*عذب*الكلام*
04-04-2006, 06:06 PM
*^* بسم الله الرحمن الرحيم *^*
..***.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..***..
......... اليوم عندي قصة جديدة لكم وهي من تأليف صديقة لي واسمها Angel_255 ....
وهي بعنوان نار لا تنطفىء ......... قبل أن أحكي لكم أحداث القصة ... أرجو من كل من يريد نقل هذه القصة كتابة اسم المؤلفة Angel_255....... ولكم مني جزيل الشكر :p
:-) :::::::::: الـــــــــــــــقـــــــــــــصــــــــــــــة ::::::::::::: :-)
جلست ليلى كعادتها تحت شجرة السنديان الكبيرة الموجودة في الحديقة المجاورة للبحيرة فقد كان ذلك مكانها المفضل فكثيراً ما كانت تأتي إلى هنا لقراءة كتاب أو لتجلس هي و صديقتها منى لتتحدثان و تتمتعان بمنظر الطبيعة الخلابة.
و لكن اليوم كان هنالك شيئاًُ غير طبيعي في الأمر فلم تفعل ليلى أي شيء من هذا و لكنها جلست تنظر إلى الشجرة و السماء بشكل غريب فقد كانت عيناها تحملان حزناً و هماً كبيراً لمن ينظر إليهما للوهلة الأولى و لكن إن دققنا النظر لرأينا شبح ابتسامة ساخرة لا تريد ظهورها.
و من بعيد جلست منى تراقبها بهدوء مصطنع مع أنها كانت متوترة و مندهشة من نظرة ليلى و لكنها مع ذلك جلست ساكنة من غير حراك يدل على هدوء الأعصاب و ربما البرود و أخيراً قررت أن تعصي أمر ليلى لها بالبقاء في مكانها و ذهبت لتعرف ما هو سر حزنها و ما إن اقتربت حتى لاحظت ليلى قدومها و قامت بالالتفاف إلى الجهة الأخرى حتى لا تلاحظ منى دموعها التي سقطت رغماً عنها لتبلل وجنتيها و لكن الأوان كان قد فات و رأت منى ذلك و هيأ لها أن تلك لم تكن دمعة و لكن شعلة من النار الملتهبة فقامت بمواجهتها فأجهشت ليلى بالبكاء و رمت نفسها في أحضانها فما كان من منى إلا أن حضنتها هي الأخرى.
و من فوق إحدى القوارب على البحيرة القريبة جلس أحمد مع حسن يراقبان هذا المشهد .
و ما كان من أحمد إلا أن قال: ماذا يحدث هل تشاجرتا كالعادة؟
لكن حسن هز رأسه قائلاً : لا أعتقد و لكن ليلى تقلقني ألم تر كيف كانت تنظر إلى الشجرة و ما حولها ثم ترنو إلى السماء لولا أنني أعرفها جيداً لأقسمت بأنها تودعهم.
من شدة اندهاش أحمد لم يقل شيئاً بل اكتفى بفتح فمه ورسم تلك النظرة البلهاء على وجهه و لكن تلك النظرة القلقة المرهفة التي كانت تطل من عيني حسن أوقفته عن ذلك و جعلته يقول بقلق أكبر: أتعتقد ذلك؟
لكن حسن اكتفى بالإشاحة بوجهه و هو يقول: لا أدري و لكن دعنا نتابع ما يحدث. و ما لبث أن أشار إليهما و هو يقول:أنظر لقد توقفتا عن احتضان بعضهما و بدأتا بالتحدث. ترى ماذا تقولان ؟
و في مكان آخر
" ليلى أرجوك أخبريني ما بك لقد كنت طبيعية بالأمس فما الذي حدث اليوم أولاً تمنعينني من القدوم معك إلى هنا ثم الآن تجهشين بالبكاء بدون أن أعرف السبب أرجوك أخبريني" قالت منى ذلك و هي تنظر إلى ليلى.
مسحت ليلى دموعها و هي تقول بمرارة: المشكلة بأنني لا أستطيع أن أخبرك بشيء حتى يحدث كل شيء و ينتهي.
قالت منى بتساؤل : ماذا تقصدين بأنك لا تستطيعين إخباري ؟ لطالما كنا نستطيع أن نخبر بعضنا البعض بكل شيء، ما الذي طرأ؟
قالت ليلى بصوت مكتوم: أرجوك يا منى لا تضغطي علي لا أستطيع إخبارك لأنني أخشى من ردة فعلك.
قالت منى و قد ازداد تساؤلها : ردة فعلي ؟ هل للأمر علاقة بصداقتنا ؟ هل قررت إنهائها؟
قاطعتها ليلى قائلة : تركك؟ هل أنت مجنونة ؟ أيوجد من يمكنه ترك روحه؟
قالت منى : إذاً ما السبب أخبريني أرجوك لا تخفي علي شيئاً أخبريني.
و فجأة قالت ليلى كل شيء و قامت بإلقاء المفاجأة.
و على القارب وقف حسن و قد ازدادت حيرته يتأملهما ثم ما لبث أن قال : ألم تر تلك التغيرات التي كانت تطرأ على وجهيهما في أثناء حديثيهما؟
أدار أحمد رأسه قائلاً: لا أعرف السبب و لكنني أعتقد بأن ما قلته صحيح يبدو أنها قررت ترك المكان.
فقال حسن : نعم يبدو كذلك . ترى ما السبب؟
و في هذه اللحظة صمت الاثنان و هما يتابعان بصمت.
قالت منى بحزن عميق:تتركين المكان لماذا؟ ما الذي حدث؟
قالت ليلى و الدموع تبلل وجنتيها: بسبب طلاق والديً سأنتقل للعيش مع والدتي في باريس.
قالت منى: باريس؟ و لماذا بإمكانك البقاء مع خالتك.
قالت ليلى : لا أقدر لا أستطيع التخلي عن أمي بهذه السهولة يجب أن أقف بجانبها. ثم إنه لدي هناك فرصة جيدة للعمل فقد عرضت علي إحدى المستشفيات الهامة العمل هناك كطبيبة.
قالت منى: لا أصدق ذلك من المستحيل أن تفكر الفتاة التي أعرفها بهذه الطريقة.
قالت ليلى: إن السبب الرئيسي هو أنني أريد أن أبقى مع والدتي ثم إنك بهذه الطريقة تصعبين الأمر علي فأرجوك تفهمي الموقف.
