عبد الله المسكين
03-01-2000, 01:45 AM
رمضان يدعو إلى الوقت
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد .
فما أسرع انصرام العمر ومرور الأيام وتعاقب الليالي :
دقات قلب المرء قائلة له ******** إن الحياة دقائق وثوان
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها ******** فالذكر للإنسان عمر ثان
وصف الله جواب اللاعبين والمفرطين يوم القيامة فقال تعالى : { قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين. قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم فاسأل العادين . قال إن لبثتم إلا قليلاً لو أنكم كنتم تعلمون . أفحسبتم أنا خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجون . فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم } .
قال أحد الصالحين : العمر قصير فلا تقصره بالغفلة، وهذا حق ، فإن الغفلة تقصر الساعات وتستهلك الليالي. وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ" . فكثير من الناس صحيح معافى فارغ وعمره يمر أمامه لا يستفيد منه ولا يستثمر ه .
وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وذكر عمره فيما أبلاه" . العمر كنز من أنفقه في طاعة الله وجد كنزه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وإن أنفقه في الغفلة والمعاصي واللهو واللعب ندم ندامة ما بعدها ندامة، وقال : يا حسرتنا ما فرطنا فيها .
الليل والنهار مطيتان تنقلان الإنسان إلى السعادة الأبدية أو إلى الخسران .
كان السلف الصالح يبادرون أنفاسهم في حفظ أوقاتهم ولهم في ذلك قصص عجيبة، منهم من كان يقرأ القرآن الكريم وهو في سياق الموت كالجنيد بن محمد فقال له أبناؤه : أجهدت نفسك ، قال : ومن أحق الناس بالإجهاد إلا أنا ؟!.
وكان الأسود بن ين يزيد التابعي يصلي أكثر الليل فقال له بعض أصحابه :
لو ارتحت قليلاً ، قال : الراحة أريد .. يعني في الآخرة .
وجلس سفيان الثوري في الحرم مع قوم يتحدثون فقام من بينهم فزعاً وهو يقول : نجلس هنا والنهار يعمل عمله .
من السلف من قسم نهاره وليله إلى ساعات، فساعات صلاة وتلاوة وذكر وتفكر وطلب علم وكسب حلاة ونوم ، لم يكن للعب عندهم وقت .
أما المتأخرون فأصيبوا بمصيبة ضياع الوقت إلا من رحم ربك، كثرة نوم وبطالة وغفلة وشرود وإسراف في المباحات والملهيات، وجلسات لا فائدة فيها، واجتماعات إن لم تكن معصية كانت طريقاً إلى المعصية وسبباً لها .
من أعظم ما ينظم الوقت ويرتب الأعمال الصلوات الخمس، يقول عز وجل من قائل { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً } .
فبعد الفجر وهو زمن الحفظ والتلاوة والذكر والتأمل. ومن ارتفاع الشمس إلى الظهر وهو وقت العمل والكسب والتجارة وطلب العلم والسعي في الأرض . وبعد صلاة الظهر خاصة لطلبة العلم هو وقت قراءة المجاميع العامة وكتب التاريخ. وبعد العصر هو زمن المكتبة والتحصيل الجاد وتحقيق المسائل ، وبعد المغرب لزيارة الإخوان واستقبال الأصحاب، وبعد صلاة العشاء للأهل ثم النوم فقيام آخر الليل ، ويوم الخميس زمن راحة ونزهة مباحة، ويوم الجمعة يوم عبادة وتلاوة وذكر واستعداد للجمعة بغسل وسواك وطلب ولباس وتبكير .
وشهر رمضان مدرسة لتنظيم وقت المسلم واستثمار هذا الوقت فيما يقرب من الله عز وجل .
الصائم في النهار متفرغ للعبادة إذ هو معافى من تهيئة الطعام وإعداده وتحضيره والتشاغل به وهذه الأمور تأخذ وقتاً طويلاً وقد توفر هذا الوقت للصائم فزاده في وقت العبادة والعمل الصالح .
من الناس من لا يدري ما معنى الصيام فهو في غفلة كبرى وفي سبات عميق قطع نهاره نوماً وقطع ليله سفراً ضائعاً :
يا مذهباً ساعات عمر لها ******** عوض وليس لفوتها إرجاع
أنفقت عمرك في الخسارة وإنه ******** عمل ستأتي بعده أوجاع
اللهم احفظ علينا أعمالنا وثبت أقدامنا واستعملنا في طاعتك يارب العالمين .
