كورن فليكس
30-12-2000, 04:54 AM
الصحافية المصرية وفاء الشيشيني التي تعمل في مجلة اخر ساعة المصرية اصطادت سهى الطويل خلال زيارتها الى القاهرة ووجهت اليها مجموعة اسئلة عن مشاركتها في مؤتمر قمة نسوان الحكام العرب وختمت الاسئلة بواحد عن سبب بقاء سهى الطويل في باريس رغم انها السيدة الاولى و يجب أن تكون في بلدها وشعبها بخاصة في مثل هذه الظروف .
سهى ووفقا لما نشرته اخر ساعة اعتدلت في جلستها وقالت للصحافية المصرية :
انت لا تتجرأين أن توجهي مثل هذا السؤال لزوجة اي حاكم عربي اخر غير ياسر عرفات .
ثم قالت انها مقيمة في باريس لان عندها ظروف خاصة وانها ليست مضطرة الى ان تبررها لاي انسان ... وأضافت انها في اقامتها لباريس فانها تنفع بلدها أكثر من اقامتها في غزة .ولكنها لم تشرح لقراء اخر ساعة كيف يمكن ان تكون الاقامة في باريس داعمة لثورة اطفال الحجارة في غزة !! وكيف يمكن ان تكون اقامة زوجة الرئيس في باريس والسهر يوميا في الشانزليزيه من اسباب صمود اطفال الحجارة وامهاتهم ... وسهى هربت الى باريس مع كل افراد عائلتها فامها معها واختها معها وهي تناضل من باريس غفر الله لها ونصرها على عدوها واخذ بيدها يا رب العالمين .
تضيف وفاء الشيشني :
قطع أحد مرافقي السيدة سهي قرينة ياسر عرفات حواري معها، ودفع إليها بمجموعة من الأوراق، جاءت علي عجل من غزة، تحمل أخبارا مأساوية، امتدادا لما تعيشه أراضي السلطة الفلسطينية منذ أكثر من شهرين 'مضمون الأوراق كانت تحمل تفاصيل القصف الصهيوني لقطاع غزة، وضرب المدنيين بالصواريخ والمدفعية، والطائرات، انتقاما لانفجار أتوبيس إسرائيلي، الهجوم استهدف أيضا بعض مقرات الرئيس عرفات وقوات الشرطة'..تبدلت ملامح السيدة سها عرفات ما بين الغضب والحزن، والقلق علي ما يجري للشعب الفلسطيني.
قالت لي بأسي : اعذريني انهم يقصفون العزل والمدنيين في غزة، لقد قطعوا عنهم الغاز والكهرباء، هل هناك وحشية أكثر من ذلك !!
ونسيت سهى الطويل فيما يبدو انها تقيم في باريس فاردفت : نحن نعيش تحت الحصار والتجويع وطرد العمالة، والصمت المتواطيء للعالم الغربي، ضاعت منا الكلمات، فقدت معناها، فماذا بعد الاستشهاد.
من الذي يعيش تحت الحصار والتجويع يا سهى ... أنت في باريس والوجبات اليومية تصلك من أفخر مطاعم الشانزليزيه فلماذا تتحدثين بصيغة أنا ونحن بالنيابة عن النساء الفلسطينيات اللواتي يعشن تحت الحصار في غزة !! كان على سهى ان تقول هم وليس نحن ... لان السيدة نحن تقيم في باريس .... على أي حال اليكم النص الكامل للحوار الذي نشرته مجلة اخر ساعة مع الاعتذار للمجلة لاننا سرقنا الحوار منها دون اذن فالمجلة لا تصل الى الفلسطينيين في الداخل وبالتالي نخشى ان لا يطلعوا على تصريحات السيدة الاولى التي هربت الى باريس لتتحدث عن نحن وليس عن هم .
وهذا هو الحوار :
سؤال :لماذا اختفت صورة ونشاط السيدة سها عرفات في الانتفاضة وهي المشهور عنها بالتحرك النشط في مثل هذه الأوقات الحرجة؟
: - أولا أنا موجودة في غزة ) لاحظ عزيزي القاريء انها قالت قبل قليل انها تقيم في باريس وانه ليس لاحد ان يسألها عن ذلك ( .. وأنا لست هنا للتبرير ولكنني كنت مكلفة بمهمة.. من قبل الرئيس الفلسطيني بخصوص الظروف الحالية والانتفاضة.. واحنا كلنا يد واحدة نبذل أقصي جهد في الداخل والخارج لدعم الانتفاضة والقضية الفلسطينية للوصول لأفضل النتائج في ظل هذه الظروف الحرجة!!
