PDA

View Full Version : ماذا نعرف عن أمريكا ؟؟؟


المهاجر3
12-12-2000, 01:35 AM
ماذا نعرف عن أمريكا؟!

سؤال بمثل هذا العنوان يبدو ساذجـــاً.. ألـيـس كـذلـك؟! أمــريـكـــــا بـهــذا الحـضـور السـيـاسي والاقـتـصادي والعسكري والإعلامي على المسرح العالمي لا يمكـن أن يجهلها أو يشكك في تفوقها أحد،فالـولايـات الـمـتـحدة الأمريكية تمثل اليوم عنفوان حضارة الغرب وتألقها، فهي وريثة الاسـتـعـمـار الأوروبي، والمحـافـِظـة عـلـى المصالـح الغربيـة في بقاع الأرض، وبدلاً من الاستعمار العـسـكــري المباشر، جاء الاستعمار الأمريكي بثوبه الجديد، ثــوب حقـــوق الإنـسـان و صنـدوق الـنـقـد الـدولـي ومـا يسـمـــى بـالـشـرعـية الدولـيـة وقـوانـيــن الإرهاب و شبكة سي إن إن و جوائز أوسكار و مشروب الكوكاكولا و وجـبـات مـاكـدونالدز السريعة و شبكات إنترنت للمعلومات...
ولكن.. هـــل هــذه الصورة التي تبدو شديدة الوضــوح من الخارج تكفي لأن تعطينا رؤية صحيحة عن الداخـل؟ هل يكفي أن نعرف ما يدور في داخـــل الــدار مـن خــلال معرفة عنوانه، أو من خلال معرفة ملابس الخارجين من ذلك الدار؟ وللإجابة السريعة على هذا السؤال، أقول: إن الـصــــورة الحقيقية التي نملكها ـ نحن أبناء الصحوة الإسلامية ـ عن أمريكا من الداخل، تظل غـيـر واضـحـــــة المعالم، ضعيفة التركيب، مليئة بالتناقض، لا تستطيع أن تستوعب التناقض الظاهر بين الـتـفـــوق والانحـطـاط، بين التنظيم المؤسساتي والاضطراب الاجتماعي، بين القدرة السياسية على المسرح العالـمـــي والسذاجة السياسية على المستوى الفردي.
وقـبــــل أن نسترسل في توضيح مسارات الموضوع، قد يقول قائل: وهل نحن في حاجة إلى معرفة أمريكا من الداخل؟!ألم تؤد ممارسات الفكر العربي خلال قرن من الزمان في دارسة إلى الإغراق في التعلق بالـنـمــوذج الـغربي، وأخرجت لنا مسوخاً فكرية وثقافية بعيدة عن عقيدة الأمة وآمالها ومصالحها؟!.
نقــول: إن الجهل بـاللاعب الأساس لا يؤدي إلا إلى الهزيمة أمامه، فإما أن تكون هزيمة مادية (عسكرية واقتصادية وسياسية) أو هزيمة فكرية ونفسية، وذلك عندما تتغلغل ثقافته وقـيـمــــه وأخـلاقه ـ عبر العديد من القنوات ـ إلى عقولنا وبيوتنا، ونحن نحسب أنها من متطلبات التقدم الحضاري، لقد رفع الفكر الإسلامي ـ منذ بدايات التحدي الغربي الكاسح للعالم الإسلامي ـ شـعار أن نستفيد من الحضارة المعاصرة بما يتلاءم مع معتقداتنا وأخلاقنا ومبادئنا، وأن نرفض مـــا يخــالـفـهـا، ولكن هذا الفكر لم يستطع أن ينتقل خطوة أخرى لتجسيد هذا الشعار في أرض الواقع، لأننا لم نعرف الحضارة المعاصرة ـ التي هي حضارة غربية بكل المقاييس ـ بتفاصيلها لكي نعرف ما يتلاءم و ما يخالف، وقد أدى ذلك إما إلى اقتحام هذا الحضارة من قبل أناس لم يـعـرفـــوا أولاً معتقـداتهــم وشريعتهم، فانتقلوا إلى البحث والتنظير في ما يصلح و ما لا يصلح، أو إلى التوقف عند بعض مظاهر هذه الحضارة وإعطاء أحكام ناقصة أو متحيزة.