ــــــــــــــ
ثلاثون درساً للصائمين (عائض القرني)
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد .
فما أسرع انصرام العمر ومرور الأيام وتعاقب الليالي :
دقات قلب المرء قائلة له ******** إن الحياة دقائق وثوان
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها ******** فالذكر للإنسان عمر ثان
وصف الله جواب اللاعبين والمفرطين يوم القيامة فقال تعالى : { قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين. قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم فاسأل العادين . قال إن لبثتم إلا قليلاً لو أنكم كنتم تعلمون . أفحسبتم أنا خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجون . فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم } .
قال أحد الصالحين : العمر قصير فلا تقصره بالغفلة، وهذا حق ، فإن الغفلة تقصر الساعات وتستهلك الليالي. وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ" . فكثير من الناس صحيح معافى فارغ وعمره يمر أمامه لا يستفيد منه ولا يستثمر ه .
وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وذكر عمره فيما أبلاه" . العمر كنز من أنفقه في طاعة الله وجد كنزه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وإن أنفقه في الغفلة والمعاصي واللهو واللعب ندم ندامة ما بعدها ندامة، وقال : يا حسرتنا ما فرطنا فيها .
الليل والنهار مطيتان تنقلان الإنسان إلى السعادة الأبدية أو إلى الخسران .
كان السلف الصالح يبادرون أنفاسهم في حفظ أوقاتهم ولهم في ذلك قصص عجيبة، منهم من كان يقرأ القرآن الكريم وهو في سياق الموت كالجنيد بن محمد فقال له أبناؤه : أجهدت نفسك ، قال : ومن أحق الناس بالإجهاد إلا أنا ؟!.
وكان الأسود بن ين يزيد التابعي يصلي أكثر الليل فقال له بعض أصحابه :
لو ارتحت قليلاً ، قال : الراحة أريد .. يعني في الآخرة .
وجلس سفيان الثوري في الحرم مع قوم يتحدثون فقام من بينهم فزعاً وهو يقول : نجلس هنا والنهار يعمل عمله .
من السلف من قسم نهاره وليله إلى ساعات، فساعات صلاة وتلاوة وذكر وتفكر وطلب علم وكسب حلاة ونوم ، لم يكن للعب عندهم وقت .
أما المتأخرون فأصيبوا بمصيبة ضياع الوقت إلا من رحم ربك، كثرة نوم وبطالة وغفلة وشرود وإسراف في المباحات والملهيات، وجلسات لا فائدة فيها، واجتماعات إن لم تكن معصية كانت طريقاً إلى المعصية وسبباً لها .
من أعظم ما ينظم الوقت ويرتب الأعمال الصلوات الخمس، يقول عز وجل من قائل { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً } .
فبعد الفجر وهو زمن الحفظ والتلاوة والذكر والتأمل. ومن ارتفاع الشمس إلى الظهر وهو وقت العمل والكسب والتجارة وطلب العلم والسعي في الأرض . وبعد صلاة الظهر خاصة لطلبة العلم هو وقت قراءة المجاميع العامة وكتب التاريخ. وبعد العصر هو زمن المكتبة والتحصيل الجاد وتحقيق المسائل ، وبعد المغرب لزيارة الإخوان واستقبال الأصحاب، وبعد صلاة العشاء للأهل ثم النوم فقيام آخر الليل ، ويوم الخميس زمن راحة ونزهة مباحة، ويوم الجمعة يوم عبادة وتلاوة وذكر واستعداد للجمعة بغسل وسواك وطلب ولباس وتبكير .
وشهر رمضان مدرسة لتنظيم وقت المسلم واستثمار هذا الوقت فيما يقرب من الله عز وجل .
الصائم في النهار متفرغ للعبادة إذ هو معافى من تهيئة الطعام وإعداده وتحضيره والتشاغل به وهذه الأمور تأخذ وقتاً طويلاً وقد توفر هذا الوقت للصائم فزاده في وقت العبادة والعمل الصالح .
من الناس من لا يدري ما معنى الصيام فهو في غفلة كبرى وفي سبات عميق قطع نهاره نوماً وقطع ليله سفراً ضائعاً :
يا مذهباً ساعات عمر لها ******** عوض وليس لفوتها إرجاع
أنفقت عمرك في الخسارة وإنه ******** عمل ستأتي بعده أوجاع
اللهم احفظ علينا أعمالنا وثبت أقدامنا واستعملنا في طاعتك يارب العالمين .
ــــــــــــــ
ثلاثون درساً للصائمين (عائض القرني)