سنووايت
15-12-2000, 09:10 PM
ها قد دق الجرس .. دق جرس الخريف .. موسم الحب والجمال .. موسم الحزن .. وأنا كعادتي .. مشيت تحت هذه الأشجار .. عبر هذه الطرقات ..والأوراق ! .. تترنح .. ترقص .. تغني .. ومن ثمّ تتهاوى على الأرض .. هبت ريح باردة .. أحنيت رأسي مرتعشة .. حامت حولي .. لعبت بوشاحي .. وأنا ؟! .. ما زلت أتابع .. تعبت رجلاي .. شجرة ضخمة متفرعة الأغصان لجأت إليها .. جلست تحتها .. وما هي إلا لحظات .. شعرت بوجود شخص يتقدم .. بدا كجسم خلف السحاب يمشي .. اقترب أكثر .. بدأت ملامحه تظهر شيئا فشيئا .. همس القلب .. : يا الهي .. قلت له : ما بك يا قلب؟ .. فلم يجبني .. رأيته قادما نحوي .. تقدم شيئا فشيئا .. جلس تحت نفس الشجرة .. همس لي قلبي : هذا هو حلمك سيدتي .. وبنبرة ساخرة وضاحكة أجبته : أنت تمزح يا سيدي .. اشتعلت في نفسي حرائق السؤال .. انتابني فضول لأتكلم معه .. ولكني لم أفعل .. دنوت منه .. لا .. هو فعل .. لا يهم .. مرت دقيقة .. دقيقتان .. وكل ما حولي سكون .. ها هي الساعة تمر .. وما زال السكون كما هو .. وما زلت أنا جالسة .. وما زال هو جالساً .. لم أسمع شيئا .. لم أسمع سوى صفير الريح التي كانت تحلق بين أغصان الشجر .. ولم أتلمس سوى نسمات الريح التي سحبت لي وشاحي وباتت تلعب بشعري .. وكأنها ترقص .. ركضت لأمسك بوشاحي .. وإذا به يسبقني .. وبخطوات متثاقلة بطيئة تقدمت إليه .. حاول استمالة عيني .. فإذا بي أسمع الشجرة تخاطبني : احذري يا فتاة .. احذري .. همس لي قلبي : انظري إليه سيدتي .. فعجبت من قلبي يرق له .. نظرت إليه .. ابتسم .. ابتسمت عيناي خجلا .. فابتسم لي قلبي .. ولكن الشجرة رددت بقولها : احذري يا فتاة .. احذري .. وبدون مبالاة .. استمريت بالنظر .. سحبت من يديه الوشاح شيئا فشيئا .. أردت التكلم .. لم أفعل .. كان كل شئ مهياً للحديث .. إلا أن الصمت خاننا .. انتبهت للوقت .. نعم .. لقد تأخرت .. غطيت شعري بوشاحي .. وبدون أي كلمة .. ركضت .. أحسست وكأنه يحاول أن يوقفني .. لكنه آثر الصمت .. ولم يحرك ساكنا .. فكرت في الرجوع .. ولكني لم أفعل .. حاولت أن التفت .. ولكني لم أفعل .. هكذا رحلت .. هكذا أسدل النهار ستاره .. ليأتي ليل جميل .. كانت أحلى ليلة مررت بها .. رقصت .. غنيت .. ولكن بصمت .. هذه أول مرة تتحرك فيها مشاعري ووجداني .. فلماذا يا ترى ؟ .. أجبني أيها القلب .. همس القلب : لم يحن الوقت سيدتي .. وها هي عقارب الساعة تدور وتستمر في الدوران لتأخذني إلى هناك تحت تلك الشجرة .. كان كل شي كما هو .. جمال خريفي أخاذ .. وهذه الشجرة .. إنها في كامل جمالها الخريفي .. وما هي إلا لحظات .. ها قد أطل من جديد .. جلس تحت الشجرة .. دار بيننا صمت طويل .. ثم جلس ليكتب .. وجلست لأتأمل .. أسبوع .. اثنان .. والحال كما هو .. ظهرت عليّ ملامح غريبة .. ارتسمت في عيني صورة جميلة .. أما هو .. فعيناه باتت غريبة .. حادة .. ساحرة .. وكأنها تسأل .. ولكنها لا تسأل .. تغني .. ولكنها لا تغني .. لا أعرف أوصافها .. وكأن الصمت تعابيره .. فيا ربي ما كل هذا ؟ .. أجبني يا قلب .. همس قلبي : إنه الحب سيدتي .. هذا هو حلمك سيدتي .. الحلم الضائع .. هبت ريح باردة قوية .. اقشعر فيها جسدي .. ساد بيني وبين القلب صمت رهيب .. لم أعد اسمعه .. بدوت كالأسيرة .. تحت سلطة الهوى .. حاول قلبي التكلم معي .. لم أفهم منه شيئا .. وبلغة حزينة غريبة قلت له : الموت يا قلب والهوى كلاهما عندي لا يطاق .. فلو كنت أعلم بحالي قبل هذا اليوم .. فلا وربي ما كنت أوقعت نفسي .. تذكرت الشجرة .. سالت عيناي دمعاً .. ليتني أصغيت لها .. ذهبت لأبكي عند الشجرة .. بكيت أدمعاً كاللؤلؤ سالت على الخد .. يا شجرة انصحيني .. أجابتني : ابكي يا ابنتي .. لك الحق بذلك .. فأنت الآن حاملة الهوى .. قلت لها : هل أصارحه؟ .. لم تجبني .. ناديتها مرة أخرى .. لم تجبني .. ساد صمت طويل .. صمت رهيب .. سكتت الشجرة بعدها ولم تتكلم ..لم تجبني..ولم أعد اسمعها .. كل ما سمعته هو جملتها التي باتت تطرق أذني وتقول : احذري يا فتاة .. احذري .. وأنا ما زلت أمشي تحت هذه الأشجار الجافة .. وقلبي معي .. حزين متألم .. والأوراق تتساقط في جمال وغموض .. والريح ؟ .. ما زالت ريحاً باردة يقشعر منه جسدي .. تشعرني ببرودة .. تجعل أناملي بادرة مرتعشة .. تحرك وشاحي .. وأنا .. أمشي .. في هذه الطرقات .. مع بقايا أمل مترنح .. وأتساءل .. هل تراه سيصارحني ؟.. هل سيفعل ؟ . . . . . . . . . .
أتمنى من الكل يعطيني رايه فيه بكل صراحة .. واتمنى تقبلوني في المنتدى صديقة جديدة عندكم :)
أتمنى من الكل يعطيني رايه فيه بكل صراحة .. واتمنى تقبلوني في المنتدى صديقة جديدة عندكم :)