قالت منى: لا أصدق لا أصدق أنك تقولين هذا مستحيل . و أدارت وجهها و هي تعدو بأسرع ما عندها مبتعدة عن المكان و ليلى تناديها قائلة: منى أرجوك سامحيني.
و بسرعة توجه أحمد و حسن إلى اليابسة ثم نزلا ليتحدثا مع ليلى و لكنهما صادفا منى التي كانت تبكي و تقول: سترحل سترحل قررت أن تسافر و تتركني.
فقام حسن و أحمد بتهدئتها ثم ما لبث حسن أن قال بتوتر: أتقصدين ليلى؟ قالت منى : نعم بسبب طلاق والديها ستذهب مع أمها إلى باريس و لكنها لن تعود أبداً.
خيم على المكان صمت عجيب قطعه حسن بقوله : متى؟
قالت منى : على ما أعتقد بأن الطائرة ستقلع بعد ساعتين و قد كانت تنتظرها أمها عندما رحلت. نظر أحمد إلى مكان الشجرة ثم قال: يبدو أنها ذهبت.
قال حسن : حسناً سنذهب إلى المطار و سنحاول أن نثنيها عن الرحيل و إن لم نستطع فسوف نودعها بهدوء.
و في نهاية جملته أحس كل من منى و أحمد بأن سهم اخترق حسن في تلك اللحظة.
و عندما وصلوا إلى المطار و جدوها تستعد لدخول الطائرة .
فصاح أحمد قائلاً:ليلى توقفي.
و لكنها التفت قائلة : آسفة و لكن علي الذهاب وداعاً.
و أسرعت بركوب الطائرة لولا أن يداً أمسكت معصمها فالتفت و قالت بصوت مخنوق: حسن.
قال: نعم حسن الفتى الذي أخلص لك و كنت تريدين الذهاب بدون توديعه.
قالت : أرجوك يا حسن تفهم موقفي إنها والدتي لا أستطيع تركها.
صاح قائلاً : و أنا من يحبك أقصد من كان يحبك. ثم التفت و ذهب تاركاً إياها تناديه.
دعونا نتوقف قليلاً لنعرفكم على أبطال قصتنا الحاليين.
أولاً ليلى: فتاة جميلة تملك شعراً شديد السواد مع عينيين بلون البحر الأزرق و هي تعمل كطبيبة في مستشفى القرية تميل إلى الانطواء بطبعها و لكنها مرحة.
ثانياً منى: فتاة تتمتع بجمال فائق و ذكاء خارق . شعرها أحمر طويل مع عينين بنيتين تعمل كصحفية في إحدى صحف العاصمة التي تقع بالقرب من القرية . تحب المرح و اللهو الصديقة المقربة لليلى.
ثالثاً حسن: من أكثر الفتيان وسامة في القرية يعمل في نفس المشفى الذي تعمل فيه ليلى أيضاً كطبيب. و هو فتى يتمتع ببعض الرومانسية و لكنه جدي و طموح.
و أخيراً و ليس آخراً أحمد: فتى وسيم يعمل كمهندس معماري. يتمتع بحس الفكاهة و يحب كتابة الشعر.
حسناً دعونا نعود لقصتنا.
كانت منى تتلقى الرسائل من ليلى كل أسبوع حتى انقطعت فجأة عن مراسلتها لمدة سنتين كانتا أشبه بمائة عام بالنسبة لمنى التي ظنت بأن طارئاً قد حصل و لكنها مع ذلك كانت تذهب إلى مركز البريد في نفس الموعد الذي كانت تستلم فيه رسائل ليلى . و في ذلك اليوم ارتدت منى ثيابها كعادتها و نزلت إلى مكتب البريد .
منى : صباح الخير يا سيد ربيع.
السيد ربيع مرحباً: أهلاً يا ابنتي تفضلي بالجلوس حتى أرى إن كانت هنالك رسالة باسمك.
جلست منى كعادتها بشوق الذي كان دائماً ينتهي بخيبة أمل.
السيد ربيع: تفضلي لقد وجدت هذه.
منى بفرح: من من؟
السيد ربيع: أعتقد أن الاسم المكتوب ليلى.... و لم يستطع إكمال جملته لأن منى سحبت الرسالة قائلة: ليلى و أخيراً.
واندفعت خارجة لكن السيد ربيع أوقفها قائلاً: انتظري نسيتي أن توقعي على استلام الرسالة .
قامت منى بالتوقيع ثم اندفعت بسرعة حتى وصلت إلى شجرة السنديان الكبيرة لتجلس لقراءة الرسالة
" عزيزتي: منى
لقد مر زمن طويل لم أكتب لك فيه و ذلك بسبب مرض والدتي التي اكتشفت أنها مصابة بسرطان لا أمل بالشفاء منه . و قد توفيت قبل فترة و قد كتبت هذه الرسالة لأعلمك بأنني أخذت إجازة لأقضيها معكم . سأحضر في وقت قريب . بلغي سلامي للجميع.
المخلصة دوماً: ليلى "
قامت فرحة لتبلغ الجميع بهذا الخبر و في أثناء سيرها قابلت حسن الذي كان عائداً من المشفى و قالت: ليلى ستعود لقد تلقيت رسالة منها و قالت بأنها ستعود قريباً .
كان الخبر أشبه بصدمة وقعت على رأس حسن و لكنه تمالك نفسه قائلاً : متى؟
قالت و هي تدقق النظر في وجهه : لا أعرف و لكنني كنت أ‘تقد بأنك ستكون .... توقفت بغتة و هي تقول :آسفة جداً نسيت أنك تزوجت .
نعم فقد تزوج حسن فتاة تعرف عليها عندما كان في العاصمة ، إنها ابنة إحدى الأطباء المشهورين هناك.
قال حسن و هو يحاول نفض زواجه من حياته الآن : أرجو أن تطلعيني على كل جديد بخصوص الموضوع. و ذهب تاركاً إياها تفكر كيف سيكون وقع هذا الخبر على ليلى.