سؤال : يتردد في الأوساط الغربية مقولة ان السلطة الفلسطينية تدفع بأطفالها إلي الموت وتختبيء خلفهم وآخرها ملكة السويد.. وأنا أقول لك بدوري.. لماذا لا يتصدي الشباب بالسلاح ليدافعوا عن أنفسهم في معركة كما نراها جميعا اليوم مصيرية.. أي نكون أو لا نكون؟
قالت : سأجيب لك بمقولة امرأة فلسطينية أعلنت أنها لو تعرف أن ابنها سيخرج من بيته ليذهب ليستشهد لحبسته في غرفته وأقفلت عليه بالمفتاح.. لوضعته تحت أجفانها وأغلقت عليه عيونها.. هي أم.. لا يوجد أم في الدنيا تتمني لابنها الموت وهي علي قيد الحياة.. ولكن هذا الولد يعيش مأساة يومية.. لا يجد الخبز ليأكله.. وأبوه عاطل لا يجد عملا يكفي عائلته.. لا يشعر بأي أمل في المستقبل.. الظلم يقتله.. رد الفعل الطبيعي أن يخرج ليلقي الطوب علي العدو كنوع من الاحتجاج والدفاع التلقائي عن الذات.. مرة أخري ليس هناك أم تلقي بأولادها للموت.. هذه دعاية صهيونية ضد العرب والمسلمين منذ خمسين سنة!!
سؤال : مرة أخري.. لماذا تقتصر الإنتفاضة علي استخدام الحجارة ضد عدو يستخدم الرصاص.. لماذا لا يتصدي شباب السلطة الفلسطينية ومقاتلوها بالأسلحة.. حتي تكون المواجهة متساوية : موت.. في مواجهة موت حتي نوجع الصهاينة كما يوجعوننا؟
أعتقد ان ذلك أمر وسياسة تختص بها القيادة الفلسطينية وهي التي ترسم وتغير من سياستها علي حسب الظروف الراهنة والنضال مستمر بكل صوره وسيتطور علي حسب تغير الظروف لتحقيق غاياته المنشودة لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس..
سؤال :لماذا لم تنل المرأة الفلسطينية حقوقها رغم انها المشاركة الفعلية في النضال بطريقة مباشرة وبطريقة غير مباشرة عن طريق استشهاد أولادها وتحملها لنتائج الحرب في حياتها اليومية؟
لقد تصورنا وكنا مستعدين لذلك.. اننا سنبدأ التطور وتحديث المجتمع المدني والنهوض بالمستوي الاقتصادي والاجتماعي وخاصة ما يتعلق بالأحوال الشخصية ولكن ما فعله الصهاينة بنا انهم تركوا لنا عشرة آلاف معاق!! وأرجعونا خمسين سنة للوراء فأصبحت الأولويات مرة أخري للتحرير وإثبات الوجود.. جئنا إلي الوطن وتصورنا اننا سنبدأ.. وفعلا وضعنا قوانين للنهوض بالأمومة والطفولة ولكن الآن كل شيء توقف.. نحن في مرحلة أن نكون أو لا نكون.. هذه هي الجريمة التي ارتكبت بحقنا!!
ولكن في كل الثورات يطلبون من المرأة التي شاركت فعليا في الجهاد ومعركة التحرير.. أن تنتظر إلي ما بعد التحرير لتنال حقوقها.. وتتعرض بعد ذلك للتجاهل..علي المرأة أن تقاتل وتجاهد لتنال حقوقها..
كيف لها أن تناضل في ظل الظروف السابقة؟لا.. الوقت الآن غير مناسب.. لا يمكن والصهاينة يضربوننا بالصواريخ ويقتلون شبابنا.. ولكن بعد التحرير لابد من إصرارها علي نيل حقوقها.. هل شاهدت في المؤتمر عن المرأة.. كيف كانت النساء الفلسطينيات واعيات بالقضية وبوضع المرأة.. لقد كان الأمر مشرفا فعلا.. هؤلاء لن يتركوا حقوقهم ولكن في الوقت المناسب..
