PDA

View Full Version : : أبعــــــاد المحادثات السورية - الإسرائيلية ! !


الكل تربيع
05-05-2000, 07:37 PM
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. وبعد أيها المسلمون…
أريد أن أحدثكم اليوم عن آخر تطورات ما يسمى بالسلام السوري الإسرائيلي، وماذا يعني ترسيم الحدود بعد قمة الأسد وكلينتون في جنيف قبل عدة أسابيع، لقد قرأت في مجلة الوطن العربي التي تصدر في لندن مقالاً لإدوارد جورجيان مساعد وزير خارجية أميركا الأسبق لشؤون الشرق الأوسط مقالاً يتحدث عن هذا الموضوع وأتوقع أن يسخن الوضع وقد يصل إلى لحظة انفجار في لبنان بين سوريا وإسرائيل إن انسحبت إسرائيل من طرف واحد من جنوب لبنان. ويقول جورجيان هذا: إن كلينتون قد تسرع في لقائه مع الأسد ولم يعد الأمر إعداداً جيداً وبالتالي كان الفشل الذريع كما يقول السياسي الأميركي. ولكن هل حقاً أن كلينتون وإدارته قد تسرعوا عندما عقدت القمة في جنيف وحصل الأمر بدون حساب؟ أم أنه فشل مدروس ومحسوب؟ أم أن الأسد يتعنت وأن الأسد يرفض من مطلق مبدأي يريد من خلاله تحرير الجولان وما بعد الجولان؟ أم أن الأسد مشهود له في التاريخ بالمواقف البطولية التي يصر فيها على ما يقول منطلقاً من مبدأ التحرير ومبدأ الشرف والوطنية -ولا أقول من مبدأ الإسلام - لأنه عدو للإسلام، أم أن الأسد يصر دائماً على أن يرفض الخيانات؟ كل هذه التساؤلات أطرحها معكم الآن لأرد على جورجيان ولنصل معاً إلى نتيجة تحليلية ع***ما يكتبه هذا السياسي الأميركي الذي يهدف إلى أن تتحقق مصالح أميركا من خلال استخدام الأسد وغير الأسد من الزعامات العربية أدوات طيعة لتنفيذ إرادة أميركا وما تريده من سياسة ومن عسكرية ومن اقتصاد في بلاد المسلمين.
أولاً: إن حافظ الأسد أحد الذين تآمروا على تسليم الجولان إبان حرب 1967 وهذا مثبت عنه في التاريخ.
ثانياً: إن الأسد تآمر على الفلسطينيين إبان حرب 1969 وحرب 1970 الأهلية في الأردن.
ثالثاً: إن حافظ الأسد شارك في المؤامرة التي أمرت بها أميركا السادات في حرب 1973 من أجل التحريك حتى تأخذ أميركا قناة السويس وحتى تصفي القضية مع مصر وهذا مثبت أيضاً في صفحات التاريخ.وعندما سارت مصر على طريق فصل القوات وطريق السلام رفض نظام الأسد هذا في تلك الفترة وبعد أشهر أو أسابيع أو زمن معين سار على نفس الطريق.

إن نظام الأسد ما زالت يداه ملطختان بدماء المسلمين من فلسطينيين ولبنانيين في مخيمات لبنان تنفيذاً للرغبة الأميركية في أن يحاصر الفلسطينيين حتى يخضعوا للحلول وها هم خضعوا وخضعت العرب كلها معهم. والنقطة التالية إن نظام الأسد قبل أن تقوده أميركا في الهجمة الدولية على العراق بعد أن دخل صدام الكويت، وقبل أن ينقاد أمام العالم كله للهيمنة الأميركية حيث التقى قبلها مع بوش في سويسرا في جنيف نفس المدينة التي التقى فيها مع كلينتون. ماذا يعني هذا كله؟ بعد أن ذهب الأسد أيضاً إلى مدريد ليفاوض في عملية سلام. هل يريد الأسد فعلاً أن يحرر الجولان ولبنان والقدس كما يزعمون؟ إن هذا المسلك التاريخي يتناقض تمام التناقض مع من يريدون التحرير ويسلكون سبل التحرير وسبل التغيير وسبل الرد على الكفار الأعداء. إذاً فماذا يعني هذا القبول والرفض وهذا التسخين والتبريد للجبهة السورية اللبنانية الإسرائيلية؟ وللمسار السوري اللبناني الإسرائيلي من الطرف الآخر؟

