مخاوي الغربة
29-04-2000, 04:04 AM
في مراكب الفكر والتأمل نجلس اليوم ونجدف بمجاديف الوجع لنرحل في الأعماق ، لكن قبل أن نبدأ معا الترحال والتجوال في ثنايا النفس وقبل فتح مزاليج أبواب الذات والولوج إليها أرجو أن تكون قارئي الكريم ممن يجيدون فن العوم .. والغوص في الأعماق .. وتكون ممن يهوون الاستكشاف ، والمعرفة لك أمر غامض غريب …
فاليوم سأصحبك معي إلى أعماق أعماقي .. فالأصداء التي تصبح من الداخل هي دعوة لرحلة في أعماق النفس … ولا أخفيك الحقيقة .. أعماقي ما هي إلا صحاري قاحلة .. لكن أرجوك لا تخف .. أرحل معي فلك مني في كل صحراء واحة ظل .. وأعماقي ما هي إلا بحار هائجة .. لكن أيضا أرجوك لا تخف فلك مني في كل بحر زورق نجاة !!!.
الآن تفضل معي وادلف الى عالمي الداخلي .. ثبت خطوتك لا تجعل هذه الغيوم المتلبدة وهذه الشمس المحرقة تفزعك ، لا تدع هذه الفيضانات وهذا الجفاف وذاك القحط يرعبك ، لا تلتفت لكل المتناقضات التي تحيطك ، لا تتراجع وتعد أدراجك وتدعني قبطان بلا مسافرين .. دليلا بلا رحالين …
تعال هنا ولنجلس معا تحت هذه الشجرة العملاقة الشامخة في هذه الغابة العابقة بشتى روائح ندى العشب الأخضر وعطر الياسمين والفل .. تعال معي تحت هذه الشجرة الوارفة الظل شجرة أفكاري وتأملاتي .. لأحكي لك وأنت تقطف من أوراقها رحلتي مع الفكر .. التي ما أقصر عمرها إذا ما قسناها بعمر النور والقلم والورق وما أطول عمرها إذا ما قسناها بعمر الإحساس والعمق والوجع !!!
جذور شجرة هذا الفكر تمتد في تربة خصبة صلدة سمادها الألم والمعاناة .. فالألم هو أهم الأشياء التي تجلو معدن الأنسان وتصقله ، هو الذي يشف الروح ويفجر مكنونات الإبداع المخزونة في النفس تحت أتربة الصبر والتضحية والتي يفجرها فجأة كحمم البركان حينما تنفذ فينا طاقة الاستيعاب والتحمل .. فالفرح مهما عظم وكبر وتشعب في حياتنا يظل لا عمق ولا قوة له في الخلق والصقل .. الألم وحده هو الذي يرمي بنطفة الفكر العميق في رحم العقل ويكون مولودا هذا الحمل هو الإبداع و التعملق في كل مجال فكر وفن وابتكار .. الآن مد يدك يا رفيقي واقطف ما شئت من أوراق أغصان شجرة أفكاري ولك في كل ورقة سؤال وجواب ولنقرأها معا :
س - من أنت ؟؟؟
ج- يا سائلي أنا لست سوى غيمه شاردة بأمطارها تبحث عن البيادر والسهول والحقول …
أنا لست سوى نغم يعزف ليلا ونهارا .. على الوتر الحزين .
أنا لست سوى شجرة أرز .. شامخة صابرة على غدر السنين .
س- أين تتلمذت ؟
ج- تتلمذت في مدارس الصبر والحرمان وتخرجت من جامعات الوجع والشقاء .. فأصبح لي نفس حساسة .. مرهفة .. نفس أديبة .. أرهف الظلم خلجاتها .. وهذب الحرمان خفقانها .
س- من هم معلموك ؟ وماذا علموك ؟؟
ج- المحن معلمتي الأولى وعلمتني المحن أن أصعب أنواع البكاء هو الضحك أثناء الشدة .
