(سوالف مضحكة) .. التغطيات الإعلامية العربية ولعبة القط والفأر بين الجزيرة والعربية

[حفيد حمزة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المتابع للتغطيات الإعلامية العربية للحرب على لبنان تستوقفه بعض التفاصيل المضحكة والمثيرة للإستغراب .. ففي الوقت الذي نحيي فيه جهود بعض الإعلامين الذين يقفون بشجاعة واستبسال فوق أرض المعركة والصواريخ تقصف من وراء ظهورهم وأحياناً تمر من فوق رؤوسهم إلا أننا لايمكن أن ننكر بأن القائمين على هذه القنوات كل يغني على ليلاه ، وليلاه هذه هي الحكومة التي تنتمني إليها القناة الفضائية التي تبث منها..

تعالوا لنشاهد بعض هذه المفارقات المثيرة للسخرية والدهشة والإستغراب..

1- طبعاً أول قناتين يثير تنافسهما ضحك كل متلقي هما الجزيرة والعربية ، فمايفعلانه لم يعد تنافساً بل هو حرب باردة بطريقة تثير الإشمئزاز أحياناً وتثير الضحك لدرجة القهقهة أحيان أخرى.. فبعد التقليد الصريح بين كل واحدة منهما الأخرى في بعض البرامج مثل برامج الصباح وغيرها.. هاهما يعلنان بشكل واضح الحرب الباردة بينهما ، خاصة بعد اتهام الحكومة السعودية (التي تميل لها العربية) للجزيرة (التابعة للدوحة) بأنها تنتقد بشكل صارخ وغير مقبول تصرفات الحكومة السعودية الأمر الذي أوقد تلك الحرب بين القناتين ... ولكن في تغطية الحرب على لبنان بالذات استوقفتني بعض النقاط حول القناتين منها:

أ- http://img86.imageshack.us/img86/4135/arabialogosn8.jpg بدأت في تغطياتها بلمحة فيها شيء من الإبداع ( مع مافيه من التقليد للقنوات الغربية طبعاً ) بالشرح المصور (جرافيكس) بالتفصيل للعمليات العسكرية من جانبي حزب الله والكيان الصهيوني ..
الجزيرة لم تكذب خبر ، فقط يومين بعدها وبدأت بسرعة شديدة بتقليد نفس "الحركة" وصارت تقدم تقارير لاتختلف كثيراً في محتواها ومضمونها عن ماتقدمه العربية من تحليلات عسكرية مصورة يقدمها شخص آخر غير مقدمي النشرات أو المحللين المعروفين ، في تقليد أعمى مثير للسخرية ، شخصياً أعتبر هذا ضمن المنافسة الغبية بين القناتين .. فالأجدى أن تقوم قناة الجزيرة بخلق شيء جديد يختلف عن الأخرى بدل تقليدها .. وأعزو ذلك إلى أن رئيس قناة الجزيرة (وضاح خنفر) هو دون مستوى العمل الموكل إليه.. لأننا شاهدناه فجأة ينتقل من مراسل عادي في حرب العراق إلى رئيس لقناة بمستوى الجزيرة .. شيء مثير للعجب... والأسف أيضاً :OO:

ب- http://img226.imageshack.us/img226/9728/jazeeralogope7.jpg "تفوز" بإجراء لقاء مع ( حسن نصر الله ) الرئيس الميداني لمنظمة حزب الله ، ودعنا نجزم بأنها كانت "ضربة معلم" ، إذا ماقارنا التوقيت والطريقة التي تم فيها تقديم هذا اللقاء .. طبعاً أغلب القنوات قامت إما بالربط المباشر مع الجزيرة لنقل اللقاء ومنها قناة المنار وقناة العالم وبعض القنوات اللبنانية مثل New tv وغيرها ، أو بتصدر خبر اللقاء وتصريحات نصر الله لنشرات أخبارها ، وقنوات أخرى تجاهلت تماماً الموضوع .. أما المضحك فهو ردة فعل العربية ، فهي حتى لم تشر إلى اللقاء لا من قريب ولا من بعيد ، وكل مافعلته هو إنزال خبر مقتضب ثانوي عبارة عن إشارة لبعض التصريحات لنصر الله (دون ذكر مصدرها).. لقد مت من الضحك إزاء ذلك :lol: .. لماذا؟ لأنني أجزم بأن اللقاء لو كان منقولاً على قناة يهودية عبرية لسارعت العربية بالربط المباشر مع القناة ..

