الزاحف المنتهي
17-12-2000, 07:06 AM
هذا الموضوع نقلا عن المتسامي من الساحة
كثر الحديث (جداً) عن السماح لقيادة المرأة السعودية للسيارة وانقسم الناس بين ثلاث فرق بين معارض ومؤيد ومحايد. ولتزايد دور الإنترنت في مجتمعنا كمصدر للأخبار واقتباس الرؤى وخاصة ساحاتنا الغالية، فقد انبرى جملة من رواد ساحاتنا الأكارم ممن يعارضون هذا للمنافحة عن حياض الفضيلة بدحض حجج المؤيدين وتبصير المحايدين.
وقد استند أولئك الأكارم إلى منظور الشرع ومنطوقه الذي يرى أن المرأة عورة متى ما خرجت من بيتها استشرفها الشيطان وأن قيادتها للسيارة تيسر لها خروجها من البيت التي أمرت بالقرار فيه وغير ذلك. وقد ساقوا في ذلك جملة من الأدلة الشرعية الكافية لرد فكرة قيادة المرأة للسيارة من أصلها وإلجام المنادين بها.
غير أن ما يدمي القلب أن أولئك المؤيدون لسياقة المرأة قد سدوا آذانهم عن سماع الحق وحجبوا قلوبهم عن نور الهداية (إلا من رحم ربي). فما زالوا يرددون ما سمعوه من هنا وهناك عن حقوق مشبوهة الأصل والغايات وحريات متفسخة من رباط الدين ومكارم الأخلاق مناقضة لشرف المسلم وغيرته. وعلى الرغم من وهن حججهم وضعف عزيمتهم، إلا إن خطرهم كبير. فهم يلبسون على الناس أمور دينهم بما تيسرت لهم من سبل كالصحف والكتب وصفحات الإنترنت مستغلين بعد الناس عن دينهم وتمكن الدنيا منهم. ولولا ذلك لكان أمرهم أهون وحجمهم أصغر ولا يكاد يسمع لهم صوت ذلك أنهم ليسوا أصحاب فكر حر مبدع يأتي بالأفكار ويؤصل لها فإن بدا له بطلانها عاد عنها وأخذ بالصواب. بل هم أبواق تنعق لما لا تفهم وتردد ما تسمع من دون إعمال للعقل ولا فهم للغايات تحركها الأهواء وتلعب بها الغرائز.
إن أكثر ما ينادي المؤيدون به هو "رفع الظلم الواقع على المرأة بمنعها من القيادة وجعلها أسيرة لتمنن وليها عليها لإيصالها ونقلها وتلبية طلباتها." إن هذا لقول حق أريد به باطل، فلا يخفى على منصف ما في هذه المقولة من صحة جعلت البعض وخاصة النساء ينخدعون بها وذلك من عدة أوجه أبينها لاحقاً. فلو كان الداعون لقيادة المرأة صادقين في نواياهم، لأعملوا فكرهم فيما يرفع عنها أمر معاناتها لا أن يرددوا قول من يريد إخراجها من بيتها. وللرد على هذا وغيره من الحجج ولسد باب الذرائع، فقد رأيت أن أطرح هنا بعض الأفكار التي تيسر على المجتمع برجاله ونسائه أمور معيشتهم في حدود ديننا دين اليسر. وأورد فيما يلي عناوين لهذه الأفكار على أن نناقشها تباعاً. كما آمل من الأخوة طرح المزيد من الأفكار العملية حتى نفيد ونستفيد (ونرد أيضاً على من قال أن الإسلاميين اليوم استكانوا للنقل وعطلوا العقل).
بدائل تغني عن قيادة المرأة للسيارة:
1- تثقيف رب الأسرة بواجباته وإعانته بإرشاده لأفضل الأساليب للتوفيق بين عمله وبيته وراحته.
2- تفعيل دور الأبناء الذكور بتوعيتهم بواجباتهم نحو أسرهم وغرس المسؤولية في نفوسهم بنبذ الأنانية والتفاني في خدمة الغير.
3- تأصيل الروابط الاجتماعية بين الأقارب والجيران وغرس مبدأ كان الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه (هذا الأمر نعول عليه في الظروف الاضطرارية كما سيأتي).
4- التوصيل المنزلي لاحتياجات الأسر وجعل القائمين عليها من أصحاب الأمانة والصدق.
5- دعم إنشاء الأسواق النسائية المغلقة على مختلف الأحجام.
6- تفعيل دور النقل العام كالحافلات العامة وسيارات الأجرة وإلزامها بقوانين صارمة تحفظ الأنفس والأموال كما والسعي لإدخال خدمة القطارات والمترو للمدن كثيفة السكان.
7- إعادة النظر في تخطيط الأحياء الحديثة بما يلائم مجتمعنا من حيث توزيع الخدمات والمرافق.