سؤال : قيل عن سها عرفات أنها تفتح بابها لتلقي مشاكل الإنسان البسيط.. فما هي هذه المشاكل التي تصرين لتوصيلها للرئيس الفلسطيني ؟
المشاكل لا تعد ولا تحصي.. خمسون عاما من الاحتلال وآلاف من حالات الإعاقة الجسدية وآخرها المصابون في الانتفاضة.. البطالة.. مشاكل اجتماعية.. في المخيمات يقيمون عشرة أشخاص في غرفة واحدة، تخيلي حجم المشاكل الاجتماعية التي تنجم عن هذا الوضع.. عامة المؤسسة الاجتماعية التي أرأسها تمثل فلسطين المستقبل تتولي هذه الأمور.. كذلك توصلنا بالإقناع وباستحداث القوانين للفحص الإجباري قبل الزواج.. لأن هناك عددا كبيرا من السيدات حاملات للجين الوراثي الذي يسبب أمراضا سيولة الدم وأمراض أخري.. كنت آخذ الأمهات لأريهن عذاب الطفل الذي ينقل له دم اسبوعيا حتي يستطيع أن يعيش وكنت أقول لهن..
أتريدن أن تنجبن أطفالا يتعذبون وتعذبن أنفسكن علي فلذات أكبادكن.. في كل مدينة أقمنا مركز لأمراض الدم والقلب والسكر للأطفال. وأنا لا أقول هذا كنوع من الدعاية فأنا أعمل حبا في النهوض بالمرأة الفلسطينية.. إنما لأعرفكم بمدي المجهود المطلوب منا للنهوض بالمجتمع وبعد ذلك يحصل ما حصل من هجوم علينا !
سؤال : مرة أخري البطالة تطل بوجهها القبيح علي المجتمع الفلسطيني كيف ترين الحل لهذه المشكلة؟وخاصة أن نصف الفلسطينيين يعملون في الأرض المحتلة داخل إسرائيل وفي أي أزمة يطردون العمال؟
الحل في رأيي الفصل الاقتصادي بيننا وبينهم وهو أول بادرة للفصل السياسي.. فرأيي أن نفتح الحدود مع مصر والأردن.. ويتقاسم العامل الفلسطيني اللقمة مع العامل المصري والأردني.. ومصر والأردن ساعدتانا دائما ونحن نطمع أن تستمر المساعدة!! الصهاينة قطعوا الكهرباء والبترول والغاز علينا.. ماذا نفعل؟) للتذكير فقط ...سهى تقيم في باريس ولم يقطع احد عليها الغاز والماء في باريس ( .
سؤال : هل يقوم الإعلام الفلسطيني بدوره في شرح القضية الفلسطينية علي مستوي الرأي العام العالمي وليس العربي وهل يستطيع التصدي للحملات الإعلامية الصهيونية..؟
المحطة الفضائية كانت تقوم بدور فعال لشرح القضية.. كذلك تقوم علي المستوي الداخلي بتشجيع الشعب الفلسطيني علي الصمود والنضال ولكن الصهاينة قصفوا المحطة.. كذلك المحطات الفضائية العربية تساعدنا في هذا الدور..
وقاطعتها قائلة :أنا أقصد أن تشتروا ساعات في المحطات العالمية حتي يصل صوتكم للعالم..
قالت : الأمر يتطلب أموالا كثيرة وهي ليست متوافرة.. الأثرياء العرب أنفسهم لم يفعلوها بكل أموالهم.. كما ان كثيرا من المحطات ترفض خاصة ونحن كلنا نعرف أن اليهود مسيطرون علي كثير من وسائل الإعلام في أوروبا وأمريكا..
سؤال : تردد عند زواجك بالرئيس ياسر عرفات.. إن السيدة سها.. تنتمي إلي الطبقة الثرية وهي ليست من سكان المخيمات.. فكيف استطعت تجاوز هذه الصورة لدي المجتمع الفلسطيني ؟
ابتسمت وقالت : ليس مهما المظاهر والأموال أهم شيء هو قدرتنا علي التضحية من أجل الوطن.. أنا من مواليد القدس وعشت طفولتي بين رام الله ونابلس وإن كانت عائلتي ثرية فهذه ليست سبة وهي من عائلات فلسطين القديمة وعندما يقولون سكان المعسكرات.. لأن الصهاينة هجروا الفلسطينيين من بلادهم، من قراهم ومدنهم.. قاطنو المخيمات في عمان وصيدا هؤلاء كانوا أصحاب الأراضي الأثرياء في فلسطين كل واحد منهم كان عنده بيت ملك وأرض يزرعها بنفسه.. الشعب الفلسطيني كان ثريا لأن عدده لم يكن كبيرا.. عامة هذا كلام صالونات لا أهتم به..) ملحوظة : والد سهى كان مدير لفرع البنك العربي في اربد والعائلة ليست ثرية كما تزعم ... الثراء هبط عليها بعد زواجها من ابو عمار ( .