إن تعـامـلـنا مع أنفسنا ومع الآخرين، ورؤيتنا لما يجري في هذا العالم، ومعرفة القرارات المصيرية الـتي تتخذ على أكثر من مستوى: سوف تتأثر بشكل أو بآخر بمستوى معرفتنا بمن يحرك السياسات وينفذها سواء أكانت مباشرة أو من خلف الكواليس.
إذن: فمعرفتنا بأمريكا ضرورية لكي نستطيع أن نفهم ما يجري حولنا، ليس في تعاملاتنا الخارجية فحـســب، ولكن أيضاً داخل حصوننا المشرعة للرياح؛ ولهذا: فإننا نتوقع أن دراسة واحدة عن أمريكا أو اثنتين أو مجموعة من الدراسات لا تكفي لتمنحنا القدرة على المعرفة، بل نحتاج إلـى جهود علمية كبيرة تكون جزءاً من دراسة للحضارة المعاصرة بكل تفاصيلها وتبدأ من نقد مـفـهــــوم الحضـارة ومفهوم التقدم من منظور إسلامي، ثم تنطلق لتجيب على أسئلة تتجاوز مـجـرد تحديـد الواقع إلى معرفة أسبابه وخفاياه، بمعنى أن تتجاوز المعرفة مجرد ما هو موجود في الواقع إلى طرح أسئلة: كيف؟ ولماذا؟.. كيف وصلت أمريكا إلى ما وصلت إليه؟ ولماذا تأخر الآخــــرون؟ فلا يكفي أن نقول ـ مثلاً ـ: إن أمريكا تمثل القوة العسكرية الأولى في العالم، ونبدأ نعـــــدد فـي ترسانتها من الأسلحة النووية والتقليدية، بل نبحث في: كيف وصلت إلى هذه المكانة؟ ولا يكفي أن نقول: إن الجريمة والعنف والانحلال الأخلاقي تضرب أطنابها في المجتمع الأمريكي، بل نسأل: لماذا وقع هذا؟ وكيف؟
الأسئلة كثيرة عن أمريكا، وأحسب أن إجاباتنا عنها سـتـكـــون ـ كما ذكرت ـ مغرقة في الضحالة، وهذه ليست خاصية لمن يتعامل مع أمريكا عن بعد، مثل بعض رموز الصحوة الإسلامية ومفكريها فحسب، بل وحتى لأولئك الذين اقتربوا من المسرح الأمريكي، إذ إن معظم الذين تعاملوا بشكل أو بآخر مع المجتمع الأمريكي من الدعاة والمفكرين والدارسين، لم يستطيعوا أن يَنفذوا من حواجز كثيرة وضعوا أنفسهم فيها ـ أو وضعت لهم ـ إلى التعمق في فهم المجتمع الأمريكي، ومعرفة خصائص تفوقه وخصائص انحطاطه.
فلو تأملنا في مظاهر شتى للحياة الأمريكية من الداخل ـ وذلك مــــن خلال رسم سيناريو لبعض الأحداث التي قد تقع للمتعاملين مع المجتمع الأمريكي من دعاة المسلمين وشبابها ـ لاستطعنا أن نعرض لبعض الأسئلة التي لا يزال كثير منها دون إجابــة في أوساط الفكر الإسلامي المعاصر.
دعوة للتأمل:
فتأمل الأحداث التالية:
داعـيـة يسـافـــــر إلى الولايات المتحدة لزيارة قصيرة، يلتقي فيها بعض إخـوانــه مـن الـمـسـلـمين، ويشارك في بعض الأنشطة الإسلامية هناك، ماذا ستكون رؤيته عن البلد الجديد؟ ما هي مصادر معرفته عن ذلك المجتمع؟، كيف سينتقل من مكان إلى مكان؟، ومع من سيتحدث؟ هل ستتاح له الفرصة للحديث مع أبناء هذه البلاد، ليبلغهم برسالة الإسلام؟... وتزدحــــم الأسئلة في رأسه: لابد أن في أهل هذه البلاد من إذا سمع الحق اتبعه.. لابد أن فيهم جماعــات قد أنهكتها حياة الآلة التي يعيشون فيها.. كيف يصل إليهم؟ ما هي أفضل السبل للدخول معهم في حديث ودي؟ كيف يفكرون في المسلم الملتزم؟ لابد أن وسائل الإعلام قد أفسدت نظرتهم للإسلام.. ولكن، هل يمكن لوسائل الإعلام أن تؤثر هذا التأثير على مئتي ملـيـون من البشر أو يزيدون؟! كيف تأسست هذه الوسائل؟، ومن يديرها ويوجهها؟ هل هي موجهة بالفعل؟ أين حرية الإعلام وحرية الصحافة؟ من يعطيها الضمانات لكي تكون حــــرة؟! كـيـــف تتشكل العلاقة بين الهيئات القضائية والتشريعية والتنفيذية؟ ألا يوجد عندهم ـ كما هو الحال في واقع كثير من بلاد المسلمين ـ أن يكون الذي بيده الحل والعقد هو الخصم والحكم؟! من يقدم له المعرفة؟ من يملكها؟..
شاب مسلم مهاجر اضطرته ظروف العيش والاضطهاد إلى الهرب إلى العالم الجديد بحثاً عن الرزق والاستقرار، ولكنه يحمل بين جنبيه هذا الكنز الثمين: عقيدة التوحيد، لا يريد أن يتأثر بما يسمع عنه من مظاهر التفسخ والانـحــلال في ذلك المجتمع، عند وصوله إلى ذلك البلد يصدمه احترام العاملين في المطار ـ في محطات القطار، في الفنادق، في الشركات ـ للإنسان، تعاملهم معه بلطف ونظام، بينما هو ربما تـرك كـثـيــراً من مظاهر الاستهانة بكرامة الإنسان، والتعامل الفج مع طلباته وحقوقه في بلده، ولكنه بــعـــد أن عاش بعض الوقت بدأ يشعر بثقل الغربة، لا يفهم التناقض الكبير في المجتمع الذي يـعـيـــش فـيه؛ التقدم التقني والمعلوماتي، والنظام المحكم في مجالات العمل، والعلاقات التي لا مجاملة فيها بين الرئيس والموظف؛ لا تحيز في المعاملة لقرابة أو صداقة أو مكانة اجتماعية.. وفي نفــس الـوقــت الـفـــراغ الكبير بعد ذلك، عندما يحل المساء، وينتهي يوم العمل: يشعر بالضياع! فهو لا يـسـتـطـيــــع أن ينخـرط كما يفـعل الأمريكيون في صخب الحياة الليلية وتفسخها، يتجه إلى التلفاز ليسلي نفـســـه، ويقـضـي بعض ذلك الليل الكئيب، عشرات القنوات التلفازية: قنوات للأفلام، وقنوات للريـاضــــة، وقنوات للأخبار، وغيرها كثير، تنبعث في نفسه العشرات من الأسئلة: كيف استطاعــت هذه البلاد أن تفرض نفسها على العالم؟!.. كيف استطاعت أن تتحكم في مصير كثير مــن بلاد المسلمين، تستنزف ثرواتهم بالسعر الذي تريد، وتصدر لهم ما تشاء بالسعر الذي تريد؟ كيف يعيش هؤلاء الناس؟!... يركـضـون ويركضون في النهار وفي الليل... كيف تستقيم أمـورهــم؟!، وكـيـف يـنـظـمـون حياتهم؟!.. وكيف... وكيف؟؟؟... لماذا كل هذا العنف والحب والرياضة والغناء في قنوات التلفاز؟! ما هذا السخف في عرض برامج تتحدث عن قضايا اجتماعية مقززة: الإجهاض، الشذوذ الجنسي، علاقات الأسرة المتفككة..؟ لماذا تشعر وأنت تتحدث مع الأمريكي أنه لا يفقه شيئاً خارج حدود دولته.. لا يهتم إلا إذا قُتل أمريكي واحد، بينما يقـتل العشرات والمئات يوميّاً في بلاد العالم الثالث ولا تجد من يخبره بها! لماذا نتابع ـ ونحن هناك في بلداننا ـ إذاعات لندن ومونت كارلو وصوت أمريكا، ونشاهد العشرات من قنوات التلفاز الغربية، بينما لا يسمع الأمريكي هنا أي إذاعة أو تلفزيون من خارج أمريكا.. حتى من أوروبا؟! من يحرك هذا المجتمع؟ من يوجهه؟! هل حقّاً أنه يُوجه أو يُحرك؟ من يملك المعرفة؟
رجل أعـمـــال جـذبــتـه الإعلانات الـتي تبعثها وكالات الإعلام المتخصصة في السفارة الأمريكية، رحل يـبـحـــث عــن فــرص للتجارة.. دخل في علاقات مع بعض الشركات للتصدير.. أخذته الشركة في رحلة للاطلاع على بعض منشآتها ومجالات عملها.. لاحظ في البداية أن ترتيب الزيارة كان مخططاً بدقة في كل تفاصيله: متى سيصل.. ومن سيستقبله.. ماذا سيفعل في اليوم الأول.. وماذا سيفعل في اليوم الثاني.. وهكذا. وصل إلى هناك وأخذ يتحدث بلباقة ويتصرف وكأنه يدرك كل ما حوله.. اطلع على بعض مصانع الشركة من الأجهزة الألكترونية، وذهل من حجم الإنجاز، ودقة العمل، وانضباط العاملين.. الجميع يعملون في هدوء وسكينة.. لا يتحدث بعـضـهـم إلى بعض إلا همساً، لا تجد الأوراق على الأرض، ولا تجد أعقاب السجائر في كل مـكـان.. قسم المتابعة يراقب خطوط الإنتاج من جهاز حاسب آلي كبير، والشاشات تملأ القاعة.. اليوم الثاني: يدعونه إلى حفلة ساهرة في فندق ضخم.. الجميع يلبسون ملابس أخرى غـيـــر تلــك التي رآها في الشركة.. وتدور أسطوانات الموسيقى، وتدور كؤوس الخمر.. هل يجاملهم ويجلس في هذا المكان الموبوء؟.. لماذا تغيروا هكذا؟! لماذا أصبحوا بهذا الصخب وهذه القذارة؟ هل هذا تعويض عن يوم العمل حيث الجميع ملتزم بواجباته؟.. يسير في اليوم الثالـث في شوارع المدينة وحيداً.. يريد أن يتعرف على المجتمع في هذه المدينة الكبيرة.. ولكــن، هل بوسعه التعرف على الناس من خلال السير في الشوارع؟ أخذته رجلاه إلى قلب الـمـديـنــة.. ذهل من حجم المتسكعين والفقراء!.. كيف يعيش الناس هنا؟، وكيف تصلهم الخدمات الأساسية؟ الأزقة ضيقة ووسخة، والأطفال يلعبون في أطراف الشوارع.. هل صحيح أن تـجـــــار المخدرات يجدون في هذه الأماكن ثروتهم الحقيقية؟.. هل صحيح أن رجال الأمن لا يدخـلـون هذه المناطق بعد منتصف الليل؟ يذهب إلى ضواحي المدينة، فيجد التناقض الصارخ.. الجميع هنا يعيشون في بذخ واضح.. الفلل جميلة والحدائق متناثرة.. والأطفال يلعبون في ساحات مصـمـمـة بشكل متناسق.. تبدو المدارس نظيفة وحافلاتها جديدة.. المدرسون يخرجون في آخر اليوم الدراسي لترتيب خروج الأطفال، ولتأمين ركوبهم في الحافلات.. يصيبه الدوار فيعود إلى الفندق ليلاً، وقد أرهقه التجوال، هل يستطيع أن يفهم هذه البلاد؟.. من يقدم له المعرفة؟!.
وتتعدد الأسئلة التي يمكن أن يطرحها المرء الذي يقدر له الله أن يعيش لوقت من الزمن في أمريكا، أما أولئك الذين يتعاملون مع أمريكا من الخارج، مع الوهج الإعلامي، والسيطرة الاقتصادية والسياسية، فلا شك أن الأسئلة ستكون مباشرة، وستبحث الأفئدة عن إجابات موثوق بـهــــا وغير متأثرة بذلك الوهج، ستتسائل عن القوى السياسية وغير السياسية في المجتمع الأمـريـكــــــي.. كيف تشكلت؟ ولماذا برزت؟ وكيف تم تحجيم القوى الشعبية الأخرى؟ لماذا يتنافس حزبان فقط في انتخابات الرئاسة وانتخابات مجلس الشيوخ؟ كيف يسير النظام الانتخابي؟ وما هي القوى المسيطرة على صنع القرار؟ ما هو دور الإعلام، وما هي القوى المسيطرة عـلـيــه؟ وكـيـــف وصـلـت إلى هذا المستوى؟ ما هي القوى المهمشة في المجتمع الأمريكي؟ ولماذا أصبحت كذلك؟ ما هـــو دور الجامعات ومراكز البحث العلمي ومراكز الدراسات الاستراتيجية في صناعة التفوق الـعـلـمــي والتقني؟ وكيف تتشكل تلك المراكز وكيف تمول، وكيف تقوم بأعمال التخطيط والـتـنـفـيــذ؟ مـــا هــو دور الشركات الرأسمالية الكبرى؟ ومن يمتلكها؟ وكيف يكون نظامها؟ وما علاقتها بصانـعـي القرار على المستوى السياسي والاقتصادي؟ كيف يتشكل النظام القضائي، والنظام التعليـمي، والنظام الإداري؟ ما هو المستوى الثقافي لغالبية الشعب الأمريكي، وما هي اهتماماته، ومــا هـــي وسـائــل الـثـقـافـــة الاجـتـمـاعـيـة؟ من أين جاء التفوق الأمريكي؟.. هل جاء من الثروة الاقتصادية؟ أو من الثروة البشرية؟ هل جاء بسبب كفاءة النظام السياسي، أم كفاءة النظام التعليمي، أم كفاءة النظام الإداري؟ وأخـيــراً.. مــا هــو مستقبل أمريكا في ضوء الحقائق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ـ الداخلية والخارجـيــة ـ؟ وفي الوقت نفسه: ما هو مستقبل الإسلام في أمريكا بعيداً عن التمنيات والتهويشات الإعلامية؟ هل يعتبر الإسلام ـ حقّاً ـ من أكثر الأديان انتشاراً هناك؟ ما هي الفرص المتاحة ولم تستغل؟ وما هي المعوقات؟ وكيف يمكن تجاوزها؟... وتستمر الأسئلة.. فمن يملك المعرفة؟!
وبعد هذه الأسئلة كلها، لا نملك إلا أن نؤكد مرة أخرى عـلـى أن الـجـهـل بما يحدث في أمريكا سيقودنا إلى مزيد من الجهل بما تقوم به أمريكا من اندفاع لترتيب وضع العالم بعد اختفاء القطب الدولي الآخـر ـ الشيوعية ـ ويصبح المسلمون هم الضحية مرة أخرى، بعد أن كانوا ضحايا الاستعمار الأوروبي في بدايات القرن بسبب الجهل بما يجري في هذا العالم من تطورات وأحداث.. ولو أعدنا قراءة التاريخ الحديث لوجدنا أن الـمـسـلـمـيـن كـانــوا يُـسـتـخـدمـــون بالآلاف لتـنـفـيـذ سياسات الاستعمار دون أن يدركوا دورهم ومكانتهم من الأحداث، فمن تجييش المسلمين الـهـنــود للحرب في العراق والشام، ومن استخدام عرب الجزيرة للحرب ضد الخلافة العثمانية فيما سمى بـالثورة العربية، ومن استخدام المسلمين من شمال إفريقيا للحرب ضد الألمان في قـلــب أوروبا.. وهكذا.. وقارن بين ذلك كله وبين استخدام أمريكا المسلمين اليوم للقتال معها فـي بـقـاع عديدة مثل: الصومال وهاييتي، وفي البوسنة والهرسك.. وغيرها.. كل ذلك يجري بسبب الجهل.. قاتله الله.
((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)).

الضبع
12-12-2000, 02:47 AM
والله معك حق يالمهاجر ويخزفي تكون مهاجر لأمريكا