PDA

View Full Version : (حرب لبنان) .. تهجير الرعايا وشبح الاجتياح يلوح من جديد


حفيد حمزة
18-07-2006, 08:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن التهجير المكثف ونزوح الرعايا الأجانب وخصوصاً الأوروببيين بهذا الشكل المكثف وبإشراف مباشر من دولهم وكذلك الأمم المتحدة يضع أمام أعيننا شبح الاجتياح الذي حدث عام 1982 مرة أخرى..

ولقد قرأت هذا المقال في إحدى الصحف وعنوانها "الشمس" وهو يتكلم عن الموضوع بشكل أكثر تفصيلاً

هل نحن أمام اجتياح 82 جديد ؟!

الحركة النشطة للدول الغربية بترحيل رعاياها من لبنان يعطي مؤشراً بأن الحل الدبلوماسي للأزمة لازال بعيداً..

فبريطانيا ارسلت سفينيتن حربيتين وأجلت أربعين من رعايها باستخدام مروحية وتنظر في ترحيل عشرة آلاف بريطاني أمّا فرنسا التي لديها عشرين ألفاً من رعاياها في لبنان فقد أوفدت رئيس وزرائها للاشراف على عملية الترحيل وقد يكون في ذلك شيء من التضامن مع اللبنانيين كما أوردت ذلك وكالة الأنباء الفرنسية.

فالولايات المتحدة الامريكية تعد خطة لترحيل خمسة وعشرين الف امريكي من لبنان الى قبرص ، وكندا خصصت سفن تجارية لنقل أربعين ألف كندي عن طريق البحر ،أما السويد فقد غادر نحو ألف وثلاثمائة سويدي براً الى سوريا.

عمليات الترحيل هذه تفيد بأن الأمور لا تسير باتجاه الإنفراج وأن دبابات الميركاقا تعد العدة للاجتياح فإذا كان البعض يعتقد أن المسألة هي خروج الأمور عن السيطرة ويشبهها بالمغامرة فإن الأمر لا يبدو كذلك..

أسر جنديين لايستحق كل هذا العناء ولا أحد يتحدث عن الأسرى العرب في السجون الاسرائيلية وبعيداً عن المعايير القيمية فيبدو أن حادثة الاختطاف هي قريبة من حادثة المنشة حين ضرب داي الجزائر بمنشته على وجه القنصل الفرنسي لتتخذها فرنسا ذريعة لاحتلال الجزائر..

لا الوساطات ولا المناخ ولا تسلسل الاحداث ولا فائض النار يشير إلى أن ما حدث هو مواجهة محدودة وهو ما تجيده اسرائيل لأنها تدرس في السابق جيداً حجم كل عدوان وحدوده.

ولا يعتقد عاقل ان الأمر مجرد تخبط سياسي جاهل كل ذلك يعيد للأذهان اجتياح اسرائيل للأراضي اللبنانية سنة 1982 مسيحي.

وقد يكون من المفيد هنا الربط بين دعوات اخراج سوريا وانسحابها من لبنان وعما إذا كان جزء من الخطة التي أدت إلى هذا الوضع.

فسحب الغطاء الاقليمي جعل لبنان يقف في مواجهة ترسانة العدو الاسرائيلي.

ولغة الحياد التي يحاول البعض استخدامها بعد تفكك المسارات لن تجدي في تغيير احداثيات الاجندة الاسرائيلية فالقصف الجوي وتدمير خطوط المواصلات وضرب البنية التحتية ليس مجرد ضربة انتقامية وقد يشكل خطوة تمهيدية أمام اجتياح القوات البرية.

وكل الظروف للأسف مناسبة لذلك ..

من المفيد أن نمسك الخارطة بشكل صحيح وأن نحاول قراءة الأحداث في سياقها وفي كل ذلك علينا أن نتذكر أنه لا شيء مطلوب من النظام الرسمي العربي فالزج به لا يعني سوى الخسارة.

أمين لجنة التحرير