2- وفي خطوة لاأدري إن كان مخطط لها مسبقاً أو رد فعل على السبق الصحفي لقناة الجزيرة ، قامت العربية في اليوم التالي مباشرة بإجراء حوار مباشر مع وزير الدفاع اللبناني -في مكتبه تقريباً- وقامت المذيعة "اللبنانية" المحاورة باستفزاز هذا الوزير بشكل كاد أن يفقد معه دبلوماسيته وذلك بطرح أسئلة محرجة جداً وصل في بعضها إلى درجة طرح مضامين تقول وبطريقة غير مباشرة أن الجيش اللبناني أصبح مجرد صورة فقط ، وطبعاً غرض المذيعة الأول هو إعطاء قيمة للقاءها .. لكن بكل أسف مستوى اللقاء كان دون المتوقع ولم يثر ردود أفعال حتى، فهناك فرق بين المتصدر لنشرات الأخبار حسن نصر الله والوزير اللبناني المغلوب على أمره.. طبعاً الجزيرة لم تشر حتى للقاء ، وهنا نجد ردة فعل مشابهة ، وأؤكد أيضاً لو أن من أجرى اللقاء كانت قناة عبرية لسارع الجميع للحديث عن اللقاء.. :lol:

3- القنوات المصرية جميعاً بما فيها النيل الإخبارية (http://www.elaph.com/ElaphWeb/Entertainment/2006/7/163793.htm) تستخدم مرادفات وكلمات مهذبة في وصف العدوان حتى لاتحرج "إسرائيل الشقيقة" أو تثير غضبها ، وكذلك حتى لاتصنف بأنها داعمة للمقاومة الإسلامية حزب الله.. وبالتالي فهي خذلت أحاسيس الشعب المصري الذي أغلبه في مثل هذه الحالات والحروب وخاصة إذا كان طرفاً فيها العدو الصهيوني ، فهو يتذكر الأيام الخوالي في حروب الستينات والسبعينات ويصب جام غضبه وينفجر ضد تخاذل حكومته وصمتها..

4- قناة العقارية !!! :confused: دوناً عن كل القنوات العربية تنتفض لوحدها وتبدأ حملة شعواء ضد العدوان الصهيوني ومذابحه وتدميره للبنية التحتية للبنان وتطلق حملة "لإعادة إعمار لبنان" قبل حتى الانتهاء المتوقع من تدميره !! تحت شعار معك يا لبنان (http://www.elaph.com/ElaphWeb/Entertainment/2006/7/164215.htm) :damp:
http://img88.imageshack.us/img88/1604/imagegobblerfw9.jpg ، تصرف هذه القناة أثار استغرابي :m: ،، يعني قد لانستغرب هذا من قناة عادية ولكن أن يحدث من قناة متخصصة فهو لعمري أمر مثير للتساؤل.. لست متشائماً أو متضارباً في الرأي ولكن بالله عليكم مالذي دفع "العقارية" بالذات لهذه الحملة؟؟!!
ربما رئيسها لبناني؟ لكن حتى LBC الفضائية رئيسها لبناني!! :aoh: ونلاحظ الفرق بين بث القناتين هذه الأيام..
أو - وهذه الأرجح - ربما مصائب قوم عند قوم فوائد :think:

5- أما الذي لم يعد يثير الإستغراب هو انطلاق بقية القنوات الفضائية وخصوصاً الخليجية منها إلى التجاهل التام للموضوع فهذه تبث مسرحية فكاهية "ويا للعــار" وتلك مازالت "تلهو" بكليبات أغانيها مدعية أنها متضامنة مع لبنان ببثها للأغاني مبررة استمرار بثها بأنه استمرار لفتح بيوت عدد كبير من العوائل اللبنانية العاملة في تلكم القنوات ( لم أسمع في حياتي عذر أقبح من ذلك الذنب القبيح) ، وقطعاً أقصد هنا قنوات روتانا (http://www.elaph.com/elaphweb/ElaphWeb/Music/2006/7/163542.htm?KeyWords=WSfoshY5gjHHpGB+5pkwWA==)..