نزلت تلك الفاتنة من الطائرة التي بدت أشبه بأميرة باريسية لولا اللون الأسود الذي كانت ترتديه ثم استقلت أول سيارة أجرة توقفت في المطار و عندما وصلت إلى محطة القطار بالعاصمة جلست تنتظر و بدأت تتذكر كل شيء رحيلها . تركها لأصدقائها . مرض والدتها ثم وفاتها و لم يقطع عليها شريط ذكرياتها سوى قدوم ذلك الشاب الذي جلس بجانبها قائلاً بالإنجليزية : أتمانعين؟
فأجابت بعربية سليمة : لا .
قال بالعربية : آسف . ظننتك أجنبية .
ابتسمت قائلة : أيبدو علي ذلك؟
ابتسم بدوره قائلاً: بالنسبة لثيابك و عينيك نعم يبدو ذلك.
قالت: و هل كنت تعتقد بأن الفتيات هنا لا يتمتعن بالجمال .
ضحك قائلاً :بالطبع لا و لكن لا أدري أكرر اعتذاري .
لقد كان شاباً وسيماً يتمتع بحس الفكاهة . كان طويل القامة و بدت ابتسامته ساحرة على الأقل في عينيها.
قطع عليها تفكيرها قائلاً: حسام محمد أعمل كمصور لإحدى المجلات . و مد يده إليها مصافحاً
قالت و هي تمد يدها بدورها : ليلى محمود أعمل كطبيبة و لكن في باريس من فتيات القرية المجاورة. اندهش قائلاً:أنت من القرية مستحيل
قالت:لماذا؟ ألهذه الدرجة تظنون بأن فتيات القرى لا يتمتعن بأي ميزة جمالية؟
قال :ليس هذا ما أقصده و لكن...
قطع عليهما حديثهما صوت القطار فقالت: حسناً أعتقد بأنه القطار الذي أنتظره.
فقال: انتظري سأركب هذا القطار معك فأنا متوجه إلى قرية السعادة.
قالت: مستحيل إنها قريتي ، ماذا ستفعل هناك؟
قال : اركبي القطار و سنتكلم لاحقاً.
جلس بجانبها فقالت: هيا قل لي لماذا تريد الذهاب إلى هناك؟
قال و هو يبتسم: و إن لم أرد إخبارك ، ماذا ستفعلين؟
قالت: إنني فضولية جداً و بعدما ألح عليك لمدة خمس دقائق فقط ستستسلم و تخبرني .
ضحك قائلاً: يا إلهي إنك تبدين كطفلة مع أن مظهرك لا يوحي بذلك.
قالت بغضب مصطنع: لا أسمح لك بمحادثتي بهذه الطريقة و الآن أخبرني ماذا ستفعل في القرية؟
شرد بمخيلته لبعض الوقت و كان يبدو و كأنه يعود إلى الماضي بذاكرته . فقالت له: إلى أين ذهبت؟ ابتسم قائلاً: لم أتحرك من مكاني، و بالنسبة لسبب توجهي إلى القرية فأنا ذاهب لزيارة صديقة تعمل كطبيبة في مشفى القرية.
قالت: قل لي ما اسمها فربما أعرفها .
قال: لا أعتقد فهي تعمل هناك حديثاً بعد أن تزوجت رئيس القسم الطبي في المشفى و اسمه(( حسن خالد)) .
أحست بالاسم يهوي عليها كالصاعقة لم ترد أن تظهر ذلك أمام حسام فارتدت نظارتها الشمسية و أشاحت بوجهها نحو النافذة التي كانت تجلس بجانبها لتخفي دموعها التي انحدرت على وجنتيها من أسفل تلك النظارة السوداء فأسرعت بمسحها .
قال: ماذا هناك لماذا أنت صامتة؟
قالت بصوت مخنوق : لا شيء ولكنني أفضل أن أرى المناظر الطبيعية من النافذة .
نظر إلى وجهها قائلاً : أتبكين بسبب الاسم ؟ من المؤكد أنك تعرفينه .
لم تجب فقد كانت تحترق من الداخل.
فقال: لن أثقل عليك و لكنني أعتقد بأن الإنسان يجب أن يفصح عما في داخله حتى لا يؤدي كبته لمشاعره إلى مشاكل في المستقبل.
نظرت إليه بغضب ثم قالت :لقد دخلت حياتي فجأة و لا يحق لك إلقاء النصائح أو حتى سؤالي عن أي شيء.
أغضبه كلامها فقام من مقعده و هو يقول : حسناً أظن بأنك لم تتقبليني كصديق لذلك أفضل الجلوس في مقعد آخر.
شعرت بندم شديد على ما قالته فهاهي تفقد صديق رحلتها بسبب غبائها و تسرعها. و لكنها عادت لتفكر في حسن من جديد أحست بأن الزمن يعيد نفسه قبل بضعة سنوات غضب منها و نقم عليها لأنها ستتركه و ترحل و الآن تعود لتعرف بأنه تزوج و نسيها فمن الذي يحق له أن يغضب هنا. قطعت عليها تفكيرها تلك الضحكة التي كانت صادرة من الكرسي الذي ورائها التفت لترى حسام يجلس مع فتاة متوسطة العمر لقد كانت جميلة جداً بشعرها الذهبي الطويل و قوامها الممشوق و قد كانا يضحكان بشدة لا تعرف لماذا شعرت بالنقمة عليها.
توقف القطار فقد وصل إلى القرية قامت من مقعدها و حملت حقيبتها الصغيرة و هي تنتظر نزول الركاب الذين أمامها.
كان واقفاً خلفها مع تلك الفتاة لقد كانت تشعر بغيظ كبير و أحست بأنها ستذهب إليها و تخنقها و لكنها تمالكت نفسها و هي تقول: لماذا أنا غاضبة فلا يحق لي التدخل بأحد.
نزلت من القطار و كانت تستعد لأخذ حقائبها عندما أحست بصداع رهيب و من ثم بدوار لم تستطع الاحتمال أحست بأن قدميها لم تعودا تستطيعان حملها و سقطت فاقدة الوعي .
استيقظت لتجد نفسها في مكان غريب هزت رأسها لتنفض ما به من أفكار و بدأت تتذكر ما حدث و أنها فقدت وعيها في محطة القطار . هذا يعني أنها في المشفى
ابتسمت قائلة : يا لسخرية القدر .طبيبة في مكان المرضى.
سمعت ضحكة قادمة من جانبها نظرت لتجده واقفاً : حسام؟ منذ متى و أنت هنا؟
ابتسم قائلاً: منذ أن نقلتك إلى هنا بعد أن فقدت وعيك و لكن يبدو أنك لم تنتبهي لوجودي.