س- ما مقياس التعارف الحقيقي ؟؟ وما عمره الزمني ؟؟
ج- التعارف الحقيقي لا بد أن يكسر كل القيود وأولها الألقاب والأسماء .. التعارف القوي عبر الأفكار ، الانقطاع لا يعني محو الذكرى والنسيان ، فالاستمرارية ليست مقياسا للتفاهم والتجاوب ، والاختفاء ليس علامة الانسجام وانعدام المودة .. فقد نستمر مع من لا يربطنا بيننا وبينهم سوى شكليات وقضاء وأقدار ، ونبتعد عمن نشاركهم أجمل الأفكار ونتجاوب معهم بينما تفصلنا بيننا وبينهم أميال وأميال .
س- أي المدن إليها ترحل وأي المدن عنها تبتعد ؟؟
ج- مدن الزحام والضجيج أرحل إليها ، ففي ضجيجها وفي جنونها أضيع وتضيع عواطفي فيها .. أما مدن الحب فلا أذهب إليها كي لا أعذب نفسي وأواجه حرمان فيها .
أجمل زهراتك في القضايا العربية ؟؟
ج- بعد أربعين عاما أتى الحجر وابتلع الذل والقهر .. وخرج الطفل العربي من القمم ليحقق العزة والنصر .. ويعيد الرفعة والكرامة .
س- أجمل زهراتك الرومانسية ؟
ج- ليت العمر يتوقف في نظرة من عيناها واستراحة بين ذراعيها .
س- أجمل زهراتك الانتقامية ؟؟
ج- وهذا لقلب الذي خلق للحب قادر أن يسلاها ويبدأ من جديد ولكن مع قلب مثله خلق للحب ..
س- أجمل زهرات حزنك ؟؟
ج- حاولت يا أحزاني أن أرتق ثقبا في القلب منك ، فاكتشفت أن القلب أصبح كالمنخل من كثرة الثقوب .
س- أجمل زهرات حكمك ؟؟
ج- أخرس لساني ولا تخرس قلمي ، أئ نفسي ولا تئد فكري فالقلم بلسم الألم .. ودمت قارئي سالما لي وألى الملتقى في رحلة أخرى .
!!!!
يخيل إلي أن قطرة واحدة من هذا الحزن الساكن في هذا القلب كافية أن تغرق العالم أجمع …
تحياتي
مخاوي الغربة
فاليوم سأصحبك معي إلى أعماق أعماقي .. فالأصداء التي تصبح من الداخل هي دعوة لرحلة في أعماق النفس … ولا أخفيك الحقيقة .. أعماقي ما هي إلا صحاري قاحلة .. لكن أرجوك لا تخف .. أرحل معي فلك مني في كل صحراء واحة ظل .. وأعماقي ما هي إلا بحار هائجة .. لكن أيضا أرجوك لا تخف فلك مني في كل بحر زورق نجاة !!!.
الآن تفضل معي وادلف الى عالمي الداخلي .. ثبت خطوتك لا تجعل هذه الغيوم المتلبدة وهذه الشمس المحرقة تفزعك ، لا تدع هذه الفيضانات وهذا الجفاف وذاك القحط يرعبك ، لا تلتفت لكل المتناقضات التي تحيطك ، لا تتراجع وتعد أدراجك وتدعني قبطان بلا مسافرين .. دليلا بلا رحالين …
تعال هنا ولنجلس معا تحت هذه الشجرة العملاقة الشامخة في هذه الغابة العابقة بشتى روائح ندى العشب الأخضر وعطر الياسمين والفل .. تعال معي تحت هذه الشجرة الوارفة الظل شجرة أفكاري وتأملاتي .. لأحكي لك وأنت تقطف من أوراقها رحلتي مع الفكر .. التي ما أقصر عمرها إذا ما قسناها بعمر النور والقلم والورق وما أطول عمرها إذا ما قسناها بعمر الإحساس والعمق والوجع !!!
