PDA

View Full Version : أسرار تهرّب سفير زيباري في هولندا من مساعدة د. المطلق عندما أٌحتجز في مطار أمستردام


ثابت الجنان
17-06-2006, 02:26 AM
بقلم وشهادة: سمير عبيد

في الرابع عشر من الشهر الجاري رن هاتفي الجوال صباحا، وإذا بالمتكلم أحد الأصدقاء العرب المقيمين في هولندا، وإذا به يخبرني بأن أحد البرلمانيين العراقيين تعرض الى توقيف في مطار أمستردام ،ولقد سُحب جواز سفره، فطلبت منه أسم هذا البرلماني فلم يستطع الإجابة، ولكن الأوصاف التي أعطاها لي تنطبق على الدكتور صالح المطلق، فنهضت وإتصلت بصديق فكوّنا خلية أزمة من خلال الإتصالات بكتلة المطلق في بغداد فلم نفلح، وهكذا بالأخوة في عمّان فحصلنا على بعض الأرقام الجوالة التي يستخدمها المطلق، إضافة للأرقام التي بحوزتنا سلفا بحكم الصداقة بينا وبينه إسوة ببعض البرلمانيين العراقيين، فقمت بالإتصال بمراسل صحيفة ( نيويورك تايمز) عن طريق صديق أجنبي وأخبرته بما يحصل في أمستردام وأعطيته هاتفي، وهكذا إتصلت بأحد الصحفيين الإيطاليين الكبار والمتعاطفين مع الشعب العراقي ولكننا لم نفلح بالحديث معه، فقاربت الساعة حيث ( الضحى) فرن هاتفي فإذا بالدكتور ( صالح المطلق) في وضع نفسي لا يسّر وهو يشكو لي بأنه تعرض الى منعه من الركوب في الطائرة المغادرة الى عمان لأن جواز سفره ليس دبلوماسيا وليس فيه حصانه، بل هو يُعطى الى المستخدمين بالسفارات العراقية ( حسب قول سلطات المطار) بعد هذا قال لي المطلق ( لقد شرحت لهم موقعي السياسي وموقعي في البرلمان العراقي وتاريخي في العراق... فلم يفلح الكلام.. بل أحد المحققين أخبرني كان في مدينة السماوة فتوقعت سيعرفني أو يسهل الأمور وإذا به يزيد من الإستفزاز ضدي ــ والكلام للدكتور المطلق).. أخبرته بالهدوء وعدم الإحتكاك بهم وسوف نقوم بالإتصالات وفعلا طلبت السفارة العراقية في هولندا كونها المعنية بالأمر والقريبة على موقع الحدث، ودار ما يلي، وكي تكون شهادة للتاريخ:




مأمور البدالة: من المتكلم؟

ــــــــ : أنا سمير عبيد/ مواطن عراقي أريد أتكلم مع سعادة السفير لأمر مهم وخطير

مأمور البدالة: هل أنت سمير عبيد الكاتب والصحفي؟

ـــــــــ: نعم هو أنا ( وظننت ستسهّل المهمة) وبنفس الوقت أحسست بالعكس.

المأمور: أنتظر سأحولك.

سيدة: أهلا .. من المتكلم؟

ـــــــ: أنا سمير عبيد/ من فضلك أريد التحدث مع سعادة السفير ــ سيامند البنا ــ لأمر مهم وخطير؟

وبعد إنتظار 5 دقائق....

سيدة: قالت لي: السفير في إجتماع مغلق ولا يتمكن من الحديث معك...فالذي عندك أنا أسمعه

ـــــــــ:طيب من أنتِ؟ وما هي صفتك؟

سيدة: لا يهم.. المهم أعطني ما عندك ورقم هاتفك؟

ــــــ: سيدتي... الأمر خطير ومهم أرجو تحويلي الى الرجل الثاني؟

سيدة: إنتظر

ـــــ انتظرت حوالي بين 7 ــ 10 دقائق فقالت لي:

سيدة: الوزير المفوض أيضا في إجتماع آخر ولا يتمكن من الحديث معك/ وطبعا هو ( أحمد ناظم).

ـــــ طيب هل يوجد قنصل أو شخص آخر

سيدة: لا يوجد إلا أنا....

ــــــ: طيب من أنتِ كي أعرف ؟

سيدة: لا يهم المهم قل ما عندك وقبلها رقم هاتفك/ وبصيغة تهكمية.

ــــــــــــــــ:هل هذه سفارة العراق أم بيت كي تخفي أسمك وموقعك، أنا مواطن عراقي ومن حقي أن أتكلم مع أعضاء السفارة وسبق وقلت الأمر هام... فهناك رئيس كتله برلمانية وعضو برلمان وهو الدكتور صالح المطلق محتجز في مطار أمستردام وفي حالة يرثى لها.. أين أنتم من مساعدته.

