PDA

View Full Version : الحرس الوطني السعودي والجائزة العالمية


صالح العبدالرحمن
26-11-1999, 01:37 AM
يـحسب للحرس الوطني حماسه وإسهامه في مجالي الثقافة والتعليم. فالحرس, بوصفه مؤسسة عسكرية, له مهام معروفة في إطار تخصصه في مجالات الدفاع عن البلاد وحماية أمنها والحفاظ على استقرارها. لكن الحرس الوطني لم يتوقف عند هذه الحدود, وإنما تجاوزها وغطى مساحات واسعة تهتم بالإنسان السعودي سواء في مجال الرعاية الصحية أو التعليم أو تنشيط الحركة الثقافية وبعض الجوانب الأخرى التي لا تقل أهمية عن ذلك. وما المهرجان الوطني للتراث والثقافة إلا مثال على هذه الجهود التي تلقى تقدير المواطن السعودي, والتي تجاوز صيتها الحدود ليحقق للمملكة سمعة ثقافية في العالم العربي وخارجه.
ومن الإنجازات المدهشة التي يحققها الحرس الوطني, بهدوء ودأب, القضاء على الأمية. فعندما تأسس الحرس الوطني كان من الطبيعي أن يستقطب قطاعات واسعة من المواطنين من كافة الشرائح, سواء المتعلمة أو تلك التي لم تسمح ظروفها بالالتحاق بالمدارس والحصول على تعليم نظامي. وكانت الفئة الثانية, غير المتعلمة, تشكل نسبة كبيرة من منسوبي الحرس وخصوصا في البدايات الأولى لتأسيسه قبل التوسع التعليمي الذي شهدته المملكة وتزايد أعداد المبتعثين الى الخارج وانشاء كلية الملك خالد للحرس الوطني وبقية المدارس والمؤسسات التعليمية التابعة للحرس. ولهذا برزت الحاجة الى نشر التعليم والقضاء على الأمية بين صفوف منسوبي الحرس الوطني, فبدأت الجهود الكبيرة في هذا المجال والتي تكللت بحصول وكالة الحرس الوطني للشؤون الثقافية والتعليمية على جائزة المجلس العالمي لتعليم الكبار للعام 1999م.
هذا الحدث, الذي احتفل به الحرس الوطني يوم أمس بحضور سمو ولي العهد رئيس الحرس الوطني, هو مناسبة جميلة تستحق أن نتوقف أمامها بكل الإعجاب والتقدير لهذه المؤسسة العسكرية التي لم تنغلق على نفسها في دائرة اختصاصاتها الأساسية فقط, وإنما تفاعلت مع الاحتياجات الثقافية والتعليمية للمواطن السعودي وأسهمت في توفيرها. ومن المؤكد أن هذا الاهتمام بتعليم منسوبي الحرس يلتقي في نهاية المطاف مع حرص الحرس على رفع كفاءة منسوبيه والارتقاء بأدائهم, وبالتالي فهو يشكل تكاملا بين احتياجات الحرس من الناحية الوظيفية وبين الضرورات الوطنية التي تحتم القضاء على الأمية بين أبناء الشعب السعودي.
إننا كثيرا ما ننسى ونحن في غمرة تفاعلنا مع مستجدات ثورة المعلومات التي تجتاح العالم أن بلادنا التي تتطلع الى تحقيق انجازات بعيدة في هذا المجال لازالت تعاني من تركة عصور طويلة من العزلة الثقافية حيث كان من النادر أن تجد من يعرف القراءة والكتابة في الكثير من قرى المملكة وأريافها وبواديها. لكننا بدأنا, ولله الحمد, نكسب معركتنا مع الأمية, بفضل جهود الرجال والنساء الذين يعملون في قطاعات مثل وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات ووزارة الدفاع والطيران, بالإضافة الى الجهود التي بذلها الحرس الوطني والتي تكللت بالحصول على جوائز عالمية.
تحية للحرس الوطني, ولكل القطاعات التي تسهم في القضاء على الأمية.. ومزيدا من الجهود للقضاء على الأنماط الجديدة من الأمية في هذا العصر الذي لم تعد القدرة على القراءة والكتابة هي مقياس الأمية الوحيد.
ــــــــ
د.عبدالواحد الحميد
http://www.alriyadh-np.com/today/images/alhomed.jpeg

[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة &nbsp; صالح العبدالرحمن &nbsp; يوم &nbsp; 25-11-1999]