الضبع
05-11-2007, 01:26 AM
* ( وعاد الشتاء )
الحطب المشتعل ..
والنار المتوقدة ..
والجمر الملتهب ..
وألوان النار .. ورائحة الدخان ..
كلها لا تذكرنا إلا بشيء واحد ..
الشتاء .. وقصصه الجميله المخيفه المرعبه.
نعم .. عاد الشتاء بلهيبه البارد ..
و جمره الدافئ ..
عاد بمطره .. بغيومه برعده وبرقه ..
تلك التي لا تزيد القلب
إلا عجبا ً لألوان الخالق ..
وهكذا في كل عام ..
يقبل نوفمبر ..
ويحمل لنا الخيرات ..
المطر .. والريح الشديدة الباردة ..
والدخان المتصاعد من المدفأة ..
نعم .. لا يسعني القول الآن إلا..
أهلا ً بالشتاء ..
وأهلاً بقصصه وسوالفه وأهلا بالأعضاء الكرام الذين يحبون أن يتفاعلوا مع موضوعنا الشتوي . لنجعل شتائناً دافئاً يقربنا من بعضنا البعض ويجعل لنا مرجعاً للقصص كلما أتى الشتاء. فللقصص وللشتاء ، انفعالات وحنين.
وأبدأ بهذه القصة الشتوية:
كان أحمد في ذلك الوقت صبياً صغيرا, يقع (بيت والده) في قرية بعيده عن المدن, خلف بيتهم تقع مزرعة كبيرة وكثيفة الأشجار وربما تكون مظلمة حتى والشمس في كبد السماء، هذه المزرعة يطلق عليها إسم(الخراب).
في تلك الليلة كان أحمد نائماً في البيت, وكان الشتاء القارس قد فرض جواً من السكون والصمت في الشوارع, خصوصاً أن تلك الفترة كانت الكهرباء لم تكن وصلت الى القرية بعد.
الظلام يكاد يطبق المكان لولا بصيصٌ من نور القمر الذي لم يكن مكتملا, بل وإنه لا يكاد يشرق لوجود تلك الغيوم المتراكمة... الى جانب هذا الظلام؛ كان الصمت والسكون يسيطر على المنطقة, حتى حفيف الأشجار يبدو صاخباً ويسمع من مسافة ليس قليلة.
انتبه أحمد من نومه في منتصف الليل على أصوات (المواعين)تقرع أذنيه وتلح عليه بالإستيقاظ...
معقول أمي مستيقظة الى هذا الوقت المتأخر؟؟؟
وماذا تفعل الآن إن كانت مستيقظة؟؟؟
هل أخرج لأرى ماهي القصة؟؟؟
...هذه الأسئلة كانت كلها تدور في رأس أحمد في هذه اللحظات الخاطفة... لكنه أخذ القرار بسرعة وأمسك بقبضة الباب.
كان يخاف أن يصدر الباب صريره المعتاد_ لأن الخوف كان قد بدأ يسيطر على تفكيره_لم يغلق الباب وراءه بل تركه مفتوحاً تحسباً لأي طارئ... توجه الى المطبخ بهدوء يكاد أن يخمد أنفاسه التي كانت تخرج بسرعةٍ وصعوبة.
ماإن دخل المطبخ حتى وقعت عيناه على منظرٍ طالما ألفه من قبل... كانت أمه واقفةً بجانب رف (المواعين) تقلب في تلك الأواني بشكلٍ غريبٍ نوعاً ما، لكنه هدّأ من روعه، وبدون أن ينطق ببنت شفة, رجع الى الحجرة وأخذ يلف جسمه بذلك اللحاف الذي شعر به كحجر أمه الدافئ....
في الصباح الباكر...
نهض أحمد من نومه نشيطاً لا يشعر بأي تعب ولا نصب, إلا أنه توجه الى أمه مسرعاً لكي يسألها عن سبب تأخرها في النوم البارحة....
...يمه.. متى نمتِ البارحة ؟
لكن الإجابة سرعان ماغيرت تلك النظرات المتألقة، لترسم انكساراً يخفي وراءه خوفاً اضطر لأن يحمله لوحده...( لقد نمت البارحة قبل أن تنام ياوليدي واستيقظت على صوت ديك جيراننا صباحا) كانت هذه إجابة أمه بكل برود.
أراد أحمد أن يخبر أمه بما شاهده البارحة، لكنه خاف أن تقول عنه أنه كان يحلم، وخاف كذلك أن نتنتشر قصته بين الناس فيعيرونه بالخوف والجبن. لذلك فضل الصمت وعدم التكلم... لكن...
سرعان ما غابت شمس الشتاء التي لا تكاد تشرق... وأقبل الليل بصمته الرهيب وبرودته الشديدة ....
كان الهواء بارداً وقوياً جداً, يكاد يقتلع الأشجار من جذورها.
في هذه الأجواء كان أحمد يتذكر مارآه في الليلة السابقة، وهو يتلحف بلحافه الذي كان الأنيس الوحيد له في تلك الليلة الليلاء... وشيئاً فشيئاً أخذ النوم يتسلل الى عينيه من دون أن يحس بذلك...