قالت : هل نحن في مشفى القرية؟
أومأ برأسه علامة الإيجاب فأحست بالارتباك و تذكرت حسن نظر إليها قائلاً: ألن أسمع كلمة شكر منك أم ماذا؟
اعتذرت قائلة: آسفة لقد نسيت أن أشكرك . شكراً لك .لم تقل لي ماذا حدث بالضبط ؟
قال: لقد كنت أنظر إليك في محطة القطار و لم أرى سوى أنك سقطت فجأة مغشياً عليك فقمت بنقلك إلى المشفى فأخبروني بأن ما حدث معك كان سببه الإرهاق.
نظرت إليه بغضب قائلة: غريب كيف استطعت ترك الحسناء التي كانت معك و أن تضيع وقتك في نقلي إلى هنا. ثم مالبثت أن قالت لنفسها : يا لي من غبية ، الآن سيظن بأنني مهتمة به
ضحك قائلاً : تقصدين عبير؟ إنها في الخارج و تريد أن تراك. لم ينتظر ردها و إنما خرج و ناداها . دخلت ثم قالت: الحمد لله على سلامتك.
نظرت ليلى بغضب إلى حسام الذي كان يبتسم و قال: نسيت أن أعرفكما على بعضكما عبير هذه ليلى ،ليلى هذه أختي الصغرى عبير.
انفرجت أسارير ليلى و قالت : تفضلي تفضلي بالجلوس .
جلست عبير قائلة: شكراً لك.
قال حسام و هو يخرج من الغرفة : سأترككما لتتحدثان فيما أذهب لأسلم على سمية .
جلست ليلى تتحدث إلى عبير و فجأة دخل حسام و معه فتاة متوسطة الجمال و لكنها بشوشة. عرفت ليلى على الفور بأنها سمية زوجة حسن لم تحبها ليلى و لكنها ظلت صامتة.
قالت سمية: كيف هي صحتك الآن؟
أجابتها ليلى : بخير الحمد لله .
و بعد فترة خرجت سمية و عبير و بقيت ليلى و معها حسام في الغرفة كانت تفكر في مدى غبائها بحيث لم تلحظ الشبه بين عبير و حسام و لكن ما حيرها بأنها لم ترهما مع بعضهما من قبل .
أدارت وجهها لترى حسام ينظر إليها أدار عينيه عنها ثم قال: في ماذا كنت تفكرين؟
لم تجب بل ابتسمت فقط ثم قالت: إنه سر.
قال لها : و الآن هل ستبقين في المشفى أم تودين الخروج؟
قامت من فراشها قائلة: أريد الرحيل فوراً .
قال لها : حسناً جهزي نفسك ريثما أنهي بعض الأشياء.
انتهت من تجهيز نفسها للمغادرة و خرجت من الغرفة و في أثناء سيرها رأت حسام الذي ساعدها في حمل حقائبها .
كان حسن يمشي في الممرات عندما لمح تلك الفتاة التي تخرج من المشفى بصحبة ذلك الشاب. دقق النظر ثم طابقها بالصور الموجودة في ذاكرته إنها ليلى. صعق و أسرع ليستطيع اللحاق بها.
وقفت ليلى تنتظر حسام الذي ذهب ليحضر السيارة التي استأجرها أدارت وجهها لتراه واقفاً أمامها لم تكن تريد رأيته خاصة في هذا الوقت قال لها : لماذا تنظرين إلى هكذا؟
قالت له: ماذا تريد مني يا حسن؟
قال لها: أنسيت حبنا يا ليلى ؟ أم أنك لم تعودي تريدين رأيتي منذ أن تعرفت على ذلك الشاب الذي كان معك .هل هو زوجك؟
نظرت إليه و الدموع في عينيها ثم قالت: حسن توقف إنني أعرف كل شيء أعرف أنك تزوجت ، فلا يحق لك التدخل في حياتي منذ الآن.
صدم حسن لم يكن يتوقع بأن الخبر قد وصل إليها. فقال : ليلى أنا ... لم تستطع ليلى الاحتمال و أجهشت بالبكاء و عندها أتى حسام الذي نزل من السيارة قائلاً: ليلى ما بك ؟ لماذا تبكين؟ ماذا حدث؟
قالت و دموعها مع كل حرف تنطقه: حسام أرجوك خذني من هنا.
ركب حسام السيارة و ركبت ليلى بجانبه . أراد حسن أن يوقفها و لكنه لم يستطع.توقف حسام عند محطة الوقود و كانت ليلى قد هدأت كان يريد أن يسألها عن ذلك الشاب و عن سبب بكائها و لكنه استبدل هذه الأسئلة بأن قال: إلى أين تريدين الذهاب الآن؟
نظرت إليه قائلة: يوجد بيت صغير في نهاية الشارع، سقفه من القرميد، إنه منزل خالتي خذني إليه
نظر إليها ثم قال: حسناً سأذهب لأحضر لي مشروباً هل تريدين أن أحضر لك شيء؟
قالت له : لا شكراً لك. انتظرته في السيارة فأتى بعد فترة و أعطاها كوباً من الشوكولاتة الساخنة . قال لها : أعتقد بأنها ستفيدك.
طوال الطريق ظلا صامتين حتى وصلا إلى بيت خالتها. نزلت من السيارة فأحضر لها حقائبها . هم بالانصراف و لكنها استوقفته قائلة: حسام شكراً على كل شيء
ابتسم قائلاً: لا داعي لذلك .
ذهب فدقت الجرس فتحت لها خالتها التي رحبت بها قائلة: ليلى ما هذه المفاجأة تفضلي يا بنتي.
دخلت ليلى المنزل و وضعت حقائبها على الأرض . قالت خالتها: قولي لي كل ما حدث يا بنتي فلقد انقطعت أخبارك عنا منذ زمن.
قالت ليلى و هي تصعد إلى الأعلى : ليس الآن يا خالتي .. ليس الآن .. دعيني أرتاح و سأقص عليك كل شيء.
قالت خالتها و هي تنظر إليها بحنان : حسناً يا بنتي كما تريدين . صعدت ليلى إلى الغرفة ثم استلقت على السرير و لم تلبث أن غطت في سبات عميق.
:::::::: إن شاء الله يعجبكم اول جزء .... وأنا بانتظار آراءكم ...