جذور شجرة هذا الفكر تمتد في تربة خصبة صلدة سمادها الألم والمعاناة .. فالألم هو أهم الأشياء التي تجلو معدن الأنسان وتصقله ، هو الذي يشف الروح ويفجر مكنونات الإبداع المخزونة في النفس تحت أتربة الصبر والتضحية والتي يفجرها فجأة كحمم البركان حينما تنفذ فينا طاقة الاستيعاب والتحمل .. فالفرح مهما عظم وكبر وتشعب في حياتنا يظل لا عمق ولا قوة له في الخلق والصقل .. الألم وحده هو الذي يرمي بنطفة الفكر العميق في رحم العقل ويكون مولودا هذا الحمل هو الإبداع و التعملق في كل مجال فكر وفن وابتكار .. الآن مد يدك يا رفيقي واقطف ما شئت من أوراق أغصان شجرة أفكاري ولك في كل ورقة سؤال وجواب ولنقرأها معا :
س - من أنت ؟؟؟
ج- يا سائلي أنا لست سوى غيمه شاردة بأمطارها تبحث عن البيادر والسهول والحقول …
أنا لست سوى نغم يعزف ليلا ونهارا .. على الوتر الحزين .
أنا لست سوى شجرة أرز .. شامخة صابرة على غدر السنين .
س- أين تتلمذت ؟
ج- تتلمذت في مدارس الصبر والحرمان وتخرجت من جامعات الوجع والشقاء .. فأصبح لي نفس حساسة .. مرهفة .. نفس أديبة .. أرهف الظلم خلجاتها .. وهذب الحرمان خفقانها .
س- من هم معلموك ؟ وماذا علموك ؟؟
ج- المحن معلمتي الأولى وعلمتني المحن أن أصعب أنواع البكاء هو الضحك أثناء الشدة .
س- ما مقياس التعارف الحقيقي ؟؟ وما عمره الزمني ؟؟
ج- التعارف الحقيقي لا بد أن يكسر كل القيود وأولها الألقاب والأسماء .. التعارف القوي عبر الأفكار ، الانقطاع لا يعني محو الذكرى والنسيان ، فالاستمرارية ليست مقياسا للتفاهم والتجاوب ، والاختفاء ليس علامة الانسجام وانعدام المودة .. فقد نستمر مع من لا يربطنا بيننا وبينهم سوى شكليات وقضاء وأقدار ، ونبتعد عمن نشاركهم أجمل الأفكار ونتجاوب معهم بينما تفصلنا بيننا وبينهم أميال وأميال .
س- أي المدن إليها ترحل وأي المدن عنها تبتعد ؟؟
ج- مدن الزحام والضجيج أرحل إليها ، ففي ضجيجها وفي جنونها أضيع وتضيع عواطفي فيها .. أما مدن الحب فلا أذهب إليها كي لا أعذب نفسي وأواجه حرمان فيها .
أجمل زهراتك في القضايا العربية ؟؟
ج- بعد أربعين عاما أتى الحجر وابتلع الذل والقهر .. وخرج الطفل العربي من القمم ليحقق العزة والنصر .. ويعيد الرفعة والكرامة .
س- أجمل زهراتك الرومانسية ؟
ج- ليت العمر يتوقف في نظرة من عيناها واستراحة بين ذراعيها .
س- أجمل زهراتك الانتقامية ؟؟
ج- وهذا لقلب الذي خلق للحب قادر أن يسلاها ويبدأ من جديد ولكن مع قلب مثله خلق للحب ..
س- أجمل زهرات حزنك ؟؟
ج- حاولت يا أحزاني أن أرتق ثقبا في القلب منك ، فاكتشفت أن القلب أصبح كالمنخل من كثرة الثقوب .
س- أجمل زهرات حكمك ؟؟
ج- أخرس لساني ولا تخرس قلمي ، أئ نفسي ولا تئد فكري فالقلم بلسم الألم .. ودمت قارئي سالما لي وألى الملتقى في رحلة أخرى .
!!!!
يخيل إلي أن قطرة واحدة من هذا الحزن الساكن في هذا القلب كافية أن تغرق العالم أجمع …
تحياتي
مخاوي الغربة