PDA

View Full Version : الخبر


الكل تربيع
05-05-2000, 07:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
رئيس أوزبيكستان يُقِرُّ بإفلاسه فكريّاً
في 06/04/2000 جمع كريموف، رئيس أوزبيكستان، أهلَ الفكر المشهورين في بلده من كُـتّـاب وشعراء ومؤرخين وصحافيين وأئمة مساجد وعلماء نفس ومثقفين وباحثي مجتمع ومختصين في الشؤون (الإيديولوجية). وألقى في هذا الاجتماع كلمة طويلة نشرتها جميع قنوات التلفزة في أوزبيكستان. ومما قاله كريموف:
"لقد قلنا تكراراً إننا نحارب الفكرة بالفكرة والعقيدة بالعقيدة. ولكن هل عندنا عقيدة لتحل محل العقائد الزائفة التي نحاربها ؟ علينا ان نعترف أننا، حتى الآن، لم نهيئ مثل هذه العقيدة أو مثل هذه (الإيديولوجية). وأية دولة أو أي مجتمع ليس لديه ذلك محكوم عليه بالسقوط. توجد أمور كثيرة لا أستطيع أن أكشفها لكم. مثلاً: إذا انهارت الدولة في أوزبيكستان فإن جميع دول آسيا الوسطى ستنهار، ومن أجل هذا السبب أصبحت أوزبيكستان هدفاً للتدخل والصراع الفكري الأجنبي. كيف لنا أن نرى ما يسمى بحـزب التحـرير يملأ المجتمع بإيديولوجيته، وبخاصة أننا نعلم أن الوهابيين وحزب التحرير هم مجرد دُمى في أيدي غيرهم ؟
"ولهذا أنا أطلب منكم أن تخلقوا، في أسرع وقت ممكن، عقيدة إيديولوجية قومية، أو فكرةً من هذا النوع تتناسب مع خصائصنا، وتكون قادرة على مواجهة إيديولوجيتهم. لقد كُـلِّـفتم بمثل هذا العمل سابقاً ولكن النتيجة كانت دون جدوى. هذه المرة أنا سأوفّر لكم كل ما يلزم: الوقت والدعم المالي. ولكن النتيجة الآن يجب أن لا تكون مثل سابقتها".
هذه ترجمة حرفية لعبارته. وكان باقي خطابه مليئاً بالعبارات الانهزامية المتناقضة. هو يقول بأنه يحارب الفكر بالفكر، ثم يقول بأنه لا يملك الفكر.
في حقيقة الأمر هو يحارب الفكر بالاعتقالات، والتعذيب الوحشي، والقتل، والأحكام القاسية. حزب التحرير لم يقم بمحاولات اغتيال ولا بأعمال عنف، وإنما يقوم بحمل الدعوة الإسلامية بالطريق الفكري السياسي. فقام كريموف بحملة اعتقالات شملت أكثر من أربعة آلاف شخص من حزب التحرير، وشملت آلافاً أخرى من بقية المسلمين. عدد كبيرٌ من المعتقلين استُـشـهد تحت تعذيب زبانية كريموف، والآخرون تحكمهم محاكمه الظالمة مُـدداً تصل إلى عشرين سنة. وهو يصدر في قسوته هذه من أصله ال******الكافر. واليهود هم أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين.
ليس نظام كريموف وحده هو الفارغ الذي لا يقوم على مبدأ أو فكرة، بل كل الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي، بما فيها القائمة في آسيا الوسطى، هي فارغة. الناس في العالم الإسلامي عقيدتهم هي عقيدة الإسلام، وعقيدة الإسلام ينبثق منها نظام ينظم جميع شؤون الحياة. وهذا وحده هو الصحيح في العالم لأنه من عند الله. وكل محاولة للفصل بين العقيدة ونظامها، أو للخلط والترقيع بين العقائد والأنظمة المختلفة هي نتيجةُ سطحيةٍ في التفكير مآلها الفشل.
حزب التحرير لم يجمع المفكرين كي يخلقوا له عقيدة او إيديولوجية أو فكراً. حزب التحرير يحمل العقيدة الإسلامية والأفكار الإسلامية التي أنـزلها الله لجميع الناس. وأهل أوزبيكستان هم مسلمون ويتمسكون بالعقيدة الإسلامية والأفكار الإسلامية، وهذا هو الذي يناسبهم، ولذلك تجاوبوا مع حزب التحرير في العمل لإقامة الخلافة، واستئناف الحياة الإسلامية، وتوحيد البلاد الإسلامية تحت راية خليفة واحد، وحمل رسالة الإسلام إلى العالم.