الحاصل أن تخبط حال العرب تعرفه فقط بجولة بالريموت كونترول على محطاتها الفضائية وقت القصف على لبنان..

ولنـــا عودة لعرض طرائف فضائية أخرى .. :glasses:

ملاحظة / اضغط على الروابط المتعلقة في الجمل التي تحتها خط

[ثابت الجنان]

جميع محطات التلفزة في الكرة الارضية عرشت او اشارت الى اللقاء الذي اجرته محطة الجزيرة مع حسن نصرالله بدءا بالمحطات الاسرائيلية وانتهاء بالمحطات البدائية ابيض واسود في افريقيا ... وحدها محطة العربية تجاهلت الخبر وفضلت بدلا من ذلك ان تنشر على موقعها خبر عن ممارسة امرأة هولندية للجنس في الشارع العام بعد ان تراهنت مع اصدقائها على ذلك وذكرت المحطة ان هذا الخبر هو اكثر خبر حفظا وقراءة مما يعطي فكرة ليس فقط عن المحطة وانما ايضا عن مشاهديها

[ثابت الجنان]

اسرائيل نفسها تؤكد ان الصواريخ تدك وسط حيفا والدكتور محمد الرميحي يزعم ان الصواريخ تسقط في البحر


انضم الدكتور محمد الرميحي - وهو لا مؤاخذة كويتي - الى طابور الصحفيين الذين تفرغوا لدك المقاومة اللبنانية بمقالاتهم دفاعا عن اسرائيل ويبدو ان للرميحي مصادره في حيفا لانه يؤكد في مقالاته ان الصواريخ تسقط البحر ولا تصيب حيفا وهو زعم يخالف ما يعرضه التلفزيون الاسرائيلي نفسه... من المعروف ان الصحافة الكويتية وخاصة جريدة السياسة الى جانب عدد من الكتاب والصحفيين الكويتينن المقربين من العائلة المالكة شكلت منذ بدء الهجوم الصهيوني على لبنان رأس حربة اعلامية لاسرائيل توازي الدور الذي يلعبه الاعلام السعودي

[حفيد حمزة]

الرميحي هذا من يومه يكتب في البيان
وهو كاتب يميل كل الميل لصالح أمريكا بشتى الطرق والسبل
كاتب ليبرالي من راكبي موجة العولمة الجديدة والذين يدعون لها
وهم مجموعة تعرفهم بمجرد ذكر اسمهم
من أبرزهم "المراسل" نبيل شرف الدين مراسل كل من (وركز الأسماء التي سأذكرها)

موقع إيلاف الإلكتروني
راديو سوا
:think:

[ثابت الجنان]

لا اظن ان اي مشاهد عادي مهما كان غبيا يمكن ان يحمل تصريحات سعد الحريري على محمل الجد او يمكن ان يقتنع بأن هذا الولد المغناج المطعاج الذي يظهر ناطقا باسم اللبنانيين وهو على اخر تكة ولا راغب علامة وكأنه يصور فديو كليب في وقت تتعرض فيه بيروت - باستثناء مربع سولدير - الى تدمير مبرمج ويومي

عمته بهية الحريري اتصلت اليوم ببرنامج كلام الناس الذي تبثه ال بي سي للدعاية لال الحريري وكيف ان انها تعلمت مساعدة الناس من ابيها وامها وكأن الشعب اللبناني شعب شحاد لم يعرف لقمة الخبز الا على يدي الشيخ السعودي رفيق الحريري وجماعته

للاسف فان ال الحريري وبشكل مبتذل يوظفون مأساة اللبنانييين لحصد مكاسب سياسية في معظمها لصالح ال سعود وقد رضي مارسيل غانم ان يحول برنامجه منذ اول يوم اما لشتم المقاومة والتشكيك فيها او للدعاية لشوية سفلة من اثرياء لبنان ممن يحملون اسماء وجنسيات بل واشكال غير لبنانية .

