اين دفنتم اطفالي

[ثابت الجنان]

واصلت ام لبنانية في طريقها من صور إلى بيروت النداء على أطفالها الأربعة الذين استشهدوا أول من أمس ودفنوا في مقبرة جماعية بعد ان امتلأت الأرض بالمقابر، وأصيبت الام الثكلى بحالة من الهستيريا لدى وصولها إلى بيروت وهي تصرخ «اين قبور أولادي؟» ووصلت السيدة وهي متشحة بالسواد من قمة رأسها إلى أخمص قدميها في سيارة تابعة للصليب الأحمر للعلاج من إصابات خطيرة في ساقها جراء قصف الطائرات الإسرائيلية لمنزلها قرب مدينة صور. وأخذت تصرخ متسائلة وهم ينقلونها إلى احد مستشفيات بيروت «أين علي وليلى وسهى ورنا؟» انهم راحوا جميعا» وتقول أم الشهداء إنها هي الناجية الوحيدة من هجوم أودى بحياة كل أفراد أسرتها في قرية زيبكي قرب صور. وأضافت الأم الثكلى أنا لا أعرف أين دفنوا. ولا أعرف في أي مقبرة هم. لا أعرف أي شئ البتة أتركوني وشأني حتى أموت

وأطفال أم علي كانوا ضمن 105 دفنوا في مقبرة مؤقتة في أرض فضاء قرب ثكنات الجيش اللبناني في صور في وقت سابق أمس وفقا لمصادر المستشفى ودفنت الجثث التي وضعت في أجولة وكتب عليها أسماؤهم وقال رجال دين مسلمون إنهم صلوا عليهم صلاة الشهيد وقالت أم علي «كنت أريد أن أرى جثثهم قبل دفنهم ولكنني لم أتمكن من ذلك ولم يسمح لي أحد بذلك» وأكد سائق سيارة الاسعاف الذي أخذ أم علي إلى بيروت في رحلة استغرقت نحو ثلاث ساعات لم تتوقف السيدة عن مناداة أطفالها منذ اللحظة التي غادرت فيها صور». واعتبر أن أم علي نموذج مصغر للمآسي التي سنشهدها تخرج من جنوب لبنان في الأيام القليلة المقبلة نتيجة للهجوم الإسرائيلي