PDA

View Full Version : > جرائم الحرب <


زمردة
24-03-2000, 11:27 AM
جــرائم الحــرب
كتبه جان سيب
الأخبار التركستانيّـة


ملاحظة : كاتب هذا المقال نصراني لا يؤمن بالإسلام لذلك نلاحظ عدم
إبرازه لقضية الشيشان من الناحية الدينية الإسلامية التي لا يستطيع
فهمها ولقد تم حذف بعد العبارات بالمقال. لذا وجب التنويه.

قلة قليلة من الناس يتذكرون الجزء الأكثر ترويعاً من خلفية الحروب
القوقازية الأخيرة. أحيانا تذكر التقارير الإخبارية إبعاد أمم كاملة،
أعمال وحشية و تطهيرعرقي ارتكب من قبل روسيا ضد الشيشان، إنغوشيا،
سيركاسيانس، بالكارس وكاراتشيس (على سبيل المثال لاالحصر).كل هذه
الفظائع ، على أية حال، لم توضّح الحقيقة تماما للرأي العام، الذي يتلقى
يوميا جرعة كبيرة من أخبار الكرملين المشوشة، والتي تنقلها وكالات
الأنباء العالمية (رويتر،أشوستيتد برس،فرانس برس،إيتار تاس، إنترفاكس
وغيرها) بكل أمانة وتسليم بصدقية المصادر الروسية!!!

لذا لقد حان الوقت لأعطاء القصة الحقيقية للشيشان تحت الإحتلال الروسي.

بدأ كل شيء منذ 200 عام . و القرن التاسع عشر لم يحمل إلا الحرب والخراب
بالنسبة للقوقاز. وقد استغرقت روسيا 100 سنة لتقهر وتضطهد شمال القوقاز
الممتد من الحدود الحالية لتركيا وإيران. واستمرت المقاومة المسلحة
النشيطة التي كان يقوم بها بخاصة الشركس في الغرب وسكان جبال الداغستان
في
المقاومة حتى العصر السّوفيتي. لم يتمكن الروس أبداً أن يقضوا على
المقاومة، والتي إستمرت في الغابات والجبال القوقازية.

شامل، الذي كان من الأفار، ويتكلم التركية في إجتماعاته مع أفراد قوته،
كان هو البطل الوطني للشيشانين،و كان يقود مقاومة أمم جبل فيناخ
(الشيشان،داغستان وأنغوشيا اليوم) ، ضد الطاغية الروسي، وكان هدفه إقامة
إتحاد في القوقاز الشمالي.

حاولت تخلق صورة الخليط العرقي المشاكس الذي لا يمكن أن يختلط بدون
الإستعمار الروسي. على أية حال، تم أسر الإمام شامل في النهاية، وسجن من
قبل الروس في 1859 ، وهنا يمكن القول أن إستقلال الشيشان انتهى، على
الرغم من أن المقاومة استمرّت في المناطق الأخرى وفي الجبال.

سنة البؤس تلك تلتها 132 سنة من الجحيم والإحتلال الروسي للشيشان، حتى
فوز دزوهكار دودايف أخيرا في إنتخابات 1991 الرئاسية وإعلانه إستقلال
جمهورية الشيشان في إشكيريا. في نفس الوقت عدد من الجمهوريات الأخرى ضمن
الحدود الحالية للإتحاد الروسي اعلنت إستقلالها، لكن روسيا استطاعت أن
تسحق حركات التحرر في كل هذه الجمهوريات، و استبدلت زعماء هذه الدول،
بآخريين من الشيوعيين الموالين للكرملين، أو كما حدث في تاتارستان، توفا
وكالموكيا، حيث أقنع الروس الجمهوريات أن تقبل حكم ذاتي في الوقت الحالي.

ثلاث سنوات سعيدة و هادئة بشكل نسبي من الإستقلال الحقيقي مرت في ظل
ولاية الرئيس دودايف، حتى قامت روسيا في عام 1994 بغزو هائل ومدمر
للشيشان تنفيذاً لأوامر بوريس يلتسين . وأبرز مجرمي الحرب في هذه الحرب،
هما بافيل غراتشيف وسيرغي ستيباشين. على أية حال، أعوام الحرية الثلاثة،
ولإن لم تحظى باعتراف دولي، قد أعطت أملا كبيرا بالحياة الأفضل
للشيشانين. لذا كانت المقاومة ضد الغزو الروسي شاملة، وأغلبية الأقلية
الروسية التي تسكن في الشيشان شاركت الشيشانين في إستنكار التفجيرات
والغزو الروسي. و قد خسرت روسيا الحرب، وسحبت قواتها العسكرية في 1996،
بعدما وقع الكساندر ليبيد معاهدة هاسافيرت مع الرئيس الحالي أصلان
ماسخادوف ( دودايف كان قد قتل في هجوم صاروخي روسي في أبريل 96).