سؤال : ما الذي تنتظرينه من الشعوب العربية وليس الحكومات من الإنسان العادي الذي يريد أن يساعد الفلسطينيين.. ماذا تنتظرين منه أن يفعل؟ خاصة بعدما رأيت الشباب المصري والعربي قاموا بالمظاهرات مطالبين بفتح الحدود للانضمام لإخوانهم الفلسطينيين؟
هنا ظهر عليها التأثر وقالت : لا أنسي الطفلين المصريين اللذين ذهبا إلي رفح والعريش لينضما إلي الانتفاضة.. شيء يفرح ويشعرنا بأننا لسنا لوحدنا في الميدان.. الرئيس حسني مبارك جمع الأشقاء العرب والسيدة سوزان مبارك جمعت الشقيقات العربيات والقرارات التي أصدرتها القمتان لم تكن مجرد بيانات إنما قرارات فعالة.. طالبوا بالمقاطعة الاقتصادية وطالبوا الدول التي ليست لها حدود مع إسرائيل بقطع علاقاتها الدبلوماسية لأن مصر بالنسبة لنا شعرة معاوية مع الإسرائيليين وهي تساعدنا عن طريق الاتصال وهي والأردن لهما اتفاقيات حدودية.
سؤالي محدد ماذا يمكن أن يفعل المواطن العادي لمساعدة الانتفاضة ؟
مقاطعة البضائع الإسرائيلية التي توفر السلاح الإسرائيلي الذي يحاربوننا به.. بالنسبة للنساء يستطعن أن يقاطعن كل البضائع من مستحضرات تجميل.. وملابس وكل الأشياء التي يستطعن الاستغناء عنها.. طبعا المرأة الفلسطينية قليلة الاهتمام بهذه الأشياء لظروفها الصعبة ولكن علي مستوي المرأة العربية كمجموع ممكن أن تؤثر هذه المقاطعة علي الاقتصاد الإسرائيلي..
سؤال : تم توجيه الكثير من النقد لك علي معيشتك في باريس لشهور طويلة تاركة الشعب الفلسطيني في أزماته دون وجودك لتشاركيهم المعاناة فما هو ردك علي هذا الإتهام؟
وهنا اعتدلت في جلستها وقالت لي:لن يستطيع أي صحفي في العالم العربي أن يوجه هذا السؤال لحرم أي رئيس من رؤساء أو ملوك الدول العربية..
قلت : لأنك زوجة رئيس دولة مازال شعبها يناضل.. يكافح لكي تعلن الدولة وتستقر والشعب في حاجة إلي زوجة الرئيس لأن تتواجد في ظل الظروف الصعبة لتكون له عاملا مشجعا ومساعدا ومطمئنا ؟
قالت : عامة أنتم توجهون لسها عرفات هذا السؤال لأنها منفتحة لكم وتتقبل منكم أي شيء.. عامة إجابتي علي سؤالك هو إن الإنسان عنده ظروف خاصة.. كذلك ظروف عمل.. ليس بحاجة أن يبررها لأي إنسان وأنا بالخارج بالاتفاق مع زوجي وقد يكون عملي بالخارج أنفع لبلدي من عملي الداخلي.. وهي أمور ربما لا أريد أن أفصح عنها..
سؤال : معروف عنك أنك حصلت علي الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة السوربون وهو مؤهل يعطي لك الحق أن تشاركي في العمل السياسي مع الرئيس.. فهل السلطة الفلسطينية أعطت لك هذا الحق المشروع بحكم علمك وخبرتك وتواجدك بجانب الرئيس عرفات أم بحكم اننا مجتمعات شرقية فهل يحجمون نشاطك في هذا المجال ؟
لا.. الدور الاجتماعي الذي أقوم به مهم للناس في الأراضي الفلسطينية.. الناس لا تريد أن تسمع مني سياسة.. لأن الناس بتأكل وتعيش وتتطبع بسياسة في كل لحظة.. الناس تريد أن تكون في وضع اقتصادي مليح.. وأنا أمر من البوابة الاجتماعية لكي أساعدهم في حل أي مشاكل اجتماعية واقتصادية وهو الذي أتشرف أن أقوم به للشعب الفلسطيني الذي عاني طويلا في حياته اليومية
سهى ووفقا لما نشرته اخر ساعة اعتدلت في جلستها وقالت للصحافية المصرية :
انت لا تتجرأين أن توجهي مثل هذا السؤال لزوجة اي حاكم عربي اخر غير ياسر عرفات .
ثم قالت انها مقيمة في باريس لان عندها ظروف خاصة وانها ليست مضطرة الى ان تبررها لاي انسان ... وأضافت انها في اقامتها لباريس فانها تنفع بلدها أكثر من اقامتها في غزة .ولكنها لم تشرح لقراء اخر ساعة كيف يمكن ان تكون الاقامة في باريس داعمة لثورة اطفال الحجارة في غزة !! وكيف يمكن ان تكون اقامة زوجة الرئيس في باريس والسهر يوميا في الشانزليزيه من اسباب صمود اطفال الحجارة وامهاتهم ... وسهى هربت الى باريس مع كل افراد عائلتها فامها معها واختها معها وهي تناضل من باريس غفر الله لها ونصرها على عدوها واخذ بيدها يا رب العالمين .
تضيف وفاء الشيشني :
قطع أحد مرافقي السيدة سهي قرينة ياسر عرفات حواري معها، ودفع إليها بمجموعة من الأوراق، جاءت علي عجل من غزة، تحمل أخبارا مأساوية، امتدادا لما تعيشه أراضي السلطة الفلسطينية منذ أكثر من شهرين 'مضمون الأوراق كانت تحمل تفاصيل القصف الصهيوني لقطاع غزة، وضرب المدنيين بالصواريخ والمدفعية، والطائرات، انتقاما لانفجار أتوبيس إسرائيلي، الهجوم استهدف أيضا بعض مقرات الرئيس عرفات وقوات الشرطة'..تبدلت ملامح السيدة سها عرفات ما بين الغضب والحزن، والقلق علي ما يجري للشعب الفلسطيني.
قالت لي بأسي : اعذريني انهم يقصفون العزل والمدنيين في غزة، لقد قطعوا عنهم الغاز والكهرباء، هل هناك وحشية أكثر من ذلك !!
ونسيت سهى الطويل فيما يبدو انها تقيم في باريس فاردفت : نحن نعيش تحت الحصار والتجويع وطرد العمالة، والصمت المتواطيء للعالم الغربي، ضاعت منا الكلمات، فقدت معناها، فماذا بعد الاستشهاد.
من الذي يعيش تحت الحصار والتجويع يا سهى ... أنت في باريس والوجبات اليومية تصلك من أفخر مطاعم الشانزليزيه فلماذا تتحدثين بصيغة أنا ونحن بالنيابة عن النساء الفلسطينيات اللواتي يعشن تحت الحصار في غزة !! كان على سهى ان تقول هم وليس نحن ... لان السيدة نحن تقيم في باريس .... على أي حال اليكم النص الكامل للحوار الذي نشرته مجلة اخر ساعة مع الاعتذار للمجلة لاننا سرقنا الحوار منها دون اذن فالمجلة لا تصل الى الفلسطينيين في الداخل وبالتالي نخشى ان لا يطلعوا على تصريحات السيدة الاولى التي هربت الى باريس لتتحدث عن نحن وليس عن هم .
وهذا هو الحوار :
سؤال :لماذا اختفت صورة ونشاط السيدة سها عرفات في الانتفاضة وهي المشهور عنها بالتحرك النشط في مثل هذه الأوقات الحرجة؟
: - أولا أنا موجودة في غزة ) لاحظ عزيزي القاريء انها قالت قبل قليل انها تقيم في باريس وانه ليس لاحد ان يسألها عن ذلك ( .. وأنا لست هنا للتبرير ولكنني كنت مكلفة بمهمة.. من قبل الرئيس الفلسطيني بخصوص الظروف الحالية والانتفاضة.. واحنا كلنا يد واحدة نبذل أقصي جهد في الداخل والخارج لدعم الانتفاضة والقضية الفلسطينية للوصول لأفضل النتائج في ظل هذه الظروف الحرجة!!
سؤال : يتردد في الأوساط الغربية مقولة ان السلطة الفلسطينية تدفع بأطفالها إلي الموت وتختبيء خلفهم وآخرها ملكة السويد.. وأنا أقول لك بدوري.. لماذا لا يتصدي الشباب بالسلاح ليدافعوا عن أنفسهم في معركة كما نراها جميعا اليوم مصيرية.. أي نكون أو لا نكون؟
قالت : سأجيب لك بمقولة امرأة فلسطينية أعلنت أنها لو تعرف أن ابنها سيخرج من بيته ليذهب ليستشهد لحبسته في غرفته وأقفلت عليه بالمفتاح.. لوضعته تحت أجفانها وأغلقت عليه عيونها.. هي أم.. لا يوجد أم في الدنيا تتمني لابنها الموت وهي علي قيد الحياة.. ولكن هذا الولد يعيش مأساة يومية.. لا يجد الخبز ليأكله.. وأبوه عاطل لا يجد عملا يكفي عائلته.. لا يشعر بأي أمل في المستقبل.. الظلم يقتله.. رد الفعل الطبيعي أن يخرج ليلقي الطوب علي العدو كنوع من الاحتجاج والدفاع التلقائي عن الذات.. مرة أخري ليس هناك أم تلقي بأولادها للموت.. هذه دعاية صهيونية ضد العرب والمسلمين منذ خمسين سنة!!
سؤال : مرة أخري.. لماذا تقتصر الإنتفاضة علي استخدام الحجارة ضد عدو يستخدم الرصاص.. لماذا لا يتصدي شباب السلطة الفلسطينية ومقاتلوها بالأسلحة.. حتي تكون المواجهة متساوية : موت.. في مواجهة موت حتي نوجع الصهاينة كما يوجعوننا؟
أعتقد ان ذلك أمر وسياسة تختص بها القيادة الفلسطينية وهي التي ترسم وتغير من سياستها علي حسب الظروف الراهنة والنضال مستمر بكل صوره وسيتطور علي حسب تغير الظروف لتحقيق غاياته المنشودة لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس..
سؤال :لماذا لم تنل المرأة الفلسطينية حقوقها رغم انها المشاركة الفعلية في النضال بطريقة مباشرة وبطريقة غير مباشرة عن طريق استشهاد أولادها وتحملها لنتائج الحرب في حياتها اليومية؟
لقد تصورنا وكنا مستعدين لذلك.. اننا سنبدأ التطور وتحديث المجتمع المدني والنهوض بالمستوي الاقتصادي والاجتماعي وخاصة ما يتعلق بالأحوال الشخصية ولكن ما فعله الصهاينة بنا انهم تركوا لنا عشرة آلاف معاق!! وأرجعونا خمسين سنة للوراء فأصبحت الأولويات مرة أخري للتحرير وإثبات الوجود.. جئنا إلي الوطن وتصورنا اننا سنبدأ.. وفعلا وضعنا قوانين للنهوض بالأمومة والطفولة ولكن الآن كل شيء توقف.. نحن في مرحلة أن نكون أو لا نكون.. هذه هي الجريمة التي ارتكبت بحقنا!!
ولكن في كل الثورات يطلبون من المرأة التي شاركت فعليا في الجهاد ومعركة التحرير.. أن تنتظر إلي ما بعد التحرير لتنال حقوقها.. وتتعرض بعد ذلك للتجاهل..علي المرأة أن تقاتل وتجاهد لتنال حقوقها..
كيف لها أن تناضل في ظل الظروف السابقة؟لا.. الوقت الآن غير مناسب.. لا يمكن والصهاينة يضربوننا بالصواريخ ويقتلون شبابنا.. ولكن بعد التحرير لابد من إصرارها علي نيل حقوقها.. هل شاهدت في المؤتمر عن المرأة.. كيف كانت النساء الفلسطينيات واعيات بالقضية وبوضع المرأة.. لقد كان الأمر مشرفا فعلا.. هؤلاء لن يتركوا حقوقهم ولكن في الوقت المناسب..
سؤال : قيل عن سها عرفات أنها تفتح بابها لتلقي مشاكل الإنسان البسيط.. فما هي هذه المشاكل التي تصرين لتوصيلها للرئيس الفلسطيني ؟
المشاكل لا تعد ولا تحصي.. خمسون عاما من الاحتلال وآلاف من حالات الإعاقة الجسدية وآخرها المصابون في الانتفاضة.. البطالة.. مشاكل اجتماعية.. في المخيمات يقيمون عشرة أشخاص في غرفة واحدة، تخيلي حجم المشاكل الاجتماعية التي تنجم عن هذا الوضع.. عامة المؤسسة الاجتماعية التي أرأسها تمثل فلسطين المستقبل تتولي هذه الأمور.. كذلك توصلنا بالإقناع وباستحداث القوانين للفحص الإجباري قبل الزواج.. لأن هناك عددا كبيرا من السيدات حاملات للجين الوراثي الذي يسبب أمراضا سيولة الدم وأمراض أخري.. كنت آخذ الأمهات لأريهن عذاب الطفل الذي ينقل له دم اسبوعيا حتي يستطيع أن يعيش وكنت أقول لهن..
أتريدن أن تنجبن أطفالا يتعذبون وتعذبن أنفسكن علي فلذات أكبادكن.. في كل مدينة أقمنا مركز لأمراض الدم والقلب والسكر للأطفال. وأنا لا أقول هذا كنوع من الدعاية فأنا أعمل حبا في النهوض بالمرأة الفلسطينية.. إنما لأعرفكم بمدي المجهود المطلوب منا للنهوض بالمجتمع وبعد ذلك يحصل ما حصل من هجوم علينا !
سؤال : مرة أخري البطالة تطل بوجهها القبيح علي المجتمع الفلسطيني كيف ترين الحل لهذه المشكلة؟وخاصة أن نصف الفلسطينيين يعملون في الأرض المحتلة داخل إسرائيل وفي أي أزمة يطردون العمال؟
الحل في رأيي الفصل الاقتصادي بيننا وبينهم وهو أول بادرة للفصل السياسي.. فرأيي أن نفتح الحدود مع مصر والأردن.. ويتقاسم العامل الفلسطيني اللقمة مع العامل المصري والأردني.. ومصر والأردن ساعدتانا دائما ونحن نطمع أن تستمر المساعدة!! الصهاينة قطعوا الكهرباء والبترول والغاز علينا.. ماذا نفعل؟) للتذكير فقط ...سهى تقيم في باريس ولم يقطع احد عليها الغاز والماء في باريس ( .
سؤال : هل يقوم الإعلام الفلسطيني بدوره في شرح القضية الفلسطينية علي مستوي الرأي العام العالمي وليس العربي وهل يستطيع التصدي للحملات الإعلامية الصهيونية..؟
المحطة الفضائية كانت تقوم بدور فعال لشرح القضية.. كذلك تقوم علي المستوي الداخلي بتشجيع الشعب الفلسطيني علي الصمود والنضال ولكن الصهاينة قصفوا المحطة.. كذلك المحطات الفضائية العربية تساعدنا في هذا الدور..
وقاطعتها قائلة :أنا أقصد أن تشتروا ساعات في المحطات العالمية حتي يصل صوتكم للعالم..
قالت : الأمر يتطلب أموالا كثيرة وهي ليست متوافرة.. الأثرياء العرب أنفسهم لم يفعلوها بكل أموالهم.. كما ان كثيرا من المحطات ترفض خاصة ونحن كلنا نعرف أن اليهود مسيطرون علي كثير من وسائل الإعلام في أوروبا وأمريكا..
سؤال : تردد عند زواجك بالرئيس ياسر عرفات.. إن السيدة سها.. تنتمي إلي الطبقة الثرية وهي ليست من سكان المخيمات.. فكيف استطعت تجاوز هذه الصورة لدي المجتمع الفلسطيني ؟
ابتسمت وقالت : ليس مهما المظاهر والأموال أهم شيء هو قدرتنا علي التضحية من أجل الوطن.. أنا من مواليد القدس وعشت طفولتي بين رام الله ونابلس وإن كانت عائلتي ثرية فهذه ليست سبة وهي من عائلات فلسطين القديمة وعندما يقولون سكان المعسكرات.. لأن الصهاينة هجروا الفلسطينيين من بلادهم، من قراهم ومدنهم.. قاطنو المخيمات في عمان وصيدا هؤلاء كانوا أصحاب الأراضي الأثرياء في فلسطين كل واحد منهم كان عنده بيت ملك وأرض يزرعها بنفسه.. الشعب الفلسطيني كان ثريا لأن عدده لم يكن كبيرا.. عامة هذا كلام صالونات لا أهتم به..) ملحوظة : والد سهى كان مدير لفرع البنك العربي في اربد والعائلة ليست ثرية كما تزعم ... الثراء هبط عليها بعد زواجها من ابو عمار ( .