فجأة... أصوات( المواعين) تملأ البيت، ولكن بشكلٍ أكبر، انتبه من نومه مرعوبا... كان يظن أنه حلمُ مزعج. ولكنه صُدم عندما تأكد أن الصوت حقيقيٌ ومصدرهُ ذلك المطبخ الذي كان يقع في زاويةٍ معزولة عن باقي البيت...
نهض واقفاً على قدميه المتثاقلتين... قلبه الصغير لا يتحمل كل هذه النبضات المتلاحقة!!! بعد تخاذلٍ وتثاقلٍ أمسك بقبضة الباب الباردة, فتح الباب لتأتيه نسمةٌ أثلجت ماكن يتدفق من دمٍ الى وجهه الشاحب...
توجه الى المطبخ.... نفس المشهد في الليلة السابقة.... من كان يظن أنها أمه تقلب في (المواعين ) بشكلٍ عشوائي....
بعد أن استجمع كامل قواه، استطاع أن يخرج هذه الحروف من بين أسنانه التي كانت تتصارع من الخوف...
...... يمه......
كانت المرأة تعطيه ظهرها فقط, لم يكن يرى ملامح وجهها...
..... يمه.....
ولكن لا جواب ولا التفات, بل إنها زادت من عبثها بتلك الأواني في تجاهلٍ لوجوده.......
بصعوبةٍ استدار قاصداً حجرة أمه ليخبرها بالأمر الذي لم يكن في استطاعته تحمله لوحده...
ما إن وصل الى باب حجرة أمه حتى رأى تلك المرأة تمر من أمامه في صمتٍ اقشعر له بدنه وطار منه قلبه...
فتحت باب البيت وخرجت من دون أن تغلقه, لكنها التفتت اليه بوجهها الغائر المعالم سوى من عينين كعيني القطط... وابتسمت ابتسامةً خطفت ماكان في وجهه من لونٍ وإن كان شاحبا...
هنا صرخ صرخةً انتبه لها كل من كان في البيت، بل وحتى جيرانهم انتبهوا وأسرعوا لمعرفة الخبر!!!
كان أحمد ملقىً على الأرض وهو فاقد الوعي، يكاد يكون ميتاً لبرودة جسمه ونغير لونه... منذ تلك الحادثة لم يتركه أهله ينام لوحده، بل مع أمه في نفس الحجرة...
لا يزال أحمد يتذكر تلك الحادثة رغم مرور أكثر من خمسين عاماً عليها.... وهي قصه حقيقية.
أرجوا التفاعل أيه الأعضاء الكرام وشكراً لكم.
الحطب المشتعل ..
والنار المتوقدة ..
والجمر الملتهب ..
وألوان النار .. ورائحة الدخان ..
كلها لا تذكرنا إلا بشيء واحد ..
الشتاء .. وقصصه الجميله المخيفه المرعبه.
نعم .. عاد الشتاء بلهيبه البارد ..
و جمره الدافئ ..
عاد بمطره .. بغيومه برعده وبرقه ..
تلك التي لا تزيد القلب
إلا عجبا ً لألوان الخالق ..
وهكذا في كل عام ..
يقبل نوفمبر ..
ويحمل لنا الخيرات ..
المطر .. والريح الشديدة الباردة ..
والدخان المتصاعد من المدفأة ..
نعم .. لا يسعني القول الآن إلا..
أهلا ً بالشتاء ..
وأهلاً بقصصه وسوالفه وأهلا بالأعضاء الكرام الذين يحبون أن يتفاعلوا مع موضوعنا الشتوي . لنجعل شتائناً دافئاً يقربنا من بعضنا البعض ويجعل لنا مرجعاً للقصص كلما أتى الشتاء. فللقصص وللشتاء ، انفعالات وحنين.
وأبدأ بهذه القصة الشتوية:
كان أحمد في ذلك الوقت صبياً صغيرا, يقع (بيت والده) في قرية بعيده عن المدن, خلف بيتهم تقع مزرعة كبيرة وكثيفة الأشجار وربما تكون مظلمة حتى والشمس في كبد السماء، هذه المزرعة يطلق عليها إسم(الخراب).
في تلك الليلة كان أحمد نائماً في البيت, وكان الشتاء القارس قد فرض جواً من السكون والصمت في الشوارع, خصوصاً أن تلك الفترة كانت الكهرباء لم تكن وصلت الى القرية بعد.
الظلام يكاد يطبق المكان لولا بصيصٌ من نور القمر الذي لم يكن مكتملا, بل وإنه لا يكاد يشرق لوجود تلك الغيوم المتراكمة... الى جانب هذا الظلام؛ كان الصمت والسكون يسيطر على المنطقة, حتى حفيف الأشجار يبدو صاخباً ويسمع من مسافة ليس قليلة.
انتبه أحمد من نومه في منتصف الليل على أصوات (المواعين)تقرع أذنيه وتلح عليه بالإستيقاظ...
معقول أمي مستيقظة الى هذا الوقت المتأخر؟؟؟
وماذا تفعل الآن إن كانت مستيقظة؟؟؟
هل أخرج لأرى ماهي القصة؟؟؟
...هذه الأسئلة كانت كلها تدور في رأس أحمد في هذه اللحظات الخاطفة... لكنه أخذ القرار بسرعة وأمسك بقبضة الباب.
كان يخاف أن يصدر الباب صريره المعتاد_ لأن الخوف كان قد بدأ يسيطر على تفكيره_لم يغلق الباب وراءه بل تركه مفتوحاً تحسباً لأي طارئ... توجه الى المطبخ بهدوء يكاد أن يخمد أنفاسه التي كانت تخرج بسرعةٍ وصعوبة.
ماإن دخل المطبخ حتى وقعت عيناه على منظرٍ طالما ألفه من قبل... كانت أمه واقفةً بجانب رف (المواعين) تقلب في تلك الأواني بشكلٍ غريبٍ نوعاً ما، لكنه هدّأ من روعه، وبدون أن ينطق ببنت شفة, رجع الى الحجرة وأخذ يلف جسمه بذلك اللحاف الذي شعر به كحجر أمه الدافئ....
في الصباح الباكر...
نهض أحمد من نومه نشيطاً لا يشعر بأي تعب ولا نصب, إلا أنه توجه الى أمه مسرعاً لكي يسألها عن سبب تأخرها في النوم البارحة....
...يمه.. متى نمتِ البارحة ؟
لكن الإجابة سرعان ماغيرت تلك النظرات المتألقة، لترسم انكساراً يخفي وراءه خوفاً اضطر لأن يحمله لوحده...( لقد نمت البارحة قبل أن تنام ياوليدي واستيقظت على صوت ديك جيراننا صباحا) كانت هذه إجابة أمه بكل برود.
أراد أحمد أن يخبر أمه بما شاهده البارحة، لكنه خاف أن تقول عنه أنه كان يحلم، وخاف كذلك أن نتنتشر قصته بين الناس فيعيرونه بالخوف والجبن. لذلك فضل الصمت وعدم التكلم... لكن...
سرعان ما غابت شمس الشتاء التي لا تكاد تشرق... وأقبل الليل بصمته الرهيب وبرودته الشديدة ....
كان الهواء بارداً وقوياً جداً, يكاد يقتلع الأشجار من جذورها.
في هذه الأجواء كان أحمد يتذكر مارآه في الليلة السابقة، وهو يتلحف بلحافه الذي كان الأنيس الوحيد له في تلك الليلة الليلاء... وشيئاً فشيئاً أخذ النوم يتسلل الى عينيه من دون أن يحس بذلك...
فجأة... أصوات( المواعين) تملأ البيت، ولكن بشكلٍ أكبر، انتبه من نومه مرعوبا... كان يظن أنه حلمُ مزعج. ولكنه صُدم عندما تأكد أن الصوت حقيقيٌ ومصدرهُ ذلك المطبخ الذي كان يقع في زاويةٍ معزولة عن باقي البيت...
نهض واقفاً على قدميه المتثاقلتين... قلبه الصغير لا يتحمل كل هذه النبضات المتلاحقة!!! بعد تخاذلٍ وتثاقلٍ أمسك بقبضة الباب الباردة, فتح الباب لتأتيه نسمةٌ أثلجت ماكن يتدفق من دمٍ الى وجهه الشاحب...
توجه الى المطبخ.... نفس المشهد في الليلة السابقة.... من كان يظن أنها أمه تقلب في (المواعين ) بشكلٍ عشوائي....
بعد أن استجمع كامل قواه، استطاع أن يخرج هذه الحروف من بين أسنانه التي كانت تتصارع من الخوف...
...... يمه......
كانت المرأة تعطيه ظهرها فقط, لم يكن يرى ملامح وجهها...
..... يمه.....
ولكن لا جواب ولا التفات, بل إنها زادت من عبثها بتلك الأواني في تجاهلٍ لوجوده.......
بصعوبةٍ استدار قاصداً حجرة أمه ليخبرها بالأمر الذي لم يكن في استطاعته تحمله لوحده...
ما إن وصل الى باب حجرة أمه حتى رأى تلك المرأة تمر من أمامه في صمتٍ اقشعر له بدنه وطار منه قلبه...
فتحت باب البيت وخرجت من دون أن تغلقه, لكنها التفتت اليه بوجهها الغائر المعالم سوى من عينين كعيني القطط... وابتسمت ابتسامةً خطفت ماكان في وجهه من لونٍ وإن كان شاحبا...
هنا صرخ صرخةً انتبه لها كل من كان في البيت، بل وحتى جيرانهم انتبهوا وأسرعوا لمعرفة الخبر!!!
كان أحمد ملقىً على الأرض وهو فاقد الوعي، يكاد يكون ميتاً لبرودة جسمه ونغير لونه... منذ تلك الحادثة لم يتركه أهله ينام لوحده، بل مع أمه في نفس الحجرة...
لا يزال أحمد يتذكر تلك الحادثة رغم مرور أكثر من خمسين عاماً عليها.... وهي قصه حقيقية.
أرجوا التفاعل أيه الأعضاء الكرام وشكراً لكم.