8- تفعيل دور النجدة والإسعاف الحكومي وإشراك القطاع الخاص.
الرد على غريب الردود (الشُـبه):
أسرد هنا بعض الردود العجيبة الغريبة التي ساقها مؤيدو قيادة المرأة في معرض ردهم على المعارضين. ومثلما ورد في مقدمة المقال، فإني سأقوم بالرد عليها في الغالب من منطلق عقلي وليس نقلي لأن إخواننا المؤيدين ينادون بالأخذ بالعقل فقط (بينما هم لا يستطيعون حتى فهم صريح القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة):
1- مالك ولنا يمكنك منع نسائك من سياقة السيارة فلا تلزم غيرك بذلك!
2- ائتنا بنص شرعي صريح يمنع المرأة من القيادة!
3- المرأة كانت تركب البعير والحمار فلماذا لا تركب المرسيدس والدتسن.
4- المرأة تقود في مجتمعنا فعلاً في بعض الأماكن "المسورة”، فلماذا لا تقود خارج تلك الأسوار.
5- إن كنتم تقولون أن منع المرأة من القيادة هو بسبب ما قد تلاقيه من بعض الشباب التافه، فلماذا لا تعاقبون الشباب بدلاً من عقاب المرأة وحبسها.
حجج:
نورد هنا بعض الحجج غير المطروقة التي قد تعين من ابتلي بنقاش أحد الداعين لقيادة المرأة. كما أود أن أسمع آراء الاخوة سواء من معارضين أو مؤيدين:
1- وجه الشبه بين وقف عمر رضي الله عنه لحد السرقة ومنع قيادة المرأة للسيارة.
2- الغرب والمستغربون وخصوصية المجتمع والفكر الإسلامي.
3- إن أردت أن تحج أحد المخدوعين بفكرة قيادة المرأة في مجلس أو نحوه ولم يقتنع "ظاهرياً" برأيك، فارتق بأسلوب حوارك إلى المنظور الثقافي والفكري والتصادم الحضاري وابتعد عن الأمثلة التي يرى أنها تافهة كالمعاكسة ومثال ثقب الإطار أو تعطل السيارة.
أخيراً، أود من الأخوة الأكارم المعارضين لقيادة المرأة للسيارة الذين يعنيهم أمر دينهم ومجتمعهم أن يشاركوا في هذا الموضوع وأن يثروه بآرائهم ومقترحاتهم البناءة. كما أدعو الأخوة المؤيدين للنقاش ومقارعة الحجة بالحجة ولنرى.
كثر الحديث (جداً) عن السماح لقيادة المرأة السعودية للسيارة وانقسم الناس بين ثلاث فرق بين معارض ومؤيد ومحايد. ولتزايد دور الإنترنت في مجتمعنا كمصدر للأخبار واقتباس الرؤى وخاصة ساحاتنا الغالية، فقد انبرى جملة من رواد ساحاتنا الأكارم ممن يعارضون هذا للمنافحة عن حياض الفضيلة بدحض حجج المؤيدين وتبصير المحايدين.
وقد استند أولئك الأكارم إلى منظور الشرع ومنطوقه الذي يرى أن المرأة عورة متى ما خرجت من بيتها استشرفها الشيطان وأن قيادتها للسيارة تيسر لها خروجها من البيت التي أمرت بالقرار فيه وغير ذلك. وقد ساقوا في ذلك جملة من الأدلة الشرعية الكافية لرد فكرة قيادة المرأة للسيارة من أصلها وإلجام المنادين بها.
غير أن ما يدمي القلب أن أولئك المؤيدون لسياقة المرأة قد سدوا آذانهم عن سماع الحق وحجبوا قلوبهم عن نور الهداية (إلا من رحم ربي). فما زالوا يرددون ما سمعوه من هنا وهناك عن حقوق مشبوهة الأصل والغايات وحريات متفسخة من رباط الدين ومكارم الأخلاق مناقضة لشرف المسلم وغيرته. وعلى الرغم من وهن حججهم وضعف عزيمتهم، إلا إن خطرهم كبير. فهم يلبسون على الناس أمور دينهم بما تيسرت لهم من سبل كالصحف والكتب وصفحات الإنترنت مستغلين بعد الناس عن دينهم وتمكن الدنيا منهم. ولولا ذلك لكان أمرهم أهون وحجمهم أصغر ولا يكاد يسمع لهم صوت ذلك أنهم ليسوا أصحاب فكر حر مبدع يأتي بالأفكار ويؤصل لها فإن بدا له بطلانها عاد عنها وأخذ بالصواب. بل هم أبواق تنعق لما لا تفهم وتردد ما تسمع من دون إعمال للعقل ولا فهم للغايات تحركها الأهواء وتلعب بها الغرائز.