وقد قدم البرنامج أيضاً فقرة تمثيلية مفضوحة لعبت فيها دور البطولة مواطنة سعودية اسمها مي ... مارسيل زعم ان مي تتحدث من السعودية ولكن الصدى الذي اعقب كلامها في الثانية الاخيرة كشف اللعبة وبين ان المذكورة ليست اكثر من ممثلة كومبارس تتحدث من ستوديو مجاور لمارسيل غانم

ولكن لماذا تم فبركة هذا المشهد التمثيلي الرديء ؟

الاجابة تكمن في التعليق الذي ادلى به الشيخ بطرس حرب الموجود في الاستوديو و كان من الواضح ان البنت الكومبارس اريد لها ان تقدم تمهيد لمداخلة الشيخ الذي كان ولا يزال يسعى للرئاسة والذي كان اكبر مساحي الجوخ لسوريا

هل يعقل ان يكون الشباب اللبنانيون على خط النار يواجهون الدبابات بصدورهم واهلهم يعيشون تحت الردم ... وسفلة من طراز مارسيل وحرب وشلة المرتزقة والقوادين يتاجرون على هذا النحو بالام اللبنانيين خدمة لال الحريري والمشروع السعودي الاسرائيلي

[حفيد حمزة]

من أكثر الفقرات الفضائية التي أثارت ضحكي (والواحد ليس له بال يضحك) تلك المقابلة التي عرضها تلفزيون NBN لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي
http://www.bintjbeil.com/A/news/2004/images/0110_berri.jpg
ياجماعة هذا الرجل لايجيد حتى الكلام ، لايعرف البيضة مين باضها كما يقولون
يسألونه يمين يجاوب شمال ، وأكثر فقرة فعلاً أثبت أنه لايملك شيئاً عندما شبه رد فعل "إسرائيل" بنطحة زيدان
فقال "بما أننا تونا طالعين من أجواء المونديال أنا أشبه "إسرائيل" بزيدان :shock2: ، أيعقل أنه لمجرد إنو حزب الله خطف جنديين تقوم هي بنطح الشعب اللبناني كله"

من أول ما سمعت هذا الكلام رفعت يدي ، وقلت فعلاً فاقد الشيء لايعطيه ، هذا الرجل الذي يعتبر أقوى رجل في لبنان وهو الوحيد الذي لايملك أحد أن يقول له ثلث الثلاثة كام ولا يملكون أن يطالبونه بأن يستقيل من رئاسة مجلس النواب بل يوم عرض الاستقالة قاموا كلهم وأرجعوه لمنصبه ، ولا يملك أي واحد منهم أن يطعن فيه ، هذا رئيسهم الناطق الفاتق أكثر من رئيس الجمهورية نفسه وهذا مستواه ، فماذا ننتظر من الآخرين
http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/41403000/gif/_41403774_berribody.gif
مع كامل احترامي ورغم أن لبنان بلد يملك تجربة ديمقراطية كبيرة وقديمة كما يقولون لكنهم لم يفلحوا في شيء من هذه الديمقراطية كلها إلا في سب بعضهم البعض وشتم بعضهم البعض وتقاسم المصالح الشخصية ونشر ثقافة الفساد والإفساد
غير ذلك فهم لايملكون من خيوط اللعبة شيئ لا رأس الخيط ولا وسطه...

http://img508.imageshack.us/img508/5224/barryzidantu4.jpg
قال زيدان قال ،، قسماً لو استطاع زيدان لنطحك على تشبيهه بإسرائيل..
هذا هو نبيــه برّي!!!
وفاقد الشيء لايعطيه
:help:

[حفيد حمزة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نواصل اليوم سرد تفاصيل مضحكة مبكية من مغامرات أهــل الإعلام لتسويق السبق الصحفي لفضائياتهم ولو بالأكاذيب أو الأخبار غير الدقيقة ، وكذلك بتمرير معلومات مجانية للعدو بشكل لاندري إن كان متعمداً أو غير متعمد

وأنقل لكم اليوم موضوعاً عن "صحيفة البيان" الإماراتية جاء فيه:

إعلاميون ضحايا هفوات غير متعمدة في تغطية العدوان

يبدو أن أطول برامج تلفزيون الواقع انطلق في 12 يونيو 2006 تحت عنوان «العدوان الإسرائيلي على لبنان»، وتلعب الدولة الصهيونية بكل ما أتيح لها من مقومات لا إنسانية دور البطولة فيه فتؤمن لوسائل الإعلام مواد دسمة حماسية مشبعة برائحة الدم والبارود، تنقلها الأخيرة لملايين المشاهدين بصيغة «الخبر العاجل»، ويتحول الصحافيون اللبنانيون والعرب إلى جنود مجهولين..ولكن معروفين في الوقت عينه، في ساحات القتال، وما بين الجرأة والخوف والحذر والكر والفر يقع هؤلاء الجنود ـ النجوم في أخطاء غير مقصودة، إلا أنها مميتة وقاتلة أحيانا.
نسوق هذه المقدمة انتقاصاً من جهود جبارة أو مهمات وطنية يؤديها عشرات الزميلات والزملاء في ساحات الحرب، ويضعون خلالها أرواحهم «على كف عفريت» كما يقال عادة، بل إننا نتطرق لهذا الموضوع بغية التنبيه إلى مجموعة من الأخطاء غير المتعمدة التي يتم ارتكابها في خضم المخاطر التي تحيط بالإعلاميين خلال قيامهم بواجبهم المهني، ومن منطلق الحرص على أرواح هؤلاء الزملاء، إلى جانب الأرواح البريئة التي تطاولها آلة الحرب الإسرائيلية بكل وسائل القتل والدمار.
وأخطر أنواع هذه الأخطاء تحول بعض الصحافيين إلى دليل مرشد للعدو الإسرائيلي، فمندوبة إحدى المحطات التلفزيونية اللبنانية أطلت من منطقة البقاع تتحدث بحماس حول ما شاهدته من دمار وموت في إحدى القرى، وتلفت إلى صمود الأهالي ومعنوياتهم العالية وتردف قائلة: «عندما هممنا بالرحيل كان الطيران يحلق في أجواء المنطقة فنصحنا عناصر «حزب الله» بعدم الخروج الآن وانتقلنا معهم إلى احد الأقبية المحصنة إلى ما بعد ابتعاد الطيران الحربي الإسرائيلي».
مندوبة أخرى عجزت عن إخفاء حرجها أمام مذيع لم يتورع عن إزعاجها بتكرار سؤالها عن سبب الغارات الإسرائيلية المتكررة على بلدة الخيام، من دون أن يشعره تهربها من الإجابة أن سؤاله في غير مكانه. سأل: «هل رأيتم في القرية مسلحين تابعين لحزب الله»؟
وعندما أجابته بالنفي ألح بالسؤال: «ربما في ضواحيها أو في الطريق المؤدية إليها»؟، عندها لم تجد سوى تغيير الموضوع في اتجاه آخر هربا من إصراره. وها هو مندوب أحدى محطات التلفزة يعلق على صور الدمار في ضاحية بيروت الجنوبية حيث كان يجول مع مصور المحطة، فيقول: «لقد تغيرت معالم حارة حريك تماما ولولا عناصر الحزب الذين رافقونا في الجولة لتهنا بين الركام».