::::::::::::: انتظروني مع التكلمة :shy:
..***.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..***..
......... اليوم عندي قصة جديدة لكم وهي من تأليف صديقة لي واسمها Angel_255 ....
وهي بعنوان نار لا تنطفىء ......... قبل أن أحكي لكم أحداث القصة ... أرجو من كل من يريد نقل هذه القصة كتابة اسم المؤلفة Angel_255....... ولكم مني جزيل الشكر :p
:-) :::::::::: الـــــــــــــــقـــــــــــــصــــــــــــــة ::::::::::::: :-)
جلست ليلى كعادتها تحت شجرة السنديان الكبيرة الموجودة في الحديقة المجاورة للبحيرة فقد كان ذلك مكانها المفضل فكثيراً ما كانت تأتي إلى هنا لقراءة كتاب أو لتجلس هي و صديقتها منى لتتحدثان و تتمتعان بمنظر الطبيعة الخلابة.
و لكن اليوم كان هنالك شيئاًُ غير طبيعي في الأمر فلم تفعل ليلى أي شيء من هذا و لكنها جلست تنظر إلى الشجرة و السماء بشكل غريب فقد كانت عيناها تحملان حزناً و هماً كبيراً لمن ينظر إليهما للوهلة الأولى و لكن إن دققنا النظر لرأينا شبح ابتسامة ساخرة لا تريد ظهورها.
و من بعيد جلست منى تراقبها بهدوء مصطنع مع أنها كانت متوترة و مندهشة من نظرة ليلى و لكنها مع ذلك جلست ساكنة من غير حراك يدل على هدوء الأعصاب و ربما البرود و أخيراً قررت أن تعصي أمر ليلى لها بالبقاء في مكانها و ذهبت لتعرف ما هو سر حزنها و ما إن اقتربت حتى لاحظت ليلى قدومها و قامت بالالتفاف إلى الجهة الأخرى حتى لا تلاحظ منى دموعها التي سقطت رغماً عنها لتبلل وجنتيها و لكن الأوان كان قد فات و رأت منى ذلك و هيأ لها أن تلك لم تكن دمعة و لكن شعلة من النار الملتهبة فقامت بمواجهتها فأجهشت ليلى بالبكاء و رمت نفسها في أحضانها فما كان من منى إلا أن حضنتها هي الأخرى.
و من فوق إحدى القوارب على البحيرة القريبة جلس أحمد مع حسن يراقبان هذا المشهد .
و ما كان من أحمد إلا أن قال: ماذا يحدث هل تشاجرتا كالعادة؟
لكن حسن هز رأسه قائلاً : لا أعتقد و لكن ليلى تقلقني ألم تر كيف كانت تنظر إلى الشجرة و ما حولها ثم ترنو إلى السماء لولا أنني أعرفها جيداً لأقسمت بأنها تودعهم.
من شدة اندهاش أحمد لم يقل شيئاً بل اكتفى بفتح فمه ورسم تلك النظرة البلهاء على وجهه و لكن تلك النظرة القلقة المرهفة التي كانت تطل من عيني حسن أوقفته عن ذلك و جعلته يقول بقلق أكبر: أتعتقد ذلك؟
لكن حسن اكتفى بالإشاحة بوجهه و هو يقول: لا أدري و لكن دعنا نتابع ما يحدث. و ما لبث أن أشار إليهما و هو يقول:أنظر لقد توقفتا عن احتضان بعضهما و بدأتا بالتحدث. ترى ماذا تقولان ؟
و في مكان آخر
" ليلى أرجوك أخبريني ما بك لقد كنت طبيعية بالأمس فما الذي حدث اليوم أولاً تمنعينني من القدوم معك إلى هنا ثم الآن تجهشين بالبكاء بدون أن أعرف السبب أرجوك أخبريني" قالت منى ذلك و هي تنظر إلى ليلى.
مسحت ليلى دموعها و هي تقول بمرارة: المشكلة بأنني لا أستطيع أن أخبرك بشيء حتى يحدث كل شيء و ينتهي.
قالت منى بتساؤل : ماذا تقصدين بأنك لا تستطيعين إخباري ؟ لطالما كنا نستطيع أن نخبر بعضنا البعض بكل شيء، ما الذي طرأ؟
قالت ليلى بصوت مكتوم: أرجوك يا منى لا تضغطي علي لا أستطيع إخبارك لأنني أخشى من ردة فعلك.
قالت منى و قد ازداد تساؤلها : ردة فعلي ؟ هل للأمر علاقة بصداقتنا ؟ هل قررت إنهائها؟
قاطعتها ليلى قائلة : تركك؟ هل أنت مجنونة ؟ أيوجد من يمكنه ترك روحه؟
قالت منى : إذاً ما السبب أخبريني أرجوك لا تخفي علي شيئاً أخبريني.
و فجأة قالت ليلى كل شيء و قامت بإلقاء المفاجأة.
و على القارب وقف حسن و قد ازدادت حيرته يتأملهما ثم ما لبث أن قال : ألم تر تلك التغيرات التي كانت تطرأ على وجهيهما في أثناء حديثيهما؟
أدار أحمد رأسه قائلاً: لا أعرف السبب و لكنني أعتقد بأن ما قلته صحيح يبدو أنها قررت ترك المكان.
فقال حسن : نعم يبدو كذلك . ترى ما السبب؟
و في هذه اللحظة صمت الاثنان و هما يتابعان بصمت.
قالت منى بحزن عميق:تتركين المكان لماذا؟ ما الذي حدث؟
قالت ليلى و الدموع تبلل وجنتيها: بسبب طلاق والديً سأنتقل للعيش مع والدتي في باريس.
قالت منى: باريس؟ و لماذا بإمكانك البقاء مع خالتك.
قالت ليلى : لا أقدر لا أستطيع التخلي عن أمي بهذه السهولة يجب أن أقف بجانبها. ثم إنه لدي هناك فرصة جيدة للعمل فقد عرضت علي إحدى المستشفيات الهامة العمل هناك كطبيبة.
قالت منى: لا أصدق ذلك من المستحيل أن تفكر الفتاة التي أعرفها بهذه الطريقة.
قالت ليلى: إن السبب الرئيسي هو أنني أريد أن أبقى مع والدتي ثم إنك بهذه الطريقة تصعبين الأمر علي فأرجوك تفهمي الموقف.