سيدة: وهل هذا الشيء المهم؟

ـــ نعم هذا المهم، وهل هذا ينظرك تافه... وقولي الى سيدك سأتصل بالحكومة العراقية وسوف نثيرها إعلاميا وأنتِ وسيدك السفير تتحملون المسؤولية لما يحصل للدكتور المطلق وللإثارة الإعلامية.

سيدة: إعمل ما تشاء.




بعد فترة إتصل بي الدكتور المطلق وقال ( إتصلت بي صحيفة نيويورك تايمز) وأعطيت حديثا حول الحالة، قلت له ما دار مع السفارة، وقلت له أبق معي على الخط... فتحدثت مع الأستاذ وكيل وزير الخارجية ( سعد الحياني):

ـــــ :أستاذ سعد... هناك الدكتور المطلق في مطار أمستردام محتجز، ومُنع من صعود الطائرة، وهناك على ما يبدو حرب نفسية ضده، وجواز السفر الذي عنده ظهر خلوه من الحصانة الدبلوماسية، فأحسست إن السيد الحياني تألم وسمعته أخبر معاونيه بالذهاب لأرشيف الجوازات لمعرفة نوع الجواز وصلاحيته وقال لي أبق على أتصال معي أول بأول.




ومرت ساعات ولم نحصل على أي مؤشر لا من السفارة ولا من الوزارة المبجلة بقيادة زيباري، حينها إتصلت بمكتب رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي فلمست تجاوبا ممتازا، وإمتعاضا لما حصل للدكتور المطلق في مطار أمستردام ، وعرفت بعدها أن السيد رئيس الوزراء تابع الأمر بشخصه مع وزارة الخارجية وطلب معرفة أبعاد القضية ،بعدها إتصلت بالدكتور المطلق فقال لي ( إتصلت دائرة المراسم من بغداد لمدة 3 دقائق وفقط سألوني مالذي يحصل لأن مكتب رئيس الوزراء إتصل بهم ) وأغلقوا الخط ولم يتصلوا بعد إطلاقا... فأخبرت السيد المطلق بالثبات والقوة فهناك على ما يبدو نيّه خبيثة مبيته ضدك شخصيا.




حينها إتصلت بأحد الصحفيين الإيطاليين فوجدته فأخبرته بالقصة وطلبت المساعدة، وبعد ساعة إتصل بي أحد الأساتذة الكبار من العراقيين والذي رفض الإفصاح عن إسمه للصحافة حيث إتصل بالسفيرة الهولندية في البلد الذي هو فيه وأخبرها بالموضوع، فثارت ثائرتها وكتبت الى سلطات بلدها، وأخبرني أنها قالت ( إذا تبين أن جواز سفره يحمل صفته السياسية فهذه مشكلة كبيرة وسوف يُعقد مجلس النواب لتقديم الإعتذار الى النائب والى الحكومة العراقية)... فقلت عجبا دولة أوربية ( هولندا) على وشك عقد جلسة طارئة ومجلس النواب العراقي ووزارة الخارجية العراقية والسفارة العراقية في هولندا وسفيرها الكردي ( سيامند البنا) يبعد عنه بضع كيلو مترات ولم يقدموا شيئا ولا حتى يعلموا... الله أكبر .......!.




فرفعت سماعة الهاتف وطلبت الدكتور ( محمود المشهداني) وهو رئيس مجلس النواب العراقي فقلت له ( دكتور محمود... ويا سيادة الرئيس هل تعلم إن مجلس نواب هولندا سيجتمع حول ما تعرض ويتعرض له الدكتور صالح المطلق في مطار أمستردام وأنتم لا تعلمون؟) فأخبرني وبكل صراحه وشفافية يستحق التهنئة عليها ( والله يا أستاذ سمير لا أعلم ولا أحد يعلم والأمور هاي مخبوصه وضحك / عرفت معنى ضحكته الذكية) وأردف وقال ( سوف أتصل برئيس الجمهورية وبزملائي في مجلس رئاسة النواب وما يحصل لا يجوز إطلاقا) والى هنا والزمن يمضي والطائرة غادرت الى عمان، وهناك أشخاص من سلطات المطار يراقبان الدكتور بدقه حتى ذات مره إبتعد عن حقيبته أثناء التحدث بالهاتف ، طالبه أحدهم بحملها أو لا يجوز الإبتعاد عنها وكلها تصب في خانة الضغط النفسي وهذا ما كان يخبرني به الدكتور المطلق أول بأول ويخبر الذين إتصلوا به بنفس طريقتي، بعدها تمت إتصالات بيننا وبين بعض أعضاء مجلس النواب وبعض السياسيين العراقيين لأننا أحسسنا بأن الإهانة ليست موجه الى الدكتور المطلق لوحده بل الى العراق كله وللشعب العراقي والى التيار العروبي بالذات، والى الذين ينادون بوحدة العراق وعدم التنازل عن مدينة كركوك،والإصرار على تعديل بعض فقرات الدستور.