طرد روسيا كان نصراً عظيما للشيشانين. لكن ثمن التحرير كان باهظاً.
البلد قد دمر كليا. وأكثر من مائة ألف مدني قتلتهم القوات العسكرية
الروسية، (التي كانت بدورها ضحية هذه الحرب المجنونةالتي شنها يلتسين).
أمهات الجنود الروس طالبن دون جدوى أصحاب الكرملين وقف إرسال أبنائهم
الذين أرسلوا ليحاربوا من أجل الإمبريالية الروسية على تراب غير تراب
روسيا. وحسب إفادات كل شهود العيان، حتى الروس، حرب الشيشان كانت مروعة
أكثر بكثير من حرب البوسنة. والتي لم تتدخل فيها الأمم المتحدة .

الشيشانيون كانوا يقتلون في مخيمات التعذيب الروسية. ومن ثم تجمع عظامهم
في صناديق ذخيرة كبيرة، و تسحق ثم تحرق، و هناك صور فوتوغرافية كافية
وقصص شهود العيان تؤكد أن التجاوزات كانت أكثر بكثير من فظائع الحرب
البوسنية. كذلك حصل تطهير عرقي في أنغوشيا من قبل الروس على رغم أنهم لم
يعلنوا أستقلالهم.

ولا يمكن لأحد أن يقدر عدد الذين ماتوا من الجوع، و البرد وغيرها. كما
أن معظم بيوت المواطنين الشيشانين دمرت.

بعد الحرب، و على الرغم من الإنتصار الشيشاني، بقي البلد في عزلة تامة،
وكأنه لا يوجد أحد في العالم يكترث لإستقلالهم. لم يكن هناك كهرباء، ولا
هواتف، وكل البنى التحتية كانت قد دمرت. عندما جائت شركة بريتش تيليكوم
لتركيب نظام هاتف خلوي (جوّال) لحكومة الشيشان، قتل ثلاثة من عمالهم ،
وقطعت رؤسهم،و أصابع الإتهام تشير إلى المخابرات الروسية(إف إس بي). و
كانت موسكو تنشر الأساطير،
والأكاذيب. وقد غاب مراسلوا الصحف الغربيين ( تخوفا من قطاع الطريق
الذين زاد نشاطهم بضوء أخضر من عصابة يلتسين ) و بذلك احتكر الروس إذاعة
الأنباء عن الشيشان، وكان جميع المراسلون ينقلون أخبار الشيشان عن
روسيا(بما فيها من أكاذيب).

ولكن أيام ستالين كان الوضع أسوء منه اليوم، وقد بدء ذلك إبان الثورة
البولشيفية للينين، وقد بدء الجحيم الستاليني الحق عام 1944 عندما قرر
ستالين إبادة الشعب الشيشاني.


في برد فبراير عام 1944 اجتمع الشيشانيون في قراهم ليحتفلوا بذكرى الجيش
الأحمر التابع لـ الإتحاد السوفيتي، عندها قامت الفرق العسكرية من
الشرطة السرية بتطويق الحشود،و أطلقوا النار على كل من قاومهم، وقادوا
السكان الذين كان عددهم نصف مليون شيشاني في مقطورات الشحن المتجمدة إلى
الإبعاد.
و كانت الوجهة كازاخستان في محيط بارد ومقفر حيث سيبعد الناجون.أما
المرضى، كبار السن،والنساء الحوامل، اللواتي لم يكن ممكنا أن يتحملن
رحلة سكة الحديد الطويلة، التي تستغرق أسابيع، قتلوا، أو أحرقوا، أو
دفنوا أحياء.