قالت منى: لا أصدق لا أصدق أنك تقولين هذا مستحيل . و أدارت وجهها و هي تعدو بأسرع ما عندها مبتعدة عن المكان و ليلى تناديها قائلة: منى أرجوك سامحيني.
و بسرعة توجه أحمد و حسن إلى اليابسة ثم نزلا ليتحدثا مع ليلى و لكنهما صادفا منى التي كانت تبكي و تقول: سترحل سترحل قررت أن تسافر و تتركني.
فقام حسن و أحمد بتهدئتها ثم ما لبث حسن أن قال بتوتر: أتقصدين ليلى؟ قالت منى : نعم بسبب طلاق والديها ستذهب مع أمها إلى باريس و لكنها لن تعود أبداً.
خيم على المكان صمت عجيب قطعه حسن بقوله : متى؟
قالت منى : على ما أعتقد بأن الطائرة ستقلع بعد ساعتين و قد كانت تنتظرها أمها عندما رحلت. نظر أحمد إلى مكان الشجرة ثم قال: يبدو أنها ذهبت.
قال حسن : حسناً سنذهب إلى المطار و سنحاول أن نثنيها عن الرحيل و إن لم نستطع فسوف نودعها بهدوء.
و في نهاية جملته أحس كل من منى و أحمد بأن سهم اخترق حسن في تلك اللحظة.
و عندما وصلوا إلى المطار و جدوها تستعد لدخول الطائرة .
فصاح أحمد قائلاً:ليلى توقفي.
و لكنها التفت قائلة : آسفة و لكن علي الذهاب وداعاً.
و أسرعت بركوب الطائرة لولا أن يداً أمسكت معصمها فالتفت و قالت بصوت مخنوق: حسن.
قال: نعم حسن الفتى الذي أخلص لك و كنت تريدين الذهاب بدون توديعه.
قالت : أرجوك يا حسن تفهم موقفي إنها والدتي لا أستطيع تركها.
صاح قائلاً : و أنا من يحبك أقصد من كان يحبك. ثم التفت و ذهب تاركاً إياها تناديه.
دعونا نتوقف قليلاً لنعرفكم على أبطال قصتنا الحاليين.
أولاً ليلى: فتاة جميلة تملك شعراً شديد السواد مع عينيين بلون البحر الأزرق و هي تعمل كطبيبة في مستشفى القرية تميل إلى الانطواء بطبعها و لكنها مرحة.
ثانياً منى: فتاة تتمتع بجمال فائق و ذكاء خارق . شعرها أحمر طويل مع عينين بنيتين تعمل كصحفية في إحدى صحف العاصمة التي تقع بالقرب من القرية . تحب المرح و اللهو الصديقة المقربة لليلى.
ثالثاً حسن: من أكثر الفتيان وسامة في القرية يعمل في نفس المشفى الذي تعمل فيه ليلى أيضاً كطبيب. و هو فتى يتمتع ببعض الرومانسية و لكنه جدي و طموح.
و أخيراً و ليس آخراً أحمد: فتى وسيم يعمل كمهندس معماري. يتمتع بحس الفكاهة و يحب كتابة الشعر.
حسناً دعونا نعود لقصتنا.
كانت منى تتلقى الرسائل من ليلى كل أسبوع حتى انقطعت فجأة عن مراسلتها لمدة سنتين كانتا أشبه بمائة عام بالنسبة لمنى التي ظنت بأن طارئاً قد حصل و لكنها مع ذلك كانت تذهب إلى مركز البريد في نفس الموعد الذي كانت تستلم فيه رسائل ليلى . و في ذلك اليوم ارتدت منى ثيابها كعادتها و نزلت إلى مكتب البريد .
منى : صباح الخير يا سيد ربيع.
السيد ربيع مرحباً: أهلاً يا ابنتي تفضلي بالجلوس حتى أرى إن كانت هنالك رسالة باسمك.
جلست منى كعادتها بشوق الذي كان دائماً ينتهي بخيبة أمل.
السيد ربيع: تفضلي لقد وجدت هذه.
منى بفرح: من من؟
السيد ربيع: أعتقد أن الاسم المكتوب ليلى.... و لم يستطع إكمال جملته لأن منى سحبت الرسالة قائلة: ليلى و أخيراً.
واندفعت خارجة لكن السيد ربيع أوقفها قائلاً: انتظري نسيتي أن توقعي على استلام الرسالة .
قامت منى بالتوقيع ثم اندفعت بسرعة حتى وصلت إلى شجرة السنديان الكبيرة لتجلس لقراءة الرسالة
" عزيزتي: منى
لقد مر زمن طويل لم أكتب لك فيه و ذلك بسبب مرض والدتي التي اكتشفت أنها مصابة بسرطان لا أمل بالشفاء منه . و قد توفيت قبل فترة و قد كتبت هذه الرسالة لأعلمك بأنني أخذت إجازة لأقضيها معكم . سأحضر في وقت قريب . بلغي سلامي للجميع.
المخلصة دوماً: ليلى "
قامت فرحة لتبلغ الجميع بهذا الخبر و في أثناء سيرها قابلت حسن الذي كان عائداً من المشفى و قالت: ليلى ستعود لقد تلقيت رسالة منها و قالت بأنها ستعود قريباً .
كان الخبر أشبه بصدمة وقعت على رأس حسن و لكنه تمالك نفسه قائلاً : متى؟
قالت و هي تدقق النظر في وجهه : لا أعرف و لكنني كنت أ‘تقد بأنك ستكون .... توقفت بغتة و هي تقول :آسفة جداً نسيت أنك تزوجت .
نعم فقد تزوج حسن فتاة تعرف عليها عندما كان في العاصمة ، إنها ابنة إحدى الأطباء المشهورين هناك.
قال حسن و هو يحاول نفض زواجه من حياته الآن : أرجو أن تطلعيني على كل جديد بخصوص الموضوع. و ذهب تاركاً إياها تفكر كيف سيكون وقع هذا الخبر على ليلى.
نزلت تلك الفاتنة من الطائرة التي بدت أشبه بأميرة باريسية لولا اللون الأسود الذي كانت ترتديه ثم استقلت أول سيارة أجرة توقفت في المطار و عندما وصلت إلى محطة القطار بالعاصمة جلست تنتظر و بدأت تتذكر كل شيء رحيلها . تركها لأصدقائها . مرض والدتها ثم وفاتها و لم يقطع عليها شريط ذكرياتها سوى قدوم ذلك الشاب الذي جلس بجانبها قائلاً بالإنجليزية : أتمانعين؟
فأجابت بعربية سليمة : لا .