أقرب إلى الخيال

وتفاجئ إحدى المحطات الفضائية مشاهديها بخبر لمراسلها يدعي فيه أن «صواريخ انطلقت من مدينة صيدا باتجاه إسرائيل» من دون أن يوضح كيف تمكن صاروخ كاتيوشا من اجتياز مسافة قد تصل إلى 70 كيلومتراً، مما اضطر محطته إلى نفي الخبر لاحقا وبث التكذيب الصادر عن «مصدر امني في صيدا ينفي إطلاق صواريخ من المدينة». وكانت المحطة عينها ادعت في مبادرة تحليلية لا مبرر لها أن الدفعة الأولى من الصواريخ التي أطلقت على حيفا مصدرها مدينة صور.
وفي هفوة أخرى، سببها التسرع لنيل امتياز السبق الصحافي، تظهر مندوبة المحطة إياها من مكان مطل على الضاحية الجنوبية لبيروت، لتقول أولا إن بلدة كفرشيما تتعرض للقصف، وتتحدث عن إصابة معمل لتعبئة الغاز فيها بنيران إسرائيلية، ليتبين لاحقا أن ما أذاعته عار عن الصحة تماما وغير منطقي.
بعدها بدقائق تقول إن الطيران أغار على محطة الكهرباء في الجمهور ليتبين أنها أخطأت أيضا. وتذهب الأخطاء إلى أبعد من ذلك، حين تتجرأ تلك المحطة أن تنسب لمصدر أمني إسرائيلي اعترافه بسقوط طائرة «أف 16» في لبنان، ليتبين أن الأمر غير صحيح، بعد أن تكون المندوبة قد جرت بتسرعها سائر زملائها إلى الخطأ ذاته، قبل أن تغوص في تحليل عسكري تستنتج فيه أن «ما سقط هو صاروخ أطلقه حزب الله من الضاحية باتجاه طائرة حربية إسرائيلية سقط لخلل فيه ما أدى إلى مقتل شخصين».
مراسل آخر، وبعد نجاته وزملاء له من قصف إسرائيلي استهدفهم على الطريق إلى حاصبيا، يبريء إسرائيل من فعلتها، فيقول ردا على سؤال حول ما إذا كان وزملاؤه مستهدفين فعلا بالقصف: «لو كانوا يريدون قتلنا لحولونا إلى كفتة». إحدى المحطات اللاهثة وراء السبق وضعت بلدة مارون الراس اللبنانية الحدودية التي حاول الإسرائيليون الدخول إليها منذ يوم الخميس الماضي، تحت سيطرة إسرائيل منذ صباح السبت رغم نفي الطرفين المعنيين بالمعارك هناك، واستنتجت في خبر أوردته في شريط الخبر العاجل بدء اجتياح لبنان فجر الاثنين من دون أن تنسب هذا الكلام إلى أحد.

هجوم من نوع آخر

ولان الصور والأحداث لا تكفي لتعبئة فضاء التلفزيونات، وقع المشاهد ضحية هجوم من نوع آخر تمثل باستضافة عشرات المنظرين والمحللين والسياسيين. وعمدت بعض المحطات إلى فتح هوائها لاتصالات الناس الذين لم يتأخر عدد كبير منهم في كبّ جام غضبهم على بعض الضيوف وانتقاد مواقف وأفعال رؤساء وملوك وأمراء عرب وأجانب. فوجد المقدمون أنفسهم مضطرين لقطع الاتصال لصد الهجوم والاعتذار من الضيف وتأكيد حياد المؤسسة أو عدم تبنيها ما قيل.
وتحولت بعض تلك البرامج على جديتها إلى فسح كوميدية. فإحدى المحطات اللبنانية كانت تستضيف احد أقطاب حركة «14 مارس»، أثقل كاهل المشاهد بالتحليل والنصائح. فاتصل احد المواطنين النازحين متحدثا عن الموت والدمار الذي لحق به وبعائلته والوطن ليختم بسؤال الضيف: «ألا تشعر يا أستاذ انك سخيف؟» فثار الضيف وضرب بيده على الطاولة منددا مهددا رادا الشتيمة بغيرها.
يعتذر المقدم، ويأخذ اتصالا آخر من شخص نزح من الجنوب إلى إحدى مدارس بيروت، يمتدح المتصل المحطة قبل أن يشير إلى عتب عليها، يسأله مقدم البرنامج عنه ليأتيه الجواب الصدمة: «لماذا تصرون على استضافة الخونة أمثال الأستاذ الجالس أمامكم»؟ يثور الضيف من جديد فيتخذ المقدم قرارا بوقف استقبال الاتصالات.

[ثابت الجنان]

الصورة الآن أصبحت كوميدية في الصحافة العربية ... فالإعلام الإسرائيلي بدأ يوجه اللوم ويحمل المسئولية لاولمرت في وقت اعترف فيه وزير الدفاع الإسرائيلي صراحة أن جيشه أصيب بخسائر كبيرة وغير متوقعة في المواجهات الأرضية ومن جراء صواريخ حزب الله التي عطلت الحياة تماما في شمال إسرائيل للأسبوع الثالث على التوالي .