لقد رأت أميركا أن الإسلام ينتشر في آسيا الوسطى، فخافت على نفوذها وما تطمع به هناك. وخافت على حضارتها وعلى نفسها من شروق الإسلام الذي لا تفهم أنه رحمة بل تحسبه نقمة عليها. ولذلك هي ودول الكفر كلها تسميه إرهاباً وتعقد المؤتمرات وترسم الخطط لمحاربته.
لقد سبق اجتماع كريموف بأهل الفكر عنده زيارةٌ سرية للغاية قام بها مدير المخابرات المركزية الأميركية (CIA) جورج تينيت إلى طشقند. وكان جورج تينيت قام في الوقت نفسه بزيارة علنية لجورجيا وقازاخستان في 26 و27/03/2000. وقد تم التركيز في مباحثات طشقند على المواجهة العالمية للإرهاب التي تقودها أميركا. وكانت هذه الزيارة بناءً على تقرير (ستيفن) رئيس القسم المختص بشؤون روسيا والجمهوريات المستقلة الذي قال فيه: "إن آسيا الوسطى تواجه خطراً بسبب الإرهابيين المسلمين" حسب زعمه. ولذلك فإن المرجح أن يكون مدير المخابرات (CIA) هو الذي طلب من كريموف عَـقْـدَ الاجتماع ووضْـعَ عقيدة للدولة كجزءٍ من خطة أوسع تشرف أميركا على وضعها وتنفيذها من أجل إحكام قبضتها على المنطقة، وإلا فإن المسلمين سيستولون على السلطة في أوزبيكستان وفي جميع آسيا الوسطى.
وقد سارعت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت في زيارة رسمية لكل من أوزبيكستان وقازاخستان وقيرغيزستان. ووعدت برصد عشرة ملايين دولار لتدريب وحدات أوزبيكية خاصة لمحاربة الإرهاب وحماية الحدود من جهة أفغانستان. وحذّرت حكومة أوزبيكستان من اضطهاد جميع المسلمين المتدينين، لأن ذلك يقوّي دعاة الإرهاب. ودعتها إلى قمع المتطرفين ودعاة الإرهاب دون غيرهم. ودعت أوزبيكستان للمشاركة في المؤتمر الذي سيعقد في واشنطن في حزيران المقبل لمحاربة الإرهاب في آسيا الوسطى.
وما أن انتهت زيارة أولبرايت لأوزبيكستان حتى كان الرئيس الصيني جيانغ زيمين يزور أنقرة ويتفق مع الرئيس التركي ديميريل ورئيس الوزراء أجاويد على أن الجانبين سيواجهان بالقوة "كل أنواع الإرهاب العالمي، والنـزعات الانفصالية والقوى الدينية المتطرفة". ومن الجدير ذكره أن منطقة كيسيانغ (تركستان الصينية) تسكنها أكثرية إسلامية من الإيغوريين الذين يعملون على الاستقلال عن الصين والعودة إلى هويتهم الإسلامية، وقد قامت الصين بعمليات قمع وحشية ضدهم، وتتهمهم بالأصولية الإسلامية، وتستعين الآن بتركيا ضدهم، مع العلم أن بلاد الإيغور هذه هي في آسيا الوسطى، وهي محاذية لحدود قازاخستان.
أيها المسلمون في أوزبيكستان:
كريموف كان شيوعياً. وحين سقطت الشيوعية صار عميلاً لروسيا. ثم أغرته أميركا فصار عميلاً لها. وهو يحاول، بتوجيهات من أميركا، أن يؤلف عقيدة وميثاقاً للدولة غيرَ عقيدة الإسلام وميثاقه. فلا تمكِّـنوه من ذلك، وحافظوا على إسلامكم يحفظْـكم الله.
أيها المسلمون في كل مكان:
إن أميركا وغيرها من دول الكفر جعلوا من الإسلام عدوهم الأول، وبخاصة بعد سقوط الشيوعية. وصاروا يصوّرون الإسلام الكامل الذي يحكم جميع شؤون الحياة ويسوس جميع شؤون الناس بأنه أصولية وإرهاب. وصاروا يحاربون الإسلام صراحة تحت مسمّـى الإرهاب. وصار عملاؤهم من حكام البلاد الإسلامية ينفّـذون خطط هذه الدول الكافرة، ويقمعون الدعاة إلى الإسلام تحت شعار محاربة الإرهاب. ولكن لا تخشَـوْهم، واثبتوا في مواجهتهم، وكونوا مع الله الذي يقصم الجبارين.
((إن تنصروا الله ينصرْكم ويثبِّـتْ أقدامكم))
حــزب التحـريـر
في 19 من محـرّم 1421هـ
24/ 4/ 2000م


------------------