تسجيل الدخول

View Full Version : هـمـسـة إلـى الـلـيـل........


النايف
18-10-2000, 07:29 PM
أيها الليل أجبني .. أيها أقرب للنفس و أدعى للرضا
ذكريات .. أطبق الماضي عليها جفنه الناعس دوماً .. و مضى
أم أمانينا التي توحي لنا أن نشيد النور يدوي .. في الفضا
و على الرغم من الدنيا التي أسكتها الأمس .. فلا صوت انقضى


عندما أخلو بنفسي .. أكتب الأحلام مرات و قد أقرأ ذكرى
أيها أشفى لنفسي .. أيها يا ليل يأتي دائماً أبزغ فجراً
غابت الذكرى فماتت .. و الأماني تبسط العمر و قد تصنع عمراً
أعطني قطرة عطر .. و سأسقيها وروداً تسع العالم عطراً


أيها الحاضر لا أملك إلا أن أواسي فيك نفسي .. ثم أنسى
بهدوء .. أشعل الشمعة في قلبي ، كأني لم أعد أرقب شمساً
و أصب الرمل في قارورة العطر و لا أبكي .. و لا أحدث جرساً
إن يكن للمتعب المكدود يا ليل صباح .. فبسيط كيف أمسى


و بسيط دمعة يفقدها الضوء على خدي .. و تهوي فوق ظلي
في شعاب النفس تجري .. تجرف الحسرة و الآهات كي تأسن حولي
و أنا أرفض أن أقبل هذا الوسخ النفسي .. مهما طال ليلي
و أصب الرمل في قارورة العطر .. و لا أذرو و لا حبة رمل


إيه يا نفسي .. لقد أرسلت في الدنيا لكي تحتضني نور الإله
و تصلي مثلما الأكوان لله تصلي .. فاستعيني بالصلاة
أقبلي .. ويلك ! ما أحراك أن تنتكسي رأساً و تنشقي جباه
كلها تسجد لله .. و تأوي مثلما الأكوان تأوي في حماه


أين قلبي ؟ نصفه يبكي .. و نصف كابتسامات وليد ليس يدري
تغسل الدمعة عيني ، و ينير الحزن وجهي .. و يطيل الموت عمري
و أنا الشاعر لا أدري لماذا الشعر ، ما جدوى تراتيلي و شعري
أنفث الآهة لكن .. كدخان يتلاشى ! ناره تبقى بصدري


أيها الليل أجبني .. ألهذا البحر قاع ؟ إن مرساتي طويلة
عندما ألقيتها خرت إلى تحت .. و صلَّت ! كالكلاليب الثقيلة
فتشوفت إلى الغاية لكن .. دون أن أبحث عن جدوى الوسيلة
كل شيء ممكن قلت لنفسي .. بينما تبقى أمور المستحيلة