بحجب موقع الوفاق بدون إيضاح سبب الحجب ، مع أن هذا الحجب نقل في وسائل الإعلام المختلفة ، وإلى الآن لم يصرح أحد عن سبب هذا الحجب ، وفي خطوة أخرى لاتقل غرابة عن سابقتها يحجب موقع الساحة العربية .
ولاشك أن كل مراقب محايد يعرف موقع الوفاق لا يجد أنه صبغ بلون معين أو اتجاه معين ، بل إن فيه حرص كبير على موقف الحياد وتعدد الأطياف والاتجاهات . وكان اهتمامه بالدرجة الأولى الشأن الداخلي بشكل متميز ، حتى أصبح موقعاً متقدماً في التصفح . وكذلك الحال في الساحة العربية من واقع خبرة ومعايشة شخصية ، لم أجد أن الساحة كانت موقعا تحريضيا تجاه أحد بشكل منظم مقنن ، نعم هناك أخطاء وتجاوزات من قبل بعض الأفراد من كتاب الساحة ، فرضتها طبيعة التجربة وحداثتها على الجميع مع اختلاف توجهات هؤلاء الكتاب وثقافاتهم ، بحيث لا يمكن أن نحمل إدارة الساحة أخطاءهم نظرا لطبيعة الكتابة في المنتديات الالكترونية.
ومن اللافت للنظر أن هناك تعددية فكرية في الساحة العربية قد لا تجدها في العالم العربي بطوله وعرضه ، حتى غدت الساحة من أكبر المواقع العربية و العالمية تصفحاً من قبل المثقف العربي المختص وغير المختص ، وما ذلك إلا لحجم المصداقية وسعة سقف حرية الرأي فيها .
أخيرا هذه بعض الرسائل السريعة :
* نشكر مدينة الملك عبد العزيز على ما تقوم به من جهود مشكورة مبرورة ، أسال الله تعالى أن يعلي درجة المسؤلين و القائمين عليها ، فقد كان ولم يزل لهم جهود حثيثة في حجب المواقع الإباحية والفاسدة المدمرة للأخلاق والقيم ، أو المواقع التي تعبث بالأمن و تغذي العنف وتنشر الغلو والتطرف بين أوساط الشباب .
* إن حجب المواقع المحايدة و المنضبطة التي توفر بيئة للرأي الحر وتربي على النقاش البناء هي من السلبيات السيئة التي قد تضطر عموم القراء والكتاب للبحث عن البديل والذهاب لتلك المواقع المشبوهة التي تزرع الفتن وتفسد ولاتصلح والتي سيكون لها ضرر كبير على الناشئة قليلي التجربة والعلم.
* إن عملية الحجب مهما تعددت تقنياتها وقوتها ستفتح الباب على مصراعيه للبحث عن البرامج أو الأطباق الفضائية لكسر برامج الحجب، مما يؤذن بشر مستطير قد يوقع أولئك المتلقين فيما لاتحمد عقباه من الدخول إلى تلك المواقع المحجوبة المريبة ، وما سيترتب على ذلك من الفساد الأخلاقي والفكري ، وهو أمر بلا شك لايريده المسؤلون في مدينة الملك عبد العزيز ولا ولاة الأمر حفظهم الله .
* نداء لجميع الأحبة من كتاب المنتديات وكتاب الساحة العربية على وجه الخصوص للانضباط والبعد عن التشنج واستشعار المسؤلية الملقاة عليهم وان يتقوا الله فيما يكتبون وأن يتذكر كل واحد منهم خطورة الكتابة على المتلقي وما لها من الأثر الملحوظ وأن يكون هاديهم ونبراسهم في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لاينقص ذلك من أوزارهم شيئاً ) أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود .