PDA

View Full Version : خواطر غريب (2)


سردال
22-12-2000, 09:43 PM
في الموضوع الماضي، ذكرت كم كانت حالتي النفسية سيئة، وكيف وصلنا لبيت أقاربي، ثم سماعي لآذان المغرب، قمت من مكاني واتجهت في خطى متسارعة للخروج من هذا السجن الكئيب، أغلقت باب المجلس خلفي بسرعة ولبست نعالي، وخرجت من البيت، ما إن خرجت حتى وقع نظري على امرأة أجنبية من بني الأحمر، يجرها كلبها وهو يلهث ماداً لسانه، ويلتفت يميناً وشمالاً غير آبه لأحد مستمتعاً بالمكان الجميل، زاد هذا المنظر من شعوري بالوحدة، فأنا في بلدي كالغريب، لا أرى أثر لمن هم مثلي، الكل من بين الأحمر.

حملت قدماي واتجهت صوب المسجد، وأنا سائر في ذلك الشارع الضيق، والأطفال حولي يلعبون ويصرخون، وبعض الناس يمارسون رياضة المشي باستمتاع، والبعض الآخر يلعب كرة القدم، وقد نصبوا أخشاب وضعوها كالاهداف، واتخذوا من ساحة رملية بيضاء ملعبهم، ولا أسمع منهم سوا الصراخ والصياح، وأنا مشغول عن كل هذا في تفكيري بموعد الرجوع للبيت الذي بقي عليه أكثر من 20 ساعة.

وصلت للمسجد الوحيد في هذه الحارة، وهو مسجد صغير وجميل ونظيف، مفروش بالسجاد الأحمر الفاخر، ومضاء بإضاءة صفراء مشعة، ذهبت لأحدى الزوايا وجلست انتظر الصلاة، وما هي إلا دقائق حتى أقيمة الصلاة، ووقفت في الصف وصليت، وفي الصلاة زاد، حيث زالت عني الهموم وشعور الوحدة وأحسست بالراحة، وبعد الصلاة جلست أذكر الله وأتفحص الوجوه من حولي، ولاحظت أن أكثر رواد هذا المسجد هم من كبار السن، وهذا ما زادني راحة، لأن كبار السن هم البركة وهم الذين تجدهم يذكرون الله بكل إخلاص وبدون تكلف أو رياء، هم الذين فهموا هذه الدنيا وعرفوا أخبارها وأحدثاها فزهدوا فيها. هذا أحدهم قام من مكانه وهو يمد صوته بلا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

جلست في المسجد وأطلت الجلوس على غير عادتي، لأنني أحسست بالراحة لأول مرة في هذه الرحلة الكئيبة، ثم حملت نفسي حينما أحسست بأن المسجد خلى من المصلين ولم يبقى إلا القليل منهم، خرجت من المسجد قاصداً المنزل، وفي طريقي حاولت أن أجد أحد أسلم عليه، فقط أسلم عليه ويرد علي السلام، لكن لم أجد أحداً، وهذا ما أرجع شعور الاكتئاب والوحدة لنفسي، مشيت في الطريق المظلم عائداً للمنزل، وعدت لذلك المجلس الكئيب الذي ازدحم بالهدوء والسكينة والوحدة، ورميت بنفسي على أحد الكراسي، مفكراً في ما يجب علي عمله الآن، فجائتني فكرة، حيث تذكرت أحد أصدقائي القدامى الذي لن يردني إن جئته بل سيرحب بي ويضيفني عنده ويمتعني بحديثه ويؤنسني في وحدتي.

الصديق هذا هو.....

غداً بإذن الله أعرفكم بصديقي هذا :)

الفجر الجديد
22-12-2000, 10:01 PM
طولتها وهي قصيرة ياسردال !!
أنا اقولك منهو صديقك وأخرب عليك هالفلم الهندي

صديقك هو القرآن
سمعتك ياقرآن والليل واجم ..... سريت تهز الكون سبحان من أسرى

بس ترى أنا في أنتظار باقي القصة غدا.

سردال
22-12-2000, 11:02 PM
ممممممم!! :) يعني لازم تحرقين علينا المفاجأت.. :)

على العموم القرآن فعلاً هو الصديق لكن ليس هذا ما أعنيه أبداً... أنظري بقية القصة غداً

الفجر الجديد
23-12-2000, 12:47 AM
يعني لامفر من الانتظار ؟!

سردال
23-12-2000, 05:56 AM
طبعاً لازم تنتظرين.. :) وعلى العموم أنا أريد آرائكم بالخواطر وليس مجرد التعليق المقتضب.