وهذا ما فسره عدم تحرك السفير الكردي في هولندا لمساعدة الدكتور المطلق، والذي هو بمثابة وزير خصوصا وهو رئيس كتله برلمانية في البرلمان العراقي، فيفترض يأتي السفير صاغرا لتقديم خدماته للمطلق والى غير المطلق والذين بموقع المطلق.... فأخبرنا المطلق بأنهم تعرضوا لنفس الإسلوب في مدريد عندما كان مع بعض البرلمانيين هناك حيث لم يكلّف نفسه السفير العراقي في مدريد حتى بالسلام عليهم أو تقديم التحية عبر الهاتف وهو يعلم بنا أي السفير وحسب كلام المطلق.




وهكذا تكرر الأمر في العاصمة النمساوية فيينا حيث بقي وفد كبير من البرلمانيين العراقيين ومن مجلس الشورى ومجلس القضاء الأعلى وبعض الأكاديميين والوجهاء ورجال الدين ولمدة 5 أيام في مدينة ( بادن) والتي تبعد عن فيينا بــ 30 دقيقة وعلى ضيافة النادي الأوربي والأمم المتحدة ولكن السفير الكردي في فيينا ( طارق عقراوي) لم يكلف نفسه بالقدوم ولا حتى السلام على أعضاء الوفود والسبب على ما يبدو لأنهم كانوا يناقشون قضية ( الفيدرالية)... ولكنه عندما يحضر حفل الهولوكست في فيينا وذلك في 7/5/2006 هو وعائلته كان لديه الوقت الكافي ( حسب ما نشر في صحيفة الوطن والمواقع الإلكترونية).




فلا ندري هل هي تعليمات من الوزير زيباري لهؤلاء السفراء؟




أم هي تعليمات حزبية من الأحزاب الكردية التي ينتمون لها؟




هل هؤلاء سفراء أم رؤوساء... فيبدو هم فوق العراق والقانون والمنطق والأخلاق؟




من المسؤول عن كل هذا الإتهيار والإستهتار... ألم تكن الأحزاب السياسية التي تصر على نظام المحاصصة؟




ما ذنب العراق والشعب العراقي أن يهان يوميا وبهذه الطريقة وغيرها؟




ما ذنب الدكتور صالح المطلق عندما يتعرض لكل هذه الضغوطات النفسية وهو البرلماني ورئيس الكتلة المعروفة؟




ألا يحق للشعب العراقي وللبرلمانيين الشرفاء طلب مسائلة الوزير زيباري في مقر البرلمان.. وكذلك طلب تغيير هؤلاء السفراء الذين أهانوا العراق والشعب العراقي في مناسبات كثيرة،وليس لديهم إلا تطبيق تعليمات أحزابهم وتكريد السفارات، وأصدار جوازات السفر لغير العراقيين بحيث وصل نفوس الأكراد الأن الى 10 مليون نسمه؟




ألا يحق للشعب العراقي وللشرفاء في البرلمان وفي مواقع الدولة طلب إنتزاع وزارة الخارجية من الأكراد... وألا يحق فتح التحقيق بكل صغيرة وكبيرة، وخصوصا بعملية تكريد السفارات والوزارة ومسألة الفساد الإداري والمالي في الوزارة والسفارات، وكذلك بعملية الإستيلاء على أملاك العراق في الخارج من قبل الأكراد ، ومسألة بيع عقارات وأملاك عائلات النظام وأفراد النظام والمنتشرة في أوربا والسرية منها والتي لا تعرفها إلا مجموعة قليلة ومعروفة في وزارة الخارجية، ناهيك عن الحسابات السرية التابعة للنظام ولرجالاته والتي تم سحب قسما كبيرا منها من قبل هؤلاء وبالإتفاق مع المافيا الدولية أو عن طريق الكومشن في دول أوربية.... ألا يستحق هذا تحقيقا يا مفوضية النزاهة ويا رئيس الوزراء ويا رئيس البرلمان، وألا يستحق الشرفاء الذين منعوا من العمل في وظائفهم في الخارج في ( السفارات والقنصليات) قسرا لأنهم عربا ،ولأنهم من الشرفاء ولم يسكتوا على الإنهيار والفساد...... ألا يستحق هذا تحقيقا كبيرا؟




هل ضاع العراق ونستسلم للأمر الواقع والمرير...أم عندكم قول آخر يا شرفاء العراق؟




كاتب وصحفي عراقي

16/6/2006