في هذا الإطار يأتي موقف الأعلام السعودي والأردني والكويتي مثير للعجب .... فكتاب جريدة الشرق الأوسط المملوكة للأمير سلمان كلهم هاجموا حسن نصرا لله وقللوا من إنجازات حزبه في الحرب - خلافا لاعترافات وزير الدفاع الإسرائيلي - فطارق الحميد رئيس التحرير سخر من حسن نصرا لله في إحدى مقالاته واتهمه بالسطحية والتبسيط وعبد الرحمن الراشد اتهمه بالتفريط في آخر فرصة إنقاذ قدمتها له كونداليزا رايس عندما زارت بيروت وهدى الحسيني اعتبرت قصف حيفا خرابا للبنان وصالح القلاب اعتبر الموقف اللبناني مغامرة غير محسوبة وانضم إلى الشرق الأوسط وكتابها احمد الجار الله رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية الذي اعتبر حرب حسن نصرا لله خدمة وانتصار لإسرائيل .

المدهش أن إسرائيل نفسها وعلى لسان وزير دفاعها تعترف أنها ولأول مرة في تاريخها تتعرض لخسائر جسيمة على يد مجموعة عربية صغيرة مسلحة فيهان أسطولها البحري المتفوق ويهان اشهر وأقوى لواء عسكري لديها على أيدي الشباب وتهان سماء مدنها بصواريخ لبنانية تدك المدن يوميا ويتحول الإعلام الإسرائيلي للاعتراف بالهزيمة وإدانة اولمرت وعربان الخليج يرون العكس تماما ويطالبون حسن نصرا لله بالتسليم لإسرائيل المنتصرة .

إلا أن الأمر اختلف بعد الخطاب الأخير لحسن نصرا لله خاصة عندما عفا فيها عن السعودية دون أن يذكرها بالاسم لأنها غيرت موقفها وقدمت مساعدات للبنان ورد على حسني مبارك دون أن يذكره بالاسم قائلا انه لم يطلب من احد أن يقاتل بالنيابة وقال إن قصف العفولة هو مرحلة ما بعد حيفا وقال أن مليوني إسرائيلي لا زالوا في الملاجيء .

وعلى هذا الأساس أي ( العفو ) صدر الأمر لعبد الرحمن الراشد الذي كان رأس حربة إسرائيلية ضد المقاومة اللبنانية سواء بالمقالات التي ينشرها في جريدة الشرق الأوسط أو ببرامج وأخبار محطة العربية التي يترأسها حتى أن مقالاته ( كما يقال والله أعلم ) يعاد نشرها على موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية، المهم أن الامر صدر له ليس فقط بعدم الهجوم على حزب الله وإنما بمدح بطولة حزب الله وإنجازاته العسكرية .

مقال الراشد في جريدة الشرق الأوسط والذي حمل عنوان بعد أن تنتهي الحرب لم يصدر مثله حتى وزير إعلام حزب الله ولو لم ينشر المقال موقعا باسم عبد الرحمن الراشد لاعتقدنا أن كاتب المقال هو رئيس محطة المنار التابعة لحزب الله .

يقول الراشد في مقاله :

واجه السيد حسن نصر الله، زعيم المواجهة الحالية والأمين العام لحزب الله، أحاديث المجالس اللبنانية حول كيف سيكون عليه الوضع بعد أن تضع الحرب أوزارها، وهي لا بد أن تفعل وان كان صعبا التنبؤ بمتى تنتهي، بعد اشهر أو أيام. ومن اخطر ما قيل همسا، وأحيانا جهرا، هو كيف سيتعامل حزب الله مع القوى اللبنانية الأخرى التي يختلف معها، اي شركاء طاولة الحوار، قبل معركة أسر الجنديين الإسرائيليين؟

والحق انه أصاب عندما واجه النقاش في بدايته وعالجه بطريقة واقعية عندما قال ان كانت النتيجة انتصارا فلا يجب ان يخاف أحد من حزب الله وان كانت هزيمة هنا تصبح المشكلة.
ولحسن الحظ فإن كلمة انتصار كلمة نسبية ورمزية. فحزب الله يستطيع ان يقول انه صمد اكثر مما صمد اي جيش عربي مع أنه بدون غطاء جوي، وبلا جيش نظامي جرار، ولم تسانده مباشرة أي دولة بما فيها سورية او ايران. وله ان يقول انه فتح لأول مرة سلاح الصواريخ الذي جعل اسرائيل مكشوفة لاسلحة رخيصة وبعيدة، وغير معادلة الأمن المضمون عبر القوة. ووفق هذا المفهوم فإن حزب الله يشعر انه حقق ما يريده وعلى الجميع ان يحسب حسابه داخليا في اي قرار سيتخذ حول الوضع الامني والسياسي.