قال بالعربية : آسف . ظننتك أجنبية .
ابتسمت قائلة : أيبدو علي ذلك؟
ابتسم بدوره قائلاً: بالنسبة لثيابك و عينيك نعم يبدو ذلك.
قالت: و هل كنت تعتقد بأن الفتيات هنا لا يتمتعن بالجمال .
ضحك قائلاً :بالطبع لا و لكن لا أدري أكرر اعتذاري .
لقد كان شاباً وسيماً يتمتع بحس الفكاهة . كان طويل القامة و بدت ابتسامته ساحرة على الأقل في عينيها.
قطع عليها تفكيرها قائلاً: حسام محمد أعمل كمصور لإحدى المجلات . و مد يده إليها مصافحاً
قالت و هي تمد يدها بدورها : ليلى محمود أعمل كطبيبة و لكن في باريس من فتيات القرية المجاورة. اندهش قائلاً:أنت من القرية مستحيل
قالت:لماذا؟ ألهذه الدرجة تظنون بأن فتيات القرى لا يتمتعن بأي ميزة جمالية؟
قال :ليس هذا ما أقصده و لكن...
قطع عليهما حديثهما صوت القطار فقالت: حسناً أعتقد بأنه القطار الذي أنتظره.
فقال: انتظري سأركب هذا القطار معك فأنا متوجه إلى قرية السعادة.
قالت: مستحيل إنها قريتي ، ماذا ستفعل هناك؟
قال : اركبي القطار و سنتكلم لاحقاً.
جلس بجانبها فقالت: هيا قل لي لماذا تريد الذهاب إلى هناك؟
قال و هو يبتسم: و إن لم أرد إخبارك ، ماذا ستفعلين؟
قالت: إنني فضولية جداً و بعدما ألح عليك لمدة خمس دقائق فقط ستستسلم و تخبرني .
ضحك قائلاً: يا إلهي إنك تبدين كطفلة مع أن مظهرك لا يوحي بذلك.
قالت بغضب مصطنع: لا أسمح لك بمحادثتي بهذه الطريقة و الآن أخبرني ماذا ستفعل في القرية؟
شرد بمخيلته لبعض الوقت و كان يبدو و كأنه يعود إلى الماضي بذاكرته . فقالت له: إلى أين ذهبت؟ ابتسم قائلاً: لم أتحرك من مكاني، و بالنسبة لسبب توجهي إلى القرية فأنا ذاهب لزيارة صديقة تعمل كطبيبة في مشفى القرية.
قالت: قل لي ما اسمها فربما أعرفها .
قال: لا أعتقد فهي تعمل هناك حديثاً بعد أن تزوجت رئيس القسم الطبي في المشفى و اسمه(( حسن خالد)) .
أحست بالاسم يهوي عليها كالصاعقة لم ترد أن تظهر ذلك أمام حسام فارتدت نظارتها الشمسية و أشاحت بوجهها نحو النافذة التي كانت تجلس بجانبها لتخفي دموعها التي انحدرت على وجنتيها من أسفل تلك النظارة السوداء فأسرعت بمسحها .
قال: ماذا هناك لماذا أنت صامتة؟
قالت بصوت مخنوق : لا شيء ولكنني أفضل أن أرى المناظر الطبيعية من النافذة .
نظر إلى وجهها قائلاً : أتبكين بسبب الاسم ؟ من المؤكد أنك تعرفينه .
لم تجب فقد كانت تحترق من الداخل.
فقال: لن أثقل عليك و لكنني أعتقد بأن الإنسان يجب أن يفصح عما في داخله حتى لا يؤدي كبته لمشاعره إلى مشاكل في المستقبل.
نظرت إليه بغضب ثم قالت :لقد دخلت حياتي فجأة و لا يحق لك إلقاء النصائح أو حتى سؤالي عن أي شيء.
أغضبه كلامها فقام من مقعده و هو يقول : حسناً أظن بأنك لم تتقبليني كصديق لذلك أفضل الجلوس في مقعد آخر.
شعرت بندم شديد على ما قالته فهاهي تفقد صديق رحلتها بسبب غبائها و تسرعها. و لكنها عادت لتفكر في حسن من جديد أحست بأن الزمن يعيد نفسه قبل بضعة سنوات غضب منها و نقم عليها لأنها ستتركه و ترحل و الآن تعود لتعرف بأنه تزوج و نسيها فمن الذي يحق له أن يغضب هنا. قطعت عليها تفكيرها تلك الضحكة التي كانت صادرة من الكرسي الذي ورائها التفت لترى حسام يجلس مع فتاة متوسطة العمر لقد كانت جميلة جداً بشعرها الذهبي الطويل و قوامها الممشوق و قد كانا يضحكان بشدة لا تعرف لماذا شعرت بالنقمة عليها.
توقف القطار فقد وصل إلى القرية قامت من مقعدها و حملت حقيبتها الصغيرة و هي تنتظر نزول الركاب الذين أمامها.
كان واقفاً خلفها مع تلك الفتاة لقد كانت تشعر بغيظ كبير و أحست بأنها ستذهب إليها و تخنقها و لكنها تمالكت نفسها و هي تقول: لماذا أنا غاضبة فلا يحق لي التدخل بأحد.
نزلت من القطار و كانت تستعد لأخذ حقائبها عندما أحست بصداع رهيب و من ثم بدوار لم تستطع الاحتمال أحست بأن قدميها لم تعودا تستطيعان حملها و سقطت فاقدة الوعي .
استيقظت لتجد نفسها في مكان غريب هزت رأسها لتنفض ما به من أفكار و بدأت تتذكر ما حدث و أنها فقدت وعيها في محطة القطار . هذا يعني أنها في المشفى
ابتسمت قائلة : يا لسخرية القدر .طبيبة في مكان المرضى.
سمعت ضحكة قادمة من جانبها نظرت لتجده واقفاً : حسام؟ منذ متى و أنت هنا؟
ابتسم قائلاً: منذ أن نقلتك إلى هنا بعد أن فقدت وعيك و لكن يبدو أنك لم تنتبهي لوجودي.