"الشيوعية شرعية نهائية" كانت دوماُ كذبة كبيرة، و كل شي يختلف مع هذه
العقيدة، كان يجب تدميره. لذلك، أراد الإتحاد السوفيتي أن يمحو أيضا أثر
الموطن وكل شيء يمكن أن يذكر بالتاريخ القوقازي القديم. القرى كانت
تحرق،

وفي قرية حبيبة أحرق700 من السكان وهم أحياء في حظائرهم. ونبشت المقابر
و استخدمت أحجارها لتشيد الطرقات، لتظهر إزدراء الشّيوعيون لكل ما هو
مقدّس وله أثر عاطفي.

الكثيرمن أبراج الحراسة التاريخية على جبال المرتفعات الشيشانية تم
تفجيرها، وتم زرع الروس في هذه الأراضي التي محي تاريخها.

وفي كازاخستان معدل الوفيات كان عاليا جداُ بين المبعدين . لماذا؟
الجواب: بعد الحرب العالمية الثانية أنشىء الروس مختبراً خاصاً في موسكو
ينتج سموما ، وقد استعملت على المبعدين وقتلت أكثرهم بدون إحداث ضجة.
وقد أراد ستالين إبادة الشعب الشيشاني بأكمله ولكن الإتحاد السوفيتي لم
يكن عنده مايكفي من التقنية في مخيمات الإعتقال، كما في مخيمات
النازيين، حيث كان الناس يموتون في روسيا نتيجة الجوع والأمراض.

وعلى الرغم من هذه الظروف القاسية لم يخضع الشيشانيون حتى في مخيمات
الإعتقال.

البروفسور إيفان بيلاس، مؤرخ حرب، و الذي كان يعمل كمساعد في برلمان
أوكرانيا، وجد وثائق تؤكد هذه التفاصيل المروعة في أرشيفات الدولة
الروسية . في الملف 9478 : القضية 1375 ، وجد البروفسور وثائق عن عملية
إبادة الشيشانين بالسموم التي دست في المساعدة الإنسانية التي تم
إرسالها إلى المبعدين. حيث وضع الزرنيخ في الطحين والملح و الحنطة،
بمقدار غرام واحد لكيلو الطحين، و عشرة غرامات لكيلو
الملح، و الهكسوجين وضع في الزيوت والزبدة. و وصفت الوثائق هذه الأعمال
بـ "مفاجئات غذائية".

أكثر من 60% من الشيشانين تمت تصفيتهم خلال الإبعاد أو في كازاخستان.
لكن كبريائهم وحلم (الحرية المقدسة) كان من المستحيل قهرها بالعمل
الوحشي الشّرير والقاسي الذي قام به الشيوعيون. حتى في جولاجس، يعلم
الروس جيداً أن الشيشانيين لم يرضخوا يوماً للاستبداد. و كانوا دوماُ
يفضلون مواجهة الموت على ذل العبودية. ما حفظ هذه الأمة الصغيرة من
الزوال.كما أن حلمهم (بالأرض المقدسة)،دفع أبنائهم إلى العودة، وكانت
أسرة دودايف بين هذه الأسر التي عادت.

على أية حال، حتى خلال السنوات السوداء من حكم ستالين، لم يتدمر البلد
بشكل كامل.. خلال الحكم السوفيتي، استطاع بعض الشيشانيين الاختباء في
الجبال و المحافظة على (طقوسهم الدينية)، وكان
المستوطنون الروس، يخافون من السكان الجبلين الذين كانو يحرسون
المرتفعات، ويمنعون وصول الجيش الأحمر و ال كي.جي.بي إليها.

بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي وعندما هبت رياح الحرية، ظن الكثيرون أن
الكابوس انتهى، وكان لدى الشيشانين أصدقاء يتعاطفون معهم في الجمهوريات
السوفيتية السابقة، ورغم ذلك لم تعترف باستقلالهم رسميا سوى جورجيا، في
حين قدمت أستونيا الدعم المادي لحكومة دودايف، كما دافعت ليتوانيا مرات
عديدة عن الشيشانين ما أثار غضب الشيوعيين و الروس. و رغم تعاطفهم لم
تهتم أي من جمهوريات البلطيق بالشيشان لشدة إتباعهم للروس والغرب.

وإذا سرت في توومبيا، سترى العلم الشيشاني يرفرف تجاه البرلمان
الأستوني، حيث سفارة الشيشان، في قلب تاللين، بين سفارات فنلندا،
لاتفيا، ليتوانيا، روسيا وأمريكا

من موقع الشهادة ..

------------------
اللهم عليك باليهود وأعوانهم والنصارى وأنصارهم والشيوعيين

reg
24-03-2000, 11:27 AM