سؤال : ما الذي تنتظرينه من الشعوب العربية وليس الحكومات من الإنسان العادي الذي يريد أن يساعد الفلسطينيين.. ماذا تنتظرين منه أن يفعل؟ خاصة بعدما رأيت الشباب المصري والعربي قاموا بالمظاهرات مطالبين بفتح الحدود للانضمام لإخوانهم الفلسطينيين؟
هنا ظهر عليها التأثر وقالت : لا أنسي الطفلين المصريين اللذين ذهبا إلي رفح والعريش لينضما إلي الانتفاضة.. شيء يفرح ويشعرنا بأننا لسنا لوحدنا في الميدان.. الرئيس حسني مبارك جمع الأشقاء العرب والسيدة سوزان مبارك جمعت الشقيقات العربيات والقرارات التي أصدرتها القمتان لم تكن مجرد بيانات إنما قرارات فعالة.. طالبوا بالمقاطعة الاقتصادية وطالبوا الدول التي ليست لها حدود مع إسرائيل بقطع علاقاتها الدبلوماسية لأن مصر بالنسبة لنا شعرة معاوية مع الإسرائيليين وهي تساعدنا عن طريق الاتصال وهي والأردن لهما اتفاقيات حدودية.
سؤالي محدد ماذا يمكن أن يفعل المواطن العادي لمساعدة الانتفاضة ؟
مقاطعة البضائع الإسرائيلية التي توفر السلاح الإسرائيلي الذي يحاربوننا به.. بالنسبة للنساء يستطعن أن يقاطعن كل البضائع من مستحضرات تجميل.. وملابس وكل الأشياء التي يستطعن الاستغناء عنها.. طبعا المرأة الفلسطينية قليلة الاهتمام بهذه الأشياء لظروفها الصعبة ولكن علي مستوي المرأة العربية كمجموع ممكن أن تؤثر هذه المقاطعة علي الاقتصاد الإسرائيلي..
سؤال : تم توجيه الكثير من النقد لك علي معيشتك في باريس لشهور طويلة تاركة الشعب الفلسطيني في أزماته دون وجودك لتشاركيهم المعاناة فما هو ردك علي هذا الإتهام؟
وهنا اعتدلت في جلستها وقالت لي:لن يستطيع أي صحفي في العالم العربي أن يوجه هذا السؤال لحرم أي رئيس من رؤساء أو ملوك الدول العربية..
قلت : لأنك زوجة رئيس دولة مازال شعبها يناضل.. يكافح لكي تعلن الدولة وتستقر والشعب في حاجة إلي زوجة الرئيس لأن تتواجد في ظل الظروف الصعبة لتكون له عاملا مشجعا ومساعدا ومطمئنا ؟
قالت : عامة أنتم توجهون لسها عرفات هذا السؤال لأنها منفتحة لكم وتتقبل منكم أي شيء.. عامة إجابتي علي سؤالك هو إن الإنسان عنده ظروف خاصة.. كذلك ظروف عمل.. ليس بحاجة أن يبررها لأي إنسان وأنا بالخارج بالاتفاق مع زوجي وقد يكون عملي بالخارج أنفع لبلدي من عملي الداخلي.. وهي أمور ربما لا أريد أن أفصح عنها..
سؤال : معروف عنك أنك حصلت علي الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة السوربون وهو مؤهل يعطي لك الحق أن تشاركي في العمل السياسي مع الرئيس.. فهل السلطة الفلسطينية أعطت لك هذا الحق المشروع بحكم علمك وخبرتك وتواجدك بجانب الرئيس عرفات أم بحكم اننا مجتمعات شرقية فهل يحجمون نشاطك في هذا المجال ؟
لا.. الدور الاجتماعي الذي أقوم به مهم للناس في الأراضي الفلسطينية.. الناس لا تريد أن تسمع مني سياسة.. لأن الناس بتأكل وتعيش وتتطبع بسياسة في كل لحظة.. الناس تريد أن تكون في وضع اقتصادي مليح.. وأنا أمر من البوابة الاجتماعية لكي أساعدهم في حل أي مشاكل اجتماعية واقتصادية وهو الذي أتشرف أن أقوم به للشعب الفلسطيني الذي عاني طويلا في حياته اليومية