PDA

View Full Version : خيارات الولايات المتحدة في التعامل مع ملف إيران النووي


محب الشيخ العثيمين
26-03-2006, 07:04 PM
بينما يدخل الملف النووي الإيراني في دوامة مجلس الأمن, تطرح بعض الأوساط الأمريكية الخيارات المتاحة أمامها للتعامل مع إيران، ومن بينها بطبيعة الحال الخيار العسكري في حال كان الملف مرشّحا لمزيد من التصعيد بعد استنفاذ الخيارات الدبلوماسية.


الخطوات، التي من المحتمل أن يتم اللجوء إليها قبل القيام بأي ضربة، معروفة وتقليدية، وقد تم إتباعها من قبل أمريكا مرات عديدة في اعتداءاتها على العديد من الدول وآخرها العراق. هذه الخطوات غالبا ما تتضمن: خيار العصا والجزرة أولا, الحصار والعقوبات ثانيا، والضربة العسكرية ثالثا.


فيما يتعلق بخيار العصا والجزرة, يبدو إلى الآن أن إيران رافضة لجميع الجزرات التي قدّمت لها, وهي في حقيقة الأمر ليست بحاجة إلى أي منها, أو الأصح أن العروض التي قدّمت لها ليست مغرية كثيرا، ولذلك فإن الوضع إذا استمر على ما هو عليه, فإنه سيتم مناقشة مسالة الحصار والعقوبات كخيار مطروح.


الحصار والعقوبات تتراوح بين وجهتي نظر. وجهة النظر الأولى تقول إن هذا الخيار لن ينجح وسيسبب الكثير من المشاكل للجميع وسيحتاج إلى مزيد من الوقت كي يؤتي أكله. أما وجهة النظر الأخرى، فتقول إن هذا الخيار ضروري إذا ما تم حسم الخيار السياسي والاتجاه نحو الحرب, وسيكون مفيدا في عزل إيران وإضعافها تحضيرا لفرض مزيد من العقوبات عليها.


فيما يتعلق بالعقوبات، فهناك اختلاف واضح وعميق حولها بين الدول المعنية بالملف النووي الإيراني، ولا شك أن إحدى أسباب عدم التوصل إلى قرار نهائي في مجلس الأمن بين الدول الأعضاء الرئيسية يعود إلى مسألة العقوبات. إذ إن النفط يحول دون تطبيق هذه المسألة، خاصة أن الصين ستعارض ذلك معارضة شديدة نظرا لارتباطها النفطي الإستراتيجي بإيران، التي تعد المصدر العالمي الثاني للنفط إلى الصين بعد المملكة العربية السعودية, ونظرا للاستثمارات الصينية الخيالية والإستراتيجية في قطاع إيران النفطي.


الولايات المتحدة بدورها ستكون متضررة من جراء هكذا عقوبات، قد تنعكس على أسعار النفط التي لن تتحمل أمريكا أسعارها المرتفعة. أضف إلى ذلك أن هكذا عقوبات قد تفتح الباب أمام انتشار الفساد المالي والإداري، ولن يضعف الحكومة الإيرانية بأي حال من الأحوال، إذا ما اعتمدنا النموذج العراقي مقياسا لذلك.


صحيح أن الضربات العسكرية ستدمر برنامج إيران النووي وتؤخره عدة سنوات إلى الوراء, ولكنها قد تجر معها تأييدا واسعا للحكومة الإيرانية، وتعاطفا كبيرا من الشارع الإسلامي، ليس محبة بإيران وإنما كرها بأمريكا, وسيترتب عن هذا نتائج كارثية للولايات المتحدة، لن تكون قادرة على مواجهتها أبدا.


البعض يقترح دعم إحداث فوضى داخلية في إيران، خاصة أن أكثر من حوالي 5% من فئات الشعب الإيراني ليسوا من الفرس, وقد يؤدي ذلك إلى خضات داخلية عنيفة تقوم الولايات المتّحدة باستغلالها لزعزعة استقرار النظام الإيراني أو إسقاطه, لكن لا شيء عندها يضمن أن النظام الجديد سيكون قادرا على ضبط الأمور فضلا عن أن يكون مواليا للغرب.


فيما يتعلق بإيران, فهي لن تكون قادرة على وقف أو صد هكذا هجوم أمريكي، ولكنها بالتأكيد قادرة على إلحاق خسائر فادحة ومؤلمة بالقوات الأمريكية، سيما البحرية المتمركزة في المنطقة وخاصة في الخليج العربي, وبإمكانها أيضا على تفجير الأوضاع في كل من العراق وأفغانستان بدرجة كبيرة وفي لبنان وسوريا بدرجة أقل ضد الولايات المتحدة.


النظام الإيراني من جهته يعلم أنه بحاجة إلى كسب الوقت, وقد أجاد هذه اللعبة حتى الآن، واعتمد على عوامل عديدة ساعدته في ذلك، منها ما خطط له، ومنها ما جاءته على طبق من ذهب كغرق الولايات المتحدة في حربها ضد القاعدة، وارتفاع أسعار النفط والمأزق الأفغاني والعراقي، والسكوت والانهيار العربي والتجربة الكورية الشمالية المعاندة.


فوجود قنبلة بحوزة النظام الإيراني أو حتى الترويج بأنه على وشك امتلاك قنبلة نووية، قد يكون أكثر من كاف لردع أي دولة عن التفكير في ضرب إيران، فضلا عن تغيير النظام فيها.


انطلاقا من هذه الفكرة، فإن الولايات المتحدة في صراع مع الوقت, فهي تعلم أن حصول إيران على السلاح النووي سيحولها إلى ما يشبه الإمبراطورية في منطقة الهلال العربي الخصيب أو المشرق العربي، مع اختراقاتها الواضحة والبينة للعرق وسوريا ولبنان، وهيمنتها على الخليج بشكل كامل اقتصاديا وعسكريا وبشريا، وامتداداتها في آسيا الوسطى وتحالفها مع روسيا والصين.


كل ذلك سيجعل من إيران قوة عالمية, ونعتقد في هذه الحالة أن تحولا ضخما وغير مسبوق سيحدث في إطار التحالفات الإستراتيجية في المنطقة، وليس مبالغة إن قلنا إن الولايات المتّحدة قد تنشئ إطار تعاون امني يعطي إيران الذراع الطولى في المنطقة، بحكم الواقع العسكري والاقتصادي والبشري والجيو-سياسي القوي, وتصبح بذلك شرطي المنطقة، كما كان الشاه سابقا.


أما الخيار الثاني، فيبقى في إطار التأرجح بين إيجاد حل دبلوماسي للملف النووي الإيراني وبين توجيه ضربة عسكرية لإيران، لن تفلح سوى في تأجيل البرنامج النووي الإيراني لعدة سنوات, بانتظار ما سيحدث من تطورات وتحولات في المنطقة.




بقلم : علي حسين باكير

زمردة
26-03-2006, 10:56 PM
(( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ))

نسأل الله بقدرته أن يهلك الظالمين بالظالمين وأن يخرجنا من بينهم سالمين ..


نسأل الله أن يرد المسلمين إلى إسلامهم وإيمانهم رداً جميلاً وأن يجعله لهم حصناً منيعاً من كل شر ..