أيها الإخوة،
إن هذا كله يصب في عملية الترويض للرافضين من اليهود اللذين هددوا باراك بأن يقتلوه إن انسحب من الجولان، اللذين هددوا بأن يفككوا حكومته إن انسحب من الجولان. فماذا تفعل الآن أميركا؟ إن أميركا تهيئ الأمور وتروض الرافضين فالأسد ليس من الرافضين ومبارك ليس من الرافضين والفلسطينيون ليسوا من الرافضين وكل الخليج وكل المشرق والمغرب من زعاماتنا إنهم من الخانعين وليسوا من المعاندين وليسوا من الوطنيين الأحرار على الأقل ناهيك عن أن الإسلام برئ منهم وأنهم يعملون لضرب كل المسلمين الأتقياء العاملين في كل مكان. فهذا سر العمل وهذا ما يؤكده قول كلينتون بعد أن فشل المؤتمر المزعوم قال: لا تضغطوا على باراك فإن وضعه في الداخل صعب. إذاً هذا هو بيت القصيد أن وضعه في الداخل صعب ويريدون أن يخرجونه من هذا الوضع الصعب حتى وإن اضطروا إلى لعبة عسكرية مبررة في جنوب لبنان بعد أن يخرج اليهود ويسحبوا جنودهم من الجنوب. وبعد ذلك لا تتفاجئوا إن جاءت أولبرايت على طريقة كيسنجر سنة 1973 وبدأت بعملية الخطوة خطوة وعملية مفاوضات جديدة ينتهي الأمر فيها بفصل قوات وبانسحاب إسرائيلي من الجولان وبتوقيع معاهدة سلام دون اللجوء إلى الشعب الإسرائيلي الذي وعدهم باراك أن يلجأ إليهم إن وصلت الأمور إلى حد الانسحاب والنـزول من الجولان، لأن أميركا تدرك تماماً أنه إن حصلت عملية التصويت على الانسحاب فلن يصوت اليهود على الانسحاب والنـزول من الجولان. ولن يجعلهم يقفزوا على هذا إلا عمل مدروس ومرتب يفصلوا بعده القوات وتأتي أميركا بقواتها عازلة وفاصلة وتجلس في الجولان وهذا ما تريده أن تأخذ الجولان ولكن تريد الجولان لها وعلى حدود طبريا لهذا يصر الأسد -الذي يبيع الجولان لا تهمه جولان ولا غيرها - ولكن الذي يصر على أن تكون الحدود هي الشاطئ لطبريا الشمالي هي أميركا، والذي يصر على أن تكون منابع المياه في يد السوريين لا الإسرائيليين هي أيضاً أميركا لماذا؟ لأن أميركا لا تقبل لإسرائيل أن تطلب أكثر مما يسمح لها، اليهود إن سمح لهم أصبحوا منافسين لهذا يريدونهم أن يظلوا تحت رحمة الحاجة للمياه بأن تكون طبريا نصفها في يد السوريين ظاهراً وحقيقة في يد الأميركان ومنابع الليطاني وبانياس في يدها لا في يد اليهود وهذا ما قاله فاروق الشرع عندما رفض فكرة استلام الجولان بدون المياه. قال يريدون أن يعطوننا جسداً من غير عروق فماذا نفعل بهذا الجسد الميت. هذه هي حقيقة الموقف، وهذا هو واقع الصراع الذي تخططه أميركا فكلينتون وإدارته ومستشاروه ليسوا أغبياء يذهبون إلى جنيف ارتجالاً وعفوية بدون تخطيط أو دراسة وإنما ينفذون استراتيجية أميركا التي رسمت منذ سنين طويلة. فهذا هو واقع حالهم، وهذا هو التآمر على لبنان وسوريا وفلسطين وعلى المسلمين. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرد كيدهم إلى نحرهم، وأن يسلط عليهم غضباً من عنده يمسخهم فيه مسخاً ويجعلهم عبرة لمن يعتبر، ويعجل لنا بدولة الحق دولة الخلافة الراشدة التي تأتمر بكتاب الله وبسنة نبيه والتي هي فقط القادرة على تحرير أرضنا، وتحرير أنفسنا وتحرير العالمين من شر الكافرين، اللهم آمين وصلى الله على النبي المصطفى وعلى آله وأصحابه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.