قالت : هل نحن في مشفى القرية؟
أومأ برأسه علامة الإيجاب فأحست بالارتباك و تذكرت حسن نظر إليها قائلاً: ألن أسمع كلمة شكر منك أم ماذا؟
اعتذرت قائلة: آسفة لقد نسيت أن أشكرك . شكراً لك .لم تقل لي ماذا حدث بالضبط ؟
قال: لقد كنت أنظر إليك في محطة القطار و لم أرى سوى أنك سقطت فجأة مغشياً عليك فقمت بنقلك إلى المشفى فأخبروني بأن ما حدث معك كان سببه الإرهاق.
نظرت إليه بغضب قائلة: غريب كيف استطعت ترك الحسناء التي كانت معك و أن تضيع وقتك في نقلي إلى هنا. ثم مالبثت أن قالت لنفسها : يا لي من غبية ، الآن سيظن بأنني مهتمة به
ضحك قائلاً : تقصدين عبير؟ إنها في الخارج و تريد أن تراك. لم ينتظر ردها و إنما خرج و ناداها . دخلت ثم قالت: الحمد لله على سلامتك.
نظرت ليلى بغضب إلى حسام الذي كان يبتسم و قال: نسيت أن أعرفكما على بعضكما عبير هذه ليلى ،ليلى هذه أختي الصغرى عبير.
انفرجت أسارير ليلى و قالت : تفضلي تفضلي بالجلوس .
جلست عبير قائلة: شكراً لك.
قال حسام و هو يخرج من الغرفة : سأترككما لتتحدثان فيما أذهب لأسلم على سمية .
جلست ليلى تتحدث إلى عبير و فجأة دخل حسام و معه فتاة متوسطة الجمال و لكنها بشوشة. عرفت ليلى على الفور بأنها سمية زوجة حسن لم تحبها ليلى و لكنها ظلت صامتة.
قالت سمية: كيف هي صحتك الآن؟
أجابتها ليلى : بخير الحمد لله .
و بعد فترة خرجت سمية و عبير و بقيت ليلى و معها حسام في الغرفة كانت تفكر في مدى غبائها بحيث لم تلحظ الشبه بين عبير و حسام و لكن ما حيرها بأنها لم ترهما مع بعضهما من قبل .
أدارت وجهها لترى حسام ينظر إليها أدار عينيه عنها ثم قال: في ماذا كنت تفكرين؟
لم تجب بل ابتسمت فقط ثم قالت: إنه سر.
قال لها : و الآن هل ستبقين في المشفى أم تودين الخروج؟
قامت من فراشها قائلة: أريد الرحيل فوراً .
قال لها : حسناً جهزي نفسك ريثما أنهي بعض الأشياء.
انتهت من تجهيز نفسها للمغادرة و خرجت من الغرفة و في أثناء سيرها رأت حسام الذي ساعدها في حمل حقائبها .
كان حسن يمشي في الممرات عندما لمح تلك الفتاة التي تخرج من المشفى بصحبة ذلك الشاب. دقق النظر ثم طابقها بالصور الموجودة في ذاكرته إنها ليلى. صعق و أسرع ليستطيع اللحاق بها.
وقفت ليلى تنتظر حسام الذي ذهب ليحضر السيارة التي استأجرها أدارت وجهها لتراه واقفاً أمامها لم تكن تريد رأيته خاصة في هذا الوقت قال لها : لماذا تنظرين إلى هكذا؟
قالت له: ماذا تريد مني يا حسن؟
قال لها: أنسيت حبنا يا ليلى ؟ أم أنك لم تعودي تريدين رأيتي منذ أن تعرفت على ذلك الشاب الذي كان معك .هل هو زوجك؟
نظرت إليه و الدموع في عينيها ثم قالت: حسن توقف إنني أعرف كل شيء أعرف أنك تزوجت ، فلا يحق لك التدخل في حياتي منذ الآن.
صدم حسن لم يكن يتوقع بأن الخبر قد وصل إليها. فقال : ليلى أنا ... لم تستطع ليلى الاحتمال و أجهشت بالبكاء و عندها أتى حسام الذي نزل من السيارة قائلاً: ليلى ما بك ؟ لماذا تبكين؟ ماذا حدث؟
قالت و دموعها مع كل حرف تنطقه: حسام أرجوك خذني من هنا.
ركب حسام السيارة و ركبت ليلى بجانبه . أراد حسن أن يوقفها و لكنه لم يستطع.توقف حسام عند محطة الوقود و كانت ليلى قد هدأت كان يريد أن يسألها عن ذلك الشاب و عن سبب بكائها و لكنه استبدل هذه الأسئلة بأن قال: إلى أين تريدين الذهاب الآن؟
نظرت إليه قائلة: يوجد بيت صغير في نهاية الشارع، سقفه من القرميد، إنه منزل خالتي خذني إليه
نظر إليها ثم قال: حسناً سأذهب لأحضر لي مشروباً هل تريدين أن أحضر لك شيء؟
قالت له : لا شكراً لك. انتظرته في السيارة فأتى بعد فترة و أعطاها كوباً من الشوكولاتة الساخنة . قال لها : أعتقد بأنها ستفيدك.
طوال الطريق ظلا صامتين حتى وصلا إلى بيت خالتها. نزلت من السيارة فأحضر لها حقائبها . هم بالانصراف و لكنها استوقفته قائلة: حسام شكراً على كل شيء
ابتسم قائلاً: لا داعي لذلك .
ذهب فدقت الجرس فتحت لها خالتها التي رحبت بها قائلة: ليلى ما هذه المفاجأة تفضلي يا بنتي.
دخلت ليلى المنزل و وضعت حقائبها على الأرض . قالت خالتها: قولي لي كل ما حدث يا بنتي فلقد انقطعت أخبارك عنا منذ زمن.
قالت ليلى و هي تصعد إلى الأعلى : ليس الآن يا خالتي .. ليس الآن .. دعيني أرتاح و سأقص عليك كل شيء.
قالت خالتها و هي تنظر إليها بحنان : حسناً يا بنتي كما تريدين . صعدت ليلى إلى الغرفة ثم استلقت على السرير و لم تلبث أن غطت في سبات عميق.
:::::::: إن شاء الله يعجبكم اول جزء .... وأنا بانتظار آراءكم ...
::::::::::::: انتظروني مع التكلمة :shy: