PDA

View Full Version : يمهل ولا يهمل.......التوبه التوبه...!!!


ma3gool
02-06-2000, 10:18 PM
موضوع يستحق القراءه والتدبر.....


كنا ونحن صغار في ريعان الطفولة أيام الشقاوة والفضولية وحب الاستطلاع . . عندما يخطئ الواحد منا يجد التأنيب والتوبيخ والتهديد بالحرمان من بعض الاهتمامات التي كنا نتوق إليها أو إيقاع بعض العقوبات التي تخيفنا عند ذكرها بعد الفعل المعاقب عليه . . أما قبل هذا الفعل الذي يستحق العقاب فإن شيئا من هذه العقوبات لا يطرأ على أذهاننا ولا يخطر على بال الواحد منا . . بل على العكس تجدنا مسرورين من أداء بعض الأعمال ( الإجرامية !) الطفولية كالعبث في المنزل أو التكسير أو التلاعب بالمياه والزرع . . وغير ذلك ، خصوصا عندما تغيب عين الرقيب كالوالدين أو الاخوة الكبار ، وقد نستمر في عبثنا الطفولي غارقين في أحلام يقظتنا الشفافة ! وفي الضحكات البريئة إلى أن ( يداهمنا ) أحد الوالدين أو الكبار ناهرا ومشنعا ومعاقبا في بعض الحالات ! . . مما يؤدي إلى تبدل الحال حزنا بعد فرح وخوفا بعد أمن وبكاء بعد ضحك وندما بعد تفريط . . ما يقودنا إلى الاستسلام والانقياد لسلطة الوالد . . . وبعد التحقيق والتحري وتفنيد المزاعم والرد على الشبهات تغلب رحمة الوالد وشفقته على رغبته في المعاقبة الشديدة فتجده يطلب منا أن ننطق بالجملة التي يظن أننا بعدها سنكف عن كل ما لا يسره وسنفعل ما يريد . . قل توبة ! . . ( قل توبة عشان اسامحك ! ) . . فننطق بها مباشرة بلا تفاوض ولا شرط ولا قيد ؛ ما دامت ستخلصنا من العقوبة ( توبة والله توبة وما أتعودها ! ) ، وفي هذه اللحظة تنفك قبضة الرجل عن ساعد الطفل الذي ما إن ينطلق راكضا حتى تنقشع غيوم الحزن والكآبة بعد عاصفة تركت بعدها جداول وأنهارا من الدموع وغيره ! . . . هل يا ترى نستفيد من مثل هذه المواقف التي عفا عليها الزمن وتراكم عليها الغبار بتطبيقها على واقعنا المعاصر ؟ . . إن المسلم العاقل الفطن الذي يحاول جاهدا ألا يدع موقفا يمر عليه دون التفكر والتدبر وأخذ العظة والعبرة ليستفيد من مثل هذه الصور والذكريات وإن كانت أشياء أصبح معظمها في طي النسيان . . فنحن والله المستعان نجترح السيئات ثم نقول : إننا تبنا ، وليس هذا عيبا وإن تكرر فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " وخير الخطاءين التوابون " وقال أيضا " لو لم تذنبوا لأتى الله بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم " ، لكن ان تصبح هذه الطريقة عادة وديدن عدد كبير من الناس فهذا ما نخشى منه ، ولست هنا بصدد تكذيب توبة أحد من الناس لكنها دعوة مني إلى مزيد من التورع وتقليل الوقوع في المعاصي وأحب أن أطرح السؤال التالي ( ألا نحاول أن نتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بفعل المزيد من الطاعات بدلا من العصيان ثم التوبة ؟ ) . . . ولقد كان سلفنا الصالح يحرصون على التورع وألا يبدر منهم أي شكل للمعصية وتجد أحدهم يستغفر الله ويتوب إليه من خاطرة لمعصية دارت في فكره وخالجت فؤاده . . وهذا أحد الصحابة يخاطب بعض التابعين قائلا لهم " إنكم لتعملون أعمالا لا تلقون لها بالا كنا نعدها على عهد رسول الله من الكبائر " . . أما في زماننا هذا نجد فئاما من الناس ينوون التوبة قبل المعصية ! ولا يتورعون عن فعل المعصية أصلا وكأنهم تناسوا أن ملك الموت قد يزورهم في أي وقت حتى وهم على هذه المعصية فتكون خاتمتهم سيئة والعياذ بالله . . كإخوة يوسف عليه السلام عندما قالوا { اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين } قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية : " وتكونوا من بعده قوما صالحين " فأضمروا التوبة قبل الذنب ( تفسير ابن كثير ج2 ) ، فليتنا نتوب عن تفكيرنا بالمعصية . . ونعود أنفسنا على التورع من هذا المنطلق ، ولا نكون كالطفل الذي ما إن يطلق والده سراحه حتى يبدأ يخطط لجريمة طفولية جديدة !! فالله سبحانه يمهل ولا يهمل والحمد لله رب العالمين . . .

موضوع منقول من الساحه..
http://209.39.13.51:81/sahat?13@82.ZODAaKqwtB6^0@.ee9203a




------------------
كل شي معقول

الصواعق المرسلة
02-06-2000, 11:08 PM
جزاك الله خيرا
ma3gool
محبكم في الله
الصواعق المرسلة

------------------
أنا العبد الذي أضحى حزينا
عـلـى زلاتـه قـلقا كــأيبا