PDA

View Full Version : * خـــو ا طـــر يـــو مـــيـــة هـــا د ئــــة *


صدى الحق
16-12-2000, 12:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لماذا الخواطر اليومية

لأن عمرك أيها الإنسان في هذه الدنيا أيام ، ولأن الدنيا حلم ، والآخرة يقظه ، والمتوسط بينهما الموت .
قال الحسن رحمه الله : يا ابن آدم إنما أنت أيام ، كلما ذهب يوم ذهب بعضك .

السبت ..............النبات الحسن

صح عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه تغذى يوما من الأيام ، ثم سأل خادمه : من أين هذا الطعام ?
قال : من كهانة كنت أتكهن بها في الجاهلية ?
فأدخل أبو بكر يده وانتغر فأخرج ما في بطنه من الطعام ، فرضي الله عنه ما أصدقه وأطيبه وأطهره .

كان السلف الصالح يعرفون من أين يأكلون ، فصفت أذواقهم ، وصحت أبدانهم وأشرقت قلوبهم ، فلما فسد طعام المتأخرين وشربهم ، انطمست معالم الهدى في قلوبهم .

يقص ابن الجوزي في صيد الخاطر أنه أكل أكلة من شبهة فتغير قلبه وأظلم على فترة من الزمن ، وذلك لصفاء قلوبهم أحسوا بالتغيير ، أما الكثير اليوم فيأكل ما أراد من الطعام ولا يرى تغير قلبه .

الأحد ..............المحرومون

كثير من الناس حرموا الصيام إما بموتهم قبل بلوغه أو بعجزهم أو بضلالهم وإعراضهم عن القيام به ، فليحمد الصائم ربه على نعمة الصيام .
اللهم أعد علينا رمضان أياما عديدة ، وأعواما مديدة .
اللهم اجعلنا ممن صام الشهر وأدرك ليلة القدر وفاز بالثواب الجزيل والأجر .
كان كثير من السلف إذا انتهى شهر الصيام بكوا لفراقه ، وتأسفوا لرحيله وندموا على انتقاله ، وذلك لكثرة صلاحهم وصفاء قلوبهم وإشراق نفوسهم .
اللهم وفقنا لما وفقت إليه عبادك الصالحين ، واهدنا صراطك المستقيم .

الاثنين .............. فرحتان

للصائم فرحتين ، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ?
وأما فرحه عند فطره :-
فيفرح بما أنعم الله عليه من القيام بعبادة الصيام الذي هو من أفضل الأعمال الصالحة ، وكم من أناس حرموه فلم يصوموا .
ويفرح بما أباح الله له من الطعام والشراب والنكاح الذي كان محرما عليه حال الصوم .
وأما فرحه عند لقاء ربه فيفرح بصومه حين يجد جزاءه عند الله تعالى موفورا كاملا في وقت هو أحوج ما يكون إليه حين يقال : أين الصائمون ليدخلوا الجنة من باب الريان الذي لا يدخله أحد غيرهم .

الثلاثاء.............. صغارهم كانوا كبارا

رفع الصيام عن الصغير حتى يكبر ، لكن يأمره وليه بالصوم إذا كان يستطيعه تمرينا له على الطاعة ليألفها بعد بلوغه إقتداء بالسلف الصالح رضي الله عنهم .
فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يصوّمون أولادهم وهم صغار ويذهبون إلى المسجد فيجعلون لهم اللعبة من العهن ( يعني الصوف ونحوه ) فإذا بكوا من فقد الطعام أعطوهم اللعبة يتلهون بها .
كثير من الأولياء اليوم يغفلون عن هذا الأمر ولا يأمرون أولادهم بالصيام ، بل إن بعضهم يمنع أولاده من الصيام مع رغبتهم فيه بزعم أن ذلك رحمة بهم والحقيقة أن رحمتهم هي القيام بواجب تربيتهم على شعائر الإسلام وتعاليمه القيمة ، فمن منعهم من ذلك أو فرط فيه كان ظالما لهم ولنفسه أيضاً . نعم إذا صاموا فرأى عليهم ضرراً بالصيام فلا حرج عليه في منعهم منه حينئذ .
كان السلف الصالح يدربون أطفالهم على الصيام ويعودوهم على القيام .

وينشأ ناشئ الفتيان منا *** على ما كان عوده أبوه

الأربعاء ..............إن لم تكن في رمضان فمتى ؟

إن من أعظم ما يعود على المسلم من النفع في هذا الشهر الكريم توبته وإنابته إلى ربه ، ومحاسبته لنفسه ومراجعته بتاريخه .
باب التوبة مفتوح ، وعطاء ربك ممنوح ، وفضله تعالى يغدو ويروح ، ولكن أين التائب المستغفر ?
هذا الشهر هو موسم التوبة والمغفرة وشهر السماح والعفو ، فهو زمن أغلى من كل غال وأنفس من كل نفيس .
ذنوب العام كل العام تمحى لمن صدق مع الله في رمضان إذا اجتنب الكبائر ، النقص طيلة السنة والعيوب المتراكمة تصحح في رمضان .
متى يتوب من لم يتب في رمضان ?
ومتى يعود إلى الله من لم يعد في رمضان ?
إن بعض الصائمين يستقيم حاله ويصلح باله في رمضان فإذا انتهى الشهر وانصرم الصيام عاد إلى حالته القديمة وسيرته الأولى ، فأفسد ما أصلح في رمضان ونقض ما أبرم في رمضان ، فهو عمره في هدم وبناء ونقض وإبرام .

الخميس ..............بهذا يزيد الإيمان

الإيمان يزيد وينقص بحسب الأعمال ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، يزيد بالصلاح وينقص بالفساد ، يزيد بالاستقامة وينقص بالانحراف .
في رمضان يزداد الإيمان ويعظم اليقين ويشرق التوحيد لقرب العبد من ربه تبارك وتعالى .
فالصيام من أعظم الأعمال ، وهو قربة إلى الله عز وجل وصلة عظيمة ، يباعد بين العبد وبين النار ويفرق بين المسلم والمعاصي .
وقيام رمضان أنس ومحبة وطاعة وشوق ، يطرد النفاق عن العبد ويسقي شجرة الإيمان حتى تستوي على سوقها وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها .
مما يزيد الإيمان التفكر في آيات الباري تبارك اسمه ، ومطالعة آثاره في الكائنات وبديع صنعه في المخلوقات .
رمضان زمن صفاء ذهن المتأمل وإشراق فكر المتفكر واستنارة قلب المعتبر فهو جدير بالتفكر في بديع صنع الخالق تباركت أسماؤه .

الجمعة ............... شهر النصر ، لمَ أصبح شهر الحزن

معارك المسلمين الكبرى تقع في رمضان ، وانتصارات المسلمين الخالدة كانت في رمضان .
والمطلوب من المسلم أن يجاهد إن تمكن وانتفت المعاذير ، أن يجاهد بنفسه وماله ، وإلا بماله يساند إخوانه المجاهدين ، فيهب بدرهمه وبديناره لنصرة الإسلام .
وأن يكثر من الدعاء في أدبار الصلوات وفي السحر وساعات القبول للمسلمين بالنصر والتمكين في الأرض .
وأن يدعوا إلى تقوى الله عز وجل فما أصبنا من كوارث ومصائب ودواهي إلا بذنوبنا وتقصيرنا .
تعودت الأمة الإسلامية أن تعيش رمضان انتصارات وفتوحات ، لكنها في السنوات الأخيرة لما ضعفت في حمل رسالة الإسلام وانغمست في الدنيا أصبحت تعيش رمضان هما وحزنا وتقتيلا وتشريدا وإبادة .

إعداد : القسم العلمي بدار الوطن