ولا اتخيل ان حزب الله يريد بعد نهاية المعركة الخارجية ان يفتح معركة داخلية مع بقية القوى اللبنانية، مستفيدا من انتصاره لان ذلك في نهاية المطاف يفقده كل ما حققه. ويعرف جيدا ان طعم الانتصار سريعا ما يزول عند اول خلافات محلية، وسرعان ما تنسى الناس الانتصارات عند اول خلاف. اما في حال الهزيمة، اي ان يخسر حزب الله مطالبه الاساسية مثل تبادل الأسرى، او يعجز عن مواصلة الاضرار باسرائيل عسكريا وتستمر الحرب، فانه سيكون في حالة احتقان ومواجهة. سيشعر المنتسبون للحزب والموالون له بأنهم خذلوا وسيجدون الادلة كثيرة على مستوى الحكومة والجيش والاحزاب المنافسة للومها.

لهذا كان نصر الله محقا عندما وضع نظريتين للكيفية التي يمكن ان تنتهي عليها الحرب وتؤسس وفقا لها العلاقة اللاحقة بين القوى اللبنانية. ومن خلال مجريات الأحداث لا احد يشك ان نصر الله شخصيا، اكثر من اي قائد داخل او خارج حزب الله، تحاشى بشكل حذر توجيه المعركة الا لعدوه الاسرائيلي، رغم محاولات الشد في البداية، وجنب لبنان التنازع الداخلي، وطمأن الذين اختلفوا معه على الحرب انهم ليسوا خصومه

[حفيد حمزة]

http://img389.imageshack.us/img389/6117/1111xh2.jpg

أنقلها بكل حيادية عن صحيفة
http://img396.imageshack.us/img396/8195/2222bv2.jpg

[ثابت الجنان]

محطتا المستقبل وال بي سي تواصلان كب زبالة الشعب اللبناني على الشاشة ليس لتثبيط الهمة فحسب وانما لشتم المقاومة اللبنانية وتجميل الهجوم الاسرائيلي والمحطتان تقدمان برامجهما بوقاحة تدعو للعجب ... ففي الوقت الذي كانت فيه الطائرات الاسرائيلية تدك صور كان مارسيل غانم يعطي خط الهاتف لشخص اسمه روني ابي راشد بدأ يشتم حسن نصرالله بشكل بذيء وكان ضيف الحلقة اكرم شهيب وهو احد صرامي وليد جنبلاط ويقدم دائما كمحلل سياسي ... ومحمد سلام قدم ايضا كمحلل سياسي وخصص كل تحليله لشتم المقاومة واتهامها بالعمل لصالح ايران وسوريا ولا تجد المذيعة حرجا في الاتصال بمروان حمادة وهذا هو رأس الحربة الاسرائيلية في الاعلام اللبناني وهو على قناعة بأن سوريا حاولت اغتياله وبالتالي فهو يريد الانتقام والثأر حتى لو تم دربكة لبنان على رؤوس من فيه .

الأمير طلال ارسلان يعطي الوجه الاخر النظيف والشريف لدروز لبنان - بعد ان وسخها وليد جنبلاط ومروان حمادة - ففي لقاء مع محطة الجزيرة تحدث الرجل بوعي عن الازمة والحرب وقارن بين مواقف الدول العربية وموقف برجيت باردو وقال مخاطبا الحكام العرب لا نريد منكم تقليد شافيز رئيس فنزويلا ولكن على الاقل قلدوا برجيت باردو التي مسحت الارض بالسفير الاسرائيلي في باريس .

وسخر ارسلان من وزراء الخارجية العرب وقال انهم سيحضرون الى بيروت بطائرة شحن مصرية اخذت اذنا مسبقا من اسرائيل للهبوط في مطار بيروت وقال انه كان الاشرف لهم ان يأتوا الى بيروت عبر البر من خلال الدولة العربية الوحيدة التي تقف الى جانب المقاومة ويقصد سوريا .