إن أكثر ما ينادي المؤيدون به هو "رفع الظلم الواقع على المرأة بمنعها من القيادة وجعلها أسيرة لتمنن وليها عليها لإيصالها ونقلها وتلبية طلباتها." إن هذا لقول حق أريد به باطل، فلا يخفى على منصف ما في هذه المقولة من صحة جعلت البعض وخاصة النساء ينخدعون بها وذلك من عدة أوجه أبينها لاحقاً. فلو كان الداعون لقيادة المرأة صادقين في نواياهم، لأعملوا فكرهم فيما يرفع عنها أمر معاناتها لا أن يرددوا قول من يريد إخراجها من بيتها. وللرد على هذا وغيره من الحجج ولسد باب الذرائع، فقد رأيت أن أطرح هنا بعض الأفكار التي تيسر على المجتمع برجاله ونسائه أمور معيشتهم في حدود ديننا دين اليسر. وأورد فيما يلي عناوين لهذه الأفكار على أن نناقشها تباعاً. كما آمل من الأخوة طرح المزيد من الأفكار العملية حتى نفيد ونستفيد (ونرد أيضاً على من قال أن الإسلاميين اليوم استكانوا للنقل وعطلوا العقل).
بدائل تغني عن قيادة المرأة للسيارة:
1- تثقيف رب الأسرة بواجباته وإعانته بإرشاده لأفضل الأساليب للتوفيق بين عمله وبيته وراحته.
2- تفعيل دور الأبناء الذكور بتوعيتهم بواجباتهم نحو أسرهم وغرس المسؤولية في نفوسهم بنبذ الأنانية والتفاني في خدمة الغير.
3- تأصيل الروابط الاجتماعية بين الأقارب والجيران وغرس مبدأ كان الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه (هذا الأمر نعول عليه في الظروف الاضطرارية كما سيأتي).
4- التوصيل المنزلي لاحتياجات الأسر وجعل القائمين عليها من أصحاب الأمانة والصدق.
5- دعم إنشاء الأسواق النسائية المغلقة على مختلف الأحجام.
6- تفعيل دور النقل العام كالحافلات العامة وسيارات الأجرة وإلزامها بقوانين صارمة تحفظ الأنفس والأموال كما والسعي لإدخال خدمة القطارات والمترو للمدن كثيفة السكان.
7- إعادة النظر في تخطيط الأحياء الحديثة بما يلائم مجتمعنا من حيث توزيع الخدمات والمرافق.
8- تفعيل دور النجدة والإسعاف الحكومي وإشراك القطاع الخاص.
الرد على غريب الردود (الشُـبه):
أسرد هنا بعض الردود العجيبة الغريبة التي ساقها مؤيدو قيادة المرأة في معرض ردهم على المعارضين. ومثلما ورد في مقدمة المقال، فإني سأقوم بالرد عليها في الغالب من منطلق عقلي وليس نقلي لأن إخواننا المؤيدين ينادون بالأخذ بالعقل فقط (بينما هم لا يستطيعون حتى فهم صريح القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة):
1- مالك ولنا يمكنك منع نسائك من سياقة السيارة فلا تلزم غيرك بذلك!
2- ائتنا بنص شرعي صريح يمنع المرأة من القيادة!
3- المرأة كانت تركب البعير والحمار فلماذا لا تركب المرسيدس والدتسن.
4- المرأة تقود في مجتمعنا فعلاً في بعض الأماكن "المسورة”، فلماذا لا تقود خارج تلك الأسوار.
5- إن كنتم تقولون أن منع المرأة من القيادة هو بسبب ما قد تلاقيه من بعض الشباب التافه، فلماذا لا تعاقبون الشباب بدلاً من عقاب المرأة وحبسها.
حجج:
نورد هنا بعض الحجج غير المطروقة التي قد تعين من ابتلي بنقاش أحد الداعين لقيادة المرأة. كما أود أن أسمع آراء الاخوة سواء من معارضين أو مؤيدين:
1- وجه الشبه بين وقف عمر رضي الله عنه لحد السرقة ومنع قيادة المرأة للسيارة.
2- الغرب والمستغربون وخصوصية المجتمع والفكر الإسلامي.
3- إن أردت أن تحج أحد المخدوعين بفكرة قيادة المرأة في مجلس أو نحوه ولم يقتنع "ظاهرياً" برأيك، فارتق بأسلوب حوارك إلى المنظور الثقافي والفكري والتصادم الحضاري وابتعد عن الأمثلة التي يرى أنها تافهة كالمعاكسة ومثال ثقب الإطار أو تعطل السيارة.
أخيراً، أود من الأخوة الأكارم المعارضين لقيادة المرأة للسيارة الذين يعنيهم أمر دينهم ومجتمعهم أن يشاركوا في هذا الموضوع وأن يثروه بآرائهم ومقترحاتهم البناءة. كما أدعو الأخوة المؤيدين للنقاش ومقارعة الحجة بالحجة ولنرى.