عابر99
22-01-2000, 04:19 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الصبر الجميل صبر بغير شكوى إلى المخلوق ، ولهذا قرئ على أحمد بن حنبل في مرضه أن طاوساً كان يكره أنين المريض ويقول : إنه شكوى فما أن أحمد حتى مات .
وأما الشكوى إلى الخالق فلا تنافي الصبر الجميل ، فإن، يعقوب عليه السلام قال : " فصبر جميل " وقال : " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله " . وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه . يقرأ في الفجر بسورة ( يونس ) ، و ( والنحل ) فمر بهذه الآية في قراءته فبكى حتى سمع نشيجه من آخر الصفوف .
ومن دعاء موسى عليه السلام: اللهم لك الحمد ، وإليك المشتكى ، وأنت المستعان ، وبك المستغاث ، وعليك التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بك .
وفي الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لما فعل به أهل الطائف ما فعلوا : " اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي . اللهم إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجمني ، أم إلى عدو ملكته أمري ، إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن ينزل بي سخطك ، أو يحل علي غضبك ، لك العتبى حتى ترضى ، فلا حول ولا حول ولا قوة إلا بك - وفي بعض الروايات - ولا حول ولا قوة إلا بك " .
وكلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته له وحريته مما سواه ، فكما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديته له فيأسه منه يوجب غنى قلبه عنه .
كما قيل : استغن عمن شئت تكن نظيره ، وأفضل على من شئت تكن أميره ، واحتج إلى من شئت تكن أسيره .
فكذلك طمع العبد في ربه ورجاؤه له يوجب عبوديته له : وإعراض قلبه عن الطلب من غير الله والرجاء له يوجب انصراف قلبه عن العبودية لله ، لا سيما من كان يرجو المخلوق ولا يرجو الخالق ، بحيث يكون قلبه معتمداً إما على رئاسته وجنوده وأتباعه ومماليكه ، وإما على أهله وأصدقائه ، وإما على أمواله وذخائره ، وإما على ساداته وكبرائه ، كمالكه وملكه ، وشيخه ومخدومه وغيرهم ، ممن هو قد مات أو يموت . قال تعالى : " وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيراً " .
الصبر الجميل صبر بغير شكوى إلى المخلوق ، ولهذا قرئ على أحمد بن حنبل في مرضه أن طاوساً كان يكره أنين المريض ويقول : إنه شكوى فما أن أحمد حتى مات .
وأما الشكوى إلى الخالق فلا تنافي الصبر الجميل ، فإن، يعقوب عليه السلام قال : " فصبر جميل " وقال : " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله " . وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه . يقرأ في الفجر بسورة ( يونس ) ، و ( والنحل ) فمر بهذه الآية في قراءته فبكى حتى سمع نشيجه من آخر الصفوف .
ومن دعاء موسى عليه السلام: اللهم لك الحمد ، وإليك المشتكى ، وأنت المستعان ، وبك المستغاث ، وعليك التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بك .
وفي الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لما فعل به أهل الطائف ما فعلوا : " اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي . اللهم إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجمني ، أم إلى عدو ملكته أمري ، إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن ينزل بي سخطك ، أو يحل علي غضبك ، لك العتبى حتى ترضى ، فلا حول ولا حول ولا قوة إلا بك - وفي بعض الروايات - ولا حول ولا قوة إلا بك " .
وكلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته له وحريته مما سواه ، فكما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديته له فيأسه منه يوجب غنى قلبه عنه .
كما قيل : استغن عمن شئت تكن نظيره ، وأفضل على من شئت تكن أميره ، واحتج إلى من شئت تكن أسيره .
فكذلك طمع العبد في ربه ورجاؤه له يوجب عبوديته له : وإعراض قلبه عن الطلب من غير الله والرجاء له يوجب انصراف قلبه عن العبودية لله ، لا سيما من كان يرجو المخلوق ولا يرجو الخالق ، بحيث يكون قلبه معتمداً إما على رئاسته وجنوده وأتباعه ومماليكه ، وإما على أهله وأصدقائه ، وإما على أمواله وذخائره ، وإما على ساداته وكبرائه ، كمالكه وملكه ، وشيخه ومخدومه وغيرهم ، ممن هو قد مات أو يموت . قال تعالى : " وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيراً " .